Wednesday 10 October 2007

موائد الشيطان

كتب احدهم يستهجن ويستنكر ويقبح ما يقول انه تفاوت طبقي واجتماعي بين المؤمنين ، ويقول انه يشعر بالتعاطف والشفقه على الفقراء لانهم كما يقول يتذللون للاغنياء –ويصفهم بالمافيات – من اجل ان يجودوا عليهم بفتات قليل في شهر رمضان بينما ينسوهم طوال السنه ، وطالب الكات المحترم ان يتم توزيع الثروه بشكل منتظم بين الناس بحيث لا يبقى فقراء في المجتمع . وكعادته انحى باللوم على الحركات الاسلاميه التى تطرح شعار الاسلام هو الحل ، ليقول ان هذا الشعار لا يصلح وتنتى لذلك الشعار الا يتحقق يوما ما ، لانه كما يقول غير لائق وغير واقعي .

وللرد على ذلك الكاتب الجهبذ نقول له يا سيد هل تريد ان تخالف قواعد وسنن الكون منذ وجد الانسان على وجه هذه الارض ؟ هل تريد ان تكون انت واخوك وابن عمك وجارك بنفس القابليه والقدره والامكانيات ؟ انت واخوك بن ابيك تختلفان عن بعضكما البعض في القدره على العمل والجهد والبذل ، ولو عملت بنفس مهنة اخيك تماما فربما تكسب اقل منه لانه مرزوق بينما انت منحوس . لانه ببساطه لكل انسان قدرات عقليه وجسميه تختلف عن الاخرين ، هل تستطيع انت مثلا ان تعمل عتال تفرغ باليوم الواحد عشرين طن حبوب ؟ ربما تقول لا ، ولكن غيرك يستطيع ذلك ببساطه ، ولكنه لا يجيد كتابة جمله مفيده بينما انت تكتب السطور والسطور من حشو الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا تشعر بالتعب ولا حتى تتعرق . اذا طاقتك انت وقدرتك غير قدرة الحمال او الخباز او النجار ، لذلك فلك مجالك وقدرتك على الكسب ولغيرك قدرته ومجاله ، وبتحصيل حاصل هناك من لا يجيد فعل اي شيء ورزقه قليل وليس له في الدنيا حظ او نصيب ، فما نفعل له ؟ هل تشتري له قدرات ؟ هل نركب له قابليه ؟ تلك هي قدرته وذلك هو حظه من الدنيا فليس لنا الا ان نساعده ونتصدق عليه ، واي شيء نعطيه له ليس بالمنه وانما هو حقه لان في مال الغني حق للفقير ، بلا تبجح كما تقول وبلا غرور ولا عنجهيه ، فكلامك مردود وليس له اصل بين المسلمين ، وكل ما جاء في مقالتك لا يستند على اي اساس صحيح لانه كما

يقولون في المثل : الدنيا حظوظ . وكل شيء مقسوم ، والى الك الك والى مش الك محرم عليك .

وانظروا الى هذه الجمله مما قاله ذلك الكاتب : (
ولا أدري، في الحقيقة، لماذا ينتظر الله على مجموعة من الأغنياء والمحتكرين واللصوص والتجار وسارقي المال العام ليتصدقوا من جيوبهم،) . وهل تريد ايها الكاتب المحترم ان تدل رب العالمين ما عليه –حاشى- ان يفعل وما عليه الا يفعل ؟ اليست تلك هي ارداة الله تعالى التى خلق عليها الكون من اول يوم ؟ اليس الله تعالى بعالم شؤون خلقه ؟ وهو الذي خط لهم طريق الهدايه وطلب منهم ان يسلكوه ، وبين لهم طريق الخطأ وحذرهم من سلوكه ؟ اليس هذه الحياة الدنيا كلها دار ابتلاء ؟ الفقير مبتلى بفقره لنتعرف مدى رضاه وصبره بقسمته ، والغني مبتلى بغناه لنتعرف كيف يتصرف بماله في الخير ام في الشر ؟ لا يوجد شيء للمصادفه يا صديقي وكل شيء محسوب بدقة متناهيه ، ولم تترك الحياة هكذا عبثا كما تظن حضرتك وانما هي مدرسة وفي نهاية العام نتائج نستلمها اما باليمين او بالشمال وكل انسان وما قدم .

مائدة الرحمن التى تنتقدها يا صديقي افضل بكثير من موائد الشيطان التى تعجبك وامثالك في المواخير والحانات حيث المعاصي والاثام ، الموائد التى نشات بالحرام وتغذت بالحرام ، ومصيرها ومصير اهلها الى سوء العاقبه . وشتان شتان بين المائدتين . علي الاحمد

No comments: