Tuesday 27 July 2010

فرض العقوبات على ايران ... خطوه صحيحه
فرض الاتحاد الاوربي عقوبات جديده على إيران ، بعد سلسلة طويله ومعقده من المباحثات واللقاءات والحوارات والوساطات التى كان آخرها الوساطه التركيه البرازيليه التى فشلت في إقناع إيران بإخضاع برنامجها النووي للاشراف الدولي الحثيث والمباشر . ووصلت الامور الان بين إيران والمجتمع الدولي الى حافة القطيعه التامّه حيث تمتنع الدول الاوربيه عن تزويد الطائرات الايرانيه بالوقود ويتم مراقبة أي شركه تتعامل مع إيران في مجال التكنولوجيا الحديثه والصناعات المتقدمه .
وبمقارنة بسيطه بين الخطر النووي الايراني على المنطقه وبين الخطر الاسرائيلي ، وإذا ما إخذنا بعين الاعتبار بعض العوامل التى تميز الحاله الايرانيه عن تلك الاسرائيليه ، يبدو لنا بوضوح أنّ فرقا كبيرا بين تلكما الحالتين ، من جهة ما يمثلانه من خطر على الامة العربية والاسلاميه .
ففي الحاله الاسرائيليه كانت اسرائيل وما زالت منذ إنشائها عام 1948 تشكل تهديدا للامن العربي والاسلامي في المنطقه على أساس أنها غرست في قلب العالم الاسلامي كرأس حربة للرأسمالية الغربية الامريكيه والاوربيه في المنطقه العربيه ، وخلال عدة حروب خاضتها مع جيرانها العرب لم تكن تمثل خطرا ماحقا على وجود الامه ومستقبلها كما هو في الحالة الايرانيه ومن خلال نموذج العراق مثلا حيث قامت الميليشيات المواليه لايران بمجازر فاقت شدتها وقوتها أبشع مجازر اليهود ، وفي سوريه ولبنان يقوم النظام السوري وحزب الله بتغيير العقيدة الاصلية للسكان من خلال فرض التششيع الديني والسياسي بشتى السبل ليس أقلها القتل وإغتيال الزعامات وفرض الامر الواقع بالحديد والنار والترهيب والترغيب من خلال سيل المال الايراني عليهما .
في حرب حزيران 67 او حرب 73 او في غزو لبنان عام 82 ، كانت الحرب تقتصر على الجانب العسكري من الجبهة وتتفوق إسرائيل بدعم أمريكي خالص ، تتفوق على العرب وتكسب حروبها خلال أيام ولم يكن لها تاثير كبير على الجانب السكاني او المدن في العواصم العربيه كالقاهرة او دمشق ، ويلعب المجتمع الدولي دوره لوقف الحرب ثم يصار الى مائدة تفاوض يتفق فيها على هدنة تطول او تقصر ، ففي جبهة الجولان مثلا ما زالت الهدنة سارية بدقة كبيره لاكثر من أربعين عاما ، وفي حرب تموز الاخيره على حزب الله ما زالت الهدنة نافذة ويلتزم بها الطرفين منذ أربعة أعوام ، أمّا في حرب إيران الاولى مع العراق التى كانت تتخذ شعار تصدير الثوره وسحق الكافر البعثي صدام حسين لانه ليس شيعي بالتعاون مع المؤمن البعثي حافظ الاسد النصير الوحيد لايران في تلك الحرب الطائفيه ضد نظام العراق آنذاك ، إستمرت الحرب ثمانية أعوام ، وطحنت تحت رحاها مئات الالوف من الطرفين واستنزفت خيرات الشعبين ، ولم يلتفت الايرانيون الى تدخل العالم كله لوقفها ، وقال الخميني كلمته المعروفه : إن وقف الحرب بالنسبة لي كمن يتجرع السم .
النظام الايراني الحالي مع حلفائه الشيعه والنصيريين يشكل خطرا ماحقا لكيان الامة ووجودها ، ومن يتابع تصرفات الحجاج الايرانيين في موسم الحج كل عام يرى ذلك الحقد الدفين والعميق والذي لا يؤثر به مرّالسنين ، ومن يرى مظاهرة الشيعه أمام السفارة السعودية في لندن وهم يطالبون بوضع مكة والمدينه تحت الوصاية الدوليه ، يعرف حجم امالهم وطموحاتهم ، ومن يرى ما فعله أبطال حزب الله في مؤسسات السنّة في بيروت يوم إجتاحوها ، يعرف الفرق بين إجتياح اليهود لها عام 82 وإجتياح حزب الله لها بعد تلبيد أجوائها بالسواد وإغلاق وسطها التجاري لعام كامل ، ومن يتابع ما يحدث في سجون بغداد اليوم يعرف الى أي مدى يمكن أن يصل إليه هؤلاء القوم من إجرام .
العدو الاسرائيلي عدو حاقد ولئيم ويمثل خطرا دائما على الامة ، ولكن خطره لا يصل أبدا الى مدى الخطر الايراني لو قيّض لمخططات إيران التدميريه أن ترى النور ، وخير مثال على النفوذ الايراني هو ما يحدث في سوريه وتحديدا حول مقام السيده زينب من ممارسات عنصريه ومن تنفيث عن حقدهم المختزن منذ قرون طويله على أمة الاسلام ، وما يفعله النظام السوري النصيري في سوريه خير دليل على ما نقوله حيث حرف الدولة كلها عن مسارها وربطها بالمخطط الصفوي الفارسي ومارس إقسى أنواع البطش والفساد والافساد في أرض الشام الطهور .
من هذا المنطلق وبعد هذا السرد للاختلاف بين الخطر الصهيوني والخطر الايراني ، يمكن فهم فرض العقوبات الجديده على إيران على أنها خطوة صحيحه لكبح ذلك الطوفان الاصفر القادم من إيران والمتحالف بشده مع نظام بشار الاسد العلوي النصيري ، ورأس الحربة لهما حزب الله الشعي اللبناني ، وهذا الثالوث هو أكثر ما نخشاه على وجود الامة الاسلامية وكيانها في المستقبل المنظور .
علي الاحمد

No comments: