السيد عبد الباري عطوان يحاسبنا على لحظة فرح وسط الهموم
كتب السيد عبد الباري عطوان مقالا افتتاحيا في جريدته القدس العربي تحت عنوان : لبنان موسم الشماته بالمهزومين ، تناول فيه فوز الاغلبية النيابيه في لبنان في الانتخابات الاخيره ، ويستنكر على من فرح بتلك النتائج حتى لحظة فرح شعروا بها جراء ذلك الفوز المدوي وغير المتوقع بعد ان طبل الكثيرون قبل الانتخابات لدولة حزب الله التى تقف على الابواب كما قالوا .
السيد المحترم عبد الباري الذي يتمتع بالكثير من السمعه الطيبه والمصداقيه يستغرب على ابناء ضحايا ما يسمى في لبنان بثورة الارز التى انطلقت بعد اغتيال الحريري ، يستكثر عليهم ان يفرحوا في خسارة الحلف الذي يقف بشكل او باخر وراء كل الكوارث التى حلت بلبنان في عهد الوصاية الطويل الذي احال ذلك البلد من منارة للحريه الى قرية صغيرة سوريه يحكمها رستم غزاله وغازي كنعان يستبيح مالها ونساءها وكل شيء فيها .
السيد عطوان يستغرب مما يسميه معسكر الاعتدال الذي يقول انه مبتهج اكثر حتى من قوى 14 اذار الفائزه ، وكانه لا يدرك بحسه البعيد ماذا كان سيحصل لو ان دولة حزب الله قامت بمشروعها الطائفي المقيت المدعوم من دولة العلويين الطائفيه في سوريه تحت حلف ولواء احمدي نجاد الايراني . وكانه لا يدرك ما كان سيفعل ذلك الحزب في ضوء البروفه التى اقدم عليها العام الماضي وحول بيروت في ساعات قليله الى ساحة معركه واحراق وترويع خاصة ضد ابناء الطائفه السنيه من اهل بيروت ومؤسسات تيار المستقبل ، ولا ادري ان كانت ذاكرة السيد عطوان سريعة النسيان لتلك الدرجه ؟
لماذا يستكثر السيد عطوان على اهل مصر او السعوديه او الاردن ان تبتهج بذلك الفوز ، ولو كان الفائز هو الطرف المقابل لرايت دمشق وطهران تنتفض وتطير فرحا بفوز راس حربتها في المنطقه الذي يعولون عليه نشر التشيع والطائفيه على اكبر نطاق يمكنهم ان يصلوه في المغرب ومصر بعد ان سقطت دمشق كلها تحت اقدامهم الوسخه ، ولو قدر للسيد عطوان ان يزور دمشق ويرى كيف تحولت الى محمية شيعية فارسيه يبكي فيها ابناء اميه ما حاق بهم من ظلم وجور وحيف وتقتيل على ايدي ابناء الحشاشين والقتلة والخوارج .
من حق االسيد عطوان ان يتعاطف مع حزب الله الذي دك اسرائيل بالصواريخ كما يقول ، ولكن من حق الاخرين من السوريين واللبنانيين الذين ذاقوا الويل والثبور على ايدي حزب الله وحلفائه من النظام السوري ، من حقهم ان يخافوا الف مره بعد ان رأوا من ذلك الحلف الباطني كل الغدر والخسه في الاغتيالات وتصفية كل من يقف في طريقهم بشتى السبل ولا يتورعون عن استخدام ابشع السبل وما اغتيال الحريري وما تبعها عنا ببعيد .
من حقه ان يتعاطف مع من يقول انهم مناصري القضيه الفلسطينيه في الوقت الحاضر ، ولكن من حق الاخرين ان يقفوا مع قضاياهم الداخليه مثل اسئثار قلة قليلة بالسلطه واتباع ابشع الوسائل في سبيل البقاء فيها حتى لو كلفهم ذلك تدمير مدن بكاملها وزج الاف في السجون ثم يريدنا السيد عطوان ان نقفز فوق كل ذلك ونصفق لحسن نصر الله كلما قذف صاروخا على اسرائيل بينما هو وحلفاؤه يحتقرون كل من يخالفهم ويقف في طريق ايديولوجيتهم الضيقه .
ثم الا يقر معي السيد عطوان ان ما سماه احتفال مجموعة 14 اذار المتواضع بالنصر ودعوة سعد الحريري انصاره للهدوء واحترام مشاعر الاخرين يعبر عن شعور عال بالمسؤوليه لانه يعرف حقيقة الطرف الاخر الغوغائي المتوحش الذي خنق وسط بيروت بشكل وحشي لمدة تزيد عن عام وتعامل مع اهلها بكل رعونة وعجرفه .
كلنا يقدر للسيد عطوان مشاعره المتعاطفه مع حلف نصر الله ولكن لا يجوز غمط الاخرين حقهم في ان يظهروا شاعرهم المخالفه له لاننا بشر ولكل منا نظرة للاشياء وتقييم لها تختلف بحسب ظرفه ووقعه وانتمائه وما تعرض له من ظلم من الاخرين . مع التحيه للسيد عطوان .
علي الاحمد
Friday, 12 June 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment