Wednesday, 8 December 2010

وأخيرا أحس البوطي بالظلم
إذا صح ما جاء في الخبر أنّ الشيخ البوطي بدأ يحس بالظلم ويتذمر من إجراءات بشار ووزرائه ضد المحجبات والمعلمات المتدينات في المدارس ، والحمله ضد مدارس القبيسيات ، إذا صح ذلك فسيكون أمرا غاية في الاهميه أنّ هذا الشيخ الجليل أخيرا وصلت الى آذانه بعض المظالم التى يرتكبها النظام المجرم .
وفي هذا بشارة خير انّ الشيخ بعد اربعين عاما من حكم حافظ وإبنه بشار بدأ يعرف انّ هذا النظام معاد للدين وللحق وللخير وأنه نظام يناصب الدين العداء والكره . شيء رائع جدا أن الشي بدأ يعرف هذا بعد كل تلك السنين الطويله يعرف أنّ النصيريين ونظامهم المسخ يحقد كل الحقد على أهل السنّه الاغلبيه الساحقه فيها.
كم كنا نحزن عليه وهو يبكي على قبر باسل ثم على قبر أبيه ، ويظهر الحزن الشديد لموتهم ، وكم كنا نأسف أن يقف الشيخ على باب السلطان الجائر يسأله العطية والمنحة ويبارك له ما يقترفه من أفعال دنيئه ، ولكن الان يبدو أنّ الشيخ وصل الى آخر المطاف وأنه سيقف بالمرصاد من الان فصاعدا لتلك التجاوزات التى تنمّ عن أخلاق النظام الحقيقيه التى كانت غافلة عنه .
الان فقط أحس الشيخ بالظلم عندما وصل عند أسفل قدميه وصار يحس به بأنامله ، حيث لم يكن يوما يحس بظلم سجناء تدمر ولا ضحايا جسر الشغور أو حماه ، ولم يكن يعرف شيئا أبدا عن سجناء صيدنايا وعدرا وما يلاقونه من ذل وهوان ، الان فقط أحسّ الشيخ بالظلم عنما وصل الى نساء دمشق ومدرسات الدين المنقبات والمحجبات ، أمّا عندما كان يسفح الدم الحرام في حماه فكان الشيخ يغط في سبات عميق ، وكان يعطي الدروس الفقهيه لخليفة حافظ الاسد الذي كان يعده للحكم ، وكان يرى فيه الشيخ نعم الخلف لنعم السلف قائدا هماما مغوارا مثل أبيه.
الان فقط عرف الشيخ أنّ صلاة الاستسقاء لا تجوز بينما تغرق البلاد والعباد تحت بحار الظلم اللامتناهيه في كل المجالات ، والان فقط صار بإمكانه أن يرفع صوته ويتحدث عن الظلم الذي فاق كل شيء وطغى وتجاوز الافاق .
الان فقط صار للشيخ فم ينتقد فيه سياسات القمع والترويع التى يتبعها البعثيون والطائفيون منذ أربعين عاما ، حيث كان الشيخ يغط في سبات أهل الكهف ولا يعرف شيئا عما تفعله أجهزة الامن في السجون والمعتقلات من قتل وترويع للبشر ، الان فقط أحسّ الشيخ بالظلم عندما طال النساء في دمشق ومنعهن من تأدية أعمالهن كما تعوّدن خلال السنين الماضيه .
صح نومك يا شيخنا الجليل ، صحوة مبكره جدا ، أربعين عاما لم تكن تعرف بما يجري في سوريه من قتل وظلم ، أربعين عاما لم تكن تحس بالام المعذبين ، الان فقط عرفت عندما وصل الظلم الى بيوت دمشق ونساء دمشق ومدرسات دمشق مما جعلك تستنفر وتفتح فمك وتعرف أنّ هناك ظلم وجور .
صح نومك يا شيخ وأرانا الله بك يوما نراك تتلقى الاهانة بعد الاهانه ممن سكتت على طغايهم ورضيت به وشجعتهم عليه ، صح نومك يا شيخ ولنا معك لقاء أمام جبار السموات والارض لتعرف كيف تسكت عن الطغيان وكيف تساعده وتغض الطرف عنه .
علي الاحمد

2 comments:

Anonymous said...

يسلم تمك يا استاذ علي

assem said...

يا سيد علي. بإمكانك النزول إلى سورية الحبيبة وكتابة هذا المقال من داخلها. هكذا تكون مساويا للبوطي وأقرب للعدل والإنصاف. أما أن تكتبها وأنت في أكناف لندن فمن الظلم والجور الله!!