شروط العلويين لقبول استسلام الاخوان
ربما كانت المره الاولى التى يتحدث فيها احد الكتاب البارزين المحسوبين على نظام المخابرات السوري ، وربما – اقول ربما – كان يقبض راتبه من احد فروع الامن الكثيره لقاء نشاطه الملحوظ في الدفاع عن النظام الاقلوي الحاكم في سوريه ، وتتاح له الفرصه للنشر في المواقع الكترونيه المحجوبه في سوريه مثل ايلاف وغيرها . اقول للمره الاولى يتحدث فيها بشكل صريح وواضح بلا مواربه ولا ابهام عن شروط العلويين الحاكمين لسوريه لاستسلام الاخوان تماما لهم وقبولهم بالرايه البيضاء التى رفعها المراقب العام للاخوان السوريين قبل اشهر عندما علق نشاطاته المعارضه ضد النظام مستغلا الاحداث المؤسفه من العدوان الاسرائيلي على غزه ليوحد الجهود- كما قال – ضد العدو المشترك ، على اساس ان النظام السوري ليس عدو للشعب وللوطن ولنهضته وكينونته بما يمثله من كابوس حقيقي على كاهل سوريه المثقله بالالام من هذا النظام .
كتب السيد نضال نعيسه مقالا تحت عنوان (المطلوب من اخوان سوريه ) يقول فيه ان احد اهم الاشياء المطلوبه من الاخوان لقبول استسلامهم الكامل هو ان يغيروا اسمهم اولا لانه يثير الرعب ،وان يكون حزبهم مفتوح لكل السوريين للدخول فيه والا ينحصر قبول الانتساب اليه الى مكون معين ، يقصد ابناء السنه من السوريين ، وكذلك فانه يطلب من الاخوان تحمل المسؤوليه كاملة عن احداث المواجهات التى حصلت في الثمانينات والاعتذار علنا عنها ، والاهم من ذلك كله ان تغير الجماعه من تفكيرها العقدي الذي تتميز به عن غيرها كما قال ، اي بتعبر اخر ان تنسلخ من جلدها وتلبس جلدا اخر مختلف تماما لكي يرضى عنها السيد نعيسه ومن وراءه ومن كلفه بكتابة شروط الاستسلام هذه .
ويستطرد السيد نعيسه ليقول ما معناه ان تاسيس حزب في سوريه على اساس ديني امر مرفوض بذريعة ان ذلك يعنى وجود اخوان علويين واخوان مسيحيين واخوان كلدانيين واشوريين الى اخره ، والبديل عنه طبعا هو ان يبقى الامر كما هو عليه الان بحيث يسحق الجميع وتكتم انفاسهم بينما يبقى العلويون يتمتعون بكامل الحريه ويستنزفون خيرات البلاد ويحرم الاخرون حتى من ابسط الحقوق بسبب الخوف الكامن في قلوب العلويين ان ينافسهم احد على غنيمتهم التى غنموها بالغدر والخسه وسفك الدماء ، وهكذا يساوي السيد نعيسه بين طائفته الاقليه المتحكمه في كل شيء وبين باقي ابناء الوطن حتى لو كانوا الاغلبيه الساحقه ،فاذا كانت تلك الاغلبيه الكبيره تسبب ادنى احراج او ازعاج لابناء طائفته المتسلطين ، فانه يجب ان تكتم انفاسهم ويحرمون من كل حقوق البشر لكي تنام تلك الطائفة الاقلية قريرة العين ، ومن يفتح فمه بكلمة واحده فان السيد نعيسه لن يتوانى عن وصفه باقذع الاوصاف على انه طائفي متحجر بمعنى ان كل ما يمارسه العلويون من ممارسات لا باس بها ولا عيب وليست طائفيه وهي حق كفله الدستور لهم لانهم سرقوا السلطه من باقي ابناء الشعب ، اما ان يفتح شخص فمه ويعترض فان ذلك هو الطائفية بعينها .
من الواضح تماما ان السيد نعيسه ومن وراءه يتحدث من منطق الغطرسة والقوة الغاشمه سيما وان النظام الان في حالة استرخاء واستراحه بعد ان انجلت الضغوط التى كانت تحيق به ، فهو يملي لاءاته وشروطه على المساكين المتسولين العطف والرحمة ممن لا عطف ولا كرامة ولا شهامة فيه ، يلهثون وراءه تحت مسميات تختلف من وقت لاخر : طي صفحة الماضي ، التعالي على الجروح واخيرا وليس اخرا رص الصفوف في مواجهة العدو .
ان على كل من يراهن على النظام ان يقرأ فيما قاله نعيسه على انه اول القطر الذي سينهمر بعد ذلك عليهم لو قبلوا اي شيء يتعهد به النظام لانه فاقد لابسط متطلبات الصدق بالعهد والوفاء به وهم –اي قيادة الاخوان- اكثر من جرب وخبرالاعيبهم واساليبهم وكما يقال من جرب المجرب ....لذلك عليهم ان يقرؤا تلك اللهجة المتغطرسة المتعنته في مقال نعيسه على انها بروفه لما سيجدونه من اولئك القوم وقديما قيل العفو من شيم الكرام فهل يعرف هؤلاء شيئا عن الكرم او الاصالة او الاخلاق على الاقل من التجارب التى عرفناها عنهم ؟؟؟؟
Sunday, 12 April 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment