Friday 25 September 2009

عقدة النقص عند ابناء الطائفه الحاكمه في سوريه
ربما يبدو هذا العنوان للمطلع على واقع الامر في سوريه ، يبدو غريبا او غير صحيح لان المقصودين من تلك الطائفه يتمتعون بكل وسائل السيطره والتحكم في شؤون سوريه الاقتصاديه والامنيه وكل شيء تقريبا فكيف يشعر هؤلاء بعقدة القنقص ؟؟؟
قبل ايام استضاف مقدم برنامج الاتجاه المعاكس فيصل القاسم احد الوجوه القليله جدا التى نراها من ابناء الطائفه الحاكمه في سوريه وهو شخص اسمه نضال نعيسه ،وكان موضوع البرنامج هو الحديث عن المسلسلات الرمضانيه ، وللتعريف فقط فان نضال نعيسه وجه معروف باشد الحقد واللؤم على عقيدة المسلمين وعلى واقعهم وماضيهم المشرق حيث يصف الفتوحات الاسلاميه بابشع الاوصاف ، وقد استغل ذلك البرنامج اكثر من مره ليعلن عن افكاره العدائيه تلك لامة المسلمين ، ولو فرضنا ان ظهور هذا الشخص مقصود ليكون ممثل للفكر المنحرف الذي تعتنقه تلك الطائفه فان ذلك بحد ذاته مصيبه اذا كان – وجه السحاره – لهم هو هذا فكيف ستكون ارضية السحاره حيث العفن والانتان ؟؟؟؟
والحديث هنا ليس عن موضوع استضافته لاكثر من مره وما اطلقه من اهانات لمليار مسلم ، بل عن بعض ما جاء به من كلمات افصحت عن مكنون خاف في عقلية وتفكير اولئك القوم من ابناء تلك الطائفه الاقليه الحاكمه في سوريه ، ومن تلك الكلمات قوله لمحاوره الشيخ السوري عندما كان يستدل بحديث نبوي او اية قرانيه : لا تقمعني !!!!! تصوروا ان يكون الاستشهاد بحديث نبوي هو قمع لنعيسه ، اما قهر امة كامله وسحقها في السجون والمنافي لا يمثل قمعا بالنسبة لهم ، وهنا يظهر خوفه ورعبه من الحديث او الايه القرانيه لانه انسان ملحد لا يعترف بالدين، يبث الالحاد والكفر في كل كتاباته وتصريحاته ، فالايه او الحديث تمثل تخويفا له مما يدل على خوائه وخلوه من الايمان الذي يهيئ للمؤمنين سكينة وطمأنينة يعرفها المؤمنين بينما يعتبرها امثال نعيسه ارهاب بسبب خواء فكره وروحه وعقله من معاني الايمان .
المظهر الاخر في حديثه كان عندما كرر اكثر من مره انه مسلم واسم ابيه كذا واسم امه كذا ، وهذا طبعا يذكرنا في ايام احداث الثمانينات عندما خرج حافظ الاسد ليعلن على التلفزيون انه مسلم وانه يصلي وانه كذا وكذا ، وهذا هو التعبير الاوضح عن شعوره الداخلي انه ليس جزءا من امة الاسلام العظيمه المحيطه به من كل جانب بينما الجميع يعرف ضمنا انه ليس منها وليس فردا من افرادها وانما هو فرد من جماعة اخرى لها عقيدتها وطريقتها في التفكير والتصرف تختلف عن باقي ابناء سوريه ، فهو يجهد في محاولة اقناع الناس ان لا يختلف عنهم وانه يعتنق نفس عقيدتهم – بالقول وليس بالفعل طبعا – لانه لو كان فعلا كذلك فلا يمكن ان تصدر عنه كل تلك الافعال الفظيعه من القتل والبطش وسفك الدماء .
المظهر الثالث لذلك الشعور بالنقص هو تكرراه عدد كبير من المرات ان عقيد الحاره يتفوق عليه في الاهميه والمقدار ، ليس عليه فقط وانما على مقدم البرنامج والاخرين وكل الابطال في نظره المقاومين الذين حرروا لبنان ووقفوا بوجه اسرائيل ، عقيد الحاره مثل كابوس للسيد نعيسه لانه جسد قيم الرجوله والاخلاق ومقاومة المحتل الذي وقف اجداد نعيسه معه في وجه ابناء العقيد واخوته واشقائه ، وقف اجداد نعيسه مع ذلك المحتل ضد ابناء بلدهم لانهم كانوا وقت ذاك يعيشون الذل والحرمان في شعاب الجبال مطرودين ملعونين بسبب بعدهم عن عقيدة الاسلام العظيم ، وبسبب عدائهم الموروث لابناء سوريه من المسلمين .
في نظر نعيسه لا يجوز حتى في التمثيل ان يتفوق عليه عقيد الحاره، ببساطه لانه يمثل اهل البلد السنه الذين يختلفون عن نعيسه في الاخلاق والمبادئ والقيم لذلك فهو في غيظ شديد وشعور عال بالنقص لانه ليس جزءا من ذلك التاريخ وتلك الاخلاق والقيم التى تدعو الى الشجاعه ومقاومة المحتل بينما وقف اجداده مع المحتل ضد ابناء وطنه .
في نظر نعيسه الابطال الذين حرروا لبنان وواجهوا اليهود هم من يجب ان نبجلهم ونحترمهم لانهم مثله يتصرفون تحت تاثير عقدة النقص وكل ما قاموا به من بطولات ليقولوا : انظروا نحن الشيعه نقاتل ونتصدى وننتصر بينما انتم الاخرون الخونه والانذال والجبناء ، عقدة النقص تحرك افعالهم فقط ليثبتوا انهم بالرغم من كونهم اقليه الا انهم ابطال وشجعان ويتصدون للعدو .
عقدة النقص تدفع نعيسه للظهور بذلك المظهر الخائف حتى من شخصيه افتراضيه في مسلسل ، وهو الممثل الاوحد لحد الان لتلك الطائفه الحاكمه ، لان الباقين منهم لا يظهرون على الضوء لان اعمالهم في المغاور والكهوف تحت الارض حيث يعملون على سحق وقتل المئات والاف من المعتقلين المعارضين لحكم تلك الطائفه، والقسم الاخر في الجيش واجهزة الامن حيث يتولون كل المناصب القياديه التى تسيطر وتتحكم في كل صغيرة وكبيرة في سوريه ، هذا الممثل الاعرج لهم صورهم احسن تصوير : فارغين خاوي العقول يخافون حتى من تمثيل ادوار البطولة و الاخلاق التى يتمتع بها اهل سوريه بينما يفتقدها نعيسه ومن يمثلهم .
ربما انقلب السحر على الساحر في تلك الحلقه من برنامج الاتجاه المعاكس لان نعيسه زاد من كراهية المسلمين في سوريه له ولمن يمثلهم من حكام سوريه ، من خلال ما بثه من سخافات واقوال يعرف الجميع كذبها ومخالفتها للواقع .
علي الاحمد

No comments: