مقارنه بسيطه بين –الرئيسين- بشار الاسد واوباما حسين
ان الاشاره للقوسين في العنوان تعني انه تجاوزا اطلقت على بشار الاسد لقب الرئيس لانه في الحقيقه مغتصب للسلطه وليس رئيس حقيقي منتخب كما هو الحال بالنسبه للرئيس الامريكي . اما المقارنه فهي لتقريب الاشياء فقط مع الاعتراف المسبق بالبون الشاسع جدا بين الرئيسين في كل النواحي والمجالات وسابدا من اهم ناحيه وهي الشرعيه التى يتمتع بها كل من اوباما وبشار الاسد .
من المعروف للجميع الطريقه التى وصل بها بشار الاسد للسلطه حيث تم توريثه للعرش الذي جثم عليه ابوه من قبله بغيروجه حق وقتل او شرد او سجن كل من خالفه او عارضه كما هي شريعة الغاب حيث يسود فيها الوحش الاكثر قوة والاكثر بطشا بالاخرين ، فقد وصل حافظ الاسد الى الحكم بعد انقلاب عسكري مهد له بعدة مؤامرات اوصل فيها المقربين اليه من الضباط الطائفيين الى مناصب عليا في الجيش مستغلا الغفلة والغباء من القائمين على امور الجيش في ذلك الوقت من ابناء السنه السوريين لينقض على الحكم ويؤسس لمملكة طائفية بغيضه كان يعد فيها ابنه باسل للحكم لكن الله تعالى العالم بكل شيء اختار ات يتوفاه في حياة ابيه ليريه مدى قساوة وصعوبة ان يحرم الاف السوريين من ابنائهم في السجون والمنافي مما مهد للابن الاخر بشار طويل القامة قليل العقل ليصل الى سدة الحكم بعد ان تم تغيير الدستور السوري في خمسة دقائق ليشرعن لتك الحالة الفريدة في المنطقه من تحول الجمهوريات الى ممالك ظالمه تحكم بالجور والظلم بدون اي رادع من خلق او دين او قانون .
اوباما على النقيض من ذلك ، حيث وصل الى الحكم من خلال ترشيح حزبه له وخاض انتخابات مريره تم بعدها تتويجه رئيسا على اكبر واقوى دولة في العصر الحديث وسط استغراب ودهشة الكثيرين ان يستطيع رجل من عرق غير ابيض الوصول الى رئاسة تلك الدولة العظمى بناء على مؤهلاته وقدراته بغض النظر عن لون بشرته او كون ابيه وجده من مواليد امريكا ام لا .
اذا الفرق هائل وكبير جدا من الناحية الشرعيه وطريقة الوصل الى الحكم ، ولقائل ان يقول ان منطقتنا كلها تعج بتلك الممارسات غير الصحيحه في الوصول الى الحكم فلماذا نحاسب بشار على ذلك دون غيره ، والرد على ذلك ان الوصول الى الحكم قبل عشرين او ثلاثين سنه بانقلاب او بتزوير دستور او ما الى ذلك من اساليب مفضوحه ربما كان مقبولا اما اليوم بعد ان قطعت الامم تلك الاشواط نحو الحريه وحكم الشعب لا حكم الفرد المتسلط وانهارت معظم الانظنه الشموليه في اوربه الشرقيه ، وحقيقة كون بشار متعلم في الغرب ومطلع على حياة الشعوب والامم ويعرف ما تعنيه كلمة دكتاتوريه وحكم الحزب الواحد المتسلط ، بعد كل ذلك ان يقبل بتلك الطريقه المهينه ثم يمدد لنفسه سبع سنوات اخرى في ظروف اقل ما يقال عنها انها انتخابات تمثيليه صوريه ، ثم بعد كل ذلك يقدم نفسه على انه رئيس مخلص متنور يخفي تحتها حقيقة نظامه التسلطي الطائفي القائم على القمع وتخريس الاخرين وزج الالاف في السجون في كل عام ، هنا الفرق الجوهري بين الحالتين .
الفرق الاخر بين الحالتين هي في التمثيل للشعب ، فبعد ان انتخب اوباما رئيسا اصبح رئيسا للجميع وليس فقط للسود او لابناء حزبه فهو يتعامل مع الجميع بسواسيه بنفس الطريقه التى اوصلته للحكم وليس لان هذا مقرب اليه او ان ذاك يخالفه بل الجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات . اما بشار الاسد فبعد تنصيبه بتلك الطريقة المهينه صار رئيسا لا يمثل جميع السوريين وانما رئيسا لفئة قليله منهم وهي الفئه التى ينتمي اليها طائفيا وهي اقلية قليله من مجموع الشعب السوري ، اما الباقون فيشعرون انه مفروض عليهم فرضا بالقوه والنار وليس لاحد ان يجابهه او يتفوه بكلمة واحده تخالفه والا لكان مصره السجن او النفي الطوعي او القسري .
الفرق الثالث في تحقيق اهداف الامه التى يقودها كل من الرئيسين ، ففي حالة اوباما فهو لا يتصرف من هواه وانما تحكمه قوانين ونظم يشرعها اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب ويقوم هو على تنفيذها ويتعرض للمساءله والمحاسبه وهناك قضاء مستقل يمكن ان يبت في اكبر القاضايا مثل عزل الرئيس اذا اخل في اداء واجباته بشكل يعرض مصالح الامة الامريكية للخطر ، اما في حالة سوريه فان بشار الاسد لا يعمل على تحقيق اهداف الامه وانما على تحقيق اهداف قسم بسيط جدا منها وهي طائفته التى تحكم البلد ، حيث يتحالف مع ايران وحزب الله ليحرف كل تاريخ ومسيرة سوريه الى اتجاه لا يرضاه غالبية الشعب السوري وهو اتجاه نشر المذهب الشيعي في البلاد وتحويل عقيدة الضعفاء من ابنائها نحو ذلك المذهب الذي تسيطر عليه الخرافات والانحرافات والدجل والشعوذه ، مما يشكل خطرا كبيرا على السلم والامن وينشر العداوات القائمه على اساس مذهبي ولا تملك اي سلطة في سوريه الوقوف في وجهه ومنعه من تحقيق ذلك لانه اقوى من الجميع ويمارس سلطاته بطريقة القهر والاذلال .
الفرق الرابع في تسخيير الامكانيات والطاقات لكل واحد منهما ، ففي حالة اوباما فان موارد امريكا موجهه لخدمة مصالح شعبها وزيادة مداخيلهم واجورهم وتحسين ظروف حياتهم في مواجهة الازمه الماليه العالميه مثلا وتعويض المتضريين ، اما في حالة بشار الاسد فان خيرات وموارد سوريه يستفيد منها قلة قليلة من المحسوبين والموالين والمقربين من العائله الحاكمه بينما يرزح الملااين تحت خط الفقر او عليه او فوقه بشحطة صغيره ، علما ان سوريه ليست بلدا فقيرا ابدا ولكن سياسات عقود من الفساد والفوضى جعلت اغلبية السكان تعاني من ظروف معاشية قاسية جدا .
الفرق الاخير ربما كان الامكانات الفرديه لكل من بشار الاسد واوباما ومستوى التعليم الذي تلقاه كل منهما والامكانيه الذهنيه والعقليه لممارسة الالقاء والخطابه والاقناع ، وهنا الفرق كبير ايضا حيث الى اوباما كلمته بشكل متواصل ومتسق وبدون ان تكون مكتوبه سلفه ، بينما يبدو الهزال والضعف في طريقة بشار الاسد في الالقاء حيث تهتز قامته الطويله وتتمايل لتعطي معنى مهما من عدم الاتزان الذي يجب ان يتحلى به اي شخص يتبوأ مثل ذلك المنصب وهو امر فطري يتم صقله والتدريب عليه بحيث يعطي للرئيس تلك الشخصية الهادئة المتزنه .
علي الاحمد
Sunday, 7 June 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment