الدردري يقول ان فرنسه وبريطانيه تحسد سوريه
صرح السيد عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصاديه أن سوريه في وضع تحسدها عليه كل من بريطانيه وفرنسه ، وقال إن إنتشار الخليوي في سوريه دليل على إنتعاش البلد وبحبوحه وفرها له نظام البعث الشوفيني القابع منذ أربعين عاما على صدور السوريين .
وللتعليق على هذا الافك الصريح الذي يناقض أبسط المعلومات المتواتره عن حالة الفقر والفاقه التى يعيشها قسم كبير جدا من الشعب السوري ، يجدر الاشاره هنا الى أن تكلفة إقتناء خط خلوي في معظم دول العالم ومنها سوريه لا تتجاوز ال 50 دولار في اسوأ الاحوال ، لذلك فإذا كان إعتبار إمتلاك 50 دولار في سوريه هو دليل بحبوحه وطفره في العيش ، فما علينا أن نتخيل لو أن قسما كبيرا من الشعب يعيش مثلا حياة البذخ الخليجيه ؟ كيف سيكون تقييم الدردري حينها لتلك الحاله ؟ وكيف سيسطيع البشر مكفأة البعثيين على تلك المنح العظيمه التى أسدوها لهذا الشعب ؟
ويبدو أن إسم السيد الدردري يمثل جزءا من شخصيته فهو ( يدرّ)او لنقل (يدردر) من نعم البعث على الشعب الفقير البائس مما يعطيه أسباب القوة والمنعة والتوفيق ، ومعروف أن أصل كلمة درّ تعني إنفتح بالخير والعطاء والبركه حيث يقال : درّت البقرة الحليب أي جادت بالخير والعطاء مما يفرح أصحابها لما تقدمه لهم من خير ، وهذا اللفظ قريب أيضا من الدرر وهي الجواهر النفيسه لهذا فان إسم عائلة الدردري يحوي ليس فقط الخير الطافح الذي يدرّ وإنما أيضا الدرر التى تتدردر دردرة على الفقراء السوريين وتغمرهم بعطائها وكرمها ، فهو يعتبر أن ما قيمته خمسين دولار في سوريه هي علامة وفرة وخير جاد بها البعث العظيم على السوريين.
ومع الاحترام الشديد لشخصية الوزير الدردري فإذا استعرنا وصف البقرة الحلوب التى تدرّ بالخير على أصحابها وشبهناه بتلك البقره فهو يدرّ علينا بنعمه وخيراته ، ويمننا بما قيمته خمسين دولار هي مقياس الوفرة والبحبوحه ويعتبر بذلك أننا محسودون على ذلك فهو( يدق) الخشب بالليل والنهار علينا خوفا من عيون الحاسدين الاوربيين الزرقاء .
ومن حقه ذلك طبعا لانه يتوفر لدينا أمن وأمان وطمأنينه يفتقدها المواطن الاوربي الذي يتسول المساعدة والمعونه من صندوق الضمان الاجتماعي بينما نظيره السوري الشاطر المدلل يعيش على السمن والعسل وصار يكره أكل المشاوي من كثرة ما توفرة لديه القدرات الماديه والمعاشيه في ظل (الدردري ) الذي يدرّ علينا من خيراته .
والمواطن السوري أيضا محسود لانه يستطيع أن يبني بيته ويزوج إبنه بكل يسر وسهولة ولا يحتاج أبدا أي قرض أو مساعدة من النظام الربوي البنكي الذي يثقل كاهل الاوربيين بالديون .وفي سوريه نظام محاسبه ورقابه شفاف ومتطور يلاحق المرتشين والفاسدين وينزل بهم أشد العقوبات .
ولدينا رجال أعمال لا مثيل لهم في العالم من حيث الدقة والاداء وجلب الاستثمارات الى سوريه ، وكمثال واحد فقط مما لا يحصى من الامثله هناك رجل أعمال ناجح جدا من عائلة الرئيس أسندت إليه مهمات كبيره لتطوير الاقتصاد وإنعاشه وقد إستلم أخيرا ميناء اللاذقيه المتشبع بالفوضى واللصوصيه فجعله في غضون أشهر واحة من العطاء ورفع أجور موظفيه أضعاف وصار مثل الساعة في التنظيم والدقه ، وهو يملك سيريا تل التى تربط المواطن السوري بالعالم والسوق الحره التى تمثل واجهة حضاريه للدوله وغيرها مما لا يعد من المشاريع الناجحه وهذا شخص واحد فقط كمنوذج للخير والعطاء من البقره الدردريه المعطاء .
ومن يعيش في أوربه ويقارنها بسوريه سيجد الفرق طبعا وسيعرف أن كلام الدردري صحيح . ففي أوربه تلقي الازمة الماليه بظلالها على كل مرافق الحياة ، بينما ينعم المواطن السوري بالخبز والبصل وعلكة مسواك ولودالين الجلي وبطاقات سيريا تل المدفوعه مسبقا لرامي مخلوف ، ويقف في طوابير الذل على قسائم المازوت ويحتار في تأمين لقمة عيشه وأكبر هم عنده هو اليوم الجديد القادم .
حقا إن المرء ليحار في مدى غباء وتياسة أمثال هذا الوزير السوري الذي يعتقد أن البشر بهذا المستوى من الجهل بما في سوريه الى درجة أنه يتفوه بمثل تلك الالفاظ التى تنم عن حمق كبير وغباء أكبر لانه يتخيل قطيعا من الابقار يجترّ أمامه وهو يخاطبها قائلا : أيتها الابقار إنكم أفضل من غيركم لاننا وفرنا لكم العلف والمؤونه فلا تفكروا في أي شيء اخر .
هذا نموذج من وزراء بشار الاسد الابطال يمنّ علينا حتى بأقل القليل الذي يتوفر لكل شعوب الارض الاخرى وهو نذر يسير مما هو متوقع تأمينه للناس ، بينما هذا القليل شيء عظيم جدا في عيون البعثيين الذين أهلكوا الحرث والنسل وحوّلوا سوريه الى ذيل قائمة الامم في كل المجالات ، وفوق هذا فهم يمننون عيلنا بإنجازاتهم الوهميه ......يا سبحان الله كم علينا ان نتوقع منهم في القادم من الايام ؟؟
علي الاحمد
Tuesday, 15 June 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment