Sunday 21 November 2010

مبادرة التيار الاسلامي السوري ... ومبادرة الظل ...
اطلق التيار الاسلامي السوري مبادره للصلح بين النظام والاخوان السوريين بمناسبة عيد الاضحى المبارك ، شدد فيها على عدم فرض اي شروط من الطرفين ، وتمنى على المسؤولين السوريين قبول تلك المبادره في الوقت الذي اصر فيه النظام على رفض او تجاهل عشرات المبادرات السابقه التى قام بها وسطاء ومفكرون ربما كان اخرهم الحكومه التركيه بقيادة اردوغان .

اما مباردة الظل فهي ما تناقلته بعض أوساط السوريين المنفيين من المعارضين لنظام الحكم أنّ بعضهم يطرح مبادره للعوده الى سوريه بشكل جماعي لاحراج النظام ووضعه أمام أمر واقع ، وبشكل خاص ضمن إطار مجموعة مغلقه على الانترنت تدعى (يا بلادي ) يشرف عليها أحد المنفيين السوريين المقيمين في الخارج ، وتعتمد الفكره على أساس أنّ نظام مثل النظام الحالي في سوريه يقيم وزنا للاحراج او لوسائل الاعلام ، او للبشر مهما كان مستوى الصدق في توجهاتهم وإخلاصهم في التذلل له .
وتعتمد المبادره بشكل أساس على فكره أن تقوم قيادة الاخوان بترتيب سفر جماعي لبعض أفرادها ترافقهم وسائل إعلام عربيه وأجنبيه ، تكون نتيجتها كسر الجمود والحصار الذي يفرضه النظام على عودة الاخوان منذ أكثر من ثلاثين عاما .
ويتزعم هذه الفكره أشخاص من حملة الشهادات العليا والدكتوراه، يعيش معظمهم في دول الخليج حيث يمسكهم النظام ويضغط عليهم من خلال الوثائق وتجديد جوازات السفر فيجبرهم على الخضوع والركوع والاستجداء بتشف وحقد دفين لم تمحه كل تلك السنين من القهر والظلم الذي أطبق على كاهل الشعب السوري .
إن من واجب اي مهتم بشؤون السوريين في المهجر ، ان ينبّه هؤلاء الى خطورة ما يقومون به من تسويق للتخاذل وتبريره وشرعنته ، فيقول أحدهم ، كمثال فقط ، أنه لا بأس أن نقتدي بالصحابي الجليل عبد الله بن حذافه السهمي الذي قبّل رأس ملك الروم لينقذ الاسرى المسلمين ، أو بما فعله الشهيد سيد قطب عندما طلب من الاخ عصام العطار التوسط لدى عبد الناصر ، متناسين أو متجاهلين أنّ عداء بشار للسوريين السنّه وخاصة الاخوان لا يشبهه عداء الروم ولا الفرس ولا عبد الناصر ولا أحد في التاريخ يحمل كل هذا الحقد على أجيال المسلمين ويتطلع الى سحقهم وقهرهم وقتل أي مباردة لديهم للتحرر من نير هذا الكابوس المخيم على رؤوسهم .
يتغافل هؤلاء المثقفين الاساتذه عن حقيقة الصراع وأنه لم يعد اليوم ينحصر بين النظام والاخوان وإنما بين سوريه كلها أرضا وشعبا وحضارة وتاريخا ، وبين النظام الاقلوي الطائفي الذي إنخرط في حلف شيعي باطني لا مثيل له منذ مئات السنين يعمل بجد ونشاط لاعادة مجد القرامطه وشذاذ الافاق الذين عرفتهم الامة في تاريخها الطويل والذين وصلوا يوما الى الكعبه وسرقوا الحجر الاسود من مكانه ردحا من الزمن .
العداء بين الاخوان والنظام عندما نشب في أواخر السبعينات لم يعد كما بدأ وأنما تطوّر وصار عداء بين أهل السنّه والجماعه في كل مكان وبين الحلف الايراني الشيعي الذي يمثل بشار الاسد وحسن نصر الله رأس حربته ومحوره الفاعل الذي يخرّب ويقتل في كل مكان ، وأنتم الان لا تمثلون الا جزءا صغيرا من خريطة الاستهداف التى يرسم لها هذ الحلف الاستبدادي الظالم الذي يفوق في حقده على أهل السنّه كل حقد ، وما رأيناه منهم في العراق ولبنان الا مثال واحد على ما يمكن أن يفعلوه ، وما قالوه عن عائشة أم المؤمنين ليس الا بروفه لما لديهم من حنق وغيظ ضد اصحاب رسول الله الكرام ، وما معسكرات تدريب الشيعه الخليجيين حول دمشق الا بداية الطريق الطويل والصراع المرير بين هذا النظام وبين محيطه العربي والاسلامي .
لا شك ان لهؤلاء – أصحاب الاحل الابداعي – أنّ لهم من يدعم فكرتهم ويقويها من صفوف قيادة الاخوان في محاولة لتسويقها على الناس وجعلها أكثر قبولا ، بحجة التضييق الحاصل على الناس لدفعهم قسرا الى العوده الى سوريه حيث القتل والسجن وإنتهاك الكرامات وإذلال الناس ، وما على هؤلاء المثقفين المنهزمين الا أن يعتبروا بما حصل لمن سبق ونزل الى سوريه وما حل به خسف وهوان ، وليس آخرهم طبعا أحد أبناء عائلة البيانوني الذي تعرض لعملية نصب وإحتيال بمئات الملايين من الليرات السوريه .
سوريه اليوم بلد اللاقانون ، بلد تنخر فيه يد الفساد والقمع وإنتهاك الحريات ، بلد يقف على حافة الافلاس ، تضاءلت فيه القيم وإرتفع فيه الخبيث وذل فيه العزيز ، بلد يعيش الانهزام في وجه البغي النصيري ، حيث ينتقم فيه الشيعة لموقعة صفين وكربلاء في المزه والغوطه والست زينب حيث اللطم وحيث يعيث الايرانيون فسادا وإفسادا ، ثم بعد كل هذا يتسابق بعض المثقفين السوريين الفارغين في الدعوة الى لمزيد من تمريغ الانوف أمام أرجل الطاغيه إسترحاما وإستدرار لعطفه وشفقته عليهم ،يريدون العودة لاستثمار ما جمعوه من أموال ، وليضمنوا الحصول على قبر يضم رفاتهم في وطنهم الواقع تحت الاسر ، الا لا نامت اعين الجبناء .
اذهبوا وإنضموا الى ملايين من الخائفين ، وضعوا رؤوسكم بين ألوف الرؤوس الواقفة على الطابور امام مسلخ الجزار ، إذهبوا وقدّموا قرابين للطاغيه علّه يقبل تذللكم ، إذهبوا وتشيعوا كما فعل أحمد حسون وغيره ... إذهبوا الى جحيم بشار الاسد وإبحثوا فيه عن ظل يقيكم حره ... إذهبوا لا بارك الله بكم ولا بدعواتكم المتهافته بإسم قضية المهجرين والمحرومين من الوثائق ...
لا بارك الله بالمثقف عندما يكون خائرا جبانا صاغرا أمام الظلم
لا بارك الله بالمثقف إن قلمه مكسورا ذليلا
إذهبوا ... وكما قال الشاعر
إذا ذهب الحماربأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار
علي الاحمد

No comments: