Saturday 9 May 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

تجديد العقوبات على ( سوريه)

جددت الاداره الامريكيه العقوبات على سوريه والتى تم فرضها قبل عدة سنوات من قبل الاداره السابقه الامريكيه بزعم ان النظام السوري يدعم ما يسمونه في مصطلحهم الارهاب ، اي حركات المقاومه العربيه ضد المحتل الصهيوني تنفيذا للسياسه الامريكيه المعروفه في دعم المشروع اليهودي في فلسطين .

ولست هنا بصدد الحديث عن مدى مصداقية النظام السوري في دعم تلك الحركات المقاومه للمحتل مع التفريق الواضح بينها ، فمثلا دعم النظام السوري لحزب الله اللبناني يختلف تماما وكليا عن دعمه لحركة حماس ، اذ ان العلاقه بين حزبب الله والنظام السوري علاقة كيان ووجود وارتباط وليست علاقه نفاق ودجل كما هي مع حماس وذلك بسبب الاختلاف الكلي بين عقيدة ومذهب كل من حماس وحزب الله ، ولكني هنا اود الحديث عن موضوع تجديد تلك العقوبات لعام اخر واهمية التفريق بين سوريه (النظام الحاكم ) وسوريه الشعب والارض والوطن والتاريخ والحضاره .

بداية ، لا بد من القول انه في الاحوال العاديه فانه لا يجوز لاي مواطن ان يوافق او يقبل بفرض اي نوع من العقوبات على حكومة بلده من قبل اي دولة اخرى ، والطبيعي ان يكون كل مواطن يقف مع بلده ضد اي نوع من انواع تلك العقوبات حتى لو كان يختلف مع حكومة بلده ، ولكن لا بد من الاستثناء عندما تكون الحاله هي الحكومة السوريه ونظامها الذي يفرض نفسه بقوة السلاح والسجون على سوريه الشعب والانسان والحضاره والتاريخ ، لفتره اسطوريه تزيد عن اربعة قرون ، وينتهج سياسة من ابشع السياسات واقساها ضد ابناء الوطن ، بحيث يخير من يخالفه بين عدة خيارات احلاها هو المر بعينه : السجن او القبر او النفي خارج حدود الوطن .

نعم الاصل ان يقف كل مواطن الى جانب بلده عندما يتعرض لاي عقوبة او اعتداء من الاخرين ، ولكن في الحاله السوريه فان النظام وصل في الطغيان والتعسف والظلم الى درجة لا تطاق بحيث دفعت العديد من من ابناء سوريه الى تاييد اي صغط او عقوبة تاتي من اي طرف اخر علها تحد من قدرة ذلك النظام على البغي والاستمرار في نهجه التدميري للوطن وللانسان .

ان تجديد ادارة اوباما للعقوبات ضد النظام وليس ضد الشعب السوري بحيث تفرض قيودا على تعامل الداره الامريكيه مع النظام السوري ، وتمنع تصدير بعض السلع الى ذلك النظام ، ان ذلك من شانه ان ان يذكر بشار الاسد واتباعه انه اذا لم يكن لديهم نوع من الاحساس او الذوق العام تجاه ما يمارسوه من سياسات قمعيه ، فان الاخرين في العالم ينظرون ويراقبون ما تقوم به تلك الفئه التى تتحكم بمقدرات وخيرات سوريه .

لو كان هناك ما يشبه الاتفاق او الاجماع بين قوى الخير في العالم ضد كل نظام يضطهد شعبه ويمارس السجن والتعذيب لمن يخافون ، لو كان مثل ذلك الامر موجودا فانه سيفرض على بشارالاسد ان يفكر مرتين قبل الاستمرار في نهجه التعسفي والاقصائي لكل مخالفيه .

اما من يتخذ من حقيقة ان هناك انتقائية او ما يسمى بالكيل باكثر من ميزان في التعامل على المستوى الدولي واهمال او تجاهل ما تفعله اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني فان ذلك لا يبرر بحال من الاحوال ما يقوم به النظام السوري وامثاله من اعتداءات وانتهاكات لحقوق مواطنيه ، لانه ببساطه شديده فان ما تقوم به اسرائيل ليس هو المثال والقدوه للاخرين لكي يقتدوا بها في انتهاك الحقوق وسلب الحريات ، فاذا تجاهل النظام الدولي ما تفعله اسرائيل فهذا لا يعني ان بشارالاسد حر فيما يفعله بانتظار ان تتم معاقبة اسرائل قبل معاقبته .

علي الاحمد

No comments: