سوريه تتنفس الحريه
أسبوعين كاملين مرّا على بدء الثورة السوريه المباركه الميمونه المخضبه بأذكى وأطهر الدماء . جنى فيها الشعب السوري لحد الان عشرات المفاخر والمزايا ، وتلطخت أيدي النظام وسمعته فيها بكل ما هو سيء ووقح وشرير ، إبتداء من الكذب الرخيص وتزييف الحقائق وإنتهاء بالقنص والقتل الغادر كعادة المجرمين الذين عرفناهم كما لم يعرفهم أحد في العالم مثلنا .
أسبوعان كاملان من المواجهات القوية والباسلة والشجاعة مع قوات الامن التى كان يفترض فيها أن تدافع عن المواطن على الحدود وفي الداخل ليعيش في أمان ، لكنها تحولت الى جحافل من الاوباش والانذال والشبيحة وغير هم ممن عرفناهم في الثورات العربيه المنتصره واتخذوا أسماء مختلفه مثل البلطجيه والزعران وغيرها من أسماء السوء ، يركبون سيارات الدفع الرباعي والهمر التى تربوا عليها في عز أباءهم من ضباط الامن والجيش الطائفي ليتم إعدادهم لهذا اليوم وللايام الباقيه ليقتلوا الناس بلا تمييز ولا رحمه فقط لانهم إندفعوا الى الشوارع بقلوب مؤمنه وعقول واعيه ، وربما بجيوب فارغه الا من دريهمات يكسبونها كل يوم لسد رمق عائلاتهم .
معركة غير متكافئة أبدا بين نظام وحشي قمعي يسخّر ثلاث أرباع الميزانيه للامن والجيش وقوات الشرطه ، وبين مواطنين يحملون لافتات تدعو للحريه وهتافات عفويه : خاين يلي بيضرب شعبو .
ثورة سورية عارمه سحبت ألق الثورات الاخرى ورصعته بدماء أبنائها ، ففي حوران الباسله لقّن أهالي درعا والصنمين وإنخل وباقي القرى ، لقنوا الطغاة درسا في الشجاعة والاقدام والاباء وضمخت دماءهم الارض الطهور لتكون درعا أول مدينة ترمي تمثال الصنم البعثي وترفع علم الحرية الاحمر المضرج بالدماء . وقد قلت يوما ، وكلا مي موثق ، قلت للخائن فاروق الشرع إن هذا النظام هو عدو لك ولشعبك ولاهلك فمن المعيب لك أن تقبل به وأن تعمل في ظله .
وقامت اللاذقية قومة رجل واحد ، وبان هناك العوار الطائفي على حقيقته ، فمن جهة الشعب يصلي السنه وراء إمام علوي كما نقل الكثيرون ، ومن جهة أبناء الضباط والقاده الكبار الذين يعرفون بالشبيحه الذين هم فوق القانون وفوق الاخلاق وفوق القيم ، يختبؤون فوق الابنية العاليه ويصوبون أسلحتهم الى الصياد والفلاح والعامل اللاذقاني ليردوه صريعا مضرجا بدمائه ، ويدفع أبناء المدينة أغلى ما لديهم من دماء على مذبح الحريه الذي يستقبل كل يوم عشرات السوريين من مختلف المحافظات .
حماه وحمص الباسله ودمر وريف دمشق ومناطق عده من دمشق ، كلها تنتفض في وجه الجلادين المجرمين ، مئات يساقون للسجون كل يوم وقليل جدا من يفرج عنهم بعد تعذيب وإهانات لا تحتملها الجبال .
تصمت حلب الشهباء خلال الاسبوعين الماضيين ولا يعرف أحد سر صمتها ، تصمت وتحرج أهلها بصمتها ، ولكن الامل ما يزال يحدو الكثيرين لكي تكون ضربتها القاضية والقاصمة لظهر النظام المجنون . أما الاخوة الاكراد فلم يقدموا كل ما لديهم وهو كثير ، وينتظر الجميع منهم وقفتهم المشرفه تجاه أبناء المحافظات الاخرى التى تدفع الدم كل يوم ثمنا للخلاص .
سوريه على فوهة بركان يغلي ، سوريه تتنفس الحريه لاول مره في تاريخها الحديث منذ مجيئ البعثيين ، يقول احد شهداء درعا وهو يلفظ انفاسه الاخيره : لقد عشت أربع ايام قبل موتي أحسست فيها بطعم الحريه الحق .
سوريه تتحرر بدماء أبنائها ، يبصق في وجه بشار كما بصقت سيدة دمشقية عليه وهو يغادر مجلس اللاشعب ، سوريه تجدد دماءها التى تيبست في العروق ، سوريه تتحرك نحو الشمس وهي تشرق بلا خوف ولا قمع . سوريه تتحرر .
الله اكبر ..الله اكبر ... الله اكبر
Friday, 1 April 2011
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment