الديموقراطيه السودانيه والفاشيه السوريه
نتابع ما يجري في السودان من تحضيرات لإنتخابات تشريعيه ورئاسيه وما يرافقها من حملات دعايه أو مقاطعه من بعض الفئات المعارضه لطريقة الحكومه في إدارة العمليه والادعاءات بوجود تشوّهات في الاليه التى تعتمدها الحكومه السودانيه .
ومعروف أن تلك الإنتخابات تجري بعد 20 عاما من حكم البشير الذي جاء عقب إنقلاب عسكري مدعوم من الترابي والجهات الاسلاميه ، سرعان من تفتت التحالف المؤيد له وإنقلب الاصدقاء الى أعداء بعد أن فرقتهم حلاوة المقعد الرئاسي وسطوة المال والجاه والنفوذ مما شكل تجربة فاشلة أخرى للاسف للحركات الإسلاميه المعاصره .
ما يهمنا هنا أنه بالرغم من كل الحروب والصراعات الداميه التى حصلت في السودان خلال العقدين الماضيين ، فإن الجميع مسموح له بالمشاركه او المقاطعه حسب القرار الخاص لكل فئه او مكّون من تلك المكونات السودانيه ، وحصلت مصالحه كبيره بين الجنوبيين المسيحيين والشماليين المسلمين ، وكذلك بين المسلمين من إقليم دارفور والحكومه التى يتزعمها البشير ، بالرغم من الدماء التى أريقت على أرض دارفور بين الطرفين .
مجال المقارنه هنا بين موقف النظام السوداني الذي إكتفى ب 20 عاما من التفرد بالسلطه وها هو اليوم يسمح للجميع أولا بالعيش في أرضهم بالرغم من مخالفة الكثيرين له ، ثم يسمح لأحزابهم وكياناتهم بالمشاركه بالدعايه والاعلام قبل الانتخابات بغض النظر عن رأي البعض في طريقة تنظيمها ، بينما الفاشيون السوريون من الطائفيين المتلبسين بلباس البعث يمنعون ألوف السوريين حتى من مجرد العيش في وطنهم بحريه لانهم يخالفون البعثيين والطائفيين الفاشيين في أسلوبهم البشع في إدارة الحياة في سوريه ،واكثر من هذا فهم يقمعون بشده أي تيار جديد يفكر مجرد تفكير بما يحصل في سوريه من مآسي ، وقد كان من ضحايا هذا القمع الرهيب لفئات المجتمع من إسلاميين ويساريين وقوى المجتمع المدني والأكراد والجميع بلا أي إستثناء ، بمعنى أنه مجرد أن تعارض النظام فهو أمر خطير غير مسموح به أبدا بغض النظر عن خلفيتك الفكريه .
هل كنّا نتخيّل أن تقع الإنتخابات الحاليه في السودان لو كان لديهم طائفه قليله من الشعب تخالف أغلبيته بالعقيده وتحكمه من خلال السجون والزنازين والإعتقال وتمنع أي نوع من النشاط الاجتماعي او الحراك اذا كان يهدد بأي شكل سلطتهم المطلقه وهيمنتهم الامتناهيه على نواحي الحياة السياسيه والاقتصاديه .
لو كان البشير من الطائفه العلويه أو ما يشابهها من الفرق المنحرفه الضاله ، هل كنا نتخيّل أن يسمح للترابي أن يبقى خارج السجن فضلا عن أن يسمح له بالمشاركه الحزبيه في الانتخابات ؟ بالطبع الجواب لا .
لو كان البشير علويا هل سيسمح بالصلح من معارضيه من المسيحيين الجنوبيين او سكان دار فور ؟ بالطبع لا .
لو كان البشير علويا هل كان سيسمح لحزب الأمه وغيره من الاحزاب بالوجود والمشاركه والتفاعل في الانتخابات ؟ بالطبع لا .
لو كان البشير طويلا مثل الزرافه ، هل سيسمح لغيره من قصار القامه بالعيش في الوطن لو أنهم تفوّهوا بكلمة واحده ضده وضد نظامه الزرافي؟ بالطبع لا .
لا يوجد في المنطقه العربيه نظام واحد يشابه في عنصريته وحقده النظام السوري الذي يحقد على كل فئات الشعب غير الراضيه عليه ، وهو النظام الوحيد الذي تقوده طائفه من الاقليه في البلد ، وهو الوحيد في كونه الاشد بطشا والاشد ظلما وتنكيلا بمواطنيه من كل الفئات ، وهو من بين القله في العالم الاكثر فسادا وسكوتا على الفساد.
تلك هي بعض الفروق بين ما نعانيه في سوريه من عسف وجور وقع تحت سطوته الجميع ولم ينج منه أحد وآخر ضحاياه اليوم كل من ينتسب الى الفكر السلفي الاسلامي .
علي الاحمد
Sunday, 4 April 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment