Sunday, 28 October 2007

الى السيد اشرف المقداد حول زوجة قريبه (العلويه )

كتب السيد اشرف مقالا مصغرا تحدث فيه عن زيارة قام بها الى احد اقاربه في استراليا وتفاجأ ان زوجته تنحدر من اصل علوي بينما هو من حوران ، واستغرب ايضا انها تجيد تحضير ( المنسف) الحوراني ( لانها شاميه كما يقول ) ، ثم دار بينهم حديث طويل استعرضوا فيه عشرين سنه من الفراق بينهم حتى وصلوا الى السياسه والمعارضه وجبهة الخلاص ولاحظ السيد اشرف اهتمام زوجة قريبه بموقف الاخوان المستقبلي من حقيقة كون العلويين اقليه (بحسب تعبيرها ) ، وما يمكن ان تقدمه المعارضه لتطمين تلك الاقليات .

وهناك شيء ايجابي ايضا كما قال السيد المقداد ان تلك الزوجه اقرت بفساد النظام وانحرافه وتهوره وانه فاقد للمصداقيه والشرعيه ، وانها تظن انه ساقط لا محاله يوما ما ولكن سؤالها هو : (وسألتني وبكل صراحة :"هل تريدوننا أن نعود لنكون خدَّامات لديكم(السنِّة)؟؟؟؟؟"ولا انا محظوظةمتزوجة سنِّي؟؟؟؟؟؟؟

وهنا لا بد من الاشارة ان تلك الهواجس تراود الكثيرين وخاصة من الكتاب العلويين وغيرهم ممن يتوقعون انه لو حصل اي تغيير مفاجأ او غير متوقع في تركيبة النظام الحالي بحيث يفقد النظام قدرته الحاليه (الطائفيه) ، يتساءل الكثيرون عما سيؤول اليه حال الطائفه العلويه بالتحديد لانها عمليا وواقعيا هي الحاكمه الفعليه للبلد ، والمسيطره على كل شيء تحت غطاء رقيق مثل قشرة البصله من بعض ابناء السنه الذين لا حول لهم ولا طول ، والذين سوف يقولون ببساطه : نحن كنا مجبرين على ما قمنا به ، ولو لم نفعل ذلك لقتلنا بشار مثل قتله للكثيرين ، وانه لم يكن لدينا خيار اخر الا التعاون مع النظام الباغي او السجن او النفي كما حصل للسيد خدام .

وللاجابه على سؤال تلك الزوجه (العلويه) الخائفه ان تعود اخواتها من بنات الطائفه الى الخدمه كما تقول في بيوت السنه ، هناك اكثر من اجابه : الاولى هي ان نقول لهم ونحن الذين ذقنا الويلات على ايديهم ، وتجرعنا كأس القتل والسجن والنفي والتشريد عن وطننا لعشرات السنين ، ان نقول لهم كما قال الرسول الكريم لاهل مكه : اذهبوا فانتم الطلقاء ، لقد عفونا عنكم ونحن ابناء وطن واحد ولقد نسينا كل دماءنا وشهداءنا الذين ذبحتموهم كالنعاج في سجن تدمر وصيدنايا والمزه وفرع فلسطين وغيرها .

ولكي نكون واقعيين فان مثل تلك الاجابه تحتاج ان يكون لدينا ما كان للرسول من خلق كريم فريد معجز يسنده ويوجهه الوحي الالهي لحظة بلحظه ودقيقة بدقية ، (وانك لعلى خلق عظيم ) ( كان خلقه القران ) ، اما نحن اليوم فاننا ( ليس الاخوان فقط ) وانما شرائح واسعه جدا من المجتمع وخاصة اهل السنه وهم الاغلبيه من الشعب السوري والاكراد ، مررنا بظروف واهوال لا تطيقها الجبال الراسيات من القمع والظلم والبطش والفقر وهتك الاعراض ، وحسب رايي المتواضع فأن تستطيع ان تقنع كل تلك الملايين المحرومه والمقهوره والمقموعه ، ان تقول لهم عبر احدى الفضائيات : ايها الشعب السوري العظيم اعفوا عن اخوانكم العلويين وانسوا كل شهدائكم ومفقوديكم ، واصفحوا عن كل ما لاقيتموه منهم من اذى وظلم ، والوطن للجميع وبوسوا شوراب بعضكم البعض وانتهى الامر . هل يمكن ان تقبل تلك الملايين بذلك ؟؟؟ انا اشك كثيرا في الامر . ِ

الاجابة الثانيه كما يلي : لماذا لا يساعد العلويين انفسهم ويساعدوا ابناء وطنهم للتاسيس لفكرة العفو والصفح والتسامح وذلك من خلال مبادرة يقوم بها امثال تلك المراة التى ذكرها السيد المقداد ، وشكلوا من خارج سوريه مثلا جمعيه او مجلس يسموه مجلس العلويين للاصلاح يكون من اهم اهدافه اقناع بشار وعائلته ان الطريق السليم لحفظ مستقبل تلك الطائفه في سوريه هو ان تتراجع تدريجيا عن قمعها وظلمها وتنكيلها بابناء سوريه ، وتتخلى بشكل تدريجي وممنهج عما اكتسبته خلال العقود الماضيه من امتيازات وتفوق على الجميع وترجع جزءا عاديا من المجتمع لها ما له وعليها ما عليه ؟ لماذا لا يفكر العلويين المتنورون بتلك الطريقه ويبدؤوا خطوة في الاتجاه الصحيح بان يقولوا لبشار ان ما تقوم به خطأ وسيجلب لنا الموت والدمار يوما ما طال الزمن او قصر لاننا نظلم ونقمع ونذل ابناء سوريه الكرام ؟ لماذا لا يكون من امثال تلك المراة العلويه من يفكر اكثر بمستقبلهم في سوريه لكي لا يرجعوا خادمات كما تقول هي وتتوقع هي ؟؟؟

ان من يقرر مصير العلويين عندما يتغير النظام يوما ما هو بالتحديد ما يمكن ان يقوم به مثقفوهم وعقلاؤهم اليوم ، ان يردوا المظالم الكبيره ، وان يغيروا فورا من سياسات القمع والبطش وحكم المخابرات والسرقات والرشوات الكبيره التى تهدر اقتصاد البلد ، والبديل عن ذلك لا يعرف احد ابدا مداه وتاثيره على مستقبل العلويين ومصيرهم ربما لمئات السنين القادمه لانهم ببساطه فظعوا في سوريه اجراما وقتلا وتنكيلا ، وكل من يقول لهم ان الناس سوف تنسى ذلك ببساطه فهو يخدعهم ويكذب عليهم و يغشهم .

ليس لان الناس تعشق سفك الماء والقتل ولكن لان السوريين العاديين الذين عانوا لسنين طويله من تلك الماسي لا يمكن ان تقنعهم بسهوله ان كل شيء انتهى وعفى الله عما مضى ولنبدأ صفحة جديده ، في رايي البسيط هذا غير ممكن وغير معقول ومن يقول به يريد الشر والسوء با لعلويين بالتحديد . ارجو ان تصل رسالتي الى تلك المراة العلويه في استراليا وان تقنع العاقلين من ابناء طائفتها ان يغيروا قبل فوات الاوان وان يعرفوا ان طائفة الاسد لن تبقى في سوريه يوما واحدا لو تغير النظام ، وان من سيواجهون الشعب السوري المقهور هم امثال تلك المراة الذين لا حول لهم ولا قوه وسيكونون من سيدفع الثمن وليس ابناء مخلوف والاسد الذين سيهربوا الى قم وطهران او كوريا الشماليه او فنزولا حيث يكنزون المليارات مما سرقوه من خزائن سوريه ، او سيلجؤوا او الى صديقهم حسن نصر الله ونبيه بري ، طبعا اذا لم يشمل التغيير الجيب الشيعي في لبنان . علي الاحمد

No comments: