سوريه الدكتاتوريه في محيط متغير
هل بإمكان المواطن السوري الذي يتابع ما يحصل حوله من مواقف وممارسات ديموقراطيه في بعض الدول العربيه المحيطه او القريبه من سوريه ، هل بإمكانه أن يغمض عينيه ويتصنع العمى أو الطرش ويتكتم على كل ما في نفسه من مشاعر القلق والخوف والرعب الذي يعيشه تحت حكم البعث والطوارئ والامن والجيش ، وهل فعلا يمكنه أن يقول او يسأل لماذا نحن مختلفون ؟ والى متى سنبقى صامتين على قدرنا هذا ؟
في الكويت يتم استجواب رئيس الحكومه واربع وزراء دفعة واحده ويوقع عدد كبير من النواب بيانا يتعهدون فيه بعدم التعاون مع الحكومه ، تمهيدا لإسقاطها ، وفي لبنان يناقش نواب الشعب المنتخبين بشكل حر وشفاف ، يناقشون بيان الحكومه الجديده بلا خوف ولا حرج ويضعون كل المواضيع على الطاوله مثل سلاح حزب الله وإلغاء الطائفيه السياسيه ، والتنميه لمناطقهم وكل ما يشغل بالهم من مواضيع ، وفي العراق يرد نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي قانون الإنتخاب ويوقفه لأنه يتعارض مع مصلحة الفئه التى يمثلها من الشعب العراقي ويتمكن من إيقاف عجلة ذلك القانون لأسابيع ، ثم تتوالى الأخبار عن أستدعاء مجلس النواب العراقي لرئيس الجكومه المالكي ووزير داخليته لاستجوابهما حول مزاعم التقصير في منع ما يحصل في بغداد من تفجيرات ، كل ذلك يحصل في المحيط العربي القريب من سوريه وهي ترزح تحت حكم طائفي دكتاتوري بغيض لا يعترف بالقانون ولا بالنظام ولا بنواب الشعب الذين يتم اختيار القسم الأعظم منهم من بين كوادر حزب البعث المتعفنه الباليه المنغمسه في الفساد والرشوه والمحسوبيه الى أخمص قدميها .
الأ يحق هنا للمواطن السوري أن يتساءل لماذا نحن مختلفون عن الباقين من حولنا ؟ قبل أيام أشار المواطن المصري الدكتور محمد البرادعي الى نيته ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهوريه مما أحدث جدلا ولغطا واسعين في الصحافة والإعلام المصريين ، فإلى متى يبقى السوريون الصم والطرش والخرس الذين لا يحق لهم ان يتكلموا في اي شأن عام من شؤون بلدهم ، ولا ان يمتبوا مقالا في جريده ولا ان يتصفحوا موقعا الا وجده ممنوع ، والى متى ستبقى سوريه كلها رهينة الخوف والقمع والضغط النفسي والشد العصبي وهجرة العقول والقلوب من ابنائها الى منافي الارض ومجاهلها ؟
اليس مشروعا ومسوغا لكل سوري ان يحقد وان يمقت وان يكره بشار الاسد ومن قبله ابيه الذي اورثنا تلك الحالة المزريه من الانغلاق والتقوقع والصمت القاتل الذي يخيم على بلدنا ؟ اليس حقا مشروعا لكل سوري ان يكره اليوم الذي راينا فيه خلقة حافظ اسد الكريهه التى جلبت لنا كل هذا الخوف والالم والحقد والدم والدموع ؟ أليس من حقنا أن نكره البعثيين الذين سمحوا لتلك الفئه او الطائفه التى ينتمي اليها بشار الأسد ، سمحوا لها وأعطوها المجال لكي تنتهك وتختزل الوطن كله في شخوصهم وصورهم وشخوص ابنائهم واحفادهم ؟ أليس من حقنا ان نكرههم على هذا المصير الذي اوصلونا اليه ؟
لماذا تتمتع كل الشعوب المجاوره أو لنقل أغلبها بمعظم حقوق المواطنه من حرية العيش بكرامه والعمل والتنقل في أرجاء الوطن ، بينما تحرم أعداد كبيره من السوريين حتى من حقها في العيش في وطنها وحقها بالتمتع بخيراته والإحساس بالدفء في ربوعه ؟ وحقها حتى بالحصول على هوية أو جواز سفر أو عقد زواج أو شهادة ميلاد ؟ لماذا لا يعاني الأردني ولا المصري ولا السوداني ولا اللبناني عشر معشار ما يعانيه السوريين على كل الصعد ؟ لماذا تحمي دولة إسرائيل مواطنيها بينما تسحق سوريه مواطنيها ؟
الكويت تحاسب رئيس حكومتها وكذلك العراق ولبنان فمن يحاسب مجرمي سوريه ؟ آصف شوكت وماهر الاسد وبشار والعطري وطلاس والشهابي وعبد الله الاحمر ، وكل اللصوص والمجرمين والقتله الذين يفرخون ويعشعشون في ربوعنا وينهبون خيرات بلدنا ؟ أما آن لذلك الليل الطويل للبعثيين أن يقترب من نهايته ؟ الى متى ؟
علي الاحمد
Wednesday, 9 December 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment