الخلل في النظام الطائفي ام الخلل في طريقة التعامل معه ؟؟
وردت كلمة الخلل على لسان المراقب العام للاخوان السوريين المنتهيه ولايته الممدده لثلاث مرات ، وردت في سياق توصيفه للواقع الطائفي في سوريه حيث إختصر كل ذلك القمع والقهر الطائفي وجرّ دولة كبيره مثل سوريه بموقعها وتأثيرها ، جرّها طائفيا الى الوسط الايراني الشيعي البعيد كل البعد عن توجهات أهلها بالقوة والبطش .
هل فعلا ما جرى ويجري في سوريه خلال الاربعين عاما هو مجرد خلل بسيط يمكن إصلاحه بكلمة أو خطبه أو مقال أو مقابله صحفيه ؟ أم أنه اكبر من ذلك بكثير وأعظم وأن كلمة كارثه أو مصيبه أو نائبه حلّت بالمجتمع والدوله السوريه ، وليس أبدا مجرد خلل يقوم به فرد أو أفراد من هذه الطائفه المتحكمه برقاب البلاد والعباد .
ما حل بسوريه منذ بداية عهد حافظ الاسد أكبر وأعظم بكثير من ذلك الوصف غير الموفق الذي جاء به السيد الببانوني المنتهيه ولايته والتى تم تمديدها ليتاح له المزيد من الوقت ليوغل في حرفه وإنحرافه وتسخيير موارد الجماعه البسيطه أصلا والفقيره ، تسخيرها في إتجاهات غير صحيحه . وكان يجدر به وهو يودع آخر أيامه في منصب الاخوان السوريين أن يقف مع نفسه وضميره ويصف الاشياء كما هي لكي لا يضلل الاجيال المعاصره من السوريين الشباب الذي لا يعرفون ما يعرفه هو وغيره من كبار السن عن المجازر والماسي التى حلت بسوريه خلال العقود الماضيه . الأجدر أن يقول الحق ولا يستمر في المداهنه التى دأب عليها والتذلل والتودد للنظام الذي لم يجلب له ولقيادته الا المزيد من الفشل وراء الفشل ، الاجدى أن يقول أن ما حصل في حماه وحلب وتدمر ليس خلل وإنما مجازر متعمده مخططه أقدم عليها النظام الطائفي العنصري القرمطي عن سابق قصد وإصرار لينتقم من أبناء السنه في سوريه لما يدعي أنها مظالم تعرض لها العلويين خلال مئات السنين . ما حصل ليس خلل وإنما هو مواجهة حتمية بين الحق والباطل ، بين الضلال والرشاد ، بين الفكر القرمطي المنحرف وبين الدين الحقيقي الذي يمثله أهل سوريه من السنه الموحدين الحاملين للاسلام الى قيام الساعه .
من الخطا والعار أن يقزّم أي أحد مهما كان الامر ليختصره في كلمة خلل إرضاء لزيد أو عمرو من النظام الطائفي ، لان تقزيم الامر هو خدمة للمجرمين وتمكين لهم من الافلات من الجرائم العظيمه التى إقترفوها . ما حصل لم يكن خلل أبدا ، كان مخطط طائفي مرسوم بتوجيه من المحتل الفرنسي لابناء الطائفه العلويه التى إنزعج زعماؤها من إنسحاب الفرنسيين وطالبوا ببقاء المحتل ليضمنوا بقاء دولتهم المسخ التى أقامها المحتل لهم في الساحل ، ورفضوا العودة الى الدولة الواحده التى كانت تضمهم مع أبناء سوريه الاخرين ، ولكن نصيحة الفرنسيين لهم كانت الدخول في الجيش بأعداد كبيره للسيطره عليه ثم القفز منه الى الحكم من خلال الانقلاب وحكم الدبابات وهذا ما صار لهم ، نتيجة لما عرفه الفرنسيون عن كره ابناء السنه للدخول بشكل طوعي في الجيش .
إنها جريمة أخرى أن نضلل الاجيال ونقول لهم إن ما حصل من مجازر هو خلل بسيط ، إنه مخطط جهنمي شارك فيه ضباط من تلك الطائفه وأقصوا جميع زملائهم وسرحوا المئات من الضباط في مؤامرات دنيئه لفقوها ضدهم ليخلوا لهم الجو وليملكوا البلد بما فيه مستغلين تفرق الضباط السنه وتناحرهم كما ورد في شهادات كثيره أدلى بها ضباط وزعماء سابقون . وأن البيانوني الذي يبسط الامر ويختصره بكلمة واحده هي خلل طائفي ، إنما يخطئ أشد الخطأ في ذلك ويقلل من حجم ومدى جرائمهم ويبرر ويمهد السبيل من اجل التغاضي عن كل ما فعلوه بدوافع إنهزاميه تخاذليه لا يقبلها منه أحد اللهم الا رفاقه في دربه الذي إختطه وإنتقل فيه من صف لاخر ومن موقف لاخر ومن فشل الى اخر ، ومن تنازل لاخر.
ثم إنه وهو يودع منصبه اللندني يريد أن يفرض على الاخرين خياراتهم ويقرر لهم ما يمكن أن يفعلوه وما يحرم عليهم ان يفعلوه ، فهو يقرر أن لا مجال للعودة الى العمل المسلح في سوريه ، والسؤال هنا : هل يملك البيانوني أصلا منع ذلك حقيقة وواقعا ؟ هل يملك أي سلطة على الواقع أم أنه افلس على كل الصعد ؟ وهل يملك منع شخص او اشخاص تقطعت بهم السبل في بلادهم وقرروا ان يخوضوا مواجهه مسلحه مثلا مع النظام بعد إغلاق كل السبل للتخفيف عن الناس وفك القيود المفروضة عليهم ؟
طبعا لا أزعم أن هناك مجموعه أو فئة تريد ذلك أو تقدر على العوده للعمل المسلح ، ولكننا في الاونه الاخيره رأينا عددا من الحوادث المتفرقه في دمشق مثل إنفجار الست زينب الذي سببه إطار باص كما قال المصدر الحكومي ، والذي شكك الكثيريين في صحته وصحة كل ما ياتي به النظام القرمطي . حتى على صعيد الاخوان أنفسهم فهو يغادر قريبا منصبه ولا يحق له أن يفرض على الاخرين ما يفكر به وما أقدم عليه من سياسات ثبت للجميع خطؤها وهزالها وإنحرافها ، فالافضل أن يذهب بالريح البشعه التى خلّفها وراءه ولا يملي على الاخرين ما يريد أن يطبقه حتى بعد مغادرته وبعد كل تلك السنين العجاف التى أمضاها فوق قلوب وصدور الاخوان .
ما حدث في سوريه من القرامطه النصيريين ليس خلل كما قال البيانوني وإنما هو مأساة شعب كامل إرتكبتها فئه قليله من أبناء الطائفه العلويه وليس كل الطائفه كما يحلو للبعض أن يفسر ما نقوله ، إرتكبتها عائلة الاسد ومخلوف وأصهارهم والمقربين منهم وكبار ضباط المخابرات والجيش يساندهم عدد قليل من أبناء السنّه الذين إرتبطت مصالحهم الماديه والمعاشيه مع ما يقدمه لهم الطائفيون من فتات يلقونه لهم ليقولوا إن الفساد والانحراف ليس فقط من العلويين وإنما من الجميع ، وهذا هو عين الضلال ، لان الموجه والمحرك والمنظم للفساد والقتل والتخريب هو تلك العائلة بعمقها ومحيطا الطائفي العلوي وينحصر دور أبناء السنّه فقط على دور قشرة البصله او الغطاء الخفيف الكاذب الخادع للواقع ، وأكبر دليل على ذلك هو ما حصل لرئيس الوزراء السابق محمود الزعبي ، وما حصل للسيد خدام من إقصاء وإهمال وهو في موقعه الثاني بعد الرئيس المقبور ، بالرغم من كل تاريخه مع النظام الذي لم يشفع له وظلت حقيقة كونه سني اكبر بكثير من تاريخه مع حافظ الاسد ، وهو تماما ما سيحصل لنائب الرئيس الحالي فاروق الشرع المغمض عينيه لكي يجره سائقه او خادمه العلوي الى حتفه يوما ما .
إنها مسؤولية التاريخ والاخلاق على عاتق البيانوني وغيره من رجال المعارضه أن يقولوا الحق وليس التدجيل والتضليل بهدف إرضاء زعماء النظام الذي ثبت أنهم لا يقبلون أبدا بتلك القصص والاساليب الواهيه وأنهم في غيهم وإستهتارهم وإحتقارهم للاخرين ماضون . يجب أن نسمي الاشياء بأسمائها الحقيقه خدمة للحق والعدل وإنتصارا لدماء عشرات الاف من الضحايا الذين سقطوا في سوريه خلال العقود الاربعه من حكم الطائفيين الذي لا ندري الى متى سوف يستمر .
علي الاحمد
Sunday, 2 May 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment