Sunday, 15 August 2010

رموز الاخوان السوريين .... أعلام التزوير
من يقرأ ما كتبه قبل يومين الشيخ منير الغضبان يصف به حقبة المراقب العام السابق للاخوان السوريين بأجلّ الاوصاف وأعلاها وأكثرها تنزيها عن الضلال او الخطأ ، ومن يقرأ ما كتبه القيادي الآخر المصري كمال الهلباوي عن نفس الموضوع ، وما كتبه شخص ثالث قال أنه من أعضاء القيادة الجديده ، من يقرأ كل هذا وما سيتبعه ويليه من مقالات مشابهه للكتاب والقياديين الاخوان السوريين ، وهو غير مطلع وغير عارف للحقيقه ، يخيل إليه أنّ هذا البيانوني القائد الفذّ الذي ترك زعامة الاخوان بعد أكثر من ربع قرن أمضاها في عدة مناصب مهمه كان أخرها المراقب العام ، يخيل إليه أنه شخص يقترب من صفات الملائكه والقديسين والأبرار الذين قلّما يجود الزمان بمثلهم . وهذه فقط مقتبسات مما وصفه بها هؤلاء القياديين الثلاثه :
يقول الشيخ منير الغضبان في في مقاله الاخير :
وكانت عبقريته تتجلى في ثلاثة أمور :
1-قدرته أن يوحد كل قوى الجماعة خاصة الفريق الذي يعمل معه لهدف واحد هو نقل دور الجماعة الفاعل إلى الداخل السوري ، وكان له من المهابة والاحترام ما يساعده على أن تخضع الأعناق له ، وإصرار الجماعة عليه لثلاث دورات متتالية .
2- قدرته الديناميكية الحركية ، وسرعة المبادرة ، والحرص على الاستشارة للمؤسسات بحيث يحافظ دائما على المشروعية الإدارية ، البعيدة عن الاستبداد والاستئثار بالرأي من دون الآخرين لكن سحر شخصيته وقدرته على إقناع الآخرين جعله قادرا على تحقيق الأهداف المطلوبة
3- استعداده للرضوخ إلى قرار المؤسسات في الجماعة والقدرة النفسية على تغيير الرأي للمصلحة دون تعصب مقيت لرأيه واحترامه لإخوانه جميعا ، وحرصه على البلورة الشرعية الإسلامية للمواقف . انتهى كلامه
أما القيادي الاخواني المصري السيد كمال الهلباوي فقد كتب قبل يومين كلاما مشابها يصف فيه الحكمة والحصافة والأناة وبعد النظر للقائد الاخواني السوري البيانوني ، وكذلك شخص آخر أسمه صالح الشمري ، تحدث بإسهاب عن الممارسه الديمواقراطيه والشفافيه وتنازل البيانوني لمن تبعه وتسليمه له زمام الامور .
العجيب في الأمر أنّ ما كتبه هؤلاء القياديين الثلاثه – كمثال فقط- يشبه الى حد كبير ما يكتبه البعثيون عن قائدهم العظيم وما يمتاز به من صفات لا توجد عند أحد غيره ، فهو من ينزل الامطار ويجري الرياح ولولاه لفقد الشعب أيّ مقوم للحياة ، وكذلك عند الاخوان فإن القائد منهم ايضا فريد ووحيد ولا شبيه له ، يتم الطلب منه والإلحاح عليه والرجاء لكي يبقى في منصبه لأنه شخص فريد نادر لا وجود لمثل حكمته وهدوئه ورويته .
كم تمنيت لو رأيت في كلام الشيخ الغضبان إشارة واحدة الى سلبية واحده إتصف بها القائد المبجل العظيم البيانوني ، إشارة واحدة فقط الى دوره في الانشقاق في الثمانينات ودوره في إبعاد المرحوم عدنان سعد الدين عن الجماعه لاكثر من سبعة عشر عاما ، إشارة بسيطه الى أنه كان يفعل غير ما يقول مثل إرساله لابنه للدراسه في أمريكا في وقت كان يحض فيه الشباب الاخواني على الثبات والعزيمه ومواجهة النظام ، إشارة واحده الى تصرفاته الماليه ومعيشته في لندن بعيدا عن معاناة إخوانه في مختلف البلاد ، إشارة بسيطه الى تفضيله أبناء بلده على الاخرين في كل شيء ، إشارة واحده الى تلك النفسيه المتعاليه المكتبره التى رأيناها ولمسناها منه هنا .
تحدث الشيخ منير عن اعلان دمشق – كمثال- وكيف قرأت الرساله العظيمه للبيانوني في تأسيس الاعلان ، ولكنه لم يشر أبدا الى الطريقه التى خذل بها البيانوني إعلان دمشق ، وتخلّى عنهم وجمّد المعارضه للنظام في الوقت الذي كان فيه جميع قادة الاعلان في السجون وامام المحاكم ، فكانت المكافأه منه لإعلان دمشق لأنه قرأ رسالته ، كانت المكافأة ذلك النكوص في أصعب مراحل الصراع حين إنخرطت فئات كبيره ومتنوعه من الشعب فيه .
وتحدّث الشيخ عن تحالف البيانوني مع خدّام ، ولكنه لم يقل كيف كان إنسحابه من تلك الجبهه ودخوله فيها مثار إنتقاد ، وكيف أنه سبّب تزعزع الثقه في مواقف الاخوان لأنه لا ثبات فيها ، بحيث تجده اليوم يستجدي النظام وغدا ينتفض في وجهه ثم يعود الى مداعبته عن بعد .
أليس من المعيب في حق شيخ جليل معروف مثل الشيخ منير أن يزّور التاريخ والحقيقه ويصف ذلك الرجل بأوصاف غير صحيحه ؟ أليس من العار في حق شخصيات مثل كمال الهلباوي أن يكون شاهد زور على مرحلة البيانوني ويصفها يغير صفاتها الحقيقه ويضلل الناس والاجيال ممن لا يعرفون ما حصل ؟ أليس من العيب على كبار رجالات الاخوان الكذب والضحك على الذقون ؟
علي الاحمد

Wednesday, 11 August 2010

كمال الهلباوي يمدح البيانوني
أدلى السيد كمال الهلباوي لوكاة قدس برس بتصريح يحض فيه القياده الجديده للاخوان السوريين على ان تكون أولويتها المصالحه مع النظام وتجنب التصادم معه بأي شكل ، والانحناء إجلالا وإكبارا كما قال لمواقف النظام الجهاديه ودعمه للمقاومه في حماس وحزب الله ، ووقفته مع إيران ضد الهجمه الامريكيه ، واللافت الاكثر فيما كتبه كان المدح المستفيض للمراقب العام السابق للاخوان السوريين علي البيانوني .
وقال في ذلك ما نصه :
وأثنى الهلباوي في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" بآداء المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المحامي علي صدر الدين البيانوني، وقال: "نعبر عن عميق الشكر للأستاذ البيانوني المراقب السابق لإخوان سورية لحنكته ودرايته وتواضعه وحرصه على إخوانه، ثم لرغبته وإصراره على عدم التجديد واحترام اللوائح، وضرب المثل لمن هم في السلطة وخارجها أن لا يتمسكوا بالبقاء في المسؤولية فترة طويلة. ثم إن الرجل، حفظه الله، تجشم العديد من المسؤوليات والعديد من المناصب والمصاعب لكي يحافظ على كيان الجماعة، وسعى إلى محاولة إنهاء المشكلة مع النظام، ولم يتم ذلك وكان له موقف عظيم هو وإخوانه في تعليق قضية الصدام مع النظام، والاحتكاك به نتيجة مواقف النظام الممانعة للاحتلال، والمساندة بشكل قوي للمقاومة في فلسطين وفي لبنان. انتهى كلامه .".
وفي هذا الكلام الكثير من التجني وعدم المسؤوليه والكذب الصريح على الناس ، لانه من المعروف أن البيانوني قد تم التجديد له مرتين وبقي لاكثر من خمسة عشر عاما فوق جاثما كالجمل فوق قلوب وصدور إخوانه ، وقد قمت بنفسي بزيارة بيت الهلباوي مع عدد من الاخوه السوريين المقيمين في لندن وشرحنا له بالتفصيل ما يقوم به البيانوني وزمرته من ممارسات تمييزيه وتفريقيه ، وسوء معامله تلقيناها منه ومن مساعديه ، وكان متعاطفا ومتجاوبا وقال أنه لا يملك الا أن يزودنا برساله الى المرشد العام السيد مهدي عاكف في مصر ، فهل ما يكتبه يقوله السيد الهلباوي هنا صحيح ومقتنع به ؟ وهل تلك الاوصاف التى أسبغها على أبشع دكتاتور وطاغيه إسلامي معاصر ، هل ذلك يمثل الحص والصدق ؟ أليس هذا تضليلا للناس وضحكا على عقولهم أو إستجهالا لهم وإحتقارا لفهمهم ؟
أما قوله أن البانوني سعى الى حل المشكله مع النظام فهو غير صحيح أيضا ، لان الصحيح هنا أنه أذل نفسه وجماعته بالترامي المفرط على النظام ومحاولاته كسب عطفه وشفقته من خلال غزه وغيرها ومن خلال محاولاته الكثيره إظهار الندم على ما جرى ، في وقت يتزايد كل يوم عدد المعارضين للنظام القمعي ، ويزج في السجون أعداد جديده من الناس لاسباب تافهه يبدونها في معارضة هذا النظام ، وتنتهك حرمات العفيفات السوريات ويرمى بهن في سجون مظلمة ظالمة ، بينما يطلب الهلباوي المزيد من تقبيل أيادي المجرمين والمزيد من الحبو والزحف تحت أرجلهم علهم يقبلوا بالصلح مع الاخوان .
إنها والله قمة المهانه والذل أن يصدر عن رجل بمستوى الشيخ الهلباوي مثل تلك التصريحات التى تحوي الكذب والتضليل وتحريف الحقائق المعروفه للجميع ، إنه كلام سيسأل عنه أمام الله ، أن يحابي الظالم المفتري لانه فقط قائد إخواني ، يتستر على الظالم ويداري أخطاءه ويحض من بعده على المزيد من الذل والخنوع .
أليس من العار والعيب أن ينخدع أشخاص بحجم الهلباوي من أساليب النظام الذي يضحك على الناس من خلال لعبة المقاومة والممانعه ، ليخفي تحت ذلك إذلال شعب تعداده أكثر من عشرين مليون ويجبرهم على الركون والسكون تحت تهديد القمع والنفي والسجون ، ثم يأتي مشايخ الاخوان ليبررون له ذلك ويطلبون منه بأدب جم أن يخفف ضرباته على ظهور المظلومين ، ويطبطبون على يده من جهة أخرى ويعطونه شهادات حسن السلوك والشرعيه التى يحلم بها أولئك الاوغاد في نظام بشار ؟
لو يقي الهلباوي وغيره يمدحون طغاتهم الصغار ألف عام فلن نقول عنهم الا ما عرفناه منهم : حاقدين لئام لا يخافون الله ولا يخشونه ، ولن نقول عن النظام الا أنه مجرم عميل كذاب وقح ينتهك حرمات الاحرار والحرائر في سوريه ولبنان ويكذب على الناس بإسم غزه وفلسطين ، وسيأتي يوم يحاسب فيه الهلباوي والبيانوني وكل من يكذب على أمة محمد ، سيأتي يوم يحاسبون فيه ، إن لم يكن في الدنيا فأمام رب العزة والجلال ، ولن نقول للكاذب الا وصفه الصحيح ولن نقول للحاقد الا وصفه الصحيح .
بئس القوم هؤلاء وبئس مشايخ السوء هؤلاء ، وبئس قادة الاخوان هؤلاء ، لا بارك الله بكم في هذه الايام الفضيله ولا تقبل منكم الدجل والزور والكذب .
علي الاحمد

Tuesday, 10 August 2010

حسن نصر الله ... المحامي البارع
آخر مشهد خرج به علينا الملا حسن نصر الله كان بالامس مشهد المحامي البارع ورجل الاستخبارات العليم بدقائق الامور ، وطبعا رجل السياسه الذي لا يشق له غبار ، وهو أصلا قائد عسكري رباني يفوق كل من عرفناهم من قادة المسلمين الاوائل ، لانه ببساطه قائد عسكري شيعي تم نفخه وتضخيمه الى الصورة التى نراها في ظل المد الطاغي للشيعة والنصيريين بدعم المال الايراني تحت الهدف المعلن الوحيد والبعيد وهو نشر التشيع السياسي والمذهبي في كل مكان .
كان الرجل يدافع مسبقا عن الاتهامات التى يتوقع أن تشير الى حزبه الرباني في جريمة إغتيال المرحوم الحريري القائد اللبناني السنّي عام 2005 ، وكان يدعم مرافعته الفضائيه أمام العالم والتي تم التمهيد لها بشكل واسع ، مدعّما أقواله بالصور الجويه والمعلومات الاستخباراتيه التى يقول ان حزبه حصل عليها من خلال ذراعه التجسسي الامني ، وكان الملايين من أتباعه وعشاقه والخائفين من سطوته والطامعين في ماله الايراني ، كانوا يخفضون رؤوسهم إجلالا وإكبارا لهذا القائد الذي قلما يجود الزمان بمثله علما وفهما وقوة ....وعمامة سوداء .
والسؤال المشروع هنا لماذا يستبق السيد الاحداث ويلهث وراء اظهار أدلته كلها أمام الملأ ولا يصبر وينتظر حتى يصدر القرار الظني للمحكمه المكلفة بالامر ، بل يسبقه بأدلة يقول عنها أنها ايضا ظنيه ؟ لماذا كل هذه الحرب النفسيه الاستباقيه وتحفيز الناس وشحذ هممهم للمعركه القادمه في قلب بيروت ؟ ألم تكفه إنجازاته السابقه في حرب الاطارات المشتعله ، وقطع طريق المطار أكثر من مره ، وحرب الخيم الاعتصاميه ، وإجتياحه لبيروت وما أظهر خلالها جيشه الرباني من إنضباط عال وقدرة فائقه على التدمير والتخريب وخاصة في ممتلكات وأوقاف أهل السنّه المسلمين المستضعفين هناك ؟ أم أن علينا أن ننتظر من هذا الرجل كلما ظهر في حشوده المليونيه ، أن ننتظر شرا مستطيرا يتربص بالابواب ؟ .
ترى كم هي نسبة من صدّقوا السيد حسن في أدلته الاستباقيه ؟ معروف طبعا أنّ مؤيدوه وعشاقه ومحبيه قد أغمضوا أعينهم وسلّموا له القياد ، ولكن في المحيط العربي والدولي ما هي قيمة أدلته ؟ شريط تلفزيوني يظهر طائرة تحوم حول بيروت يقول أنه إلتقطها من خلال تجسسه على طائرات العدو ، ومعلومات متداخله تم ترتيبها بإحكام من خلال جهاز أمنه وبالتعاون مع الامن السوري والايراني ، ألعوبة جديده من إخراج المخابرات السوريه بعدما إنكشفت كل الاعيبهم السابقه وعرف الجميع كيف تم زج شهود الزور الواحد تلو الاخر ، ضحك على العقول والقلوب من خلال آلة إعلاميه لحزب الله ، وتحضير للانقلاب على الحكومة التى فشلوا أن يأخذوا حصة الاسد كما كانوا يراهنون في الانتخابات الاخيره.
أم أنّ السيد قليل أشغال هذه الايام فتحول الى محام بارع ليجرب قدرته في المرافعات المقبله بالنيابه عن أتباعه الذين ربما يتم توجيه الاتهام لهم ؟ لننتظر ونرى ونعرف الغث من السمين في تلك المواجهة المفتوحة بين الدولة الفاطمية الناشئه وممثلها الامين قائد النصر الالهي ، وبين العالم بأسره عربه وعجمه ، الذين يتوجسون الخوف والقلق من تلك الدولة التى تتشكل من إيران الى العراق مرورا بسوريه ودولة حزب الله في لبنان .
علي الاحمد

Monday, 2 August 2010

إنتخاب مراقب عام للإخوان السوريين
إنتخب مجلس الشورى للإخوان السوريين مراقبا عاما جديدا هو الأخ المهندس محمد رياض الشقفه المكنّى أبي حازم ، وهو أخ معروف للجميع عايش جميع مراحل هجرة الإخوان من سوريه وتنقل في مواقع الجماعه المختلفه ويكاد يعرف كل صغيرة وكبيره من تطورها وتقلّبها في سنوات المحنه التى جاوزت الثلاثين عاما.
رجل يصمت أكثر مما يتكلم ، ويعمل بشكل متواصل لا يكل ولا يمل ، ومتواضع وبسيط الى درجة كبيره ، وربما كانت هذه الصفه هي أكثر ما يطلب من أي قائد إخواني ، التواضع والنزول الى بيوت الضعفاء والمحرومين ، تواضع اسماعيل هنيه ، ودراجة أحمد ياسين اليدويه ولفحة رأسه الفلاحية التى تدل على الإنغماس والإندماج في نسيج الشعب وتذوق معاناته .
أبو حازم – رياض الشقفه- المراقب العام المنتخب ، عايش كل المحن الكبيره التى عصفت بالإخوان السوريين ، ويكاد يكون أكبرها محنتهم إبان الغزو الامريكي للعراق والضياع الذي حل بعائلاتهم ، والسجون التى وجدوا أنفسهم نزلاء بها ، ومحاولة الإغتيال التى تعرّض لها ، أهوال لو صبّت على جبل لزحزحته من مكانه ولكنه صبر وصبر حتى منّ الله عليه وعلى إخوانه ورفاق دربه بالهجره الرابعة او الخامسة الى أرض اليمن السعيد .
لم يعرف أبا حازم فنادق لندن ولا شققها ولا مرابع الدلال التى عرفها غيره من أباطرة الاخوان الآخرين ومن مصاصي دماء فقرائهم ومن طغاتهم ذوي النظارات السوداء التى تخفي وراءها القلب الاسود والحقد الاسود والفحم الذي يحترق في قلوبهم ليجعلها أبشع من لون الفحم .
عاش الخوف في بغداد بينما كان غيره يتنزه في - ريجنت بارك - وغيره من حدائق لندن الفاخره ، عاش إنقطاع الكهرباء وترويع الامنين ، وعاش القصف الامريكي والقصف الايراني وصورايخ كروز بينما غيره كان يتمشى ويجاهد في ساحات لندن العامره ويتذلل الى بشار الاسد ويسمح جوخه ونعله ويقبّل يديه العاهرتين ويقدّم له القرابين ، ولا ينال منه الا الصفعة بعد الاخرى ، والرفسة بعد الاخرى .
عدد ممن أعرفهم من أبناء حماه كانو يجدون حاجة في صدورهم على أبي حازم لانه لا يحابيهم ، بل لا يعاملهم حتى مثل الاخرين ويقولون أنه يفضّل الاخرين عليهم ، بينما غيره ممن عرفنا من قادة الاخوان اللندنيين أصحاب النظارات السوداء يفضلون الحقير والسافل من أبناء بلدهم على الأخيار من الاخرين .
فرق كبير جدا بين هذا الرجل وبين من سبقه في قيادة الاخوان السوريين ، فرق لا يقاس ولا شك أبدا ولا ريب أنّ فرجا قريبا سيكون للاخوان السوريين بعد إنقشاع تلك الغمامة السوداء التى لفتهم لاكثر من خمسة عشر عاما قضوها تحت سلطة ذلك المتجبر الاثم الملعون في الدنيا قبل الاخره ، الذي أوردهم كل تلك الموارد التى لا يرضاها الله ولا رسوله ، وكان يسوقهم من خزي الى خزي ومن ندامة الى قتامه حتى أوصلهم الى هذا المستوى من اللا شيء ، من الضياع وإنعدام الوزن ، حتى أصبحوا كالايتام على موائد اللئام .
وجاء القدر الالهي ليجعل وفاة الاخ عدنان سعد الدين في أول يوم من إستلام الاخ رياض لمهمته القياديه ، وكأن آخر عمل او إنجاز للفقيد كان تخليص الجماعة الطاهرة من أيدي ذلك الرجل وشلته وعصابته التى كانت تتحكم في كل شيء وتطوّع كل شيء لصالح برنامجها الانهزامي المتهالك المترامي على أقدام النصيريين ولاكثر من خمسة عشر عاما ، وكأن يد القدر كانت تمهل هذا الرجل لينفّذ آخر عمل شريف له وهو تخليص رقاب هؤلاء الضعفاء والمحرومين والفقراء ممن يحرمهم من حقوقهم ويفرّط بها ويبدد النذر القليل من الزاد على مشاريعه الفارغة التافهة .
سلّم ابا عامر روحه الطاهرة مباشرة فور تسليم الامانة الاخرى الى يد أمينة غير اليد التى عاثت فسادا وزورا وتركيعا للرؤوس العاليه أمام طغاة النصيريين ، وكأنه يقول : الا هل بلغت ، اللهم فاشهد ، لقد خلصت هذه الفئة المباركة من تلك الايدي الاثمه التى كانت تسومها الخسف والهوان .
رحمك الله رحمة واسعة يا أبا عامر ، وكان الله في عونك ومددك يا أبا حازم ، لعل وعسى أن يكون الخير كل الخير في هذا العهد الجديد ، على أنقاض ما تمّ تخريبه وإفساده وإهانته ممن كانوا قبلك ، عسى أن يكون الفجر قد آذن لتلك الجماعة لتعود الى وهجها وألقها بعدما رأته من فتور وخمول وكبوة وظلم على يد أسلافك ، عسى أن تبدّل شمس العدل سواد الظلم ، ونور الحق ضلال الباطل ، وعزيمة الرجال تقهقر المهزومين ، ووقفة الصدق خوار الخائرين .
إنه لتوافق غريب وعجيب بين وفاة رجل وقيام رجل آخر ليأخذ الرايه ، وكأنها قصة مؤته تتكرر بشكل آخر ، ولكنها بإنتظار خالد لينقذ الجيش وليفرّق جمع الاعداء ، نعم إنها أمة أحفاد جعفر وزيد بن حارثه وعبدالله بن ابي رواحه وخالد ....التى ترفض طغيان وجور وترف من كانوا فوق صدور الاخوان قبل وفاة أبي عامر وقدوم أبي حازم .
علي الاحمد

Sunday, 1 August 2010

قائد إخواني سوري آخر يترجل عن فرسه
رحل صبيحة هذا اليوم الفارس الإخواني السوري الأخ الكريم عدنان سعد الدين بعد حياة حافلة بالخير والعطاء والتضحية والصبر في ديار المهجر بعيدا عن وطنه ومرابع صباه في مدينة حماه متنقلا بين دولة الامارات العربيه وبغداد وعمان في الاردن حيث يوارى جثمانه الطاهر الثرى بعد ظهر هذا اليوم .
وقد خاض الأخ عدنان عددا من المعارك في آن واحد ، كان آخرها وأقساها معركته مع مرض السرطان الذي ألمّ به قبل عدة سنوات ، إضافة الى معركته الدائمة والمستمره مع نظام البغي والعدوان في سوريه ، إنتهاء بمعركته الثالثه مع إخوانه في التنظيم السوري والدولي على حد سواء حيث مثّلت حالته نموذجا للتعاطي الإخواني الداخلي مع أي شخص يعترض على تصرفاتهم او يخالفهم في التوجه ، بغض النظر عن موقعه او سابقته او كونه من كبار مؤسسي التنظيم السوري .
معركته مع النظام كانت طويلة صمد فيها ورسخت قدماه في كشف مخازي النظام وطبيعته الطائفيه حيث قاد الإخوان في الثمانينات رافضا الطرح المندفع بإتجاه التصالح مع النظلم بأي ثمن وبأي وسيله وكلّفه ذلك التصادم مع القادة الاخرين من أتباع االمرحوم الشيخ عبد الفتاح أبي غده ، وعلى رأسهم طبعا المراقب العام الحالي البيانوني الذي كان يمثل أكبر خصم له ، وبقي طوال سبعة عشر عاما يرفض أي مسعى لإعادته إلى صفوف الإخوان السوريين بعد أن نجح بدعم وتأييد التنظيم الدولي ، نجح بابعاده وفصله من التنظيم .
وقد سمعته أكثر من مره يردد بمرراه الطريقه اللأخلاقيه التى تعامل معه الإخوان بها إبّان خلافه معهم ، وكيف تم فصله بدون أي تبرير او لجوء الى تحكيم عادل او أي نوع من أنواع التعامل الاخوي المفترض مع أخ في مقامه وأسبقيته وما قدمه للإخوان السوريين من خدمات .
عرف عن الراحل الكبير المثابره والعمل وحضور الذاكره بشكل لافت ، فهو قلما ينسى أحد رآه يوما ما ، وقد لعب دورا رئيسيا في لملمة شمل الاخوان السوريين في السنوات الأخيره حيث عملت سياسات وتصرفات المراقب العام الحالي البيانوني على تفريق العديد منهم وعمّت موجة من السخط على تصرفاته غير المتوازنه .
وقد عمل على مدار الساعه خلال السنوات الماضيه في تأليف كتابه الذي عنونه – الاخوان المسلمون في سوريه – مذكرات وذكريات وقد طبعته دار عمار للنشر في عمان ، ويعد بحق فريدا من حيث تناوله لنشأة وتطوّر الاخوان السوريين خلال الخمسين عاما الماضيه شرح وفصل وبين بكل وضوح وتجرد المراحل التى مر بها هذا التنظيم الذي كان وما زال ركنا أساسيا من المشهد السياسي في سوريه .
من الصعب تخيّل الخساره التى حلت اليوم بالإخوان السوريين بفقد رجل من نوعية وحجم وتأثير الأخ أبي عامر ، فهو من الرعيل الأول الذي أسس ومكّن للإخوان السوريين ليأخذوا الدور الذي نعرفه عنهم اليوم ، بغض النظر عن الإساءه التى تعرض لها منهم ، حيث كان يصرّ على القول أن قلمه لن يكتب يوما كلمة واحده تفضح ما لاقاه من بعض قياداتهم من نكران وتجاهل وتصفية حسابات .
رحم الله الاخ أبي عامر رحمة واسعة وجعل مثواه الجنان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
لن تعدم الامة أن ترى أمثال أبي عامر وفاء وإخلاصا وصدقا وصمودا في وجه الباطل ، وصمتا على الجرح الذي إكتوى بناره من إخوانه .
إنّا لله وانا اليه راجعون .
علي الاحمد