وليد المعلم رفض بعد رفض
جاء اعتذار وزير الخارجيه الفرنسي عن لقاء نظيره السوري السيد وليد المعلم على هامش الاجتماع السنوي للجمعيه العامه للامم المتحده ليزيد من قتامة المصير الذي بدأ يحس به اركان نظام بشار الاسد ، حيث سبقه اعتذار اخر قبل اسبوعين من قبل المملكه العربيه السعوديه ، وهكذا تبدو عزلة النظام السوري في ازدياد يوما بعد يوم ، وتذكر بالعزلة التى واجهت النظام العراقي السابق قبل سنين من سقوطه .
وبسهوله يمكن ملاحظة المقاطعه على مستوى رئيس الجمهوريه حيث توقفت زياراته المنتظمه لمصر او للسعوديه وحتى لدول الخليج والاردن ، ناهيك عن دول المغرب العربي .
واذا اضفنا الى تلك العزله ما صار معروفا (بالمقاطعه الفنيه ) للدراما السوريه كنوع من الحصار الذي يقول للسوريين من مختلف مشاربهم : عليكم التخلي عن بشار الاسد لتكونوا مقبولين في محيطكم العربي والاسلامي ، لان بشار ببساطه تخلى عن ذلك المحيط الذي ظل يقدم الغطاء لنظامه ونظام ابيه لعقود ، ولكن وبسبب فظاعة ما اقدم عليه ذلك النظام من جرائم ، وبسبب انجرافه كليا للحلف الشيعي ( ايران وحزب الله ) ، وبسبب تشجيعه المعلن والمخفي لنشر التشيع في سوريه ( الامويه بامتياز) مما دفع رعاته الاقليميين الى التخلي عنه تدريجيا كما يبدو الواقع الحالي .
والحقيقه ان ذلك النظام يستحق اكثر من تلك العزله والمقاطعه اللتان تاخرتا كثيرا ، بالنظر لبشاعة ما اقدم عليه ذلك النظام في العقود السالفه من بطش وتنكيل باحرار سوريه . والمطلوب ان تتعزز تلك المقاطعه حتى يعرف اركان نظام بشار حجمهم الحقيقي ويتخلوا عن سياساتهم المنتنه في جرف سوريه من جدذورها واصولها العربيه والاسلاميه وتحويلها الى دولة مارقه متنكرة لتاريخها المجيد ، وحتى يتعاملوا مع الشعب السوري بالاحترام والتقدير اللذان يستحقهما .
وكان احسن ما جاء في اعتذار الوزير الفرنسي هو التبرير الذي رافقه حيث قال : انه يشعر بالصدمه بسبب اغتيال النائب اللبناني انظوان غانم ، وهكذا فان كل ما يسوقه النظام السوري من دعاوي كاذبه ان لا علاقة له بالاغتيالات فان احساس الناس حول العالم يقول ان ذلك النظام يقف وراءها بشكل او اخر ، ولا بد ان يمسك اولو الامر في لبنان يوما ما ذلك الخيط الذي يربط المجرمين في دمشق بادواتهم في بيروت ، مهما طال الزمن او قصر ، لانه لا توجد جريمة كامله .
انه انذار تلو الاخر لبشار الاسد : انت على الطريق الخطأ ، انت مخطأ في تعاملك مع شعبك اولا ، لانك تحكم ذلك الشعب العظيم بالحديد والسجون والتعذيب ومع محيطك ثانيا ، لانك تنشر ثقافة القتل والرعب في لبنان ، وفي تحالفاتك الدوليه ثالثا لانك تؤيد الحلف الشيعي الذي لا يريد الخير لسوريه ولا لشعبها المسلم ذو الاغلبيه السنيه .
انه انذار واضح ، ولكننا تعودنا من بشار انه لا يقبل الا بالغطرسة الفارغه ، ويرفض لغة العقل والمنطق والاخلاق ، وربما نشهد في الايام والاسابيع القادمه المزيد المزيد من حصار ذلك النظام الباغي تمهيدا لكسر جدار الخوف عند السوريين ليهبوا هبة رجل واحد للتخلص من نير البعثيين ، الذي اذاقهم الذل والهوان لعقود طويله . وما علينا الا ان نصبر ، ولكل ظالم نهايه ، ولن يكون بشار الاسد ذلك الاستثناء .
علي الاحمد
No comments:
Post a Comment