Saturday, 30 May 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

قراءه سريعه في دراسة الشيخ الكريم محمد سعيد حوى

في خطوة جريئه وربما غير مسبوقه تحدث الشيخ محمد سعيد حوى بجرأة واضحه عن امر من اخطر الامور التى تهم العالم الاسلامي وخاصة في المنطقة العربيه وما يجري فيها من تدافع وتخاصم وتنافس بين الشيعة والسنة لاحتلال او للسيطرة على هذا الجزء او ذاك من ممالك وولايات المنطقه . وركز على موضوع الصراع بين الاخوان السوريين والنظام الطائفي الاقلوي المتحكم والمسيطر على سوريه منذ عدة عقود بحكم القوه والبطش والجبروت تحت غطاء رقيق اسمه البعث والعروبه محاربة اليهود . وبدا واضحا في الدراسه الجريئه ان الشيخ محمد يميل ميلا واضحا الى تغيير الكثير من المفاهيم السائده وخاصة في اوساط الاخوان السوريين حول مواضيع مثل : تقييم الاخوان ونظرتهم الى حقيقة النظام السوري الحالي ، ومحاولة تغيير هذه النظره او حرفها عن مسارها الحالي . وانتهى الى تاييد ومباركة خطزة الجماعة الاخيره بتعليق الانشطه ضد النظام ، داعيا الى تطويرها وتعميقها . فهو يقول مثلا : (ومن المسلمات أنه لا يجوز أن يكون تعاملنا مع النظام السوري إلا بالعمل على إزالته وتغييره و لا لقاء ،وأنه نظام طائفي علوي ،كافر ، بعثي، باطني ، فاسد ،عميل ، خائن) وهنا السؤال لفضيلة الشيخ : هل هناك طريق اخر للقاء مع النظام ؟ وما هو ذلك الطريق ؟ وهل يقبل النظام اصلا اي محاولة للحوار او تحقيق حد ادنىمن المطالب المشروعه مثل تبيين وضع المختفين في السجون او ايقاف اعتقال اشخاص جدد كل يوم ؟ هل يقبل النظام ان يعترف اصلا ان من يخالفه هو بشر سوي يحق له ان يعيش وان يتنفس بحريه ، ام ان النظام قد تغير نحو الاحسن بشكل يعرفه الشيخ الكريم ويجهله الاخرون ؟ هل النظام حقيقة وفعليا هو نظام غير علوي ؟ هل غو غير طائفي ؟ هل لم يعد النظام بعثيا يقول في دستوره ان سوريه هي ملك يمين للبعث وانه قائد للدوله وللمجتمع فيها ومن يقول غير ذلك مصيره القتل او النفي او السجن؟ هل تغير اي شيء من ذلك من دون ان يعلم الناس ويريد الشيخ من الاخوان ان يغيروا نظرتهم تجاه النظام ؟؟؟؟؟

ثم يقول فضيلةالشيخ : ( ومن المسلمات –عند البعض- أن خطر أمريكا واسرائيل لا شيء إذا ما قورن بخطر الشيعة ولا مانع عند البعض من التعاون مع إسرائيل وأمريكا في سبيل الوقوف في وجه التمدد الفارسي ) .

في رايي ان خطر ايران والشيعه لا يقل ابدا عن اليهود وامريكا ، لماذا ؟ لان امريكا عندما تحتل وطنا مثل العراق مثلا فانها لن تغير عقيدة الناس فيه ولن تجبرهم على سب الصحابةوشتمهم وتحقيرهم ، صحيح ان الاحتلال بغيض ومقيت وفيه اذلال واحتقار للبشر ولكن الامريكي لا يهمه ان كنت مسلما سنيا تضع يديك على بعضهما البعض وانت تصلي او تسبلهما ، اما الايراني اذا ما تحكم فيك فانه لن يكتفي فقط بقهرك بل سيغير عقيدتك بالكامل ويحولك الى شخص اخر يجبرك على الزنا تحت اسم المتعه ويجبرك على جلد نفسك بالسياط والجنازير حدادا على مقتل سيدنا الحسين اما اليهودي فلا يهمه شيء من ذلك ، وقد اقسم امامي شخص تعرض للسجن عند اليهود سنتين ثم سجن عند حركة امل في لبنان شهرين فقال : والله ان اليهود ارحم بالف مره من الشيعه ، لذلك فان استنكار الشيخ لما يظنه البعض عن مدى السوء بين الحالتين في رايي غير صحيح .

ثم ينتقل الشيخ للحديث عن العراق وما حصل فيه من قتل وسفك للدماء بين الشيعة والسنه ، ويحيل طرفا من اللوم على ما قامت به بعض جهات المقاومه من تصرفات غير صحيحه ومن قتل جماعي بحق الشيعه ، ولكنه يغفل ان اصل الصراع يعود الى بداية انتصار الثوره الايرانيه وما جاءت به من تصدير الثوره الى المحيط بدأت بذلك التصدير الى العراق عن طريق حزب الدعوه العراقي الشيعي ، ثم اندلعت الحرب المعروقه وكانت سوريه (العلويه) الوحيده التى وقفت مع ايران بوجه صدام فقط لانه ليس شيعي ، بدليل ان ملالي ايران كانو يقولون عن بعث العراق انه كافر اما بعث سوريه فهو ملاك ابيض طاهر شريف لانه يقتل اهل السنه في سوريه . وللتذكير فقط يجدر بالشيخ الكريم ان يرجع الى ما كتبه والده في هذا المجال ، واذا كان رده ان الوقت والظرف قد تغير فاني اقول له ان شيئا لم يتغير في عقيدة وتفكير وسلوك هؤلاء الشيعه .

وربما اكثر ما اعجبني في مقال الشيخ محمد هو هذه الفقره لو كان بالامكان تحقيقها : (البحث عن أسباب التعايش – ولا اقول التقارب ، لان التقارب يعني تقريب العقائد وهذا غير ممكن ، لكن التعايش بحيث تحتفظ كل فئة بخصوصياتها وعقائدها وتمارس الحياة العملية المشتركة بتعاون لمواجهة العدو المشترك والتناصر مع الحق ،ويمارس كل إنسان عقائده وعباداته في دائرته الخاصة ) ولكن هل يقبل العلويين في سوريه مثلا ان نتعايش معهم بحيث نكون على قدم المساواه معهم وتكون لنا حريتنا في ممارسة عقيدتنا ، ولنا الحق في المشاركه الفعاله في تسيير امور البلد وان ندخل والجيش والامن وان يكون للسنه تمثيلهم الحقيقي في الدوله ؟ هل يقبل العلويون بشيء من ذلك بحسب راي فضيلة الشيخ ؟ هل يقبلون ان يتخلوا عن مكاسبهم التى حصلوا عليها تحت التخويف والقتل والتشريد ويتنازلوا عن كل تلك المكتسبات لسواد عيوننا ؟ اظن ان ذلك في الاحلام وليس في اليقظه ، انا ادعو لابعد مما دعى اليه الشيخ الكريم ان يتم الفصل الكامل والتام بين الطرفين بحيث يعيش الشيعة والعلويين في مكان ودولة ليس فيها سني واحد ، لان التعايش في رايي غير ممكن ابدا ابدا في ظل المفاهيم والتصرفات التى نراها من العلويين في سوريه وحزب الله وايران .

لكن اخطرما في الدراسه واكثرها بعدا عن الواقع هو ما جاء في هذه الفقره (ومن ثم لا يجوز أن نقارن بين عدائنا لأمريكا وإسرائيل من جهة والشيعة من جهة أخرى، ومن ثم ليس صحيحاً أن الشيعة أخطر، وليس صحيحاً أننا نواجه خطر التشييع بشكل واضح وخطير وان كان موجودا فلا يكون مواجهة بعض المخاطر بالعداء لهم والإنحياز للمشروع الأمريكي) يبدو ان فضيلة الشيخ لا يعرف بان دمشق قد سقطت كليا وفعليا بيد الشيعه وانهم يطردون شيخ المسجد الاموي ويسخرون منه ويهينونه ، وانه يصعب ان تجد شقة فارغة في دمشق تقضي فيها ليلة واحده لان الايرانيين قد احتلوها كاملة ، وان الشيعه العراقييين والايرانيين يتم منحهم الجنسية السوريه بالاف لتغيير الواقع السكاني في سوريه وان عشرات القرى يتم تشييعها وبناء الحسينيات فيها ، وانه في غضون سنين قليله ربما تصبح سوريه دولة شيعة بامتياز اذا لم يتداركنا الله بلطفه ويوقف تلك الموجة الصفراء التى تجتاحنا كل يوم بالعمائم السوداء التى تنضح حقدا عمره مئات السنين تاتينا تطالب بثارات كربلاء والكوفه تطلبها من مسلمين بسطاء في حمص وحماه وحلب ، مغلوبين على امرهم ليس لهم الا الله في وجه هذا الظلم الاسود القادم الينا من الشرق الفارسي .

الاسوأ من تلك الفقره هوالتى تلتها من قول الشيخ : (ليس صحيحاً أن نظام الأسد مرتبط بعلاقات أمريكية وإسرائيلية سرية وأنه ينفذ مخطط مشترك ،وأنه أعطي هذا الدور، وأنه لولا الغطاء الأمريكي والإسرائيلي لسقط منذ زمن ،أو أنه يتخذ من مواقفه الظاهرة من فلسطين وسيلة لحماية نظامه وتخفيف الضغط على نفسه ، بل الواقع على العكس اذ لو سار مع أمريكا وإسرائيل لخفف الضغط الدولي عن نفسه ،أما داخليا فهو قوي و ليس بحاجة إلى شيء من كل هذا وكان يكفيه بعض القول،أما أن الموقف الأمريكي والإسرائيلي ما زال ايجابيا تجاه النظام ، فنعم لانهم يعلمون انه لا بديل عنه إلا الفوضى أو الإسلاميين وهذا لا تريده إسرائيل)

اذا كان النظام السوري كما يظن فضيلة الشيخ ليس عميلا ولا خائنا فمعنى ذلك هو العكس انه نظام وطني شريف مخلص يحشد قدرات ابنائه كلهم في خندق واحد ضد العدو ويجهز جيشه باحدث العدد ويدخر كل فلس لصالح المعركه ولا يسرق وينهب خيرات الشعب الى حسابات ازلامه واجرائه ، وقد حاول اكثر من مره مجابهة العدو لتحرير اوضه ولكنه فشل بسبب قوة العدو وجبروته ولكنه لا يعدم حيلة ولا وسيلة فهو يجند الاف المقاتلين الذين يذيقون العدو المرارة كل يوم وكل ليله في عمليات مقاومه باسله تنطلق من الجولان تقض مضاجع اليهود منذ ارعين عاما ولا يعرفون طعم العافية ولا النوم الهانئ ، هل هذه هي طبيعة النظام يا فضيلة الشيخ ، اذا كنا على خطأ في تقييم النظام على انه نظام عميل خائن بائع للجولان ؟ ام ان ما تراه هو الحق والصواب ، ارجو ان تزيل تلك الغشاوة عن اعيننا لنرى الواقع كما تراه بعينيك .

والاسوأ من هذه وتلك الفقرة التاليه : (ليس صحيحاً أن حزب الله وسلاحه مؤامرة ضد أهل السنة ، كما أنه ليس صحيحاً أن مواقفه وخطابه وأفعاله مجرد مفرقعات أو مؤامرة أو خداع ،أو أنه أعطي هذا الدور لاهداف امريكية وصهيونية، ولو استطاعت إسرائيل نزع السلاحه لما قصرت وكل المشكلة لهذا) اذا كان الامر كذلك فان سلاح حزب الله لم ينفلت من عقاله العام الماضي ويذيق اهل بيروت من السنه كأس الذل والهوان ويحرق مؤسساتهم ويهين كراماتهم ويسب مفتيهم ويتهمه بابشع الاتهامات ،هل فعلا يقوم حزب الله على تحقيق امانيهم ويعمل بكل ما بوسعه لذلك ام انه يعمل على افشال التحقيق الدولي في مقتل زعيمهم وهناك الان ما يقال عن ضلوع ذلك الحزب بشكل مباشر في تلك العملية الاثمه التى لا يمكن ان تخرج ابدا عن احد الطرفين : اما المخابرات السوريه او حزب الله وكلاهما وجهان لعملة واحده هي عملة الحقد الدفين على كل ما يمت لاهل السنه والجماعة في سوريه ولبنان ، وقد قالها بشار الاسد صراحة ان رفيق الحريري زعيم يلتف حوله اهل السنه لذلك يجب ان يقتل لانه لا يجوز للسنه ان يكون لهم زعيم وان زعيهم الاوحد يجب ان يكون علويا او شعيا .

اما ما يطلبه الشيخ ما فهو ما يلي : رفع الرايه البيضاء والاستسلام الكامل لاهل العمائم السود والقلوب الاسود ، انظروا ما يقوله فضيلته : ( تطوير مبادرة القيادة بتعليق أنشطة الجماعة فس سوريا في ظل ظروف غزة إلى خطاب إعلامي سياسي إستراتيجي يهدف إلى مصالحة وطنية شاملة مع تشجيع وتأييد كل المواقف السورية السليمة والإعلان الدائم عن أهدافنا في المصالحة الوطنية والحوار الوطني وإزالة كل العقبات التي التي تحول دون ذلك، وإن إثارة الإتهامات للنظام السوري حتى فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية علناً يفسد ذلك ، لأنه سيجعله يقف سلبياً ونحن لا نملك أي وزن حقيقي) لا يجوز لنا بعد اليوم بحسب الشيخ محمد حتى ان نتالم مما يفعله النظام في سوريه ، وعلينا ان نسكت تماما ونخرس عن كل جرائمه حتى لا نفسد اجواء المصالحه ، ولا ادري ان كان الشيخ لا يعرف ان مبادرة القياده بتعليق ما يسمى بالانشطه المعارضه قد مضى عليه عدة شهور وان الرد جاء من بشار الاسد مباشرة ووصفهم بانهم ليسوا اكثر من قتله مجرمين لا يستحقون نظرة شفقه فماذا ينتظر الشيخ محمد اكثر من ذلك ، هل يريد من القياده والبيانوني مثلا ان يخرجوا الى الاعلام ويعنلوا التوبة والندم ويتوسلون الصلح اكثر مما فعلوه لحد الان ؟ هل يريد ان يفعل اكثر مما فعله من قبله فضيلة الشيخ ابي غده من تذلل الى حافظ اسد ولكنه لم يجد شيئا واعلن ندمه عن ذلك؟ . حتى حقوق الانسان يجب ان نغض الطرف عنها لانها تنغص مشاعر المجرمين في دمشق وربما تجعلهم عصبيين فلا يقبلون الصلح مع الاخوان بسببها ، ولانه ليس لنا وزن حقيقي كما يقول الشيخ فعلينا ان نقبل بالظلم والفساد وتدمير دولة كامله بالقبول بهؤلاء المجرمين حكاما علينا ، فاي ذل بعد هذا لذل واي امتهان للكرامة بعد ذلك .

واخيرا : (كونه غير ديمقراطي ، فيجاب وأين الديمقراطية العربية وهذا كما قلت سابقاً جزء من المشكلة، كونه غير مؤتمن وباطني وغادر ،فيجاب ليس لنا خيار إلا أن نسعى في تصحيح الأوضاع ..... وتحمل النتائج وهناك متغيرات كثيرة على أرض الواقع كونه لم يعط شيء من قبل ،مع كثرة المحاولات، نقول وكذا لن نصل إلى شيء بواقعنا ،مع عدم جواز الاعتماد على التغيير الخارجي، وقد كنامن قبل نتحدث عن الحوار والمصالحة لكننا نسوق بين يدي ذلك النقد اللاذع مع إنقسام التوجه داخل الجماعة ..ممايضعف موقف الجماعة ويشكك باهدافها مع كون الخطاب السياسي لم يكن يخدم هذا التوجه..فما المانع ان يعاد النظر الآن .ثم ان الهدف هنا متعدد _بقطع النظر عن ردة فعل النظام ) لقد سبقت يا فضيلة الشيخ قائدالجماعة البيانوني بعشرات الاميال ، تريد من الاخرين ان يتبعوك في هذه النظريه التى لا مثيل لها : فبالرغم من انه نظام غير ديموقراطي وظالم ودموي وفاسد وغادر وطائفي ولا يقبل بالاخوان بالرغم من كل مراجعات القياده وتنازلاتها التى لا تحصى والتعالي على الجراح وطي صفحة الماضي ونزول شيخ مشايخ الجماعه الى سوريه وعودته بدون خفي حنين ، كل ذلك تتجاهله وتقول : ليس لدينا خيار ، اليس لديك خيار ان تموت عزيزا خارج وطنك عن ان تقبل بهذا الذل الذي تدعونا اليه ؟ اليس لديك خيار ان تعلم الناس الحق والخير والفضيله خارج وطنك من ان تعيش تحت حكم المجرمين السفاحين الزناة الاثمين اصحاب المواخير والنوادي الليليه التى تملا سماء دمشق بالفجور ؟ اليس لديك خيار ان تبقى خارج وطنك وان تقول لا بالفم الملان للظلم والقهر والطائفية وتموت على ذلك افضل من تعود خائبا ذليلا صاغرا تطلب الرحمة من الانذال ؟ اليس في قراننا اية كريمة تقول :( ومن يخرج من بيته مهاجر ا ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ) ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعه ) الم تجد السعة والرزق والعيش الكريم بين المسلمين خارج سوريه وتريد ان ترجع الى الذل والمهانة عند البعثيين والعلويين ؟ اليس في قراننا اية تقول : ( اولم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها ) لماذا تقبل يا فضيلة الشيخ بالدنية في دينك بعد ان اعزك الله وكرمك وانقذك من براثن الطغاة فعشت كريما وكبرت ونشات ولو كنت بقبت في سوريه لامضيت عمرك كله في غياهب السجون ، وتحت ذل وحقد العلويين ؟ ارجو ان تغير كل ما قلته سريعا وترجع عن تلك الدراسة الهدامة التى تقوض اخر امل للامة في ان تعود وتتوحد وتقف في وجه الطغيان القادم من قم وطهران ، وان تغسل عينيك بالماء البارد لترى الواقع كما هو وليس كما تتمناه ان يكون ، واقعا مريرا مليئا بالهزائم والعارات والنكبات وان جهود الجميع من امثالك يجب ان تتقوى وتتضافر لتبيين الخطر القادم على امة محمد صلى الله عليه وسلم .

علي الاحمد

Sunday, 17 May 2009

تعليق على مقال احمد ابو مطر حول اخوان سوريه
كتتب السيد احمد ابو مطر مقالا نشره في موقع ايلاف الالكتروني تناول فيه عددا من النقاط حول جماعة الاخوان السوريين ومسيرتهم ومواجهتهم المعروفه من النظام البعثي العلوي في سوريه ، الذي ما زال يجثم على صدر تلك الدولة العريقة في ماضيها والمثقلة بهموم حاضرها الذي صاغه وبناه البعثيون على دعائم من دماء وعظام وجماجم الاف من السوريين في السجون والمعتقلات والاف اخرين في المنافي الطوعية منها والقسريه .
وللتعليق على بعض ما جاء في مقاله من نقاط اشكاليه لا بد من القول بداية انه استعار او اقتبس معنى ظل يدندن له الكاتب العلوي نظال نعيسه المحسوب على اجهزة النظام القمعيه ، وذلك المعنى هو انه في دولة ذات طوائف وملل ونحل متعدده لا يجوز للاخوان ان يسموا انفسهم بالاخوان المسلمين لان ذلك سوف يستدعي بالضروره ان يكون هناك اخوان شيعه واخوان دروز واخوان كاثوليك الى غير ذلك من المسميات ، وهو بذلك يتعامي او يتغافل عن حقية لا يمكن القفز عليها وهي ان سوريه دولة غالبية سكانها مسلمون سنه وليسوا مسحيين كاثوليك او روما ارثذوكس او علويين منحرفين او صابئة ، وان موقع سوريه في وسط محيط اسلامي وليس في اوربه او على حدود روسيا الشيوعيه ، ولو ان كلام السيد ابو مطر صحيح او مقبول فان علينا ان نستنكر على الاوربيين ان يسموا احزابهم باسماء مثل : الحزب الكاثوليكي الاجتماعي ، او الحزب القومي المسيحي او رابطة الروم الكاثوليك وغيرها من الاسماء ، لو كانت سورية دولة تقع على حدود الصين او وسط اسكندنافيا لربما قبلنا منه ذلك اما ان تكون دولة فيها قبر خالد بن الوليد وقريب منها قبر معاذ بن جبل وعبيده بن الجراح وجعفر بن ابي طالب ولا تبعد عن بلاد الحرمين ومكه والمدينه سوى ساعات بالسياره او الطائره ، وفيها ينتشر الوعي الاسلامي وتترسخ فيها عقيدة التوحيد وتضرب في اعماقها بالرغم من غمامة السواد التى نشرها البعثيون قتلا وغدرا وسفكا للدماء ، بالرغم من كل هذا وذاك فان السيد ابي مطر يريد منا ان نكون غرباء في اراضينا وان نستسلم ونسلم بقيادنا الى اقليات منحرفه ضالة مضله عاشت وبقيت فيها الحياة بسبب تسامح وعطف المسلمين وتعاليم الاسلام التى لا تجبر احدا علىتغيير دينه من غير قناعة راسخه.
ان موجة المد القومي التى سادت في الحقبة الماضيه والتى انكشف عوارها وخبر الناس حقيقة روادها من البعثيين والقوميين الذين عاثوا في الارض فسادا ونسوا وتجاهلوا كل شعارات الواحده والحريه والاشتراكيه التى اصموا اذاننا بها في الستينات والسبعينات وتحولوا فور سيطرتهم على سوريه الى وحوش كاسره كشفت عن انيابها بسرعه وصارات اخطبوطا ياكل الاخضر واليابس ، وكرست سيطرتهامن خلال السجون والمعتقلات ونفي الاف الناس من اوطانهم فقط ليصفو لهم الجو ولا يسمعون اي كلمة تنافسهم ان تعارض اساليبهم القمعيه .
اما موضوع الصراع الدامي الذي نشب في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات والذي اسهب السيد ابي مطر في الحديث عنه محملا الاخوان جميع اوزاره فهو خطا ووهم اخر وقع السيد ابي مطر ، والا فهل يقبل السيد احمد ان يعيش ابناء سوريه من اهل السنه والجماعة عبيدا او خدما عند الضباط العلويين الذين يسيطرون على الجيش والامن والاقتصاد وكل مرافق الحياة ، وهل يقبل ان يرى التمييز والعنصرية تستشري وتمتد بحيث يشعر المواطن انه من الدرجة الخامسه في وطنه بينما يتحكم اشخاص اثمون مارقون عن القيم والاخلاق يترصدون بكل مواطن ذو حمية او دين ليزجوه في غياهب السجون بلا محاكمة ولا تهمة سوىانه لا يقبل بسيطرتهم الكامله على مقدرات سوريه من خلال القتل والترهيب ، ثم ما هو الفرق براي السيد احمد ين اليهودي الذي جاء من افاق الارض ليغتصب وينتهك ارض فلسطين وبين بشار الاسد الذي ينتهك ويغتصب سوريه كلها بالقهر والظلم والقتل والقوانين العرفيه ويرثها عن ابيه خالصة مخلصة بدون ادنى محاسبة او مراقبة له عما يفعل وعما يسرق من خيراتها ويودعه في حسابات اشقائه واقاربه من ال مخلوف ، ما هو الفرق يا سيد ابي مطر بين محتل خارجي يشرق وينهب ويقتل وبين مغتصب داخلي ابشع واشد قسوه ؟؟؟
ثم الا يعلم السيد ابي مطر انه عندما تقع مواجهه بين مكونات الوطن الواحد نتيجة لطغيان فئة على اخرى فانه يتوقع وبشده ان تنفلت الامور عن نصابها وان يستشري القتل والتصفية على الهويه ، وان المسؤول عن كل لك انما الطرف الاثم المعتدي الذي دفع بالبلاد الى تلك النتيجه وهو هنا حافظ الاسد المقبور في جهنم ومعاونيه من العلويين الذين جاؤوا بانقلاب عسكري جر كل تلك الويلات والماسي على سوريه ، واذا قال قائل ان الانقلابات كانت موضه سوريه بامتياز في ذلك الوقت ، فان الرد على ذلك ان الانقلاب الاخير لحافظ الاسد اتخذ من التصفيات الجسديه والنعصريه طريقا له بحيث كرس واسس لسيطرة فئة صغيرة من ابناء سوريه على كل مقدراتها مغلفا ذلك بغلاف رقيق كاذب من ابناء السنه الذيم هم السواد الاعظم ، بحيث استخم قشرة البصله مصطفى طلاس وعبد الحليم خدام وعبد الله الاحمر ليقول للناس : انظروا هؤلاء السنه شركاء معي في انتهاك وتطويع سوريه كلها للذل والقهر .

هل يقبل السيد ابي مطران يعيش في بلاده فلسطين وهو مصنف على انه مواطن من الدرجه الخامسه ؟ هل يقبل ان يعيش في وطنه ذليلا خائفا مرعوبا لا يعرف في لحظة من ليل او نهار يتم اقتياده الى سجن لا يرجع منه ابدا حيا الى اولاده ؟ هل يقبل السيد ابي مطران يرى اللصوص وهم يعيثون فسادا ونهبا وسرقة لخيرات ارضه ثم يلوذ بالصمت ، هل يقبل السيد ابي مطر ان تتنصر سوريه او تتتشيع وهو لا يملك ان يرد ذلك او يصده ؟ اذا كان السيد ابي مطر يقبل شيئا من ذلك فعليه ان يلوم الاخوان لانهم رفعوا السلاح في وجه نظام اسؤأ من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيه واسؤأ من اليهود في فلسطين .
ان اي مواطن حر ابي شريف لا يقبل ان يكون ذليلا في ارضه ، والموت الف مره اسهل من ان ترى الهوان بعينك ولا تقبل له ردا ، نعم حصل فشل واخفاق في تجربة الاخوان السوريين ،وللسيد ابي مطر كل الحق ان يعترض وينتقد الاسلوب الذي انضم به الاخوان الى خدام بعدماضيه المعروف مع النظام القاتل ، ولكن ليس كل تلك التجربه خطأ . التصدي للمعتدي ليس خطأ حتى لو كان المعتدي قويا وجبارا ومتغطرسا ، ومواجهة الظالم ليس خطأ حتى لو ادت الى ما ادت اليه ، ورفض الذل والخضوع للانذال ليس خطأ ، الخطأ ان نستكين ونقبل الهوان في ارضنا ، الحق والصواب هو ما فعلته حماس والشعب الفلسطيني في انتفاضته الاولى والثانيه والاخيره عندما تصدوا للعدوان الهمجي بصدور عارية الا من الايمان وقاوموا بالحجر اعتى الالات الحربيه في الوقت الحاضر وقدموا الاف الشهداء ، الحق والصواب فيما فعله ويفعله الشعب السوري يمختلف اطيافه وتنوعاته في وقوفه بوجه الظلم والطغيان الذي يمثله نظام بشارالاسد العنصري ، نحن نعترض على بعض ممارسات البعض من قيادات الاخوان التى مارست الدكتاتوريه والقفز فوق المحاور والتلون باكثرمن لون واستجداء العطف والصفح من الظالم المعتدي نظام بشار الاسد ، نعترض على الدكتاتوريه حتى لو كانت من اصحاب اللحى الطويله ، ونعترض على التزييف في تطبيق احكام الاسلام عند وقوع الاختلاف في الراي ، ونعترض على كتم افواه الناس في عصر الحريات وثورة المعلومات وتناقل الاخبار في لحظه واحده . مع التحيه للسيد ابي مطر والرجاء ان ينظر فيما قاله بعين مفتوحة على الحقائق وليس على ما يبثهالنظام وازلامه م دعايات هدفها تكريس الواقع الحالي بكل ما فيه من ماسي والام .
علي الاحمد

Saturday, 16 May 2009

اخر نجاحات النظام السوري الباسل

نجح ازلام النظام السوري وعملائه مجددا في وقف قناة اعلاميه جديده انطلقت قبل ايام تكشف وتفضح زيف ودجل وكذب ذلك النظام في كل المجالات ، وسجل نجاحا جديدا في هذا المجال من خلال ارسال موجات تشويش تعطل بث اي قناة فضائيه مضاده له ، وهذه المره كانت الضحيه هي قناة بردى الوليده والتى لم يمض عليها الى ايام قليله كما فعل قبل اشهر مع قناة السيد عبد الحليم خدام المسماه زنوبيا .

وهكذا يسجل الاشاوس في نظام بشار الدكتاتوري انه يدهم تطال حتى الفضاء الفسيح التى يتسع لكل النابحين والنابحات على كل الصعد الفضائيه ليبثوا سخافاتهم وفسقهم وفجورهم دون ان يجدوا من يعترض عليه ، كل المشعوزين والمشعوذات وتجار الشهوات الولذات يجدون ترددا فضائيا يحمل ما يقولنه ويفعلونه الى الناس ولهم كل الحريه في ذلك ، فقط السويون المعارضون لنظام البغي هم من يتم كتم انفاسهم حتى في الفضاء تماما كما يتم كتم انفاس اخوانهم واشقائهم في سوريه نفسها ، ومن يمارس الكتم والقهر هو هو نفسه ذلك الباغي الظالم .

مسموح في قانون النظام السوري ان تبث الفسق او الفساد او تنشر الرذيله في كل مكان ولا يمانعك احد ، اما ان يتمكن بعض السوريين للوصول لما هو متاح للجميع من القدره على الوصول الى الفضاء لبث همومهم وامالهم والام شعبهم عن طريق احدى القنوات مهما كانت بسيطه او متواضعه ، فان ذلك من المحرمات في عالم اليوم وسيجد النظام الطاغي من يؤيده ويساعده ويسهل له ذلك من الدول الدكتاتوريه التى تعتمد نفس النهج الظالم المتجبر ضد ابانء شعبها سواءاكنوا في الداخل او في الخارج على حد سواء .

في عرف بشار ونظامه المجرم يمكنك ان تكون ما تشاء وان تنحرف كيفما اردت ، ولكن على شرط الا تقترب منه ومن ممارساته وتسلطه وطريقة نهبه للبلاد وسحقه للحريات ،جرب ان تتاجر بكل الممنوعات وان تقترف كل الموبقات ولا تخاف من النظام واذا وقعت في يده تحت اي تهمة مهما كانت كبيره فانك ستجد طريقة للخلاص منها خاصة ان كنت من اصحاب الاموال ، اما ااذا كنت معارضا للنظام بابسط انواع المعارضه واقلها تاثيرا فلك الويل والثبور وعظائم الامور ولن ينفعك اي شيئ ولن تجد من يتشفع بك ان يساعدك في تصديك لمثل ذلك النظام الاثم ، وستفاجا بان ذلك النظام يمد اخطبوته الباغي حتى الى ابعد المجالات واكثرها تعقيدا مثل مجال البث الفضائي .

واذا اعتبرنا هذا الفعل الجبان انجازا يضاف الى انجازات ابطال النظام الاشاوس ، مثل تغير الظرف الدولي الذي اسفر عن فك الحصار الذي كان مفروضا عليه خارجيا ، فانه يحق للطغاة المتجبرين ان يشربوا نخب البطوله ويرفعوا هاماتهم الوسخه عاليا لانهم نجحوا في كتم انفاس السوريين حتى خارج الوطن وان يدهم تطال حتى موجات الاثير المنطلقه في الجو وان يمنعوا اي صوت او انين او وجع ، يبثونه للناس ، وان اكثر شيء يتقنه اي سوري سواء داخل سوريه او خارجها هو الموت بصمت وبدون حق حتى بالشكوى .

ان ايقاف تلك القناه وما قبلها يدل على ان الباطل يمكن اان يكبر ويكبر ويعلو ويعلو ويتفنن في اساليب الظلم والباطل ، وان يقلد دور فرعون الذي قال لجنوده ابنوا لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا . على الاقل ان بشار لم يبلغ تلك الدرجه من الطغيان والالوهيه ، ولكن من هو اكبر منه في الطغيان : فرعون قد زال ملكه في لحظة واحده وابتلعته مياه النيل وصار قصة وسيرة لكل طغاة الارض ومنهم الطاغيه القزم بشار الاسد ، نعم بامكانه ان يسد الفضاء وربما يمنع الشمس ان تصل الى معارضيه في السجون ، ويتحكم في واقع ومستقبل ومصير الملايين ولكنه لن يصل الى مستوى فرعون في الطغيان واذا كان فرعون قد زال ملكه في لحظه فان ملك بشار سيزول في اقل من لحظه باذن الله تعالى .

لن نخاف من طغيان بشار حتى لو بلغ عشرة اضعاف ما هو عليه اليوم ، ولو رايناه باعيننا يملك اضعاف ما يملكه اليوم بعون ايران او حزب الله في لبنان ولن نغير نظرتنا اليه ابدا على انه نظام الاقليه الطاغية الباغيه المتحكمه المتسلطه ، نظام اللصوص والقتله والمجرمين الذين عاثوا فسادا في الارض ، مهما انبطح المنبطحون فلن نغير نظرتنا اليه ابدا على انه ممثل للبغي والفساد واللصوصيه ، على انه النظام الذي انتهك الحرمات واهان الكرامات ، ومرغ انوف الكرام بالوحل واذل البشر والحجر . وما علينا الا ان نصبر .

علي الاحمد

Sunday, 10 May 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوان السوريين في حالة انعدام الوزن
بعد مرور عدة شهور على قرار المراقب العام للاخوان السوريين بتعليق انشطة الجماعه المعارضه للنظام ، وبعد الرد الرسمي من بشار الاسد على تلك المبادره والذي اعلنه لصحيفة الشرق الاوسط الاسبوع الماضي ، وكان قد سبقه مقال في نشرة ايلاف الاكترونيه لاحد الكتاب المقربين من النظام السوري يعلن فيه شروط النظام لقبول استسلام الاخوان غير المشروط ، بعد كل ذلك يحق للمراقب المنصف ان يصف الوضع الحالي الحقيقي لجماعة الاخوان السوريين بانه فعلا وحقا في حالة انعدام الوزن ، وهي الحاله التى تطلق على رواد الفضاء عندما يكونون خارج الغلاف الجوي للارض حيث تنعدم الجاذبيه ويفقد الانسان اي ارتباط له بالارض او بما يحيط به ويسبح في الفضاء بخفة وبلا قيود فتراه مرة راسه للاسفل ومرة على جنب وهكذا .
الوضع الحالي للاخوان السوريين يشبه الى حد كبير تلك الحاله من انعدام الوزن ، فهم ليسوا معلقين ولا مطلقين ، ليسوا في صفوف المعارضه وليسوا موالين للنظام ، يعيشون في المنفى خارج وطنهم قسرا ، ولكن المعارضين الاخرين لا يعدوهم في صفوفهم ، امر في غاية الحيره ذلك الذي وصلوا اليه بعد ان صنفهم بشار الاسد في تلك المقابله بانهم مثل اسامه بن لادن الذي اساء للاسلام كما زعم بشار الاسد ، وهكذا انقضت كل احلام المراقب العام بان يجني من خطوته الاخيره اي شيء مهما كان بسيطا ولكن جهوده كلها ذهبت ادراج الرياح ولم يحصل حتى على خفي حنين التى نسمع عنها في الامثال الشعبيه .
افراد الاخوان العاديين المنتشرين في كل مكان من الدول العربيه واوربه لا يتحملون اي مسؤولية عن الوضع الحالي ولا عما يمكن ان ينتج عنه مستقبلا ، لانهم بعيدين عن اي دور لهم في القرار ويسمعونه كما قال احدهم من وسائل الاعلام وهم اخر من يعرف به ، اما الصف الاول من كوادر الجماعه واعضاء مجلس الشورى فهم مغلوبين على امرهم لان الرجل الكبير اذا اراد امرا ما فانه يحشد له ويجيش له ويستعين بطاقات وقدارات واستشارات ومراجعات الاخوان الدوليين ليقنع باقي اعضاء مجلس الشورى بان ما يقوم به ليس فقط صواب وانما عين الصواب المحكم المدقق وانه بعد التشارو والتنسيق الى اخره من عبارات واساليب الاقناع ليخرج بما يريد به ، اي انه يقرر ويفعل ما يريده بدون اي معارضه ، ولكن النتيجه دائما صفر على الشمال ليس اكثر ، لان تلك القرارات والافعال انما تصدرعن رجل واحد يتخبط في خطواته ويقفز من خطوة الى اخرى بلا ضابط .
في وضع مثل هذا الوضع يتبين ان الحل الاقرب للواقع ان يتحمل المراقب العام تبعات كل تلك الاخطاء والا يرميها على كاهل الجماعه المثقله بجراح الغربه والتشرد والفقر ، وان يقوم بدور كل السياسيين الذين يحترمون انفسهم ويحترمون تاريخ وشهادة الاجيال عليهم ، وان يقدم فورا على تقديم استقالته وان يدفع ثمن ما قام به حتى الان بانهاء اي دور له في تسيير امور الجماعه ، بحيث يستطيع من ياتي بعده ان يتحرر فورا من كل تبعات قرار تعليق المعارضه للنظام الذي ثبت انه قرار فاشل وانه لن يفيد بشيء لان النظام مصر على مواقفه ليس فقط تجاه الاخوان وانما تجاه كل من يعارضه في سوريه بغض النظر عن خلفيته او مرجعيته ، عندها يمكن لرجل حكيم وشجاع ياتي بعده ان يرمم الخدوش التى لحقت بسمعة الجماعه امام ابناء الشعب السوري وخاصة من هم معارضين للنظام .
اما اذا اصر المراقب العام على موقفه ، وهو المعروف عنه بالتعنت الى ابعد حد والعناد والمكابره والمجادله التى لا تنتهي بانه افهم من عليها وان قراراته كلها صائبه ومحكمه وموفقه وانه لم يخطئ ابدا ، اذا اصر على ذلك –وهو المتوقع – فان على اعضاء مجلس الشورى الحاليين مسؤوليه وامانه في اعناقهم ان يعملوا على اقالته وفق الاجراءات القانونيه بحسب نظام مجلس الشورى ، لانه ببساطه اوصل الجماعه الى هذا المازق بسبب اصراره ولمدة طويله جدا على نهج التسول واستجداء العفو والصفح من النظام المعروف عنه انه لا يابه لاي شيء يمت الى الاخلاق او القيم او المبادئ الانسانيه او العربيه بشيء ، ولانه استنفذ كل الفرص لتحقيق اي انجاز بسيط حتى على مستوى لم شمل الاخوان المحيطين به في مكان اقامته ، وفشله في التعامل مع باقي العاملين في حقل المعارضه وخاصة من كان منهم قريبا من مبادئ الاخوان ، واخفاقه في التعامل مع جبهة الخلاص بحيث سبب انفصاله عنها شرخا وضعفا واضحا فيها وفي بقية اطراف المعارضه وصاروا مضرب المثل في التفكك والتشرذم وخفة الوزن او انعدامه . ان تصرفا مثل هذا من اعضاء مدلس الشورى للاخوان بات امرا ملحا وضروريا لانقاذ الموقف ولتغيير الحال التى وصلت اليها تلك الجماعه التى تمثل في نهاية المطاف ثمرة جهود وتضحيات عشرات الالاف من المشريدين والشهداء والمفقودين وليس مزرعة لاحد يتصرف فيها على هواه بلا حسيب او رقيب ، ومن المعيب حقا ان تصل الى هذا المستوى الحالي من الضعف وعدم القدره على فعل اي شيء .
علي الاحمد

Saturday, 9 May 2009

واخيرا نطق سيادة الرئيس بشار

واخيرانطق بشار الاسد الجوهره وقال رايه في الاخوان السوريين بصراحة متجاهلا بشكل كامل تلك المبادره التى اعلنتها قيادة الاخوان قبل اشهر عديده ، وقال الرئيس المنصب عنوة على رقاب الشعب السوري قال صراحة ان الاخوان حسب تعبيره لا يعدوا ان يكونوا مجموعة من (القتله ) لانهم كما قال يقدمون مبررا وعذرا للناس لانهم يقتلون من يخالفهم او يعادي مبادءهم ، وشبههم بطريقة اسامه بن لادن في التعبير الخاطئ عن الدين كما قال .

طبعا انا هنا احب ان اعلق على موضوع تعليق الاخوان لمعارضتهم للنظام وكيف سيكون موقفهم بعد هذا التصريح العلني لراس النظام السوري حولهم ، وليس على نص كلامه وحقيقة كون الاخوان كما قال ، او انهم كانوا في حالة دفاع عن النفس في وجه نظام امني بوليسي قمعي لا يرحم .

من الواضح هنا ان ليس بوسع قيادة الاخوان الحاليه ان تتمدد اكثر في انبطاحها وتوددها للنظام ، فبعد ان كتب نضال نعيسه قبل اسبوع او اكثر ما كتبه من شروط لقبول مبادرة الاخوان ، جاء الان كلام بشار صريحا واضحا انه لم يغير نظرته ولا تقييمه لهم الذي مضى عليه اكثر من ربع قرن وانه لا يابه بكل طروحات ومبادرات ومراجعات وتغييرات البيانوني لمواقفه ، وانه انما يحكم عليهم ويقيمهم من خلال النظرة المليئة بالحقد والحنق والغل لانهم وقفوا يوما في وجه ابيه وقالوا له لا نوافق على تحويل سوريه كلها الى مزرعه لال الاسد ، ولا نوافق على تحويل سوريه كلها الى كيان طائفي شيعي تحكمه اقلية فاسده مفسده ، ولا نوافق على نهب خيرات سوريه وتحويلها الى حسابات ال مخلوف ولا نوافق على حكم الحديد والنار الذي كان وما زال يسود في سوريه ، وقدموا في سبيل ذلك اكبر التضحيات من الاف مؤلفه من الشهداء والمفقودين والمنفيين عن الوطن كل تلك المده من الزمن .

اظن ان قيادة الاخوان الحاليه ان كانت تعير ادنى قيمه للذوق او الكرامه او مبادئ الاسلام التى لا تقبل الخضوع للعدو مهما كان جبار او قويا ، فان تلك القياده بعد موقف بشار هذا ستعيد النظر في مواقفها وتراجع نفسها مرة اضافيه بعد كل تلك المراجعات التى طنطنت وزمرت لها ، وتقر بان رهانها على اخلاق او ضمير بشار انما كان رهان اكثر من خاسر ، ولا ننتظر من راسمي سياسات الاخوان السوريين حاليا ان يستقيلوا جميعا لفشلهم الذريع على تلك الرهانات ، لان استقالتهم غير وارده في المدى المنظور وحسب ما عرفناه عنهم من تصوير كل الهزائم السابقه التى منوا بها على انها نجاحات او انجازات لا مثيل لها ، ولكن ننتظرمنهم موقفا يعودون فيه الى رشدهم وعقلهم ويقروا بالحقيقه الساطعه وهي : انهم امام نظام بشع لا يرعى في مسلما ولا ذمه ، وانهم اذا كانوا غير قادرين على مواجهته في الظروف الحاليه فلا اقل من التوقف عن استجدائه ومد يد التسول الى رؤوس ذلك النظام العفن ، والاقرار وبلا رجعه ان لا مهادنة مع ذلك النظام بعد اليوم ولا تفاوض ابدا معه .

لقد جربت قيادة الاخوان تلك – وهي تكرر نفسها منذ ثلاثة عقود – جربت كل اساليب التفاوض ولم تجد شيئا ، وجرب احد كبار قادتها ان ينزل بنفسه الى سوريه ربما يجد حلا لتلك المعضله التى عبر عنها بشار بالامس وهي رفض النظام التام لوجود الاخوان في سوريه تحت اي صيغة من الصيغ ، لذلك من الافضل لهم الان ان يقفوا عند تلك الحقيقه الناصعه وهي ان لا مكان لهم في سوريه طالما بقي هذا النظام ، وبماانه في المدى المنظور فان النظام باق ويملك اسباب الاستمرار لفتره قادمه ، فان من المروءة وستر الوجوه ان تقبل تلك القيادات بما قبله قبل شهر من الان المرحوم الشيخ حسن هويدي ، وان تقبل برضى نفس الموت في الغربه عن العيش في ذل تحت ظل نظام بشار الاسد وان ترفض والى الابد خيار الشيخ ابي غده الذي حاول ان يجر الجماعة كلها اليه .

من اكبر العار بعد اليوم على البيانوني او غيره ان يكتب او ينطق بكلمة واحدة فيها تذلل او تقرب او تزلف للنظام السوري ، وعليه ان يقلل بقدر الممكن زمن بقائه على راس الجماعه بعد فشل كل خياراته سواء بقفزه البهلواني تجاه خدام ، او يقفزه العكسي تجاه النظام بحجة احداث غزه ، وربما من الافضل له ان يجد مكانا بعيدا يعتكف فيه بقية عمره يستغفر ربه على ما عمل ويخط لنا كتابا واحدا في حياته يعترف فيه بندر قليل جدا من الاخطاء التى ارتكبها .

علي الاحمد
بسم الله الرحمن الرحيم

تجديد العقوبات على ( سوريه)

جددت الاداره الامريكيه العقوبات على سوريه والتى تم فرضها قبل عدة سنوات من قبل الاداره السابقه الامريكيه بزعم ان النظام السوري يدعم ما يسمونه في مصطلحهم الارهاب ، اي حركات المقاومه العربيه ضد المحتل الصهيوني تنفيذا للسياسه الامريكيه المعروفه في دعم المشروع اليهودي في فلسطين .

ولست هنا بصدد الحديث عن مدى مصداقية النظام السوري في دعم تلك الحركات المقاومه للمحتل مع التفريق الواضح بينها ، فمثلا دعم النظام السوري لحزب الله اللبناني يختلف تماما وكليا عن دعمه لحركة حماس ، اذ ان العلاقه بين حزبب الله والنظام السوري علاقة كيان ووجود وارتباط وليست علاقه نفاق ودجل كما هي مع حماس وذلك بسبب الاختلاف الكلي بين عقيدة ومذهب كل من حماس وحزب الله ، ولكني هنا اود الحديث عن موضوع تجديد تلك العقوبات لعام اخر واهمية التفريق بين سوريه (النظام الحاكم ) وسوريه الشعب والارض والوطن والتاريخ والحضاره .

بداية ، لا بد من القول انه في الاحوال العاديه فانه لا يجوز لاي مواطن ان يوافق او يقبل بفرض اي نوع من العقوبات على حكومة بلده من قبل اي دولة اخرى ، والطبيعي ان يكون كل مواطن يقف مع بلده ضد اي نوع من انواع تلك العقوبات حتى لو كان يختلف مع حكومة بلده ، ولكن لا بد من الاستثناء عندما تكون الحاله هي الحكومة السوريه ونظامها الذي يفرض نفسه بقوة السلاح والسجون على سوريه الشعب والانسان والحضاره والتاريخ ، لفتره اسطوريه تزيد عن اربعة قرون ، وينتهج سياسة من ابشع السياسات واقساها ضد ابناء الوطن ، بحيث يخير من يخالفه بين عدة خيارات احلاها هو المر بعينه : السجن او القبر او النفي خارج حدود الوطن .

نعم الاصل ان يقف كل مواطن الى جانب بلده عندما يتعرض لاي عقوبة او اعتداء من الاخرين ، ولكن في الحاله السوريه فان النظام وصل في الطغيان والتعسف والظلم الى درجة لا تطاق بحيث دفعت العديد من من ابناء سوريه الى تاييد اي صغط او عقوبة تاتي من اي طرف اخر علها تحد من قدرة ذلك النظام على البغي والاستمرار في نهجه التدميري للوطن وللانسان .

ان تجديد ادارة اوباما للعقوبات ضد النظام وليس ضد الشعب السوري بحيث تفرض قيودا على تعامل الداره الامريكيه مع النظام السوري ، وتمنع تصدير بعض السلع الى ذلك النظام ، ان ذلك من شانه ان ان يذكر بشار الاسد واتباعه انه اذا لم يكن لديهم نوع من الاحساس او الذوق العام تجاه ما يمارسوه من سياسات قمعيه ، فان الاخرين في العالم ينظرون ويراقبون ما تقوم به تلك الفئه التى تتحكم بمقدرات وخيرات سوريه .

لو كان هناك ما يشبه الاتفاق او الاجماع بين قوى الخير في العالم ضد كل نظام يضطهد شعبه ويمارس السجن والتعذيب لمن يخافون ، لو كان مثل ذلك الامر موجودا فانه سيفرض على بشارالاسد ان يفكر مرتين قبل الاستمرار في نهجه التعسفي والاقصائي لكل مخالفيه .

اما من يتخذ من حقيقة ان هناك انتقائية او ما يسمى بالكيل باكثر من ميزان في التعامل على المستوى الدولي واهمال او تجاهل ما تفعله اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني فان ذلك لا يبرر بحال من الاحوال ما يقوم به النظام السوري وامثاله من اعتداءات وانتهاكات لحقوق مواطنيه ، لانه ببساطه شديده فان ما تقوم به اسرائيل ليس هو المثال والقدوه للاخرين لكي يقتدوا بها في انتهاك الحقوق وسلب الحريات ، فاذا تجاهل النظام الدولي ما تفعله اسرائيل فهذا لا يعني ان بشارالاسد حر فيما يفعله بانتظار ان تتم معاقبة اسرائل قبل معاقبته .

علي الاحمد