Saturday 6 June 2009

بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل المراقب العام
ارسل المراقب العام للاخوان السوريين رسالته الثانيه والثلاثون عبر موقع الجماعه الالكتروني وفيها بعض الملاحظات الجديره بالتعليق .
في البدايه طبعا كتب المقدمه المعروفه والمكرره دائما التى تذكر بالتقوى والاخلاص والحب في الله وطاعة اوامره واجتناب كل ما يفرق الصف ويبعثر جهود الاخوان ، وهي مقدمة حسب رايي لا مكان لها في التطبيق العملي لان من يكتبها لا يلتزم بالكثير من فقراتها وانما هي كلام عام ينقصه التطبيق العملي من كاتبه اولا ، لذلك فان ترجمته على الارض ضعيفة جدا بدليل ان الاحدى والثلاثين رساله التى سبقت هذه لم تغير شيئا ملموسا على الارض وانما كانت كلاما في الهواء ليس الا .
ثم انتقل الى صلب الرساله ليذكر باركان البيعه العشره وان كل اخ يجب ان ياخذ دوره في العمل وان تتضافر الجهود وخاصة لسد العجز المالي ، وان يجسد كل اخ معى انه اولا داعية الى الله بسلوكه وعمله . وهذا ايضا في رايي كلام عام بعيد عن الواقع ، ولكنه انتقل فورا وركز على امور يبدو انه تشغل اهتمامه هذه الايام وهي نشر الاخبار وتناقل الاشاعات المغرضه عبرالانترنت ، حيث نبه الى ان معظمها غير صحيح ، ويبدو ان فضيلته منزعج من الانترنت لانه ينغص عليه صفو ايامه في الغربه ويكشف للاخوان الكثير من الاشياء التى ظلت مخفية عليهم ومكتوما عنها حتى جاء عصر الانترنت وكشف كل شيء كان يحرص البيانوني ان يظل طي الكتمان .وهذا يذكرنا طبعا بحجب مواقع الانترنت في سوريه التى تعادي النظام حيث يتم اتهامها بنفس التهمه تماما وهي نشر الاخبار الكاذبه اي ان النظام والبيانوني ينظرون الى الانترنت من نفس زاوية الاتهام وليس على انه وسيلة سهلة لتبادل المعلومات ونقل الاخبار بغية تنقيحها والتاكد من صحتها ، لان النظام ومثله على ما يبدو البيانوني لا يريدون للخبر ان ينشر الا عبر بواباتهم التى تخضع للتدقيق والتمحيص والرقابه المشدده بدليل ان كل المواقع التى يشرف عليها البيانوني لم تنشر يوما كلمة واحده فيها انتقادلسلوكه او لنهجه او لمحاباته لابناء بلده والمقربين منه وايلائه الثقه لهم وتفضيلهم على من سواهم من ابناء الجماعه الاخرين الذين لم يبخلوا يوما بالجهد او المال ليواجهوا المصير الاسود على يديه لانهم تفوها بكلمة او راي او مقال لا يعجبه .
ثم يسهب المراقب العام بعد ذلك في حض الاخوان على التثبت وعدم تصديق كل ما ينشر وارجاع الامر الى اهله –يقصد نفسه هو – لانه الكل بالكل ولانه يعرف كل شيء ومطلع على خفايا الامور ويعرف الشارده والوارده وما على الاخوان الا ان يقفلوا اعينهم وعقولهم واذانهم ويكتفوا باعتبار ان ما يقوله لهم وحي يوحي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
بعد ذيك يقول فضيلته بالحرف الواحد (ليس من الكياسةِ ولا من الفطنة، الإصغاءُ إلى كلّ ناعق، فضلاً عن تصديقِه أو التوقّفِ عند كلامه) اذا باختصار فان اي قول او راي لا يوافق المراقب العام او يشرح خطأ او انحرافا في سلوكه فهو ليس اكثر ناعق لا يجب على الاخوان ان يهتموا به او يسمعوه او يعكروا مزاجهم به لانه حقير لا يستحق الاصغاء ، وهنا يكمن التشابه او التطابق في نظرة النظام لكل من يخالفه على انه تافه لا يسحتق حتى ان يبصق عليه ، وهذا ما عبر عنه حرفيا المراقب العام في وصف كل من يخالفه بانه انسان تافه حقير لا يستحق حتى لحظة واحدة من التامل والنظر فيما يقول .
الاخطر من هذا هو ما جاء في الفقرة التاليه (وليس من الالتزامِ في شيء، أن نُسهمَ - ولو بحسن نية - تحت عنوانِ التعبير عن (الرأي الآخر)، في توهينِ قرارِ الجماعةِ وموقفِها، فالرأيُ الآخرُ في الجماعةِ محترمٌ ومقدّرٌ ومعتبرٌ في موطنه قبلَ اتخاذِ القرار، وفي موطنه في المؤسّسات المختصة بمناقشة القرار وتسديده وتصويبه.. أما بعدَ اتخاذِ القرارِ في المؤسّسات، فالموقفُ هو تبنّي قرارِ الجماعةِ والالتزامُ به، والالتفافُ حوله) ما هي مؤسسات الجماعه التى يتم فيها احترام وتقدير الراي الاخر حسب ما تحدث به المراقب العام ؟؟؟ القياده مثلا وهي عباره عن مجموعة من الاخوان يختارهم المراقب العام بعناية فائقه بعد تسلمه لولايته ، وهم في الاغلب من الموالين له المقتنعين بما يراه حرفيا ، واذا وجد شخص او اثنان جاء بهما ليطعم التشكيله بحيث يبدو ان هناك من يخالفه ، فان هذان الشخصان لا تاثير لهما لانهما ببساطه لانهم ليسوا اكثريه وانما الاكثريه له ولا عوانه وانصاره ، اما مجلس الشورى فحسب ما رايته بعيني فان انتخاب اعضائه يسوده الكثير من الزيف لانه يتم استبعاد اي شخص لا يحبه المراقب العام او يظن انه ممن يخالفه باساليب عديده تجعله يبتعد او يترك برضا نفسه لانه يشعر انه غير مرغوب فيه ، لذلك فان تمثيل الاعضاء فيه اذا كان يتبع نفس النهج الذي رايته في بريطانيه فانه غير صحيح ابدا ، ناهيك عن الظروف التى تحيط بعيش ومكان اقامة الاخوان في الدول العربيه حيث يكون امر ابداء اي معارضة للبيانوني نوع من الجنون او الانتحار لانه سيعرض مصير صاحبه لاخطار عديده ليس اقلها رفع الغطاء الامني عنه في مكان اقامته .
النقطة الاخرى يقول فيها حرفيا (وحقيقةٌ أخرى ينبغي فهمُها في إطار العمل الجماعي، تقومُ على ضرورة أن ينزلَ الفردُ - في إطار المسيرة الجماعية - عن رأيه الشخصيّ المخالف، لرأي الجماعة ومؤسساتها، وأن ينخرطَ في خدمة القرار الجماعيّ ومستلزماته، بما يستحقّ من إخلاصٍ وجهد، وأن يحتفظَ برأيه الشخصيّ، ولا يُشيعُه ليؤكّدَ في كلّ مناسبةٍ صوابَ رأيه وخطأ الموقف الجماعي) هذا الكلام معقول وصحيح لو انه كان هذا الفرد يشعر تماما انه ممثل بشكل صحيح في موقع اتخاذ القرار ، اما ان يكون مهملا ومهمشا ولا يقيم احد له وزن ولا اعتبار ثم تطلب منه ان يكن ملاكا صامتا فهو عين الخطأ والدجل ، في سوريه مثلا المواطن يرى الخطأ بعينيه ويصمت لانه لا يستطيع ان يغيره بسبب الواقع المعاش ، اما نحن في الغربه فالمراقب العام المحترم يريدنا ان نصمت عن الخطأ ونحن نراه باعيننا ويقول لنا اذهبوا الى المؤسسات لنجدها مغلقة في وجوهنا وقد ارسل اليها ليمثلنا من لا نرضاه ثم بعد ذلك يقول لنا السمع والطاعة ، هل هناك سمع وطاعة لظالم متجبر يرسم كل شيء على هواه وحسب ما يريده هو ؟؟؟؟؟
النقطه التاليه (إنّ إعجابَ كلّ ذي رأيٍ برأيه، من أهمّ معوّقات العمل الجماعيّ، وهو بابٌ خطيرٌ من أبوابِ الفتنةِ والشرّ، ومدخلٌ من مداخلِ الشيطان ) هل نفهم من هذا ان شخصا واحدا مسموح له ليس فقط ان يعجب برايه بل ان يفرضه فرضا على الاخرين ومن السهوله بمكان ان يطرد او يفصل من يخالفه تحت هذه الحجه او تلك ، وهوالان يقول صراحة : لا يجوز لاحد ان يعجب برايه او يحاول طرحه ابدا لان رايا واحدا هو الذي يجد طريقه للتنفيذ وتهيأ له كافة السبل ليمرر وليفرض وعندما تبين خطأه وانحرافه للجميع يصر صاحبه انه الرأي الصائب ويستمر في سوق الحجج والذرائع ليبرر الاستمرار فيه والانتقال منه الى خطأ اخر ، فمثلا فرض على الجماعه وجرها جرا الى موقف مهادنة النظام لمدة خمس سنوات ، ثم فجاة تبين له ان النظام عصي على الاصلاح ولا بد من اسقاطه ، فجر الجماعة كلها الى راي اخر وهو التحالف مع خدام من اجل اسقاطه بناء على ظرف اقليمي ، وما هي الا شهور قليله تبين له ان التحالف مع خدام خطأ ، فانقلب وجر الجماعة كلها وراءه الى موقف اكثر خطأ وهو ايقاف معارضته للنظام بسبب اكتشافه مؤخرا انه نظام وطني ممانع يساعد الفلسطينيين ، وهكذا الى ما لا نهايه ليس لهذا الرأي المتحكم الى ان يفرض بكل الطرق وليس للاخرين الا ان يقدسوه ويمجدوه على انه عين الصواب مهما بدا للجميع من اخطائه ، اليس صادرا عن المراقب العام الملهم ؟ اذا فليس امامكم الاالطاعه ومن يقول غير ذلك فعليه الويل والثبور وعظائم الامور .
ثم يختم رسالته العصماء فيقول (وأخيراً.. فإن من المفيد - أيها الأحبة - أن أنهيَ إليكم من واقع الأمر الذي نحن فيه، أن لا جديدَ على صعيدِ العلاقة بين الجماعة والنظام،) اذا باختصار فان البيانوني لم يجن من خطوته الاخيره في تعليق المعارضه اي شيء بعد ان مر عليها عدة شهور ، والسؤال اليوم هل الاخوان جماعه معارضه للنظام ام جماعة مواليه ام انها في عصر البيانوني صارت معواليه ، اي هي بالنصف بين المعارضه والموالاه بحيث لا يصدقها النظام انها مواليه له ولا يامن اي خطوه منها بعد ما راه من تقلب قيادتها الحاليه ، ولا تصدقها المعارضه بانها معارضه للنظام بسبب الموقف الاخير الذي اوقع المعارضه في حيص بيص ، وفوق كل ذلك فان البيانوني منزعج لان اعلان دمشق لم يسند له مهمة تمثيله في الخارج ولم ينسق معه في ذلك ، والله معه حق كان يجب على جماعة اعلان دمشق ان يسجدوا امام اقدامه اليس هو شيخ المعارضين وعميدهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اختم بالقول ان كل رسائله الاثنتين والثلاثين لا تغير ذرة واحده من كونه انسانا لا يحترم الاخرين ولا يعبر قيمتهم ، ويحتكر الجماعة ومواردها وقرارها لصالحه ولصالح مجموعة قليله من مشايخ الاخوان السوريين الذين يشكل معهم مجموعه من المتجبرين يملكون المال والقرار والقضاء وكل شيء ومن اسهل ما يكون ان يجدوا اي تهمة يلبسوها لمن يخالف نهجهم ويخرجوه من المله عاصيا عاقا لانه فقط لم يعجبه اسلوبهم في خطف الجماعة كلها وتسخيرها لهم . ما هو الفرق بينهم وبين البعثيين ؟؟؟؟؟ الفرق فقط في الامكانات وليس في الاسلوب او الطريقه ولكن البعثيين يظلمون الناس باسم الوطن والعروبه ، اما الاخوان –السوريين- فيظلمون باسم الدين الحنيف ويخدعون باسمه ويغشون باسمه وهذا في رايي اخطر واشد ضررا .
علي الاحمد

No comments: