Thursday 17 March 2011

ما حصل في اليومين الماضيين في دمشق وغيرها من المدن السوريه إنما كان أول إرهاصات وحراك للجسم السوري المثقل بآلام عشرات السنين من الظلم والقتل والخوف وحكم الامن والبوليس . بداية تململ لجسد مخدّر منوّم مكبل بألف قيد ، يحاول أن يفك أول عقدة من تعقيدات الحبال التى نسجها الجلاد حول رقبته ورجليه ويديه ومعصميه ولسانه وحتى عينيه .
بدأ الان يبصر ويرى ما حوله : ثورات هنا وهناك وهيجان شعبي في كل مكان ، الشعوب تأخذ حريتها من جلاديها . بينما يصر الجزار القاتل الممسك بقوة بتلابيب الشعب السوري ، يصر على مواقفه ولا يتراجع قيد أنمله ، ينشر قواته وأزلامه وعيونه في كل مكان ليسجل أي حركة أو سكنة يقوم بها الفقراء والمحرومون وأبناء المعتقلين وحرائر الشام ، أنهى كل واجباته على الجبهه مع العدو ، وصار له هم آخر لا علاقة له بالجبهه ولا بالعدو ، فهي هادئة مسترخيه ووجّه كل قوته وجيشه ورجال أمنه الى حلب وحمص وحماه ، طبعا لا خوف ولا وجل من القرداحه ولا من جبال العلويين لانه المأمن الاخير له والملاذ الاخير له اذا ما ضاقت الضائقه به .
الشعب بدأ يدرك ما عليه فعله في ظل تلك الاجواء الملتهبه واعيا كل الوعي طبيعة النظام وطبيعة المرحله وماذا يعني لشخص مثل بشار الاسد أو ماهر الاسد أو آصف شوكت أن يفلت النظام من يده ويتحوّل الى الشعب المسكين المعذب كل تلك السنين .
أول الارهاصات لتلك الثورة القادمه المباركه هي ما حصل من كتابة شعارات في الليل على جدارن العديد من المدن السوريه تعارض النظام وتحث على التحرك ، ثم ما تم تناقله عن إعتقال أطفال مدرسه في درعا بسبب مشاركتهم في تلك الكتابات .
مئات يتجمعون في دمشق أكثر من مره ، عائلات وأولاد المعتقلين يعتصمون أمام وزراة الداخليه ولكن اليد البشعه الغليظه لأنصار النظام تعتدي عليهم وتضربهم وتهين النساء الحرائر وتعتقلهن بشكل وحشي .
لا بأس أيها السوريون كلها بدأت كذلك بشكل تدريجي وخفيف ، في تونس ومصر وليبيا واليمن ، وكلها تحولت فيما بعد الى براكين تهز الارض تحت أقدام الطغاة المجرمين .
كلها بدأت بسيطه ثم تحولت الى سيل جارف يطرد الوسخ والقهر الذي خلفه بشار وأبوه من قبله طيلة كل تلك العقود ، كلها كانت مثل كرة الثلج التى تدحرجت وأطاحت بالرؤوس الكبيره ، أين هو الحبيب العدلي الوزير المصري القاتل ؟ وأين هو حزب بن علي الذي إنفرط عقده في لحظه كما تنفرط حبات المسبحه ، وأين هو مبارك وأولاده ؟ هل بشار المجرم أكرم عند الله تعالى من هؤلاء الذين سبقوه الى مزابل التاريخ ؟ لا والف الف لا .
لن تكون سوريه مختلفه عن مصر وتونس ربما الا من حيث موقف الطائفه التى ينتمي اليها الرئيس وما اذا كانت ستقف معه في وجه الشعب أم أنّها ستنحاز الى خيار الشعب وتتخلى عن السراق واللصوص الذين يستخدمونها كغطاء لكل مخازيهم ، وهنا يجدر الاهابه بأبناء الطائفه العلويه لتحسم موقفها وتختار بين النظام او الشعب الذي ملّ وسئم من تلك السياسات الفارغه على مدى نصف قرن .
موعدنا مع الحرية يقترب أيّها السوريون الابطال ، سنصنع الاستقلال الثاني قريبا إن شاء الله، ستحرر سوريه وأهلها من الظلم والقهر الى الابد ، لا مخلوف بعد التحرير ولا أجهزة الامن الظالمه ولا زوار الفجر المجرمون .
إنكم تستحقون هذا وأكثر أيها الشعب السوري الذي عاني وصبر ومضع العلقم قبل أن يصله هذا اليوم الاغر الذي صار قاب قوسين او أدنى.
إنه يومنا أيها السوريون ، وقد أوشكت أيام الظلم على الزوال .
دولة الباطل ساعه ودولة الحق الى قيام الساعه .
علي الاحمد

Sunday 13 March 2011

ميثاق شرف لاسقاط الطائفيه
تقدم أحد ناشطي المعارضه السوريه قبل أيام بورقه تحت عنوان ميثاق شرق ضد الطائفيه في سوريه ، وهي في المجمل كلام طيب وموزون ولا يجادل فيه أحد ، بالرغم من أنّ كاتبها –ياسين الحاج صالح – بإنتمائه اليساري العلماني يحارب أي نزوع للتدين أو حب الدين ، لذلك فان نكهة الورقه تنحو ذلك المنحى ، حيث يطالبنا بألا نحابي أصولنا الدينيه على حساب الانتماء الوطني ، وأنه لا يجوز لاحد أن يتم تعريفه على أساس موروثه الديني او الثقافي ، يعني يريد منا أن نكون أشخاص مجردين من التاريخ او الثقافه او أي شيء يمت للماضي بصله ، وأن نكون أشخاص جدد في الشكل والمضمون والتفكير مغسولين ومنفصلين عن أي شيء يربطنا في ذلك التاريخ . وفي هذا ما فيه من الانحراف والخلل وعدم الواقعيه لان البشر مرتبطين بماضيهم شاؤوا ام ابوا ، الا اذا كان هو شخصيا لا يشعر بأي صله له بماضيه اليساري الشيوعي فهذا امر اخر ، ولا يجوز له طلب الاخرين للاقتداء به لان ماضيه اليساري الشيوعي لا يشرف احد .
ولكن الاخطر في رأيي ان الورقه تفترض خطأ أن هناك مناخ طائفي يدعو له البعض أو يروج له البعض ولا تتطرف او تكشف أن الطائفيه هي أمر واقع مفروض بقوة السلاح وقوة الجيش ، ربما بسبب وجود السيد الحاج صالح في سوريه ، حيث ممنوع منعا باتا التطرق الى أمر من هذا النوع في أدبيات الطائفيين العلويين ، ولكون السيد الحاج صالح سجين سابق ، فربما كان لذلك تاثير على عقله الباطن ذو الاحساس العميق بالجرح والهزيمه التى لقّنها له ولجميع المساجين الجلاد الطائفي كنوع من تحطيم نفسيتهم وقهر معنوياتهم تمهيدا لاحتوائهم .
الحقيقه في رأيي ان المنطق الطائفي جاء أساسا من خلال إعتماد حافظ الاسد بشكل أساسي ورئيسي على أبناء طائفته في ترسيخ دعائم حكمه ؛ حيث تم تغلغلهم في الجيش والامن بأعداد كبيره بينما منع الاخرون من ذلك او تم فصلهم او تسريحهم بشكل غير قانوني مما مهد له للسيطره على كل مفاصل الحكم من خلال من إستقدمهم للخدمه في الجيش وتم ترقيتهم بسرعه ليشكلوا النواة التى حكمت وأحكمت السسيطره على البلد من خلال القوه .
كل ما جاء في الوثيقه المذكوره جيد وعقلاني ولكن الواقع يقول أن من يقبل به يجب ان يكون هو النظام القائم على الطائفيه والمتمثل في بشار الاسد ورؤساء أجهزة أمنه وضباط جيشه المنتمين الى نفس طائفته والذين يطبفون سياسات تمييزيه عنصريه تقوم على إعتقال وطرد كل من يخالفهم .
وقد تكلم أكثر من شخصيه سوريه عن تاريخ وصول الاسد للحكم على جثث زملائه ، بعد أن قتل من قتل ونفى من نفى منهم . ليوطد أركان حكمه القائم بشكل أساس على قوة الجيش والامن وما يحويانه من عناصر طائفيه مهمتها حماية النظام ضد الشعب .
إذا الخطأ في الورقه المذكوره هو إفتراضها أنّ واقعا طائفيا هو في طور النشوء والتكوين لذلك فإن كاتب الورقه يدعو الناس الى محاربته ومقاطعته ، وليس واقعا موجودا أصلا وقائما وله أركانه ودعائمه ونظامه الذي يحميه ويقويه ولا يقبل بالمساس به .
ان هذه الورقه تقدم خدمة مجانيه لاصحاب المشروع الطائفي القائم لانها تصور للناس أنهم ليسوا كذلك وأنّ هناك فئه او أناس ينشطون الان لإذكاء هذا النهج ، وهذا عين الخطأ لان النهج الطائفي أمر قائم ومطبق ولا يجادل فيه أحد .
لا أحد يحب للطائفيه أن تكبر وتنمو ، ولكن لا يجوز لأحد أن يعمّي أو يموّه او يزّيف الواقع : الطائفيه هي مشروع النظام وسياسته منذ عقود ، وأدوات تطبيقها هم الاجهزه الامنيه الطائفيه التى تتحكم في مفاصل الحياة ، وكل القائمين على المشروع من طائفة أقليه واحده معروفه للجميع ولا يشك بها احد .
وقد إندفع الكثير من الشباب لتأييد الورقه والتوقيع عليها بدون تدقيق للامر وتحديد من هي الجهه التى جاءت بالطائفيه وطبقتها وهي الان تراعاها وتحميها ، وهذا خطأ آخر .
علي الاحمد

Saturday 5 March 2011

لماذا يصر البعض على هداية بشار الاسد ؟
المرّة بعد المرّة يطالعنا كتاب سوريون معروفون بكتابات وآراء تحمل التودد وطلب الترحم من طاغية الشام على شكل تمنيات له بالهداية والتوبه وأنه لو فعل ذلك فسوف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه . لماذا يصر هؤلاء على هذا النهج الذي يقابله الطاغيه بالنكران والتجاهل كما تجاهل كل شيء تم توجييه اليه وكأنه لايقرأ او لا يريد ان يقرأ ، ولا يسمع او أنه لا يريد أن يسمع ، مع أنّ أجهزة أمنه تسجل كل حركة وسكنه يقوم بها معارضوه .
آخر تلك النداءات والاستغاثات جاءت من الكاتب والمفكر السوري خالص الجلبي وقبله زهير سالم وغيرهم ، وكلها تحمل التوسل والتذلل وطلب الرحمه والهدايه ، وانه لو أعاد للسوريين بعض ما سلبه منهم من حقوق فإن التاريخ سيسجل له ذلك بحروف من نور ، وسيكون قمة في الاخلاق والادب والسمو ...
لماذا يصر هؤلاء على أنّ طاغية وقاتل مثل بشار الاسد يستحق أن يسجله التاريخ ؟؟ وهل يقبل التاريخ أن يسجل لمثل هؤلاء الا الخزي والعار لانهم أصلا هم من أرادوا الخزي والعار من خلال ممارساتهم البغيضه بحق شعبهم ؟
ألم تتح له الفرصة بعد الفرصه لكي يقوم بذلك وأن يعيد للشعب ما سلبه من حقوق ولكنه لم يفعل وأصر على نهجه القمعي المتكبر ، يوم إستلام الحكم زورا وتوريثا من أبيه ، ويوم إجباره على الخروج مرغما من لبنان ، ويوم تجديد حكمه بإستفتاء مزور كاذب ؟ ألم يكن لديه فرص كثيره لو أراد التغيير والاصلاح ، ولكنه ظل وفيا لنظام أبيه ولرجال أبيه الجلادين وأصحاب السجون البشعه ؟ ألم يكن حتى قبل إندلاع الثورات يصرّ على نهج محاربة التدين وفصل المحجبات والضغط على المدراس الاسلاميه، وقمع كل المعارضين وحرمان الاكراد من حقوقهم ؟؟
لماذا يحرص خالص جلبي على بشار ومستقبله بينما هو لا يحرص على ذلك ويظل يسمع ويطيع رجال أمنه ويرفض كل الوسااطات مهما كبرت وعلى شأن أصحابها ويصرّ على رفض كل شيء ما عدا ما يمليه علي الحلف الصفوي الايراني الشيعي المدعوم من حزب الله ؟؟
إذا كان هو يريد ذلك النهج ويصرّ عليه ويعتمده ويطبقه حتى هذه الحظه دون أدنى تنازل او تهاون لحقوق الناس فلماذا يصرّ وجوه السنّه أنهم يريدون له الخير ويريدون له ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه ؟ أي تاريخ هذا يا زهير سالم ويا خالص جلبي ؟ الا تخافون الله وتتقوه وأنتم تترجون لقاتل مجرم أن يتحول الى بطل وأسطوره ؟ اليس عارا عليكم وعيبا ان تصرون على ذلك ؟
صاحب التيار الاصلاحي السوري كان هو الوحيد الذي ينقصنا حيث إنضم الى زمرة المنبطحين واللاعقين والمقبلين لاحذية الطغاة ، ففي كل يوم يستصرخ وينادي : يا سيادة الرئيس ، يا فخامة الرئيس يا يا ... ولا أحد يرد عليه لا بخير ولا بشر ، ولا أحد يضعه في ميزان ولا مكيال ، اللهم الا الازدراء والتندر والضحك على لحيته ، أليس من العار ان يبقى هؤلاء على ذلك النهج ، ألم يحسوا باالعار بعد ؟؟ حتى وصلوا الى درجة تمني المجد الخلود لمن أهانهم وأذلهم وأحتقرهم كل تلك الفتره ، واذل شعبهم واهلهم وهجّرهم من ديارهم كل تلك العقود ؟؟
انا اتمنى ان يستطيل هذا المجرم في اجرامه وهذا الباغي في بغيه ، لكي يلقى مصير مبارك وبن علي والمجرم القذافي ، لان هذا هو ما ارتضاه لنفسه وما اصر عليه بكل عناد ، ولا يعرف اي شيء عن الحق او الخير او المجد .
وعلى هؤلاء الناعقين ان يستحوا ، وأن يخجلوا ، وأن يحترموا القلم الذي يستنجدون به المجرم الباغي ، عليهم ان يحفظوا ماء وجوههم ان كان بقي فيها شيء من ماء ، عليهم ان يحترموا انفسهم ويتوقفوا عن ذلك النهج البشع . دلّوني على ليبي واحد إنبطح بتلك الدرجه وتوسل للقذافي بتلك الطريقه ، دلّوني على معارض مصري واحد او تونسي رفع الاربعه ونام على أرجل قاتله لكي يعفو عنه ، دلّوني على معارض واحد أراد لابن علي المجد والخلود قبل ان تطرده ثورة التوانسه الابطال ، دلّوني على معارض مصري واحد تذلل لمبارك مثل ذلك التذلل الذي إشتهر به السوريون وفاقوا به الاخرين .
والله لنسجلنّ كل ذلك عليهم ثم لنبصقنّ في وجوههم عندما يندحر هذا المجرم ، وهي ليست مسالة سنين ، بل أيام او أسابيع ، والله لنبصقنّ في وجوه كل من تخاذل وتذلل الى كلب القرادحه ، والله لنحاسبنكم على هذا الخزي الذي تجلبوه لنا كل يوم.
خالص جلبي وزهير سالم ومحمود الخلف : كل كلامكم مسجل وأنتم تترجون لهذا الكلب المجد والسؤدد من خلال مكرمات تافهه تطالبون بها وهي حق وليست منحه ، لو حصل وفعلها فلن يكون له فضل في ذلك ،لو رفع قانون الطوارئ فليس منة منه ، ولو أخرج السجناء فليس فضلا منه ، ولو وزع بعض المال على الفقراء فليس من جيب حافظ ولا من خزانة ناعسه عليها لعنة الله ، لا فضل له في شيء من ذلك ، ولو حصل أنه أصرّ ورفض كما هو الان ، ثم رماه الشعب السوري الى مزابل التاريخ كما رمت الشعوب الاخرى حكامها وليس الشعب السوري بأقل ولا أصغير ولا أهون ، لو حصل فسوف نعدّكم من كلاب بشار ومن ناعقيه إن لم تتوقفوا عن هذا الخزي والعار الذي يلحق بكل اهل السنّه ، إستحوا على لحاكم وعلى شواربكم ، إستحوا واحترموا عقول الناس وكفى تمنيات للمجرم بحسن العاقبه ، دعوه يكمل ما بدأه لكي يلقى ما يستحقه من عقاب ، والله إنّ كل ما تقولونه مسجل عليكم وسوف تحاسبون عليه ، أنتم تخذلون الناس ، أنتم تثبطون الناس ، الشباب تتحرق وتمتاز غيظا وأنتم تتنمنون لكلب القرادحه الخير والسداد وحسن العاقبه ، لا وفقكم الله ولا بارك بكم ولا هداكم للخير اذا بقيتم على نهجكم المتخاذل هذا.
الا هل بلغت ، اللهم فاشهد
علي الاحمد

Friday 4 March 2011

فعلا سوريه الله حاميها .. ولكن ممن ؟؟؟
ما يحصل في العالم العربي من ثورات له فعل الزلزال الحقيقي ، بحيث أصبح الوضع لا يمكن التبؤ به أبدا من حيث سرعة التحولات التى تعمّ عددا كبيرا من الدول العربيه حتى الخليجيه منها ، وما رافق ذلك من تجرؤ الكثير ممن كانوا يخشون او يخافون الاعتراض على الحاكم او مجرد مخالفة ما يرغب به . وقد سارع الكثير من الزعماء الى التقرب الى شعوبهم من خلال هبات ومنح وعطاءات ، وتغيير في القوانين او إقالة للوزارات، وفي سوريه سالت القطاره التى يتكرم من خلالها بشار على شعبه المسكين فاعطى بعض الفقراء مبالغ زهيده ذرا للرماد في العيون .
وفي سوريه أيضا يسود الترقب والحذر ، وقد حصلت أكثر من حادثه تدل على أجواء التوتر والتحفز من قبل الناس ، حيث كادت حالة إحتكاك بين مواطن سوري في دمشق وشرطي مرور أن تؤدي الى ثورة ، مما دفع وزير الداخليه للنزول لمكان الحادث في سابقة غير معروفه في سوريه حيث يتكبر الوزراء ويترفعون عن معالجة قضايا الناس والامر متروك عادة للشرطه ومن ورائها الامن وعصاه الغليظه المسلطه على رقاب البشر .
الثوره الليبيه في عزّ عنفوانها ، والقذافي يخرج دفعة واحده كل ما يكنزه من جنون أعمى في وجه شعب مسالم ثار في وجهه ، وردة الفعل الدوليه بدأت تتبلور وخاصة في مجال حقوق الانسان وما يرتكبه هناك من مجازر جماعيه تذكر بممارسات حافظ أسد وجيشه في الثمانينات حيث إستباح المدن وأعمل فيها قتلا وتدميرا دون أن يعرف أحد ما يقوم به .
إن دماء الليبيين الغزيرة التى تسيل في كل مكان ، تؤسس لمرتكزات ومبادئ جديده كل الجدّه ربما يكون فيها الخير والبركه للسوريين وربما تكون عاصما لدمائهم مما يمكن أن يقوم به القاصر بشار الاسد في المستقبل القريب لو حصل في سوريه ما هو متوقع على نطاق واسع أن يبدأ في اي لحظه .
إن عبارة ( خاين يلي بيضرب شعبو ) التى رددها السوريون أمام السفاره الليبيه في دمشق لم تأت من عبث وإنما هي مقصودة لتنبيه الاجهزه الامنيه أنه لا يجوز ولا يحق لهم التورط وقمع الشعب لانه ثبت من خلال الثورة المصريه والتونسيه أن أي شهيد يسقط إنما يكون نارا وشنارا على النظام وتكون جنازته بمثابة خزي وعار وتصب المزيد من الوقود على نار الثوره وخاصة في بدايتها .
سوريه فعلا ربنا حاميها ، ولكن ممن ؟؟ من تلك العصابه المجرمه التى تتربص بها سوءا وغدرا ، ولكن رحمةالله ولطفه أخر في إنطلاق السوريين للشوارع لكي يستفيدوا من تجارب الاخرين ولكي تكون الدماء الزكيه التى تسيل كل يوم في ليبيا بمثابة عاصم وواق للسوريين من حمق وغباء أجهزة الامن للرئيس السوري . سوريه الله حاميها نعم ، ولكن يحميها من أكابر مجرميها الذين يتحكمون بالارض وما عليها ظلما وجورا .
سوريه الله حاميها على طول الخط لانها تستحق ذلك لانها أرض الشام المباركه ، وجوار بيت المقدس وفيها قبور الصحابه الكرام الذين ملؤوا الارض خيرا وعدلا وكرامه .
علي الاحمد