ثقافة الاعتذار .... زهير سالم
كتب السيد زهير سالم الناطق الرسمي بإسم الاخوان السوريين، كتب مقالا نشره على موقعه المسمّى مركز الشرق للدراسات الاستراتيجيه وعلى مواقع اخرى تتبع له ، نوّه فيه الى الواقعه التى حصلت قبل أيام أثناء الحمله الانتخابيه البريطانيه ، حيث وقع رئيس الوزراء عن حزب العمال الحاكم المنتهيه ولايته خلال ايام والذي ياتي متأخرا عن الحزبين الاخرين في إستطلاعات الرأي ، وقع في خطأ جسيم عندما نسي المكروفون مفتوح وهو يعلق على لقاء له مع إحدى المواطنات ، وتم نقل تعليقه للناس مباشرة مما سبب فضيحة له ولحزبه يرجح ان تطيح به في الانتخابات القادمه. فقد قال عنها إنها متعصبه او عنيده ووجه اللوم لمن سمح لها بالحديث معه على الهواء .
التعليق هنا على مقال السيد زهير سالم وليس على الحادثه التى ظلت لايام تتفاعل في الاوساط الشعبيه والصحفيه البريطانيه حيث أشّرت على تعامل السياسيين مع الناس بوجهين مختلفين ، وجه باسم لطيف أمام الكاميرات ووجه آخر مختلف يعكس حقيقتهم .
السيد سالم الناطق الرسمي بإسم الاخوان السوريين تمنّى لو أن ثقافة الاعتذار التى تحلّى بها وطبقها فورا رئيس الوزراء البريطاني الذي ذهب حالا الى بيت المواطنه المسنّه وطلب العفو منها ولكنها رفضت أن تمد يدها لتسلّم عليه ، تخيّلوا لو أن تلك الحادثه مثلا حصلت في سوريه أو إحدى الدول العربيه كيف سيتم التعامل معها .
يتمنى السيد سالم أن تعود إلينا تلك الثقافة التى قال أنها أصل أصيل من أخلاقنا وقيمنا ومثلنا التى نتباهى بها ، ولكن هل فعلا السيد سالم ومن يمثلهم من الاخوان السوريين يعملون بتلك الامنيه ويطبقون تلك الاخلاق الساميه ؟؟
وهذه فقرة مما قاله السيد سالم في مقاله :
الأب أو الأم في البيت، المعلم أو الطالب في المدرسة، المدير والمدار في الدائرة، والمرجٍع والمراجع في المؤسسة. كلهم يعتقد أنه فوق أن يعتذر، وإن لزبه أمر فزع إلى التسويغ والتأويل وافتعال التعلات، وربما أوقع نفسه فيما هو أكبر من الخطأ الأصلي (العذر الأقبح من الذنب) لئلا يقول ببساطة ويسر وتلقائية: عفواً سامحوني لقد أخطأت....)انتهى كلامه
وهنا نسأل السيد سالم سؤالا منطقيا وبسيطا ، هل جرّبت يوما حضرتك أو أي قيادي إخواني سوري ، هل جربتم الاعتذار يوما من أحد أساتم له أو ظلمتموه ، أم أنكم فعلا وقولا عمتلتم على التسويغ وإيجاد الاعذار والمبررات لكي تظلّوا على تعنتكم وطغيانكم وتجبركم على رؤوس إخوانكم المساكين ، هل جربّتم مثلا عنما كنتم في الثمانينات تمارسون التمييز والاقليمية الضيقه في توزيع عقود المدرسين السوريين في اليمن ، وكيف كنتم تقذفون بأبناء الارياف وغير المقربين منكم ، تقذفون بهم مئات الكيلومترات في قرى وجبال اليمن ، بينما تفضلون أتباعكم في الاماكن القريبه ذات الخدمات والبنيه التحتيه ؟ هل تعلم يا سيد سالم أن بعض رفاقك المقربين كان يحصل على أكثر من خمسة عقود في نفس الوقت هناك بينما يحرم آخر من عقد لزوجته ؟ أو أنه يتم تعيين الزوج في مدينه والزوجه في مدينه ثانيه حتى قال أحدهم انكم تفرقون بين المرء وزوجه ؟؟؟
هل جرّب أحد من أفراد قيادتكم العظيمه أن يعتذر عن خطأ ما في تاريخ الجماعه كله ؟ بالله دلّني على ذلك لاسجله بماء الذهب . هل جرّب مراقبك العام المخلص الامين التقي النقي أن يعتذر يوما عن خطأ ما ، أم أن جوابك حاشى وكلا لانه وصل الى مرتبة العصمه فهو لا يخطئ أبدا ؟
هل جرّب أحد من كبار مشايخكم الكرام وهو يؤيدون ما يقوم به ويصدقون عليه ، هل جرّب أحدهم أن يقول نعم نحن أخطأنا في التصرف الفلاني وجاريناه على ضلاله ومشينا وراءه مغمضين ؟؟؟أم أن الجواب دوما منك ومنهم معاذ الله فمشايخنا قد عبروا مرحلة العصمه من زمن وهم لا يخطئون أبدا .
السيد سالم : مع الحترام والود : يقول تعالى : يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. ويقول الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم .
إذا كنت تظن أن الناس لا يقرؤون كتابتك فأنك مخطئ . واذا كنت تظن أنهم يصدّقون ما تقوله أنت وأسيادك فانت مخطئ أكثر . وإن كنت تظن أن إخوانك لا يعرفون حجم إختلاف ما تقوله عمّا تفعله فأنت مخطئ اكثر واكثر ، انهم يقولون كل شيء في مجالسهم ولكن أحدا لا يوصله إليك والى سيدك لانهم يعرفون جوابك عليهم اصلا ويعرفون تسويفك وتسويغك ومبرراتك وضرورة المرحله وحالة السريه في الجماعه والظروف القاسيه التى بررت كل أخطائكم وخطاياكم وتجاوزاتكم وتواطئكم على الباطل ، الناس تعرف ذلك كله ولكن كما يقال العين بصيره واليد قصيره تماما كما هي الشعب السوري كله ، أنتم في الخارج تطبقون هذا الظلم والاجحاف ، والنظام في سوريه يطبق القهر القمع وسجن الناس في سجون صغيره وسجن كبير للجميع ، الفرق بينكم وبين النظام فقط بالقدرات والامكانات وقليل من الحياء تتصرفون به بخجل بسبب الظرف الذي تعيشون فيه . آسف لقول ذلك ولكنها الحقيقة المرّه يا سيد سالم أرجو أن تصل اليها يوما ما ، وربما كان لك نصيب قريب أن تحل محل سيدّك المراقب العام لنرى كيف ستكون أفضل منه أو ربما أسوأ بحيث يترحم الناس عليه وعلى عصره الاسود.
المسالة يا سيد سالم أنهم لا يملكون القدرة على قول ذلك أمامك وفي وجهك لانهم مكبلون بقيود الغربة والاقامه والغطاء الامني في هذه الدولة أو تلك ، وانك تكتب هنا على أساس أنهم لا يملكون السبيل للرد عليك لذلك فانت تأخذ راحتك وتفصّل البيان كما تريد ... ولكنّي سأظل أرد عليك وعلى سيدك برغم الطين والعجين الذي تضعوه في هذه الاذن او تلك ....لا يهم ... المهم أننا لن نصمت بعد اليوم . سآخذ دورهم جميعا وأقف لكم بالمرصاد لكي لا تستمروا في هذا الدجل والزيف والغش ....
تحياتي .
علي الاحمد
Monday, 3 May 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment