Sunday 17 May 2009

تعليق على مقال احمد ابو مطر حول اخوان سوريه
كتتب السيد احمد ابو مطر مقالا نشره في موقع ايلاف الالكتروني تناول فيه عددا من النقاط حول جماعة الاخوان السوريين ومسيرتهم ومواجهتهم المعروفه من النظام البعثي العلوي في سوريه ، الذي ما زال يجثم على صدر تلك الدولة العريقة في ماضيها والمثقلة بهموم حاضرها الذي صاغه وبناه البعثيون على دعائم من دماء وعظام وجماجم الاف من السوريين في السجون والمعتقلات والاف اخرين في المنافي الطوعية منها والقسريه .
وللتعليق على بعض ما جاء في مقاله من نقاط اشكاليه لا بد من القول بداية انه استعار او اقتبس معنى ظل يدندن له الكاتب العلوي نظال نعيسه المحسوب على اجهزة النظام القمعيه ، وذلك المعنى هو انه في دولة ذات طوائف وملل ونحل متعدده لا يجوز للاخوان ان يسموا انفسهم بالاخوان المسلمين لان ذلك سوف يستدعي بالضروره ان يكون هناك اخوان شيعه واخوان دروز واخوان كاثوليك الى غير ذلك من المسميات ، وهو بذلك يتعامي او يتغافل عن حقية لا يمكن القفز عليها وهي ان سوريه دولة غالبية سكانها مسلمون سنه وليسوا مسحيين كاثوليك او روما ارثذوكس او علويين منحرفين او صابئة ، وان موقع سوريه في وسط محيط اسلامي وليس في اوربه او على حدود روسيا الشيوعيه ، ولو ان كلام السيد ابو مطر صحيح او مقبول فان علينا ان نستنكر على الاوربيين ان يسموا احزابهم باسماء مثل : الحزب الكاثوليكي الاجتماعي ، او الحزب القومي المسيحي او رابطة الروم الكاثوليك وغيرها من الاسماء ، لو كانت سورية دولة تقع على حدود الصين او وسط اسكندنافيا لربما قبلنا منه ذلك اما ان تكون دولة فيها قبر خالد بن الوليد وقريب منها قبر معاذ بن جبل وعبيده بن الجراح وجعفر بن ابي طالب ولا تبعد عن بلاد الحرمين ومكه والمدينه سوى ساعات بالسياره او الطائره ، وفيها ينتشر الوعي الاسلامي وتترسخ فيها عقيدة التوحيد وتضرب في اعماقها بالرغم من غمامة السواد التى نشرها البعثيون قتلا وغدرا وسفكا للدماء ، بالرغم من كل هذا وذاك فان السيد ابي مطر يريد منا ان نكون غرباء في اراضينا وان نستسلم ونسلم بقيادنا الى اقليات منحرفه ضالة مضله عاشت وبقيت فيها الحياة بسبب تسامح وعطف المسلمين وتعاليم الاسلام التى لا تجبر احدا علىتغيير دينه من غير قناعة راسخه.
ان موجة المد القومي التى سادت في الحقبة الماضيه والتى انكشف عوارها وخبر الناس حقيقة روادها من البعثيين والقوميين الذين عاثوا في الارض فسادا ونسوا وتجاهلوا كل شعارات الواحده والحريه والاشتراكيه التى اصموا اذاننا بها في الستينات والسبعينات وتحولوا فور سيطرتهم على سوريه الى وحوش كاسره كشفت عن انيابها بسرعه وصارات اخطبوطا ياكل الاخضر واليابس ، وكرست سيطرتهامن خلال السجون والمعتقلات ونفي الاف الناس من اوطانهم فقط ليصفو لهم الجو ولا يسمعون اي كلمة تنافسهم ان تعارض اساليبهم القمعيه .
اما موضوع الصراع الدامي الذي نشب في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات والذي اسهب السيد ابي مطر في الحديث عنه محملا الاخوان جميع اوزاره فهو خطا ووهم اخر وقع السيد ابي مطر ، والا فهل يقبل السيد احمد ان يعيش ابناء سوريه من اهل السنه والجماعة عبيدا او خدما عند الضباط العلويين الذين يسيطرون على الجيش والامن والاقتصاد وكل مرافق الحياة ، وهل يقبل ان يرى التمييز والعنصرية تستشري وتمتد بحيث يشعر المواطن انه من الدرجة الخامسه في وطنه بينما يتحكم اشخاص اثمون مارقون عن القيم والاخلاق يترصدون بكل مواطن ذو حمية او دين ليزجوه في غياهب السجون بلا محاكمة ولا تهمة سوىانه لا يقبل بسيطرتهم الكامله على مقدرات سوريه من خلال القتل والترهيب ، ثم ما هو الفرق براي السيد احمد ين اليهودي الذي جاء من افاق الارض ليغتصب وينتهك ارض فلسطين وبين بشار الاسد الذي ينتهك ويغتصب سوريه كلها بالقهر والظلم والقتل والقوانين العرفيه ويرثها عن ابيه خالصة مخلصة بدون ادنى محاسبة او مراقبة له عما يفعل وعما يسرق من خيراتها ويودعه في حسابات اشقائه واقاربه من ال مخلوف ، ما هو الفرق يا سيد ابي مطر بين محتل خارجي يشرق وينهب ويقتل وبين مغتصب داخلي ابشع واشد قسوه ؟؟؟
ثم الا يعلم السيد ابي مطر انه عندما تقع مواجهه بين مكونات الوطن الواحد نتيجة لطغيان فئة على اخرى فانه يتوقع وبشده ان تنفلت الامور عن نصابها وان يستشري القتل والتصفية على الهويه ، وان المسؤول عن كل لك انما الطرف الاثم المعتدي الذي دفع بالبلاد الى تلك النتيجه وهو هنا حافظ الاسد المقبور في جهنم ومعاونيه من العلويين الذين جاؤوا بانقلاب عسكري جر كل تلك الويلات والماسي على سوريه ، واذا قال قائل ان الانقلابات كانت موضه سوريه بامتياز في ذلك الوقت ، فان الرد على ذلك ان الانقلاب الاخير لحافظ الاسد اتخذ من التصفيات الجسديه والنعصريه طريقا له بحيث كرس واسس لسيطرة فئة صغيرة من ابناء سوريه على كل مقدراتها مغلفا ذلك بغلاف رقيق كاذب من ابناء السنه الذيم هم السواد الاعظم ، بحيث استخم قشرة البصله مصطفى طلاس وعبد الحليم خدام وعبد الله الاحمر ليقول للناس : انظروا هؤلاء السنه شركاء معي في انتهاك وتطويع سوريه كلها للذل والقهر .

هل يقبل السيد ابي مطران يعيش في بلاده فلسطين وهو مصنف على انه مواطن من الدرجه الخامسه ؟ هل يقبل ان يعيش في وطنه ذليلا خائفا مرعوبا لا يعرف في لحظة من ليل او نهار يتم اقتياده الى سجن لا يرجع منه ابدا حيا الى اولاده ؟ هل يقبل السيد ابي مطران يرى اللصوص وهم يعيثون فسادا ونهبا وسرقة لخيرات ارضه ثم يلوذ بالصمت ، هل يقبل السيد ابي مطر ان تتنصر سوريه او تتتشيع وهو لا يملك ان يرد ذلك او يصده ؟ اذا كان السيد ابي مطر يقبل شيئا من ذلك فعليه ان يلوم الاخوان لانهم رفعوا السلاح في وجه نظام اسؤأ من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيه واسؤأ من اليهود في فلسطين .
ان اي مواطن حر ابي شريف لا يقبل ان يكون ذليلا في ارضه ، والموت الف مره اسهل من ان ترى الهوان بعينك ولا تقبل له ردا ، نعم حصل فشل واخفاق في تجربة الاخوان السوريين ،وللسيد ابي مطر كل الحق ان يعترض وينتقد الاسلوب الذي انضم به الاخوان الى خدام بعدماضيه المعروف مع النظام القاتل ، ولكن ليس كل تلك التجربه خطأ . التصدي للمعتدي ليس خطأ حتى لو كان المعتدي قويا وجبارا ومتغطرسا ، ومواجهة الظالم ليس خطأ حتى لو ادت الى ما ادت اليه ، ورفض الذل والخضوع للانذال ليس خطأ ، الخطأ ان نستكين ونقبل الهوان في ارضنا ، الحق والصواب هو ما فعلته حماس والشعب الفلسطيني في انتفاضته الاولى والثانيه والاخيره عندما تصدوا للعدوان الهمجي بصدور عارية الا من الايمان وقاوموا بالحجر اعتى الالات الحربيه في الوقت الحاضر وقدموا الاف الشهداء ، الحق والصواب فيما فعله ويفعله الشعب السوري يمختلف اطيافه وتنوعاته في وقوفه بوجه الظلم والطغيان الذي يمثله نظام بشارالاسد العنصري ، نحن نعترض على بعض ممارسات البعض من قيادات الاخوان التى مارست الدكتاتوريه والقفز فوق المحاور والتلون باكثرمن لون واستجداء العطف والصفح من الظالم المعتدي نظام بشار الاسد ، نعترض على الدكتاتوريه حتى لو كانت من اصحاب اللحى الطويله ، ونعترض على التزييف في تطبيق احكام الاسلام عند وقوع الاختلاف في الراي ، ونعترض على كتم افواه الناس في عصر الحريات وثورة المعلومات وتناقل الاخبار في لحظه واحده . مع التحيه للسيد ابي مطر والرجاء ان ينظر فيما قاله بعين مفتوحة على الحقائق وليس على ما يبثهالنظام وازلامه م دعايات هدفها تكريس الواقع الحالي بكل ما فيه من ماسي والام .
علي الاحمد

No comments: