عشر سنين من حكم بشار الطاغيه ... الحصاد المرّ
تحل الذكرى العشريه الاولى لاحتلال بشار الاسد الطاغيه بن الطاغيه الذي تم تقديمه وقتها على أنه إنسان واع ومتحرر من عقد الحقد الطائفيه ، وحاصل على شهادات عليا تم إيفاده إليها بناء على النظرية المعروفه التى تقول أن أكثر من تسعة أعشار المنح الدراسيه العاليه للطلاب السوريين يجب أن تكون من نصيب أبناء الطائفه العلويه التى تحكم سوريه بالحديد والنار منذ أكثر من أربعين عاما . والكل يعرف طبعا الاخراج الهزيل للمسرحية السمجه التى تم تمرير تنصيبه من خلالها بعد تعديل الدستور السوري ليناسب مقاسه الزرافي الطويل ، خلال جلسة وهميه لمجلس شعب كاذب لا يمثل أحد ، كلهم بصموا له ليكون حاكما مطلقا بصلاحيات غير محدوده ،لا يخشى أي رقابه من أي سلطة في البلد فهو قائد الجيش والقوات المسلحه وهو الامين العام القطري لحزب البعث وهو الصنم المعبود من دون الله ظلما وزورا في عاصمة الامويين الاسيره .
عشر سنين من القهر والظلم تلت ثلاثين سنه قضاها والده في سحق أي تطلع للشعب الى الحريه والانعتاق من نير البعث الذي غلّ البلد بأغلال الطائفيه ورسم صورة قاتمة لمستقبل الاجيال الى أمد لا يعلمه الا الله تعالى .
أجّج بشار وبشكل غير مسبوق مشاعر العنصريه الطائفيه لابناء العلويين ورسّخ مواقعهم التى إحتلوها سلفا في عهد أبيه في كل المواقع الحساسه في الدولة والامن والجيش ، وقوّى مركز إبن خاله رامي مخلوف في الذراع الاقتصادي ،فصار الشريك والمالك للارض ومن عليها ، لا ينافسه أحد ولا يعرف الحجم الحقيقي لاستثماراته أحد ، وأرسى قواعد حلف شيطاني رهيب مع حزب الله اللبناني لخنق لبنان وتقييده بكل القيود الممكنه بعد حادثة إغتيال المرحوم رفيق الحريري ، وما تلاها من طرد الجيش السوري شر طرده من لبنان ، فعمد إلى إغلاق الحدود بشكل كلي أو جزئي ، من خلال منع السائقين السنّه من عبور الحدود ، وتعامل مع الملف اللبناني بكل اللؤم والخسه مستغلا جيش حزب الله في إذلال السنّه والمسيحيين، وإجتياح مؤسساتهم وحرق تلفزيون المستقبل وتذكيرهم بالحالة العراقيه الماثله من خلال ميليشيات بدر وفرق الموت التى إرتبكت من المجازر ما عجز عنه اليهود والمغول والتتار وكل الغزاة الذين قدموا الى هذه البلاد الطاهره .
وهكذا جعلنا بشار بعد أبيه نرى الدولة الفاطمية القرمطيه تتشكل أمام أعيننا : المال الايراني يغزو سوريه من كل حدب وصوب فيشتري ولا يبيع ، يشترى ليس فقط الارض والمزارع والعمارت المحيطه بمقام السيده زينب ، بل ويشترى الذمم ويحرف عقيدة الفقراء ليغير البنية الديموغرافيه للاغلبية الساحقه من الشعب السوري من أبناء السنّه ، يبني الحسينيات في كل مكان ويحارب مساجد أهل السنّه ويخنق خطباءهم ويسجن نشطاءهم ويقتل السجناء في صيدنايا بحيث لا يعرف أحد كم عددهم ومن بقي منهم حيا ، ويحرم عشرات الالاف من المنفيين من حقهم في العيش في وطنهم بينما تسرح وتمرح عصابات الصفويين في كل مدينة وقرية من ارض سوريه .
يدرك العرب شيئا فشيئا ما أدركه السوريون منذ وصول حافظ أسد للسلطه : دولة شيعية تتكون في حضن ومعقل الشام ، ولكنه ادراك متأخر جدا ، يدركون ذلك عند إقدام بشار وعصاباته على إغتيال القائد السنّي اللبناني رفيق الحريري ، فتتشكل أزمة كبيرة صامته لا يعرف الا القليل أبعادها بين نظام بشار ومحيطه العربي : مصر والاردن والسعوديه ، ويتحدث الملك الاردني صراحة عن الهلال الشيعي المتولد من خلال بحار الدماء التى سالت في بغداد ، بعد أن سفحت قبل ذلك في حماه وتدمر ، إنتهاء بإجتياح بيروت وحرق تلفزيون المستقبل وإعتصام جند حسن نصر في وسطها لعام كامل يطالبون بدولتهم الفاطميه .
يغطي بشار وأحمدي نجاد وحسن نصر الله غزوهم الالهي الشيعي إنتقاما وثأرا لكربلاء ، يغطّون ذلك بقشرة رقيقه إنطلت على الكثيرين وخاصة من أبناء فلسطين المكلومين الجرحى : يزعم بشار ونصر الله ونجاد أنهم يقفون بكل قوه مع حماس ويدعمون نضالها في وجه اليهود ، وهذه هي البقره التى إعتاد كل الطغاة والظالمين الزعم الكاذب بانهم الحريصون عليها وانهم حماتها ورعاتها : فلسطين والمقاومه فمن خلال التستر وراءها يرتكبون كل الجرائم والموبقات ، وهي الستار الحقيقي لغزوهم الطائفي وهدفهم الكبير الا وهو تغيير عقيدة الناس وجرّهم الى عقيدتهم الباطله ، والهدف الاكبر والابعد والاعظم وهو ما أعلنه غلاتهم ومتشددوهم في قلب لندن وأمام السفارة السعوديه : مكه والمدينه ، يزعمون أنهم هم الاولى بهما والاحق في السيطرة عليهما من أي أحد آخر لانهم من نسل رسول الله – حاشاه ذلك - الذي لا يمكن أن يعترف بشيئ من ضلالاتهم ولؤمهم وذلك الكمّ من الحقد الذي لم تمحه كل تلك القرون على أمة الاسلام العظيم .
علي الاحمد
Saturday, 10 July 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment