وفاة امين الحافظ والعبره منها
إنتقل إلى جوار ربه بالأمس الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في مدينة حلب السوريه ، وقد أفضى الى ما قدم وسيقف أمام الميزان للحساب والعقاب كما هو حال كل مخلوق على وجه هذه الارض . لكن وفاة المرحوم أمين الحافظ تدفعنا لأخذ العبره منها فهو من الرعيل الأول من البعثيين العسكريين اليساريين ، وهو الشخص الذي ساهمت مواقفه تجاه تمدد وانتشار نفوذ العلويين في سوريه اواسط الستينات من القرن الماضي ، اقول ساهمت مواقفه ومواقف زملائه بشكل كبير في صيرورة الوضع المظلم القاتم الذي نعيشه اليوم بعد أن إستاسدت تلك الطائفه الأقليه على غالبية أبناء سوريه من جميع الملل الأخرى وهي تسوم الجميع اليوم الذل والهوان . وقد ذكر زميله ورفيق دربه السيد أحمد أبو صالح البعثي السابق في برنامج على قناة الجزيره قبل أعوام ، ذكر فصولا مريره من تلك المؤامره الخبيثه التى نفذها عدد من أبناء الطائفه العلويه في سوريه للسيطره على حكم البلاد من خلال مؤمرات دنيئه نفذوها بالتواطؤ فيما بينهم وبإستغفال وخداع وغش مارسوه على عدد من الضباط البعثيين السنه ومن أولهم وأبرزهم المرحوم أمين الحافظ .
ومن موقعه كرئيس للجمهوريه ، أهمل المرحوم أمين الحافظ الإنتباه للدور المتعاظم لتلك الطائفه وخاصة في الجيش ، ولم يلتفت لعدد من دعوات التحذير وجهها له أكثر من طرف من أبناء السنه الذين تنبهوا للخطر القادم إلينا من خلال تعاظم دور ونفوذ الضباط العلويين في الجيش حيث كان يردد المرحوم أمين الحافظ أنهم أبناء وطننا ولا يجوز أن نقسو عليهم وفي النهايه هم أقليه بسيطه ولا يمكنهم أن يلعبوا أي دور مخيف أو تامري على الوطن ، وظل يماطل ويتعلل بالحجج مع أنهم كانوا يعملون بشكل شبه واضح للاطاحة به ، وهكذا حتى حاصروه في محل سكناه وهدموا بيته بقذائف الدبابات ثم إعتقلوه وطردوه خارج سوريه .
إن تصرف أمين الحافظ وزملاءه من ضباط السنه السوريين كان غاية في البساطه والسذاجه والجهل ، لم يكن يخطر ببالهم أبدا أن تقاعسهم وقتذاك عن لجم وكبح جماح أولئك الضباط الطامحين للبطش والظلم والسيطره على سوريه كلها من خلال الجيش ، لم يخطر ببالهم أن مثل هؤلاء يمكن أن يصلوا بسوريه إلى ما وصلوا إليه اليوم من إنحراف كامل نحو التشيع والرضوخ للفرس الإيرانيين ، وما ينفذوه من خطط قاتله ضد سوريه وشعبها حاضرا ومستقبلا ، وما إقترفوه من مجازر وفظائع يشيب من هولها الولدان وتحتاج سوريه ربما لعقود من العمل لإعادة بناء ما هدموه في المجتمع من قيم وأخلاق وتقاليد عريقه راسخه في عقل وقلب السوريين .
رحمك الله يا أبو عبدو ، رحلت وتركت وراءك وطنا يحترق ويذوب ، أبناؤه الكرام قضوا في السجون أو المنافي ، القهر والظلم فيه زاد يومي للناس ، الذل شيء عادي وهدر حريات وكرامات الناس طقس يومي ، وطنا ليس ككل الاوطان ، يهين أبناءه ويجبرهم على التشرد والهجرة في بقاع الارض طلبا للقمة العيش الكريمه التى سرقتها يد اللصوص في بلدهم ، وطنا أرضه محتله ونظام الحكم فيه صار عائليا طائفيا مقيتا ، وطنا إسمه سوريه ولكن وصفه ليس كذلك أبدا . رحمك الله وغفر لك وجعلنا نتعلم من خطئك الذي كسر ظهرنا وقتل أجيالا كامله من أبناء بلدك .
علي الاحمد
Friday, 18 December 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
( كل نفس ذائقة الموت )
لو كان يعلم أنه سيموت بعد صراع مع المرض ، أكان سيتجرأ على ضرب بيت من بيوت الله وقتل المسلمين في جامع السلطان عام 1964 ؟
لماذا يفقد الحكام إنسانيتهم عند مواجهتهم لأبناء الإسلام ؟
لقد أذله الله بعد عز ، فبعد سقوط عرشه ألقي القبض عليه وقبع في السجن وبعد الإفراج عنه ولى هارباً إلى المنفى في العراق .
بعد سقوط نظام صدام حسين عاد إلى سوريا بشرط عدم الظهور في وسائل الإعلام ( هكذا اشترط عليه أزلام النظام النصيري ) ، وفضّل أن يموت بعيداً عن ساحات الجهاد والشرف في العراق فقد كان وجوده في المنفى فرصة له لإعلان توبته وتكفير ذنوبه ... ولكن !!
Post a Comment