Saturday 9 May 2009

واخيرا نطق سيادة الرئيس بشار

واخيرانطق بشار الاسد الجوهره وقال رايه في الاخوان السوريين بصراحة متجاهلا بشكل كامل تلك المبادره التى اعلنتها قيادة الاخوان قبل اشهر عديده ، وقال الرئيس المنصب عنوة على رقاب الشعب السوري قال صراحة ان الاخوان حسب تعبيره لا يعدوا ان يكونوا مجموعة من (القتله ) لانهم كما قال يقدمون مبررا وعذرا للناس لانهم يقتلون من يخالفهم او يعادي مبادءهم ، وشبههم بطريقة اسامه بن لادن في التعبير الخاطئ عن الدين كما قال .

طبعا انا هنا احب ان اعلق على موضوع تعليق الاخوان لمعارضتهم للنظام وكيف سيكون موقفهم بعد هذا التصريح العلني لراس النظام السوري حولهم ، وليس على نص كلامه وحقيقة كون الاخوان كما قال ، او انهم كانوا في حالة دفاع عن النفس في وجه نظام امني بوليسي قمعي لا يرحم .

من الواضح هنا ان ليس بوسع قيادة الاخوان الحاليه ان تتمدد اكثر في انبطاحها وتوددها للنظام ، فبعد ان كتب نضال نعيسه قبل اسبوع او اكثر ما كتبه من شروط لقبول مبادرة الاخوان ، جاء الان كلام بشار صريحا واضحا انه لم يغير نظرته ولا تقييمه لهم الذي مضى عليه اكثر من ربع قرن وانه لا يابه بكل طروحات ومبادرات ومراجعات وتغييرات البيانوني لمواقفه ، وانه انما يحكم عليهم ويقيمهم من خلال النظرة المليئة بالحقد والحنق والغل لانهم وقفوا يوما في وجه ابيه وقالوا له لا نوافق على تحويل سوريه كلها الى مزرعه لال الاسد ، ولا نوافق على تحويل سوريه كلها الى كيان طائفي شيعي تحكمه اقلية فاسده مفسده ، ولا نوافق على نهب خيرات سوريه وتحويلها الى حسابات ال مخلوف ولا نوافق على حكم الحديد والنار الذي كان وما زال يسود في سوريه ، وقدموا في سبيل ذلك اكبر التضحيات من الاف مؤلفه من الشهداء والمفقودين والمنفيين عن الوطن كل تلك المده من الزمن .

اظن ان قيادة الاخوان الحاليه ان كانت تعير ادنى قيمه للذوق او الكرامه او مبادئ الاسلام التى لا تقبل الخضوع للعدو مهما كان جبار او قويا ، فان تلك القياده بعد موقف بشار هذا ستعيد النظر في مواقفها وتراجع نفسها مرة اضافيه بعد كل تلك المراجعات التى طنطنت وزمرت لها ، وتقر بان رهانها على اخلاق او ضمير بشار انما كان رهان اكثر من خاسر ، ولا ننتظر من راسمي سياسات الاخوان السوريين حاليا ان يستقيلوا جميعا لفشلهم الذريع على تلك الرهانات ، لان استقالتهم غير وارده في المدى المنظور وحسب ما عرفناه عنهم من تصوير كل الهزائم السابقه التى منوا بها على انها نجاحات او انجازات لا مثيل لها ، ولكن ننتظرمنهم موقفا يعودون فيه الى رشدهم وعقلهم ويقروا بالحقيقه الساطعه وهي : انهم امام نظام بشع لا يرعى في مسلما ولا ذمه ، وانهم اذا كانوا غير قادرين على مواجهته في الظروف الحاليه فلا اقل من التوقف عن استجدائه ومد يد التسول الى رؤوس ذلك النظام العفن ، والاقرار وبلا رجعه ان لا مهادنة مع ذلك النظام بعد اليوم ولا تفاوض ابدا معه .

لقد جربت قيادة الاخوان تلك – وهي تكرر نفسها منذ ثلاثة عقود – جربت كل اساليب التفاوض ولم تجد شيئا ، وجرب احد كبار قادتها ان ينزل بنفسه الى سوريه ربما يجد حلا لتلك المعضله التى عبر عنها بشار بالامس وهي رفض النظام التام لوجود الاخوان في سوريه تحت اي صيغة من الصيغ ، لذلك من الافضل لهم الان ان يقفوا عند تلك الحقيقه الناصعه وهي ان لا مكان لهم في سوريه طالما بقي هذا النظام ، وبماانه في المدى المنظور فان النظام باق ويملك اسباب الاستمرار لفتره قادمه ، فان من المروءة وستر الوجوه ان تقبل تلك القيادات بما قبله قبل شهر من الان المرحوم الشيخ حسن هويدي ، وان تقبل برضى نفس الموت في الغربه عن العيش في ذل تحت ظل نظام بشار الاسد وان ترفض والى الابد خيار الشيخ ابي غده الذي حاول ان يجر الجماعة كلها اليه .

من اكبر العار بعد اليوم على البيانوني او غيره ان يكتب او ينطق بكلمة واحدة فيها تذلل او تقرب او تزلف للنظام السوري ، وعليه ان يقلل بقدر الممكن زمن بقائه على راس الجماعه بعد فشل كل خياراته سواء بقفزه البهلواني تجاه خدام ، او يقفزه العكسي تجاه النظام بحجة احداث غزه ، وربما من الافضل له ان يجد مكانا بعيدا يعتكف فيه بقية عمره يستغفر ربه على ما عمل ويخط لنا كتابا واحدا في حياته يعترف فيه بندر قليل جدا من الاخطاء التى ارتكبها .

علي الاحمد

No comments: