بسم الله الرحمن الرحيم
المؤامرة الكبرى
إن حقيقة المعركة بين العرب والمسلمين من جهة ، واليهود الصهاينة من جهة أخرى ، هي معركة عقيدة ومباديء ، وليست معركة ( أرض ) أو ( حدود ) أو ( مياه ) أو ( أسواق اقتصادية ) ..إلخ
والقضية تعود بجذورها إلى صدر الرسالة الإسلامية ، فلقد كان اليهود يعتقدون بأن خاتم النبيين سيكون منهم، وكانوا كثيراً ما يستفتحون به على العرب ، فيقولون لهم : إن نبياً قد أظلَّ ( قرُب ) زمانه ، فسنتّبعه ونقتلكم معه قتل عادٍ وإرم ، فلما جاء الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم من العرب ، غصّوا به وشرقوا ،
وحسدوه وحسدوا أمته حسداً عظيماً ، وحملوا لها من الحقد والكيد والكراهية ما لا يوصف ، وناصبوها العداء ، وأشعلوا لها الحروب ، وأثاروا ضدّها الفتن ، ولا يزالون كذلك منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً .!
فمنذ ذلك التاريخ لم يهدأ لهم بال ، ولم تخمد لهم نار ، ولم يزالوا يدبّرون المؤامرة تلو المؤامرة ، والفتنة تلو الفتنة ، والاعتداء تلو الاعتداء حتى هذه اللحظة ...
فلقد تآمروا في صدر الدعوة الإسلامية ، على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لاغتياله ، مرّة بإلقاء الحجر الثقيل فوق رأسه ، ومرّة بدسّ السم القاتل في طعامه ... وهكذا ...
كما تآمروا على الدولة الإسلامية الوليدة في المدينة المنورة بجميع وسائل التآمر : الإعلامي ، والسياسي ، والاقتصادي ، والعسكري ، حتى أنهم تعاونوا مع الكافرين والمشركين والمنافقين ، وألبوا الأحزاب من كل أصقاع الجزيرة العربية لسحقها وتفكيكها ...!!!
ولكنّ أسود الإسلام كانوا لهم بالمرصاد ، فلقد سحقوا تجمعاتهم ، وأحبطوا مخططاتهم ، وكبتوا أحقادهم ، وفلّوا حدّهم ، واستأصلوا شأفتهم ، وشتتوهم في الأصقاع ، وجعلوهم عبرة لكل معتبر ...!!!
ولكنهم مع ذلك لم ييأسوا ولم يستسلموا ، وواصلوا حقدهم على هذه الأمة ، وتابعوا تآمرهم عليها وعلى دينها وعقيدتها ، وإذْ لم يتمكنوا بعد اليوم ، من التآمر العلني المفضوح ، فليكن تآمرهم إذاً سريّاً ( وباطنياً ) ومن وراء ستار ...
وهكذا فقد بدأ اليهود مرحلة صراع جديدة ، ينسجون فيها خيوط مؤامرة قذرة ، جوهرها : ( التآمر على القادة البارزين في الأمة لتصفيتهم ، وتفكيك أركان الدولة العربية الإسلامية من الداخل )...
ولتحقيق هذه الأهداف اليهودية القذرة ، كان لا بد من وضع خطة ستراتيجية محكمة ، ثم وضع آليات صبورة لتنفيذها ... وهنا لمعت فكرة جهنمية خسيسة ، في رأس يهودي يطفح بالأحقاد والأضغان على كل ما يمت إلى العروبة والإسلام ... وصاح بأعلى صوته : وجدتها ...!!!
إنها باختصار : نفس اللعبة القذرة التي لعبها جدهم ( بولص ) اليهودي لتحريف دين المسيحية إلى
( الصليبية الصهيونية ) ، وكذلك يجب تحريف هذا الإسلام العربي ، الذي أذاقهم كؤوس الذل والهزيمة إلى
( الشيعية الصهيونية ) ، عندها يمكنهم تحطيم ملكه ، والسيطرة عليه ...!!!
وانفرجت أسارير اليهودي الحاقد عبد الله بن سبأ ( ابن السوداء ) ، والتقط الفكرة المذهلة وقال : اتركوا لي تنفيذ هذه المهمة ...
وانطلقت الخطة ، وكان أول بند فيها هو قتل عملاق الإسلام ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه ، الذي أدال الدول ، وهزّ التيجان ، ودوّخ الملوك ، وكان من أشدّ المسلمين عداوة لليهود والمشركين والمنافقين ...
والتقت على هذا المسلم العظيم أحقاد ( اليهودية ) و ( الصليبية ) و ( المجوسية ) ...
ونفد أمر الله ، وخرّ الفاروق شهيداً مضرّجاً بدمائه في محراب صلاته ، وتبين بما لا يقبل الشك : أن القتلة هم ممثلو ذلك الثالوث الحاقد ، عبد الله بن سبأ ( اليهودي ) وأعوانه وأدواته ، وجفنة الصانع (الصليبي) وأبو لؤلؤة ( الفارسي المجوسي ) ...!!!
فاليهودي : هو الذي وضع الخطة ، والصليبي : هو الذي صنع الخنجر المسموم ، والفارسي المجوسي هو الذي باشر التنفيذ بيده الشلاء ... وباستشهاد الفاروق رضوان الله عليه ، انكسر باب الأمة الذي لن يغلق إلى قيام الساعة ...
وما أن نفض المسلمون أيديهم من تراب الفاروق رضي الله عنه ، حتى بايعوا لخليفته من بعده ، عثمان بن عفان ( ذي النورين ) رضي الله عنه ، فسار بالأمة على منهج العمالقة الذين سبقوه ، وخفقت راياته فوق المشارق والمغارب ، فغصّ به اليهود _ مرّة أخرى _ وشرقوا ، وعلموا أنهم كلما قتلوا قائداً للأمة أنجبت ألف قائد ، فهي أمة القيادة والريادة والقدوة ، عندها أضاف أساطين اليهودية إلى خطتهم الخبيثة عنصراً جديداً ، ألا وهو : ( قتل القادة وتحريف الدين )...!!!
وانطلق اليهودي بن اليهودية ( بن السوداء ) عبد الله بن سبأ ، يجوب أرجاء الدولة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها ، يبث سمومه ، ويتقيؤ أحقاده ، وينشر بين رعاع الناس ، والدهماء من العامة ، والموتورين من أصحاب السوابق _ من الذين نالهم من أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وعماله ما يستحقون من العقوبة والقصاص ، جراء مخالفات ارتكبوها _ أقوالاً وأفكاراً لا عهد للعرب والمسلمين بها ، ولم يسمعوا بأمثالها من قبل ، وكان ابن السوداء قد استوحاها من تقيؤات تلموده الحاقد ، وخرافات توراته المزوّر ، مثل :
( الطعن في خلافة الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان ) رضوان الله عليهم .
وابتداع ( أحقية علي في الخلافة ) و ( أكذوبة النصّ عليه ) و ( أكذوبة أنه معصوم ) و ( أن الصحابة غصبوه حقه في الملك ) وأمثال هذه الافتراءات والأكاذيب الوضيعة ...
و القول : ( إن لكل نبي وصي ، فمحمد هو النبي وعليّ هو الوصي ) ...
وهو أول من ابتدع عقائد ( الرجعة ) و ( العصمة ) و ( التقية ) وغيرها من العقائد الفاسدة المستوحاة من اليهود والصليبيين والبوذيين وغيرهم ... كما أنه أول من تجرأ على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فخوّنهم وكفّرهم ... وغير ذلك كثير..
ولقد اعترف بهذا كبار الشيعة ومؤرخوهم ، فهذا هوالكشّي ( كبير علماء التراجم المتقدمين -عندهم -الذي قالوا فيه : إنه ثقة ، عين ، بصير بالأخبار والرجال ، كثير العلم ، حسن الاعتقاد ، مستقيم المذهب ) يقول : وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى علياً عليه السلام ، وكان يقول _ وهو على يهوديته _ في يوشع بن نون وصيّ موسى بالغلو ، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في علي مثل ذلك ، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه ، وكفّرهم ، ومن هنا قال من خالف الشيعة ، إن التشيع ، والرفض ، مأخوذ من اليهودية ( "رجال الكشي " ص 101 ط مؤسسة الأعلمى بكربلاء العراق ).
ونقل المامقاني ، إمام الجرح والتعديل ، مثل هذا عن الكشي في كتابه " تنقيح المقال " ( "تنقيح المقال " للمامقاني ، ص 184 ج 2 ط طهران ) .
ويقول النوبختي في كتابه فرق الشيعة : ( عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن على أبى بكر، وعمر، وعثمان ، والصحابة ، وتبرأ منهم ، وقال إن علياً عليه السلام أمره بذلك ، فأخذه علي ، فسأله عن قوله هذا ، فأقرّ به ، فأمر بقتله فصاح الناس إليه ، يا أمير المؤمنين ! أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم ، أهل البيت ، وإلى ولايتكم ، والبراءة من أعدائكم ، فسيره (علي ) إلى المدائن (عاصمة فارس آنذاك ) ... وحكى جماعة من أهل العلم ، من أصحاب علي عليه السلام : ( إن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ، ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة ، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في عليّ عليه السلام بمثل ذلك ، وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه ، فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) .
وذكر مثل هذا مؤرخ شيعي في (روضة الصفا) : ( أن عبد الله بن سبأ توجه إلى مصر حينما علم أن مخالفيه (عثمان بن عفان ) كثيرون هناك ، فتظاهر بالعلم والتقوى ، حتى افتتن الناس به ، وبعد رسوخه فيهم بدأ يروج مذهبه ومسلكه ، ومنه : إن لكل نبي وصياً وخليفة ، فوصيُّ رسول الله وخليفته ليس إلا عليا المتحلي بالعلم ، والفتوى ، والمتزين بالكرم والشجاعة ، والمتصف بالأمانة ، والتقى ، وقال : إن الأمة ظلمت عليا ، وغصبت حقه ، حق الخلافة والولاية ، ويلزم الآن على الجميع مناصرته ومعاضدته ، وخلع طاعة عثمان وبيعته ، فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه، وخرجوا على الخليفة عثمان ) . انظر ( روضة الصفا) في اللغة الفارسية ص 292 ج 2 ط إيران.
ولم يزل ذلك اليهودي الحاقد يجوب الأمصار ، ويبث سمومه الحاقدة ، مستغلاً طيب عثمان رضوان الله عليه ، وشفقة قلبه على أمته ، ومستغلاً حقد الفرس على العرب الذين أدالوا دولتهم وحطموا ملكهم ، ورغبتهم في الانتقام منهم ، وجهل الرعاع ، وطيش الموتورين ، حتى أقدم على جريمته الفظيعة بتهييج غوغاء الأمصار ( كما وصفهم الزبير بن العوام رضوان الله عليه ) ، ونزّاع القبائل ( كما وصفتهم عائشة رضوان اله عليها ) و حثالة الناس (كما وصفهم ابن سعد في طبقاته) و خوارج مفسدون ، وضالون باغون ( كما نعتهم ابن تيمية في منهاج السنة ) ، والمنافقون ( كما نعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل ، في الحديث الشريف ( … فأرادك المنافقون أن تخلع ..الخ فلا تخلع ) ، وإحداث الفتنة الكبرى ، وقتل عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه ، وهو يقرأ القرآن في بيته ، ملحقاً إياه بمن قبله ...!!!
انظر : الطبري (4/461-462) وابن سعد في طبقاته (3/71) وابن تيمية في منهاج السنة (6/29)
والذي رجح لنا من روايات أهل العلم والثقات من المؤرخين ، أن اليهودي الحاقد عبد الله بن سبأ
( ابن السوداء ) هو الذي باشر قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضوان الله عليه بنفسه ، وذلك ليروي أغلاله الحاقدة ، ويطمئن على نجاح خطته الخبيثة ...!!!
أنظر : خليفة بن خياط (ص174-175) ، و ابن سعد (3/83-84) ، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/1046) ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (372) .
ولم يكتف بذلك ، حتى نفد إلى عقيدة الأمة ، وجوهر التوحيد ، فدق أسافينه الخبيثة فيها ...
حيث وضع بيديه القذرتين ، منذ تلك اللحظة البائسة ، حجر الأساس لدين جديد ، اسمه ( التشيّع الصهيوني ) ، والذي لا يمت بأية صلة إلى دين الإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد صلى الله عيه وسلم ، ليس هذا فحسب ، بل مثل الخنجر المسموم ، والجرح النازف في خاصرة الأمة منذ ذلك الزمن حتى الآن ، والذي لن تبرأ منه الأمة حتى تسحق ذلك الأخطبوط ، وتلك الأفعى اللعينة بثالوثها القاتل ( اليهودية الصهيونية ، والصليبية الصهيونية ، والتشيّع الصهيوني ) ...!!!
* بعد أن حقق اليهودي الحاقد ابن السوداء غرضه الخبيث بمقتل عثمان رضي الله عنه ، عمد هو وزمرته الحاقدة للتظاهر بموالاة عليّ رضوان الله عليه ، فبايعوه على الخلافة ، واندسوا في جيشه ، وراحوا يتآمرون على الأمة من هذا الموقع الجديد ، ولقد كان تآمرهم في هذه المرحلة يتمثل في محورين خطيرين :
الأول : المبالغة في مدح عليّ رضي الله عنه ، ونشر أفكارهم المغالية والمنحرفة _ والمستمدّة من نصوص توراتهم المزوّر وتلمودهم الحاقد _ بشأنه بين صفوف العامة والرعاع من الناس ، حتى وصلوا إلى درجة تأليهه ...!!!
والثاني : تزيين فكرة المصارعة والاقتتال بين صفوف الأمة لإضعافها وتمزيق كلمتها ، وذلك تمهيداً لدحرها وإسقاطها ... وإن المتتبع لكل حوادث الصدام والاقتتال التي حدثت بين عليّ كرّم الله وجهه، والصحابة الكرام : طلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم جميعاً ، يلحظ اليد اليهودية السبئية والمجوسية المحرّضة بأوضح ما يكون ...
ولما أحسّ أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه بخطورة هذه الجرثومة الخبيثة التي يتولى كبرها ذلك اليهودي الحاقد ابن السوداء ، والتي تتظاهر بحبه وموالاته والتبرؤ من أعدائه ، حتى وصلت بها الجرأة إلى درجة تأليهه ، طلبه ليقتله ( عبد الله بن سبأ ) ، ولكن بعض مستشاريه نصحوه بعدم قتله، ولأمر يريده الله فقد نفاه إلى المدائن ...
* وبموطنه الجديد هذا ، فقد صار ابن سبأ جاراً للفرس ، الذين أكل العرب قلوبهم ، ودمروا ملكهم، وأدالوا دولتهم ، فلم يكن صعباً عليه أن يقنعهم بخطته الخبيثة التي ترتكز على : ( التظاهر بدخول الإسلام والقضاء عليه من الداخل ) ، بل نزلت على قلوبهم أبرد من الماء ، وأحلى من العسل ، ونشطوا لتطبيقها بكل ما لديهم من غدر وباطنية ...!!!
وتحت عباءة ( حبّ آل البيت ، وموالاتهم ، والمطالبة بحقوقهم ، ومظلوميّتهم ) فقد افتتح ذلك اليهودي الحاقد (للتشيع الصهيوني ) فرعاً جديداً في بلاد الرافدين هو ( التشيع الفارسي ) ...
ولقد كانت تلك اللحظة الحزينة ، من أشد لحظات التاريخ العربي والإسلامي ظلمة وسواداً ، كما شكلت نقطة تحول كبرى في تاريخ هذه الأمة ، فلقد مارس ( الشيعة الصهاينة مع حلفائهم الشيعة الفرس ) _ منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم _ بحق آل البيت خصوصاً ، وبحق العرب والمسلمين عموماً ، من الجرائم والفظائع والخيانات والتآمرات ما يعفّر وجه التاريخ ، ثم توّجوا كل تلك الجرائم والمخازي والخيانات بتعاونهم المفضوح اليوم مع ( اليهود الصهاينة ) و ( الصليبيين الصهاينة ) من الأمريكان والإنكليز ومن مالأهم وتعاون معهم من العملاء والمنافقين ، في احتلال العراق الحبيب ، وإذلال شعبه ، وتدمير حضارته ، وسرقة خيراته ..
* فهم الذين قتلوا علياً أمير المؤمنين كرّم الله وجهه ، بعد أن زينوا له الخروج من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكوفة ، وبعد أن ملؤوا قلبه قيحاً من كثرة غدرهم وجبنهم وتخاذلهم ...
* وهم الذين قتلوا ولده الحسن من بعده رضوان الله عليه ، بعد أن دسوا له السم في طعامه ، وذلك انتقاماً منه على موقفه المشرّف ، في توحيد الأمة ، وحقن دماء المسلمين ، في عام الجماعة ..!
* وهم الذين قتلوا أخاه الحسين بن علي رضوان الله عليه ، وذلك في أبشع وأخسّ عملية غدر في التاريخ ، حيث استقدموه من مكة إلى الكوفة ليبايعوه ، وأعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم ، حتى إذا خرج الرجل ، مخالفاً نصيحة أهله وأصحابه ومحبيه ، وصار على مشارف كربلاء من أرض العراق ، إذا بهم كعادتهم دوماً في الخسّة والنذالة والغدر وقلة الوفاء ، يتخلّون عنهم ، ويجبنون عن نصرته ، ويتركونه وحيداً مع نسائه وآل بيته في صحراء مقفرة لقمة سائغة لكل حاقد موتور يتناوشونه بسيوفهم الغادرة ، ويطعنونه وآل بيته الأطهار برماحهم الجبانة ...
* ولقد استمروا على مرّ القرون ، يثيرون في الأمة الفتنة تلو الفتنة ، ويخططون للتآمر تلو التآمر ، حتى أربكوا الدولة العربية الإسلامية في كل أطوار نشأتها ، وعلى كامل رقعة انتشارها ، وخلقوا لها الصداع المزمن ، وكادوا يعطلون حركة الجهاد والفتوحات فيها ، كل ذلك وهم لا يخجلون من رفع عقائرهم المبحوحة والمنافقة بدعوى ( حبّ الحسين ) و ( نصرة آل البيت ) ...
والصحيح الذي يجب أن تفيق عليه الأمة قبل فوات الأوان ، والثابت الذي أجمع عليه المنصفون من المؤرخين هو : أن نفس الأيدي ( اليهودية والمجوسية ) القذرة ، التي تلطخت بدم عمر وعثمان وعليّ والحسن ، وآلاف الصحابة الذين سقطوا في موقعتي الجمل وصفين وغيرهما من مواطن الفتنة ، رضوان الله عليهم أجمعين ، هي نفسها التي تلطخت بدم الحسين رضي الله عنه ..
وأنهم بتآمرهم المفضوح على الأمة ، عبر كل تلك القرون ، لم يكونوا يعملون لنصرة الحسين ، ولا حباً بآل البيت الكرام ، رضوان الله عليهم ، إنما يعملون لتشويه عقيدة الأمة ، وتحطيم كيانها، ومنعها من أن تنهض من جديد لتمارس دورها القيادي والريادي في البشرية ، إرضاءً لأحقاد
( الصهيونية والصليبية والمجوسية ) في العالم ...!!!
ولم يكتفوا بكل ذلك على فظاعته ، بل جعلوا من يوم مقتل الحسين رضوان الله عليه ، جرحاً نازفاً في خاصرة الأمة ، لا يندمل أبد الدهر ، لأنه كلما أراد أن يندمل ، حرّكوه بنصال قسيّهم الفارسية المسمومة ، ونثروا فوقه الأملاح والسموم ، ليعمّقوا الأحقاد النائمة ، ويباعدوا بين القلوب المتآلفة ...
كلّ ذلك وهم يدّعون الإسلام زوراً ، ويتمسّحون بحبّ آل البيت الأطهار ، والإسلام منهم براء ، وآل البيت حربٌ عليهم أبد الدهر ، وبراءٌ منهم إلى يوم القيامة ...
ولا بد أن نعترف اليوم ، بأننا لو أردنا أن نستعرض كامل سجلهم المخذي بحق الأمة في الغدر والخيانة والإجرام ، لفني العمر ، وانقضى الدهر ، قبل أن نتمكن من ذلك ، لأن لهم في كل لحظة من تاريخ الأمة عشرات بل مئات المواقف الغادرة ، ولهم في كل شبر من أرضنا الطاهرة عشرات بل مئات الجرائم المنكرة ...!
ولكنني هنا أود أن أذكّر بأشد جرائمهم خطورة ، وفي أهم المراحل التاريخية ، وأهم العواصم الإسلامية..
* ففي مشارق الأمة الإسلامية تآمروا مع المغول لإسقاط الخلافة الإسلامية :
فمن المعروف أن من أهم أسباب انهيار الحضارة الإسلامية و انتقالها للغرب ، هو سقوط دار العلم بغداد بيد المغول ، وهذا السقوط لم يكن ممكناً لولا مساعدة ( الشيعة الصهاينة والشيعة الفرس ) للمغول ...
و لا يخفى على من له أدنى وعي تاريخي بالشيعة الصهاينة ، دور الوزير ابن العلقمي الخياني في سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك ، وما جره على المسلمين من القتل والخراب والذل والهوان ، وذلك باتصاله وأعوانه بهولاكو ، وإغرائه بغزو العراق ، وتهيأته كل ما من شأنه إنجاح تلك المهمة القذرة ...
ولكي نلم ببعض جوانب تلك الخيانة العلقمية الفظيعة ، نورد بعض أقوال المؤرخين في بيان حقيقة ابن العلقمي وما قام به من المساهمة في سقوط الخلافة الإسلامية : فهذا جلال الدين السيوطي يقول : ( إن ابن العلقمي كاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد ) . ويقول أبو شامة شهاب الدين بن عبد الرحمن بن إسماعيل : ( إن التتار استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع وزير الخليفة ابن العلقمي ) .
ويقول شمس الدين الذهبي : ( وأما بغداد فضعف دست الخلافة ، وقطعوا أخبار الجند الذين استنجدهم المستنصر ، وانقطع ركب العراق ، كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي ).
ويقول ابن شاكر الكتبي : ( وأخذ يكاتب التتار ( يعني ابن العلقمي ) إلى أن جرأ هولاكو وجره على أخذ بغداد ) . ويقول عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي : ( وكان شيعيا رافضياً ، ويعني ابن العلقمي ، وفي قلبه غل للإسلام وأهله ، فحبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر ، فصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات ، ومنهم من يكاري على فرسه ليصلوا إلى ما يتقوتون به ) .
ثم يصف لنا السبكي مؤامرة ابن العلقمي في قتل الخليفة والعلماء والفقهاء واستباحة بغداد وإراقة الخمور في بيوت الله تعالى فيقول :
( وقصد هولاكو بغداد من جهة البر الشرقي ، ثم إنه ضرب سوراً على عسكره ، وأحاط ببغداد، فأشار الوزير على الخليفة بمصانعتهم وقال : أخرج أنا إليهم في تقرير الصلح ، فخرج وتوثق لنفسه من التتار ورجع إلى المعتصم وقال : إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية ، وينصرف عنك بجيوشه، فمولانا أمير المؤمنين يفعل هذا ، فان فيه حقن دماء المسلمين ، وبعد ذلك يمكننا أن نفعل ما نريد والرأي أن تخرج إليه . فخرج أمير المؤمنين بنفسه في طوائف من الأعيان إلى باب الطاغية هولاكو ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم ، فأنزل الخليفة في خيمة ، ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا العقد ، فخرجوا من بغداد ، فضربت أعناقهم ..!!!
وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة ، فتضرب أعناقهم ، ثم طلب حاشية الخليفة فضرب أعناق الجميع ، ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم ، و أما الخليفة فقيل أنه طلبه ليلاً ، وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل .!! فقيل لهولاكو : إن هذا إن أريق دمه تظلم الدنيا و يكون سبب خراب ديارك فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخليفة الله في أرضه ... فقام الشيطان ( نصير الدين الطوسي ) وقال : يقتل ولا يراق دمه ... وكان الطوسي من أشد الناس على المسلمين ...!
فقيل إن الخليفة غم في بساط و قيل رفسوه حتى مات.
و لما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة، و قتلوا أمرائه عن أخرهم ، ثم مدوا الجسر، وبذلوا السيف ببغداد ، و استمر القتل ببغداد بضعاً وثلاثين يوماً و لم ينج إلا من اختفى ...
و قيل إن هولاكو أمر بعد ذلك بعدّ القتلى فكانوا ألف ألف وثمانمائة ألف ( مليون وثمانمائة ألف قتيل) ، غير من لم يعدّ ، و من غرق ...!!!
ثم نودي بعد ذلك بالأمان فخرج من كان مختبئ ، وقد مات الكثير منهم تحت الأرض بأنواع من البلايا ، والذين خرجوا ذاقوا أنواع الهوان والذل ، ثم حفرت الدور ، وأخذت الدفائن والأموال التي لا تعد ولا تحصى ، وكانوا يدخلون الدار فيجدون الخبيئة فيها وصاحب الدار يحلف أن له السنين العديدة فيها ما علم أن بها خبيئة ...
ثم طلبت النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر ، و أكل لحم الخنزير ، و أن يفعل معهم المسلمون ذلك في شهر رمضان ، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان ، و أكل الخنزير ، و شرب الخمر .!! و دخل هولاكو إلى دار الخليفة راكباً لعنه الله ، و استمر على فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة ، كالمستهزئ بها ، و انتهك الحرم من بيت و غيره ، و أعطى دار الخليفة لشخص من النصارى ، و أريقت الخمور في المساجد و الجوامع ، و منع المسلمون من الإعلان بالأذان ... فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هذه بغداد لم تكن دار كفر قط و جرى عليها هذا الذي لم يقع قط منذ قامت الدنيا مثله ، و قتل الخليفة و إن كان وقع في الدنيا أعظم منه إلا أنه أضيف له هوان الدين و البلاء الذي لم يختص بل عمّ سائر المسلمين ) ...
ويقول الأستاذ حسن السوداني( معاصر ) :
لقد اتفق ابن العلقمي والطوسي (و أصله من طوس وهي من توابع مدينة قم ) مع ملة الكفر ضد الخلافة الإسلامية بحجة الدفاع عن أنصار الإمام علي رضي الله عنه وشيعته .!!
ومعروف أن الطوسي يسمى عند الشيعة الصهاينة والفرس أستاذ البشر، والعقل الحادي عشر ، و سلطان المحققين ، وأستاذ الحكماء والمتكلمين ، وفخرهم ، ومؤيد الفضلاء ، ونصير الملة ...
ولا ندري هل كان هولاكو من هؤلاء الفضلاء الذين أيدهم الطوسي .!؟ وهل كانت المغول هي الملة التي نصرها الطوسي على المسلمين ، فهتكت الأعراض ، وخربت مركز الحضارة الإسلامية .!؟ لقد كان الطوسي وابن العلقمي من حاشية هولاكو عندما وقف يخرّب ضريح الإمام موسى الكاظم فلم يبد منهما ما ينم عن أي قلق أواعتراض...!!!
وأود أن أختم هذه الفقرة بالقول : بأن ( الشيعة الصهاينة ) و( الشيعة الفرس ) كانوا في جميع المراحل التاريخية للدولة العربية والإسلامية ، يتملّقون للحكام المسلمين إذا كانت دولتهم قوية ، وذلك بما عرف عنهم من نفاق وجبن وتقية ... أما إذا ضعفت دولتهم ، أو هوجموا من عدو خارجيّ فسرعان ما ينحازون إلى صفوف الأعداء فوراً وبدون أدنى تردد وينقلبون على المسلمين. حصل ذلك في أواخر الدولة الأموية ، حيث كانت ثورة العباسيين عليهم بتسويل من الشيعة الصهاينة والشيعة الفرس و تحريضهم و دسائسهم ، ثم كانوا في مثل هذا الموقف الإجرامي مع دولة بني العباس أيضاً عندما كانت مهددة باجتياح هولاكو والمغول الوثنيين ...!!!
فبعد أن كان النصير الطوسي ( حكيم الشيعة ) ينظم الشعر في التزلف للخليفة العباسي المستعتصم ، مالبث أن انقلب عليه سنة 655 محرضاً عليه ، ومتعجلا نكبة الاسلام في بغداد ، وجاء في طليعة موكب السفاح هولاكو ، واشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات ، أطفالا وشيوخا ، ورضي بتغريق كتب العلم الاسلامي في دجلة ، حيث ذهبت نفائس التراث الاسلامي ، وقد اشترك معه في ارتكاب هذه الخيانة العظمى زميلان له يعتبران من أساطين ( التشيع الصهيوني والفارسي ) أحدها : محمد بن احمد العلقمي ، والآخر : عبد الحميد بن أبي الحديد ، اليد اليمنى لابن العلقمي ، والعدو الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، والذي شحن كتبه بكل ما اختزنته ذاكرته الحاقدة من إحن اليهودية وأحقاد المجوسية ضد الإسلام وأهله ...
انظر على سبيل المثال : شرحه الخبيث لكتاب ( نهج البلاغة ) وما تضمنه من الأكاذيب التي شوهت تاريخ الإسلام ولا يزال ينخدع بها الكثير من الرعاع والمغفلين ...
و مع ذلك ، أنظروا ماذا قال ( حاخام إيران الأكبر ، المقبور خميني في مدحه ) :
( و يشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي و أضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام ) ...!!!
ومن حق كل عربي ومسلم أن يسأل : ما هي الخدمات الجليلة التي قدمها هذا الشيعي الصهيوني الفارسي الحاقد للإسلام و المسلمين ، غير القتل والغدر والخيانة والإرهاب..!!!؟
أما إذا كان يقصد خدماته التي قدمها للطاغية التتري هولاكو ، فهذه مسجله له في التاريخ ، ولا يمكن لأعداء الإسلام ، من الصهاينة والصليبيين والفرس أن ينكروا له هذا الجميل ، لذلك يخّلده الخميني وغيره من ( المتشيّعين الصهاينة والمجوس ) ...
و لا يزال الشيعة إلى هذه العصور المتأخرة ، يتلذذون ويتشمّتون بما حل بالمسلمين في نكبة هولاكو . و كتاب ( روضات الجنات ) للخونساري مليء بمدح السفاحين والخونة ، وينضح بالشماتة والتشفي والتندر بما وقع يومئذ للإسلام والمسلمين ...!!!
وثمة مثال قريب يعرفه كل من يريد قراءة هذه الدراسة ، وهو أنهم ظلوا على مدى أكثر من ثلاثين عاماً يقدّمون قرابين الولاء والطاعة لصدام حسين ، وينشدون في حضرته الأشعار ، ويرقصون له ( الجوبي ) ، ويطلقون له ( الهوسات ) ...!!!
فلما ضعف ، كانوا أسبق من اليهود والصليبيين إلى ذبحه ..!!!
* وفي مغارب الأمة الإسلامية تآمروا مع الصليبيين ضد المسلمين :
ففي الوقت الذي كان السلاجقة المسلمون يتعرضون فيه للزحف الصليبي شمال بلاد الشام ، استغل ( الشيعة الصهاينة ) من العبيديين (المتسمين بالفاطميين) ، والذين كانوا يحكمون مصر تلك الأيام، استغلوا الفرصة ، فاحتلوا صور ( 1097م ) أثناء حصار الصليبيين لأنطاكية ، و استقل بطرابلس القاضي ابن عمار أحد أتباع العبيديين ، بل أرسل العبيديون للصليبيين أثناء حصارهم لأنطاكية سفارة للتحالف معهم ، وعرضوا عليهم قتال السلاجقة ( المسلمين ) ، ومن ثم يقتسمون أرض المسلمين فيما بينهم ، بحيث تكون سورية للصليبيين ، و فلسطين للعبيديين ...!!!
وأرسل الصليبيون وفداً إلى مصر ليعربوا للعبيديين عن حسن نواياهم ...
وهكذا... فأثناء انشغال السلاجقة بحرب الصليبيين ، كان العبيديون منشغلين بتوسيع نفوذهم في فلسطين على حساب السلاجقة حتى أن حدودهم امتدت حتى نهر الكلب شمالاً و نهر الأردن شرقا..ً!
على أن الصليبيين غدروا بحلفائهم العبيديين ، ودخلوا مناطق فلسطين في ربيع (عام 1099م ) ، في قوة تعدادها ألف فارس و خمسة آلاف من المشاة فقط ، فمروا بعكا التي قام حاكمها ( العبيدي) بتموين الصليبيين ، ثم قيسارية ، ثم أرسوف ، ثم احتلوا الرملة ، و بيت لحم ، ثم احتلوا بيت المقدس... ومن الثابت تاريخياً : أن الصليبيين كانوا قد قتلوا في المسجد الأقصى وحده ما يزيد على سبعين ألفاً من المسلمين ، منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين و علمائهم و عبادهم .
أما الشيعة الصهاينة ، أعني ( العبيديين ) فقد وقفوا شامتين متفرّجين لم يحرّكوا ساكناً ...!!!
و تواصل الجهاد ضد الإفرنج الصليبيين ، ولكن في عام ( 541هـ ) استشهد عماد الدين زنكي ــ بعد أن حمل راية الجهاد أكثر من عشرين عاماً ــ غدراً على يد جماعة من ( الشيعة الصهاينة ) الذين كانوا يسمون ( الإسماعيليون ) ، والذين يُلَقَّبَون ( بالحشاشين ) .!!!
ثم استلم ابنه نور الدين زنكي الحكم من بعده ، فأكمل مسيرة الجهاد ضد الشيعة الصهاينة والصليبيين معاً . و كان حنفي المذهب ، شديد التقى ، لم يعرف المسلمون بعد الخلفاء الراشدين أحداً مثله في العدل . فدخلت جيوشه مصر ، ثم أمر قائده صلاح الدين الأيوبي بإنهاء دولة الشيعة الصهاينة (العبيدية ) ( المدعوة بالفاطمية ) من مصر ، وذلك في عام 577هـ.
كما قًتًل في إحدى المعارك أمير أنطاكية ريموند الصليبي ، و زعيم ( الشيعة الصهاينة ) المتعامل معهم ضد المسلمين ، الخائن ( علي بن وفا ) .
و عندما استلم صلاح الدين الحكم في مصر ، كان أول شيء فعله : أن استبدل أئمة المساجد و القضاة في مصر بالعلماء الشافعية بدلاً من ( الشيعة الصهاينة ) .
و رأى منه أهل مصر من العدل ما لم يروه منذ قرون طويلة من حكم ( الشيعة الصهاينة ).
فتحولوا كلهم في زمانه إلى الإسلام ، و كان ذلك نهاية مذهب ( التشيّع الصهيوني ) في قارة إفريقيا كلّها . ولقد حاول ( الشيعة الصهاينة ) من الإسماعيليين ، الذين كانوا يعرفون باسم (الحشاشين) اغتياله عدة مرات . كما حاول هو احتلال عاصمتهم مصياف في جبال الساحل السوري ، لكنه لم يوفق في ذلك.
ويجمع المؤرخون : ( أنه لولا مساعدة الشيعة الصهاينة للصليبيين ، و قيامهم بفتح أسوار عكا ، لما نجح ريتشارد الصليبي في دخول تلك المدينة ) .
ولقد استمر التحالف الشيعي الصهيوني مع الصليبيين بعد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، و توسع هذا التحالف ليشمل التتار أيضاً . على أن المماليك كانوا أقل حزماً في قتال الشيعة الصهاينة من صلاح الدين رحمه الله ، فبقي بعضهم مختبأً في جبال السواحل الشامية إلى يومنا هذا ، وهم الذين يعرفون اليوم باسم ( النُّصيريّة ) وهم جماعة المقبور حافظ أسد الذين يحكمون سورية اليوم ، و ( جماعة أمل ) و ما يسمى ب ( حزب الله ) ، و ( الدروز ) جماعة جنبلاط في لبنان ، والذين سنفرد لهم فقرة خاصة إن شاء الله .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الرافضة ويعني بهم ( الشيعة الصهاينة ) : هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى من بعد النبيين ،من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه ، و يوالون الكفار و المنافقين ، من اليهود و النصارى و المشركين و الملحدين . فتجدهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين و الكفار ، يعاونون المشركين و أهل الكتاب على المسلمين أهل القرآن ، كما قد جربه الناس منهم غير مرة ، في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك.
وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة ...
ومن أعظم الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة ، أنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتلوا من المسلمين مالا يحصي عدده إلى رب الأنام ، كان الشيعة الصهاينة من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين ...
ومعاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير ...!!!
ويقول أيضاً :
والرافضة ( الشيعة الصهاينة ) يرون أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى ، لأن أولئك عندهم كفار أصليون ، وهؤلاء كفار مرتدون ، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي، ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين ، فيعانون التتار على الجمهور ...
ولقد كانوا من أعظم الأسباب في خروج جنكيز خان ملك الكفار إلى بلاد الإسلام ، وفي قدوم هولاكو إلى العراق ، وفي أخذ حلب ، ونهب الصالحية ، وغير ذلك بخبثهم ومكرهم ...
ولهذا السبب نهبوا جيش المسلمين ، لما مرّ عليهم وقت انصرافه إلى مصر في النوبة الأولى.
و لهذا السبب أيضاً يقطعون الطرقات على المسلمين ، ولقد ظهر فيهم من معاونة التتار والإفرنج على المسلمين ، والكآبة الشديدة بانتصار الإسلام ما ظهر ، وكذلك فتح المسلمين لعكا وغيرها. وظهر فيهم من الانتصار للإفرنج والنصارى ، وتقديمهم على المسلمين ، ما قد سمعه الناس منهم، وكل هذا الذي وصفت بعض أمورهم ، وإلا فالأمر أعظم من ذلك .
ولقد اتفق أهل العلم بالأحوال ، أن أعظم السيوف التي سُلت على أهل القبلة ، ممن ينتسب زوراً إلى أهل القبلة ، إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم ( ويعني في ذلك الشيعة الصهاينة ) ...
* نكتفي بهذا القدر من مخاذي الشيعة الصهاينة في التاريخ القديم ، ونلتفت إلى جرائمهم في تاريخنا المعاصر ، وهو ما يهمنا أصلا من هذه الدراسة ، فنقول والله المستعان :
عندما قرر حاخامات اليهود والصهيونية في العالم ، في مؤتمرهم الشهير ، في بازل بسويسرا ، أن يعيدوا مجدهم التاريخي ، ويؤسسوا لهم دولة دينية في فلسطين ، كانت خطتهم ترتكز على مرحلتين اثنتين :
المرحلى الأولى : ويتم فيها تكوين الدولة اليهودية في فلسطين ، ثم إحاطتها بمجموعة من الأنظمة العميلة لحمايتها مما قد يتهددها من الشعوب العربية والإسلامية المحيطة بها ، وذلك ريثما يمر الوقت الكافي ، الذي تتمكن فيه من بناء قوتها الذاتية ، التي بواسطتها تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وعن عملائها أيضاً ، تماماً كما يحيط الفلاح فسيلته الغضة الطرية المزروعة توّاً بالسواتر والجدران ، وذلك ريثما يقوى عودها ، ويشتد ساعدها ، وتصير قادرة بنفسها أن تدفع عاديات الزمن عنها ...
والمرحلة الثانية : البدء بالتوسع التدريجي لدولتها ، واحتلال المزيد من الأراضي المجاورة لها ، إلى أن تتمكن أخيراً من بسط أجنحتها على طول الشريط الخصيب ، الممتد من أفغانستان شرقاً إلى فلسطين غرباً ..
ولقد استغرق تنفيذ المرحلة الأولى لهذه الخطة الخبيثة قرناً كاملاً ، وهو القرن العشرين الميلادي بكامله ، وها هي تباشير المرحلة الثانية توضع موضع التطبيق الفعلي مع إطلالات القرن الحادي والعشرين ، وذلك باحتلالهم لأفغانستان المسلمة ، ومن بعدها العراق الحبيب ، والأمة غافلة لاهية ، وتغط في سبات عميق.!
* المرحلة الأولى :
لقد كان الوطن العربي والإسلامي في معظمه خاضعاً لقوى الاحتلال الصليبي الغربي عندما قرر دهاقنة الصليبية والصهيونية في الغرب تشكيل وطن قومي لليهود في فلسطين قلب العالمين العربي والإسلامي ، وبالتالي فإمكانية الحفاظ على هذه الدولة لحظة ولادتها ، وحمايتها من ثورة الشعوب العربية والإسلامية المحيطة بها ، كانت مضمونة من قوات المحتلين أنفسهم …
فلما اضطرت تلك القوات الصليبية الغازية للخروج من المنطقة العربية والإسلامية ، تحت ضغط تلك الشعوب الثائرة ، والتي فجرت مئات الثورات ، وسيرت مثلها من المظاهرات ، ودفعت على طريق استقلالها وتحررها أنهاراً من الدماء …هنا كان لا بد من وضع خطة جديدة ، والإجابة على سؤال مهم .
من يقوم مقام القوات المستعمرة في حماية الكيان الصهيوني ، في حال انسحبت تلك القوات إلى بلادها ، ونالت الشعوب العربية والإسلامية حريتها واستقلالها ..!!؟
ولكي يطمئن أساطين الصهيونية والماسونية والصليبية على كيانهم المدلل ، كان لابد من إحاطته بجدار من الأنظمة العميلة لهم ، والمرتبطة بهم ، ليؤدوا بالوكالة ، ما كانت القوات الصليبية المحتلة تقوم به بالأصالة .
* ففي مصر : كان عملاء الإنكليز من الملوك الحاكمين يقومون بهذا الدور الخياني على أحسن وجه ، فلما ضعفت قبضتهم على الشارع المصري أمام زحف الإخوان المسلمين ، والأحزاب والحركات الوطنية الأخرى ، منتصف القرن الماضي ، أوعز الصهاينة والصليبيون إلى عملائهم في الجيش بقيادة ( العبد الخاسر ) وزمرته الخائنة ليأخذوا زمام المبادرة ، ويسحقوا التيارات الوطنية والإسلامية ، ويفرّغوا مصر الكنانة من أي دور وطني وعروبي وإسلامي ، وفعلاً قام العسكر _ ابتداءً من العبد الخاسر ، ومروراً بالسادات الخائن ، وانتهاءً بهذا الصعلوك العفطي اللامبارك _ بالدور المنوط بهم خير قيام ، وهاهي مصر منذ ما يزيد على نصف قرن تعتبر ( بحبوحة لليهود ) و( الحارس الأمين ) لكيانهم الصهيوني الغاصب ، ولقد حولها أولئك الحكام اللقطاء إلى مجرد وكر للدعارة والفجور ونشر المسلسلات الهوليودية الساقطة ، التي ما جنت الأمة منها غير خراب البيوت ، وتفكيك الأسر، وفساد الأخلاق
* وأما في سورية ولبنان :
فقد درس الفرنسيون الصليبيون ، التركيبة السكانية لهذا البلد قبل أن يخرجوا منه على يد ضربات المجاهدين ، وكعادتهم ، وعادة أي مستعمر خبيث ، بحثوا عن لغم كبير قابل للانفجار ، ويكونون قادرين على تفجيره في أية لحظة يشاؤون ، وكان لغمهم الكبير هو ( الشيعة الصهاينة ) وأعني بهم ( النُّصَيريّة ).!
فماذا تعرفون عن النصيرية …!!!؟
النصيرية : هي إحدى فرق ( الشيعة الصهاينة ) الغلاة ، التي تفرعت عن المذهب الشيعي ، وانبثقت من مزيج من العقائد والشعائر ذات الأصل المجوسي واليهودي والفارسي والمسيحي والبوذي والفلسفات القديمة التي كانت منتشرة في ذلك العصر ، تأسست في أواسط القرن الثالث الهجري على يد محمد بن نصير النميري ، الذي ادعى النبوة ، وزعم أن الإمام أبا الحسن العسكري ( الإمام الحادي عشر عند الشيعة الجعفرية الإمامية ) كان رباً ، وأنه هو الذي أرسله نبياً ، ثم صدع بمزيج من العقائد والأفكار كانت منطلقاً لدين هذه الفرقة ، وكان مما جاء به قوله : بالتناسخ ، وإباحة نكاح المحارم ، وإباحة نكاح الرجال بعضهم بعضاً ، وزعم أن ذلك من التواضع والتذلل ، وأنه أحد الشهوات والطيبات المباحة من الله ، تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً ..
*مواطن النصيرية الحالية :
تتوزع النصيرية حالياً في مناطق متقاربة شرق البحر الأبيض المتوسط ، وهم بطون وعشائر عديدة، كعشائر ( الخياطين ، الحدادين ، المثاورة ، الكلبيين .. الخ ) أما عن توزعهم الجغرافي فهو كالتالي :
1ً-سوريا : وهي أهم مناطقهم نظراً للكثافة النسبية لأبناء الطائفة ، ولكونها قد سيطرت في سوريا وأقامت فيها نظام حكم ديكتاتوري طائفي، متحكمة برقاب باقي أبناء الشعب السوري. ويتوزع النصيريون في سوريا على الشكل التالي :
• جبال اللاذقية :التي سميت بجبال العلوية النصيرية وتقع في شمال غرب سوريا محاذية ساحل البحر ، ثم أطلق عليها الفرنسيون اسم جبال العلويين لخداع المسلمين هناك وإخفاء حقيقة ردة هذه الطائفة وتميزها .
• منطقة حمص : وخاصة الريف ويسكن به نسبة غير قليلة منهم وقد تعرضت حمص المدينة العريقة لهجرة منظمة من قبل أبناء الطائفة إبان توليهم السلطة، وقد تعرضت لمخطط مبيت تسربت بعض أخباره، من عزمهم على جعلها عاصمة دويلة خاصة بهم في حال تم إجلائهم عن الحكم في سوريا ، وهذا مخطط يدل عليه ويؤيده مجموعة المشاريع الإنشائية المدنية والعسكرية والاقتصادية التي تمت في منطقة الجبال المذكورة ومنطقة حمص وما حولها .
• منطقة تلكلخ : وهي تقع في المنطقة الغربية من سوريا قريباً من لبنان والبحر .
كما يوجد أقلية نصيرية في محافظة حلب في قريتي البغالية والزهرة ، وكذلك في منطقة الجولان محافظة القنيطرة وكذلك في حوران ، إلا أنه وبعد توليهم السلطة في سوريا الشام ، حصل بعض التعديل في توزيعهم السكاني ، إذ أن معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأزلامها لمناطق الحكم والفعاليات الأساسية ، فنزح معظمهم إلى دمشق ، وأسسوا لأنفسهم موطأ قدم حيث أسسوا شبه مستعمرات في دمر ، برزة ، القدم ، المعضمية ، مخيم اليرموك ، الست زينب .
كما أقدم بعضهم على التزاوج من أبناء وبنات المسلمين ، في غفلة من الوعي الديني ، وسعياً من بعض ضعاف النفوس للتقرب من السلطة الحاكمة ، وهي زيجات باطلة شرعاً لأنها مع كفرة . كما حصلت مثل هذه الهجرة في باقي المحافظات السورية بنسب أقل ، وكذلك في مناطق الثروات الاقتصادية ، والتجمعات الصناعية ، في حين بقي الجبل موطنهم الأساسي ، ومستقر ثرواتهم ومشاريعهم الإعمارية والاقتصادية ، ويقدر عدد السكان النصيريين في سوريا بنحو 8% من السكان ، أي ما يقرب من المليوني نسمة .
2ً-تركيا : وفيها نسبة غير قليلة من النصيريين أيضاً تقدر بنحو ثلاثة مليون نسمة ، ويقطن جلهم تقريباً في الجنوب الغربي من تركيا ومنطقة غرب كليكيا ولواء اسكندرون . وقد قويت شوكتهم بتسلم أقربائهم للحكم في سوريا ، وتسلل العديد منهم ليعمل في خدمة السلطة العسكرية السورية ، وقام البعض الآخر بتلقي الأسلحة والذخائر والدعم والتدريب في سوريا ليشاركوا في مؤامرات وقلاقل في تركيا .
3ً- لبنان : ويقطنه نسبة منهم في الشمال وقضاء عكار ، ومعظمهم نازح من سوريا وقد قويت شوكتهم كذلك بعد تولي النصيريين للسلطة في سوريا ، وتلقوا الدعم والسلاح وشاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية كمنفذين لرغبة أسيادهم في دمشق والجبل ، ويقدر عددهم في لبنان بأربعين ألف نسمة..
وما يزال تيار هجرتهم وتوطنهم في الشمال والساحل وحول طرابلس مستمراً في ظل الاحتلال النصيري للبنان .
4ً-العراق : وفيه نسبة قليلة جداً منهم في منطقة عانة قرب الحدود السورية تقدر بعدة ألوف ، وعانة هذه تاريخياً إحدى أهم معاقل شيوخ الطائفة النصيرية .
5ً-فلسطين : وفيها نحو ألفي نسمة في منطقة الجليل .
* العقيدة النصيرية :
كما قدمنا فالنصيرية هي إحدى طوائف الشيعة الغلاة الذين ألّهوا علياً رضي الله عنه ، ومعظمها متفرعة من المذهب السبئي الذي أتى به اليهودي الحاقد عبد الله بن سبأ .
وجملة الغلاة ومنهم النصيرية متفقون على القول بالتناسخ ، والحلول ، والتفسير بالباطن ، ويعتبرون دينهم سرً لا يجب كشفه ولا يعلمه الصغار حتى يجاوزوا الحلم ..
وعقائد النصيرية : مزيج مكون من أصول دينية وفلسفية أهمها المجوسية والأديان السماوية الثلاث ، فلهم ثالوث يرمز له ( ع ، م ، س ) أي علي ، ومحمد عليه الصلاة والسلام ، وسلمان الفارسي ، ويفسر عندهم أن ( ع ) تعني الرب والإله ، ويسمى المعنى وهو الغيب المطلق ، و ( م ) وهي صورة المعنى الظاهر ، وترمز لمحمد صلى الله عليه وسلم ، و(س) هي صورة المعنى الظاهر أو طريق الوصول للمعنى، وهو سلمان الفارسي ، ومن المؤثرات المسيحية في النصيرية ، احتفالهم ببعض الأعياد النصرانية وإقامة طقوس لها، مثل الاحتفال بعيد الميلاد حيث يقدمون النبيذ ، ويذبحون البقر للطعام ، وعيد الغطاس ، وعيد الصليب ، والبربارة ، كما يحتفلون بعيد النيروز وهو فارسي مجوسي، وكذلك لهم عيد يسمى عيد الفراش يوم بات علي رضي الله عنه يوم الهجرة النبوية في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما يحتفلون بعيد الغدير، وهو يوم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي رضي الله عنه ، ومن قولهم بالحلول أن الله تعالى حل وتجلى على مر الزمان عدداً من المرات في صورة مخلوقاته ، كان منها تجليه على صورة علي رضي الله عنه ، كما تجلى في عدد من الأنبياء منهم ( شيث ، سام ، إسماعيل ، هارون ) حيث اتخذ في كل مرة منها له رسولاً ينطق بكلامه ، فاتخذ علي محمداً ، واتخذ موسى هارون .. وهكذا ، فكان محمد متصل به ليلاً منفصل عنه نهاراً ، حيث أن علياً خلق محمداً ، ومحمد خلق سلمان الفارسي ، وسلمان ، خلق الأيتام الخمسة الذين بيدهم مقاليد السموات والأرض والموت والحياة وهم : المقداد ، أبو ذر الغفاري ، عبد الله بن رواحة ، عثمان بن مظعون ، قنبر بن كادان ...!!!
وتقول النصيرية بالتقمص ، وهي مقولة بوذية المنشأ ، تنص على أن البشر كانوا كواكب ونزلت بهم الخطيئة إلى الحياة الدنيا ، ولكي تطهر هذه الأرواح فإنها تنتقل من جسم لآخر عدة مرات حتى تطهر وتعود إلى السماء .
لاتعتقد النصيرية باليوم الآخر ، ولا بالحساب ، ولا بالجنة ، ولا بالنار ، بل يعتقدون أن الجنة والنار هي الحياة الدنيا .
يتفق النصيريون كغيرهم من ( الشيعة الصهاينة ) على لعن أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد وخالد بن الوليد ، ومعظم الصحابة والخلفاء والعلماء وأئمة المذاهب الإسلامية رضي الله عنهم أجمعين .
وللنصيرية صلوات وطقوس وتمتمات وأدعية خاصة بهم ، وحاوية على كل ما أفرزته الديانات المنحرفة من شركيات وخزعبلات ، ومنها ما هو حديث المنشأ يعود لأيام تولي سليمان المرشد الربوبية عندهم برعاية الفرنسيين عام 1920 .
هذه نبذة عن بعض معتقدات وشعائر وعبادات النصيرية في واقعها الحالي ، وسنلاحظ عندما نورد كلام ابن تيمية عنهم ، مرجع هذه الحال لتلك الأصول الضالة منذ أن نشأت هذه الفرقة المنحرفة .
ولقد أجمع علماء الأمة في القديم والحديث على كفرهم وضلالهم وخروجهم من الإسلام جملة وتفصيلاً ، ولعل من أعظم من وقف في وجههم وشخّصهم من العلماء العاملين ، والأئمة المجتهدين ، هو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ، ولقد جاء رأيه فيهم شاملاً جامعاً دقيقاً صادقاً ، وهو مبسوط في كتابه القيّم مجموع الفتاوى ( ج/35/ص146 ) ، وهذه هي أهم النقاط الواردة فيه :
" سئل شيخ الإسلام ، وناصر السنة ، تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية عن النصيرية وما يتعلق بهم بمقتضى سؤال حرره الشيخ أحمد بن محمد بن محمود الشافعي رحمه الله : وهذا نص جواب شيخ الإسلام :
( الحمد لله رب العالمين ، هؤلاء القوم المسمون النصيرية ، هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ، أكفر من اليهود والنصارى ، بل أكفر بكثير من المشركين ، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين ، مثل كفار التتار والإفرنج وغيرهم ، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت .
وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ، ولا بأمر ولا بنهي ، ولا ثواب ولا عقاب ، ولا بجنة ولا بنار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا بملة من الملل ، ولا بدين من الأديان السالفة ، بل يأخذون من كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين ويتأولونه على أمور يفترونها ، ويدّعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكره السائل .
كما أنهم ليس لهم حد محدد فيما يدعونه من الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته ، وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه ، إذ مقصودهم إنكار الإيمان ، وشرائع الإسلام بكل طريقة ،مع التظاهر بأن لهذه الأمور حقائق يعرفونها من جنس ما ذكر السائل ، ومن جنس قولهم أن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم ، والصيام المفروض كتمان أسرارهم ، وحج البيت العتيق زيارة شيخهم ، وأن أيدي أبي لهب هما أبو بكر وعمر ، وأن البناء العظيم والإمام المتين هو علي ابن أبي طالب .
ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة ، وكتب مصنفة ، فإذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين ، كما قتلوا إمرة الحجاج وألقوهم في بئر زمزم ، وأخذوا مرة الحجر الأسود وبقي عندهم مدة ، وقتلوا علماء المسلمين ومشايخهم وأمراءهم وجند لا يحصي عددهم إلا الله .
وصنفوا كتباً كثيرة مما ذكره السائل وغيره ، وصنف علماء المسلمين كتباً في كشف أسرارهم ، وهتك أستارهم ، وبينوا ما هم عليه من الكفر والزندقة والإلحاد الذي هم فيه ، فهم أكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام ، وما ذكره السائل في وصفهم قليل من الكثير الذي يعرفه العلماء من وصفهم .
ومن المعروف عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم ، وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، و من أعظم أعيادهم إذا استولى – والعياذ بالله تعالى – النصارى على ثغور المسلمين ، وما زالت في أيدي المسلمين – حتى جزيرة قبرص يسر الله فتحها عن قريب ، وفتحها المسلمون في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، فتحها معاوية ابن أبي سفيان إلى أثناء السنة الرابعة .
والنصيرية هم السبب في سقوط القدس في أيدي الصليبيين ، وهم السبب في سقوط الخلافة العباسية ، فهؤلاء المحادين لله ورسوله كثروا بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل ، ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره ، فإن أحوالهم كانت من أعظم الأسباب في ذلك ، ثم لما أقام الله ملوك المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد ، وصلاح الدين الأيوبي وأتباعهم ، وفتحوا السواحل مع النصارى ممن كان بها منهم وفتحوا أرض مصر، فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة ، فاتفقوا هم والنصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد ، ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام في الديار المصرية والشامية ، ثم إن التتار ما دخلوا لبلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ، فإن مرجع هؤلاء الذي كان وزيرهم وهو " النصير الطوسي " كان وزيراً لهم وهو الذي أمر بقتل الخليفة بولاية هؤلاء …
وللنصيرية أسماء أخرى ، ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين ، فتارة يسمون " الملاحدة " ، وتارة يسمون " القرامطة " ، وتارة يسمون " الباطنية " ، وتارة يسمون " الإسماعيلية " وتارة يسمون " النصيرية " ، وتارة يسمون " الخربوية " ، وتارة يسمون " المحمرة " ، وهذه الأسماء منها ما يعمهم ، ومنها ما يخص بعض أصنافهم ، كما أن الإسلام والإيمان ولبعضهم أسماء تخصه إما النسب وإما المذاهب وإما البلد وإما غير ذلك
وشرح مقاصدهم يطول .
وهم كما قال العلماء فيهم : ظاهر مذهبهم الرفض ، وباطنه الكفر المحض ، وحقيقة أمرهم أنهم لايؤمنون بنبي من الأنبياء المرسلين : لا بنوح ولا بإبراهيم ولا بموسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله عليهم أجمعين . ولا بشيء من كتب الله المنزلة ، لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن ، ولا يقرون أن للعالم خالقاً خلقه ، ولا بأن لهم ديناً أمر به ، ولا بأن لهم داراً يجزي الناس فيها على أعمالهم غير هذه الدار ، وهم تارة يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة الضالين ، وتارة يبنونه على قول المجوس الحاقدين..
وقد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ، ولا يجوز أن ينكح الرجل مولاته منهم ، ولا يتزوج منهم امرأة ، ولا تباح ذبائحم ، وأما الجبن المعمول بأنفحتهم ففيه قولان مشهوران للعلماء كسائر أنفحة الميتة ، وكأنفحة ذبيحة المجوس وذبيحة الإفرنج الذين يقال عنهم بأنهم لا يذكون الذبائح . وأما أوانيهم وملابسهم فكأواني المجوس وملابس المجوس على ما عرف من مذاهب الأمة ، والصحيح في ذلك أن أوانيهم لا تستعمل إلا بعد غسلها ، فإن ذبائحهم ميتة ، ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين ، ولا يصلى على من مات منهم ، فإن الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين كعبد ا لله بن أبي ونحوه ، وكانوا يتظاهرون بالصلاة والزكاة والجهاد مع المسلمين ولا يظهرون مقالة تخالف الإسلام ، ولكن يسرون ذلك فقال الله : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) فكيف بهؤلاء الذين هم مع الزندقة والنفاق يظهرون الكفر والإلحاد .
وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر ، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم ، فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم ، وهم أحرص الناس على إفساد المملكة والدولة ، وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين ، وعلى إفساد الجند على ولي الأمر وإخراجهم عن طاعته ، ويحل لولاة الأمور قطعهم من دوواين المقاتلة ، فلا يتركون في ثغر ولا غير ثغر فإن ضررهم في الثغر أشد ، وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المأمونين على دين الإسلام ، وعلى النصح لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، بل إذا كان ولي الأمر لا يستخدم من يغشه وإن كان مسلماً ، فكيف بمن يغش المسلمين كلهم ؟ ولا يجوز تأخير هذا الواجب مع القدرة عليه بل أي وقت قدر على الاستبدال بهم وجب عليه ذلك ، وأما إذا استخدموا وعملوا العمل المشروط ، فلهم إما المسمى وإما أجرة المثل ،لأنهم عوقدوا على ذلك ، فإن كان العقد صحيحاً وجب المسمى وإن كان فاسداً وجبت أجرة المثل ، وإن لم يكن استخدامهم من جنس الإجارة اللازمة فهي من جنس الجعالة الجائزة ، لكن هؤلاء لا يجوز استخدامهم فالعقد عقد فاسد ، فلا يستحقون إلا قيمة عملهم فإن لم يكونوا عملوا عملاً له قيمة فلا شيء لهم .
وإذا أظهروا التوبة ففي قبولها منهم نزاع بين المسلمين ، فمن قبل توبتهم إذا التزموا شريعة الإسلام اقروهم عليها ، ومن لم يقبلها ، وورثتهم من جنسهم ، فإن مالهم يكون فيئاً لبيت مال المسلمين ، لكن هؤلاء إذا أخذوا فإنهم يظهرون التوبة لأن أصل مذهبهم التقية والكتمان لأمرهم ، وفيهم من يعرف وفيهم من قد لا يعرف ، فالطريق في ذلك أن يحتاط في أمرهم ، فلا يتركون مجتمعين ، ولا يمكنون من حمل السلاح وأن يكونوا من المقاتلة ، ويلزمون شرائع الإسلام ، من الصلوات الخمس ، وقراءة القرآن ، ويترك بينهم من يعلمهم دين الإسلام ، ويحال بينهم وبين معلمهم ، فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة وجاءوا إليه قال لهم الصديق : اختاروا إما الحرب المجلية وإما السلم المخزية . قالوا : يا خليفة رسول الله هذه الحرب المجلية قد عرفناها ، فما السلم المخزية قال : تدون قتلانا ولا ندي قتلاكم ، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، ونقسم ما أصبنا من أموالكم ، وتردون ما أصبتم من أموالنا ، وتنزع منكم الحلقة والسلاح ، وتمنعون من ركوب الخيل ، وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يرى خليفة رسول الله والمؤمنون أمراً بعد ردتكم . فوافقه الصحابة على ذلك إلا في تضمين قتلى المسلمين فإن عمر بن الخطاب قال له : هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله يعني هم شهداء فلا دية لهم ، فاتفقوا على قول عمر في ذلك . وهذا الذي اتفق الصحابة عليه وهو مذهب أئمة العلماء والذي تنازع فيه العلماء . فمذهب أكثرهم على أن من قتله المرتدون المجتمعون المحاربون لا يضمن ، كما اتفقوا عليه آخراً وهو مذهب أبو حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين ، ومذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى وهو القول الأول . فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودتهم إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتهمة ظاهرة فيه ، فيمنع من أن يكون من أهل الخيل والسلاح والدروع التي تلبسها المقاتلة ، ولا يترك في الجند من يكون يهودياً ولا نصرانياً ، ويلزمون شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلون من خير أو شر ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم ، وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم بها ظهور فإما أن يهديه الله تعالى ، وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين .
ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات ، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ، فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين ..
والصديق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب . فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين ، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه ، وجهاد من لا يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح ، وأيضاً فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب .
يجب على كل مسلم أن يفشي أسرارهم ، وأن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب ، فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم ، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ، ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر به الله ورسوله ، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر ما لا يعلمه إلا الله تعالى . فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم كما قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس . . ) قال أبوهريرة : كنتم خير الناس للناس تأتون بهم في القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام ، فالمقصود بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان ، فمن هداه الله منهم سعد في الدنيا والآخرة، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره .
ومعلوم أن الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أفضل الأعمال ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله تعالى ) وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن في الجنة مائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيل الله ) وقال صلى الله عليه وسلم ( رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ) ،ومن مات مرابطا مات مجاهداً وجرى عليه عمله ، وأجرى عليه رزقه من الجنة ، وأمن الفتنة ، والجهاد أفضل من الحج والعمرة كما قال تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم ) .
والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ) . انتهى .
كان هذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ( الشيعة الصهاينة ) = ( النّصيريّة ) .
أما في العلماء المعاصرين : فهذا رأي الشيخ محمد أبو زهرة ( وهو من كبار علماء الشام ) فيهم : قال الشيخ في كتابه " المذاهب الإسلامية ص 96 : ( ولما جاء نور الدين زنكي وصلاح الدين من بعده ثم سائر الأيوبين اختفت النصيرية عن الأعين ، واقتصر عملهم على تدبير المكايد والفتك بكبراء المسلمين وقوادهم العظام إن أمكنتهم الفرصة وواتاهم الزمان . ولما أغار التتار على الشام مالأهم النصيريون ، كما مالأوا الصليبين من قبل ، فمكنوا للتار من الرقاب ، حتى إذا انحسرت غارات التتار ، قبعوا في جبالهم لينتهزوا فرصة أخرى ) .
و بسبب انطلاق الجهاد في سوريا على يد الشيخ مروان حديد رحمه الله والمجاهدين الذين حملوا تلك الراية في سوريا ، ثم تبني الإخوان المسلمين لها وإشهارها دولياً ، فقد وضعت مسألة النصيرية على طاولة البحث والسؤال لدى علماء المسلمين من قبل المجاهدين في سوريا والإخوان المسلمين وسواهم ممن اهتم بالقضية ، ويمكن أن نقول هنا أن إجماعاً حصل من قبل علماء العصر على اختلاف بلدانهم وممالكهم وانتماءاتهم العلمية والحركية على كفر النصيرية في سوريا ولبنان وأتباعهم ، ووجوب جهادهم ...
ولقد ترجم كبار علماء العصر وقادة العمل الإسلامي ذلك ( نظرياً ) في فتاوى شهيرة ما بين عام 1980-1985 ، و( عملياً ) على شكل دعم إعلامي ومادي للمجاهدين في سوريا ولكل من وقف معهم ، كما فعل كبار علماء الشام والجزيرة ومصر وباكستان والهند وسائر البلاد ، واشتهار ذلك يغني عن ذكر الأسماء هنا فالقضية محل إجماع السلف والخلف في كفر ( النصيرية ) ووجوب جهادها ، لم يخالف في ذلك إلا علماء السلطان من بعض المنافقين في بلاطهم ممن لا اعتبار لهم .
هذه نبذة مختصرة عن ( النصيرية ) الحاقدة كإحدى فروع ( التشيّع الصهيوني ) الخبيث ...
ومن أراد أن يتعرف على مزيد من أسرار هذه الطائفة المارقة ، نحيله إلى كتب الملل والنحل والفرق ومن أهمها : ( فضائح الباطنية للإمام الغزالي ) ( الفتاوى الكبرى للإمام ابن تيمية ) ( الملل والنحل للشهرستاني ) ( فرق الشيعة للنوبختي ) و( المذاهب الإسلامية للشيخ أبو زهرة ) وكتاب " الجذور التاريخية للنصيرية " ، و "الموسوعة الميسرة في الأديان و المذاهب المعاصرة. "
* جرائم النصيرية بحق الأمة في العصر الحالي :
لقد حفل تاريخ النصيرية على مر الأزمان _ كما مرّ معنا _ بالعداء للإسلام والمسلمين ، وكان من أشهر تآمرهم _ كما قرأنا _ تعاونهم مع الصليبيين عندما غزوا المشرق العربي ووقوفهم إلى جانبهم ، ولقد حاربهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، ففروا إلى منعزلهم في الجبال مترقبين فرصة أخرى ...
كذلك كان دأبهم مع التتار ، فقد عاونوهم ومكنوهم من رقاب المسلمين ، وعظم أمرهم في ذلك الوقت ، وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أمرهم الذي عاصره فأوسع وأجاد كما رأينا ...
فلما غزا الفرنسيون بلاد الشام عام 1920 لم تفتهم فرصة الاستعانة بهؤلاء الخونة أعداء الإسلام ، فقربوهم ومدوا لهم يد العون ، وقد قام المستشار الفرنسي أنذاك بمساعدة أحد النصيريين ويسمى سليمان المرشد ، في ادعائه الألوهية ، حيث أمده بالوسائل اللازمة لذلك ، وذلك لخداع الجهلة من أبناء طائفته ، وتسهيل سيطرته عليهم ، فاتخذ لنفسه رسولاً اسمه ( سليمان الميدة ) ، وكان هذا الرب يخرج لأبناء طائفته بثياب فيها أزرار كهربائية تضيء أنوارها ، فيخر له أنصاره ساجدين ، وكان المستشار الفرنسي نفسه يخاطبه بصفة الإلهية !
يقول الزركلي في كتاب الأعلام ج3ص170 : ( سليمان بن مرشد بن يونس ، شيعي من النصيرية ، ادعى الألوهية من قرية ( جوبة برغال ) شرقي اللاذقية ، وتلقب بالرب ، بدأت سيرته سنة 1920 ونفي إلى الرقة حتى 1925 ، ثم عاد من منفاه وتزعم أبناء نحلته النصيرية ، وهم من فرق الباطنية التي تؤله علياً ، وتقول بالحلول ، وكانت الثورة في سوريا أيام عودته قائمة على الفرنسيين ، وانتهت بتأليف حكومة وطنية لها شيء من الاستقلال الداخلي ، فاستماله الفرنسيون واستخدموه ، وجعلوا لبلاد النصيريين نظاماً خاصاً ، فقويت شوكته وتلقب بـ ( رئيس الشعب العلوي الحيدري الغساني ) . وعين سنة 1938 قضاة وفدائيين ، وفرض الضرائب على القرى التابعة له ، وأصدر قراراً جاء فيه : ( نظراً للتعديات من الحكومة الوطنية والشعب السني على أفراد شعبي ، فقد شكلت لدفع هذا الاعتداء جيشاً يقوم به الفدائيون والقواد ).
وجعل لمن أسماهم الفدائيين ألبسة عسكرية خاصة ، وكان في خلال ذلك يزور دمشق نائباً عن النصيريين في المجلس النيابي السوري ، ولما تحررت سوريا وجلا الفرنسيون عنها ، ترك له هؤلاء من سلاحهم ما أغراه بالعصيان ، فجردت حكومة سوريا قوة فتكت بأتباعه واعتقلته مع آخرين ، ثم قتلته في دمشق شنقاً سنة 1946 ) . انتهى .
وبعد أن قتل سليمان المرشد ألهوا ابنه ( مجيب المرشد ) الذي قتل فيما بعد أيضاً ، واتخذ اسمه قيمة قدسية لدى النصيريين وسمى بالمجيب الأكبر ، ويرد اسمه في كثير من الصلوات الخاصة بصيغة الربوبية .
ونجد الآن في وثائق الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم (3547) تاريخ 15/6/1936 .
نص العريضة التي رفعها زعماء الشعب النصيري كما أسماه سليمان المرشد إلى جناب الحكومة الفرنسية المنتدبة يطالبونهم بعدم إنهاء الانتداب هذا نصها :
( دولة ليون بلوم ، رئيس الحكومة الفرنسية : إن الشعب العلوي ( النصيري ) الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس ، هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم ( السني ) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل .
إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين !! وأن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ، ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه ! ولم يوقعوا الأذى بأحد ، ولم يأخذوا شيئاً بالقوة ، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا وفي سوريا ، إننا نقدر نبل الشعب الذي يحملكم للدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله ، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف ، خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين . ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله ، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله ، وهو واثق أنه لابد واجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة ) . التوقيع : سليمان أسد ( جد رئيس الجمهورية المقبور حافظ الأسد ) محمد سليمان الأحمد محمود أغا حديد
عزيز أغا هواش سليمان مرشد محمد بك جنيد
وتدور الأيام ، ويتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم في سوريا ، وبتصميم أجنبي ، وتنفيذ نصيري تتدفق طلبات الانتساب على هذا الحزب الذي كان أحد مؤسسيه نصيرياً ( زكي الأرسوزي ) . ويتدفق شبابهم على التطوع في الجيش والقوات المسلحة ، ليكون الحزب والجيش مطية النصيرية الجديدة للتآمر على الإسلام والمسلمين ، وكان الهدف هذه المرة كبيراً .. استلام السلطة في سوريا ...
وتسلم مهمة تنفيذ مخططات أبناء صهيون الذين عطف عليهم جد حافظ أسد ، تسلمها الحفيد ، ليرأس شعبه وشعب سوريا بالكامل ، وكان ما رأينا ….
فكيف كانت خطة تسللهم إلى السلطة واستيلائهم على سورية الشام ،ثم لبنان ، ثم تقاسم النفوذ مع اليهود والصليبيين على ما تبقى ؟ ! .
لم تكن الخطة التي وضعتها النصيرية لغزو الجيش السوري والسيطرة عليه _ من الداخل عن طريق التطوع الجماعي _ من وضع مشايخهم وحكمائهم فقط ، وإنما رسمها الفرنسيون لهم بناء على خبرتهم الاستعمارية السابقة ، تماماً كما رسموها لموارنة لبنان . وذلك بناء على تعاون هذه الشرذمة ( النصيرية) مع الاحتلال الصليبي الفرنسي ، كما تعاونت سابقاً مع الحملات الصليبية في القرن الحادي عشر الميلادي .
• فقد استغل النصيرية في مرحلة حرية الأحزاب القصيرة التي تلت الانفصال السوري عن الوحدة مع عبد الناصر ليلعبوا على بعض الكتل السنية المتنافسة على الأصوات الانتخابية .
• ثم اتبعوا ذلك بالتغلغل في حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان من أهم مؤسسيه النصيري المعروف ( زكي الأرسوزي ) . حيث قام حزب البعث أصلاً على الأقليات ، ولا سيما : النصارى والاسماعيلية والدروز و النصيرية وبعض التائهين المرتدين من العلمانيين المنافقين المنسوبين لأهل السنة ..
واستغل الحزب نقمة بعض سكان القرى والبوادي للحرمان الذي كانوا يعانونه من الساسة المتنفذين من أبناء المدن المثقفين وأبناء الشريحة الإقطاعية من أهل السنة ، وبعد انطلاقة الحزب عام 1947 ومع أوساط الخمسينات عام 1957 انهالت طلبات الانتساب من أبناء الطائفة عليه ثم أتبعوا ذلك بالخطة المدبرة لغزو الجيش بالتطوع الجماعي كما ذكرنا .
• تسلم الحزب السلطة في البلاد بانقلاب ( 8/3/1963 ) .
• وفي ( 23/2/1966) حصل انقلاب داخل حزب البعث ، مما شطر الحزب في سوريا إلى : يميني فر إلى العراق مع مؤسس الحزب مشيل عفلق ورئيس الدولة أمين الحافظ وأتباعهم ، ويساري بقي في سوريا بسيطرة نصيرية ، حيث وضع في الرئاسة شبح رجل سني هو رئيس الدولة نور الدين الأتاسي ، ليحكم من خلف الستار نصيرية الحزب والجيش بقيادة رجل النصيرية القوي ( صلاح جديد ) ، وتسلم وزارة الدفاع النصيري الماكر حافظ الأسد.
• ومن هنا بدأت فصول المسرحية الحقيقة فقد كان حافظ أسد نصيرياً متعصباً ، وحاملاً لأفكار الحزب القومي السوري ، وثمة روايات كثيرة عن تأهله للدور الذي قام به عبر بعثة عسكرية أرسلوه بها إلى لندن لمدة ستة شهور حيث جرى الترتيب مع الصهيونية العالمية والصليبية العالمية لدوره ودور طائفته المقبل في المنطقة ، والذي بدأت فصوله في معركة 5/5/1967 .
• حيث أشرف وزير الدفاع آنذاك حافظ أسد على تسليم قلعة المشرق العسكرية ، وخطوط دفاعاتها الحصينة ، ومدينة القنيطرة ومرتفعات الجولان إلى الجيش الصهيوني دون قتال ..!!!
ولقد أصبحت قصة إعلان سقوط القنيطرة من قبل حافظ أسد ، وأوامره بالانسحاب الكيفي للجيش السوري من خطوط القتال قبل 17 ساعة من الدخول الصهيوني إليها ، معروفة يوم الحادي عشر من حزيران، لعام 1967 بالبيان العسكري الصادر عن وزارة الدفاع برقم (66 )، حيث ذكرها كثير من الساسة الغربيين في مذكراتهم ، وروى تفاصيلها كثير من ضباط أركان الجيش السوري والمصري والأردني الذين عاصروا تلك المرحلة .
ومن ذلك ما رواه سعد جمعة رئيس وزراء الأردن في حينها في كتابه ( المؤامرة الكبرى ومعركة المصير ) حيث قال : ( ظهر الخامس من حزيران اتصل سفير دولة كبرى في دمشق بمسؤول كبير ودعاه إلى منزله لأمر عاجل هام ! وتم الاجتماع في الحال ،فنقل السفير للمسؤول السوري نص برقية عاجلة من حكومته تؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد قضى قضاء مبرماً على سلاح الجو المصري ، وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها ، وأن إسرائيل لا تنوي مهاجمة النظام السوري ، وأن إسرائيل من قبل ومن بعد بلد ( اشتراكي ) يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية ( خاصة البعثية النصيرية) ولذا فمصلحة سوريا مصلحة الحزب ، ومكاسب الثورة أن تكتفي بمناوشات بسيطة لتكفل لنفسها السلامة ، وذهب المسؤول السوري ليعرض ما سمعه لتوه على رفاق القيادة القطرية والقومية ، وعاد الرسول السوري غير بعيد ليبلغ السفير استجابة الحزب والحكومة والقيادات لمضمون البرقية العاجلة ، وهكذا كان ) . انتهى .
وشواهد هذا كثيرة كما قلنا في الكتب المعاصرة ومذكرات الزعماء .
• وبقيام النصيرية بدورهم على يد زعيمهم وزير الدفاع ( حافظ أسد ) ، الذي عقد صفقة من جملتها تعهد من اليهود والدول الصليبية بتسليمه رئاسة الدولة وتمكين النصيرية من ملك سوريا1 .
• وبكل وقاحة خرج وزير خارجية سوريا البعثي الدرزي إبراهيم ماخوس ليعلن في خطابه : ( ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق أو حتى حمص وحلب ، فهذه جميعاً أراضي يمكن تعويضها ، وأبنية يمكن إعادتها أما إذا قضي على حزب البعث فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية .!؟
ولا تنسوا أن الهدف الأول من الهجوم الإسرائيلي هو إسقاط الحكم التقدمي في سوريا ، وكل من يطالب بتبديل حزب البعث فهو عميل لإسرائيل )2 !!! .
• وعلى مر ثلاثة أعوام رتبت فصول المسرحية التي أعلنت بالحركة التصحيحية في شهر 10 عام 1970 بالانقلاب الأبيض الذي حمل حافظ أسد إلى رئاسة الجمهورية ، وهكذا وصلت المسرحية إلى فصلها الأساسي ، ولو أراد الباحث أن يستقصي تاريخ سوريا ولبنان مع مسيرة أسد النصيرية من شهر 10 عام 1970 إلى شهر 6عام 2000 لتطلب منه ذلك مجلدات سوداء كثيرة كوجه النصيرية الأسود ، ولكن نكتفي بأهم المحطات من حصاد هذه الثلاثين سنة المرة ..
1-حملة إبعاد وتصفية لكل القيادات السياسية والحزبية والعسكرية لمن يثبت مجرد انتمائه إلى طائفة السنة، أما الذي ثبت تدينه أو عاطفته الدينية فقد ناله الإعدام أو السجن أو على الأقل الإبعاد .
2- سيطرة كاملة للعنصر النصيري على الأجهزة السلطوية الأساسية ، الجيش باسلحته الثلاث : البرية والجوية والبحرية ، والشرطة ، والأمن بفروعة المختلفة ، والاستخبارات ، وحرس الحدود .
3- سيطرة كاملة على المناصب العليا والوزارات والمحافظات والمديريات وترك بعض الأشكال الصورية لأبناء الطوائف الأخرى مثل الإسماعيلية ، والدروز، والنصارى ، وبعض عريقي التوجه العلماني من أبناء أهل السنة من مرتدي البعث .
4- سجل أسود وحافل : بالفساد ، والرشاوى ، وسرقة أموال الشعب ، وسوء الإدارة ، وتفتيت البنية التحتية للجيش والاقتصاد السوري ، وربط دائرة كبار التجار بشركات مشتركة مع كبار ضباط النصيرية ...
ومن الجدير ذكره هنا ، بأن سورية تعتبر من الدول المنتجة للنفط ، وفيها احتياطي نفطي يزيد على احتياطي المملكة العربية السعودية ( حسب آخر التحريات في هذا المجال ) ، ولكن عائدات النفط السوري لا تدخل في الميزانية الوطنية ، بل تذهب إلى صندوق خاص بالطائفة النصيرية !!!.
وفي الوقت الذي يتضور فيه أغلب الشعب السوري الجوع ، وبلدهم من أغنى بلدان المنطقة ، فإن ( النصيري ) اللئيم رفعت الأسد يعتبر من أثرى أثرياء العالم ، ويدير واحداً من أكبر أساطيل المال والإعلام ( للنصيرية ) في أوربا ، وإذا أردنا أن نسأل ذلك اللقيط ، الذي كان آباؤه وأجداده يرعون الغنم في جبال النصيرية ، وكانت عماته وخالاته يخدمن في بيوت السنة في سورية ، من أين له هذه الأموال ... فما عسى أن يكون جوابه يا ترى ...!!!؟
5- نشر للإباحية والفساد والفسوق والعصيان في صفوف الجيل المسلم الناشئ ،عن طريق مؤسسات تربوية تشوه الدين وتنشأ على الإلحاد ، تبدأ مع أطفال الابتدائية بتنظيم طلائع البعث ، وتستمر في الإعدادية والثانوية عبر شبيبة ثورة البعث ، لتستمر بعد ذلك بالميلشيات الحزبية العسكرية . وعن طريق وسائل الإعلام المختلفة من المقروءة والمسموعة والمرئية ، ولقد تمكن أولئك اللقطاء من إفساد شريحة واسعة من شباب وبنات أهل الإسلام في هذا البلد المبارك .
6- تصفية العلماء والدعاة والمشايخ والخطباء ، وشل المساجد والسيطرة عليها سيطرة تامة ، ثم استغلال انتفاضة المسلمين عليهم التي فجرها المجاهد البطل مروان حديد رحمه الله وتلاميذه ، ومن تبعهم من شباب الإخوان المسلمين . فبعد أن فشلت الانتفاضة الجهادية ، استغل النصيريون الحاكمون في سوريا ولبنان ذلك ذريعة لاجتثاث جذور الصحوة الإسلامية المباركة في سورية ولبنان عبر مجازر طاحنة .
7- أسفرت فترة سيطرتهم عن التنسيق التام مع اليهود الصهاينة وعملائهم في صفوف منظمة التحرير لإجهاض المقاومة الفلسطينية التي كانت أمل الشعب الفلسطيني في مقاومة اليهود ، فقد قضى الجيش السوري عليها في لبنان قضاءً مبرماً ، وبالتعاون والتنسيق التام مع الصليبيين الصهاينة ( الموارنة ) ، والشيعة الصهاينة ( أمل وحزب الله ) في لبنان .
8- وباستطراد سريع لسجل مخازيهم في حق أهل السنة في سوريا ولبنان وفلسطين نذكر ما يلي :
• عام 1967 سلم الأسد قلعة المشرق وهضبة الجولان وممراتها الحصينة إلى إسرائيل .
• عام 1973 انسحب الجيش السوري عن أكثر من 39 قرية للإسرائيليين الذين وصلوا لمشارف دمشق ، وأصدر الرئيس السوري حافظ الأسد مرسوماً جمهورياً للإفراج عن جواسيس اليهود ، فضحته بعض وسائل الإعلام هذا نصه3: المرسوم الجمهوري رقم 385 :
" بناء على أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات الجزائية وعلى المرسوم التشريعي 43 بتاريخ 1/9/1971 وعلى الأحكام المكتسبة قوة القضية المقضية الصادرة عن المحكمة العسكرية بدمشق بالأرقام 1132 /1154 بتاريخ 29/10/1951 ، 69/1101 لعام 1952 ، 2/214 تاريخ 21/12/1955 ، 18/19تاريخ 12/10/1959 ، 9/10 تاريخ 2/5/1959، 10/22 تاريخ 5/9/1959 ، 11/11 تاريخ 10/12/1960 والمتضمن الحكم بالاشغال الشاقة المؤبدة بعد الدغم والتبديل على 23 مجرماً لارتكابهم جرم العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية ومدها بالمعلومات،وذهاب البعض منهم إلى إسرائيل والاتصال بالمسؤولين فيها، وتناول المال من إسرائيل لقاء عمليات التجسس يرسم ما يلي :
المادة (1) يمنح المحكومون المذكورون عفواً خاصاً عن المدة المتبقية المحكومون بها من قبل المحكمة العسكرية بقراراتها رقم 1132 /1154 ، 214/20 ، 9/1 ، 18/19، 10/22 ، 11/11 .
المادة (2) لا ينشر هذا المرسوم ويبلغ من يلزم لتنفيذه .
دمشق 20/2/1974 .
نسخة إلى المحامي العام ….. دمشق .
وزارة العدل
الرقم 2204
رئيس الجمهورية حافظ الأسد
25/2/1974
وزير العدل محمد أديب نحوي
هذا المرسوم وقعه حافظ أسد ، وطلب عدم نشره علناً لأنه يقضي بالإفراج عن جواسيس يهود ، ثم يزعم أنه محارب لإسرائيل .
• عام1973 نشبت معركة الدستور العلماني بين الحكومة والعلماء ،وسجن بموجبها عشرات المشايخ وأفرج عنهم في سنين لاحقة وكانت الدولة قد مسحت كلمة دين الدولة هو الإسلام من الدستور واضطرت لانتفاضة العلماء والمشايخ لإعادتها باللفظ دون المعنى .
• عام 1975 دخل الجيش السوري لبنان وقضى على القوى الإسلامية المواجهة للنصارى وارتكب عدة مذابح.
• علم 1976 رتب الجيش السوري بالتعاون مع الميليشيات الصليبية المارونية حصار و اقتحام مخيم تل الزعتر، الذي كان يضم نحو (17000 )فلسطيني ، بالإضافة إلى( 14000 ) لبناني من القوات المشتركة الذين كانوا يواجهون تحالف الصليبيين في لبنان ، و ذلك بعد أن مالت كفة الحرب لصالح المسلمين . و فيما كانت المدفعية النصيرية تدك المخيم من البرّ ، كانت البحرية الصهيونية تحاصره من البحر و تطلق القنابل المضيئة ، حيث تقدمت قوات الكتائب الصليبية المارونية لارتكاب المجزرة التي دمرت المخيم ، راح ضحيتها نحو ( 6000 ) قتيل و عدة آلاف من الجرحى والمشردين ...!!!
• عام 1978 - 1982 قامت الثورة الجهادية المسلحة في سوريا ضد الحكومة النصيرية والتي كان قد بدأها الشيخ المجاهد مروان حديد عام 1975 و أعدم رحمه الله 1976 . و خلال هذه الفترة ارتكبت الحكومة النصيرية مجازر كثيرة في صفوف المسلمين المدنين السنة و لا سيما في المدن الرئيسية ، مثل حلب ، وحماة ، وجسر الشغور ، واللاذقية ، ودمشق ، والتي قتل بموجبها أكثر من ألفين من شباب السنة ، وسجن أكثر من ثلاثين ألف .
• وأدار رفعت الأسد مجزرة في سجن تدمر راح ضحيتها أكثر من سبعمائة شاب من حملة الشهادات العليا، كما شرد في هذه الفترة من شباب أهل السنة عشرات الآلاف .
• عام 1982 دبر النظام الطائفي النصيري مذبحة تدمير مدينة حماة بالمدفعية والطائرات وراجمات الصواريخ ، حيث راح ضحية هذه المجزرة الرهيبة في ظل صمت مطبق من الإعلام العربي والعالمي أكثر من( 45 ألف ) من المدنيين العزل من أهل السنة ، ثم استباح النصيريون المدينة بعد تدميرها وتوقف المقاومة فيها ، قتلاً ونهباً وتنكيلاً لعدة أشهر ...!!!
• عام 1982 وبتدبير مع النظام السوري اجتاح الصهاينة لبنان ، وحاصروا بيروت ، حيث تكفل النصيريون بترك بيروت بلا تموين ، وترك الفلسطينيين في البقاع بالعراء أمام العدو ، فكانت خسائرهم البشرية فادحة.
• شهر 5/1982 وبصمت وانسحاب نصيري أمام القوات الصهيونية وقوات الكتائب المارونية دبرت مذبحة للسنة في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ، راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف مسلم سنّي أكثرهم من الفلسطينيين ، ومن ساكنهم من العائلات اللبنانية ، بعد أن ارتكبوا مجازر وحشية أقل حجماً في مخيمات صيدا الفلسطينية .
• شهر 5/1985 و بترتيب مع النصيرية اقتحمت قوات حركة أمل ( الشيعية الصهيونية ) مخيم صبرا و شاتيلا بعد حصار ألجأ المسلمين فيه إلى أكل القطط و الكلاب ، حيث نفذت مجزرة تحت سمع و بصر الجيش النصيري السوري و حكومته العميلة ، حيث راح ضحية هذه المجزرة التي شارك فيها المنشقون الفلسطينيون عن منظمة التحرير الفلسطينية ، و بمشاركة اللواء السادس للجيش اللبناني بأوامر نبيه بري( الشيعي الصهيوني ) ، عشرات الألاف من القتلى والجرحى والمهجرين ...!!!
• شهر 10 /1985 وبتعاون مع مليشيات الحي النصيري في بعل محسن في طرابلس ، أقدمت القوات النصيرية السورية على حصار ودك مدينة طرابلس عاصمة أهل السنة في شمال لبنان ..
وعلى مدى أكثر من عشرين يوماً دكّت القوات النصيرية هذه المدينة السنية الآمنة بأكثر من مليون صاروخ وقذيفة ، دمرت أكثر من نصف مباني المدينة ، وجعلتها معزولة عن العالم ، وساهمت قوات الكتائب اللبنانية ( الصليبية المارونية ) في الحصار ومنع الوقود والدقيق عن طرابلس ، ولقد قتل في هذه المجزرة عدة آلاف ، وفرّ من المدينة أكثر من ( 300 ألف ) نسمة ، وحُلت الأحزاب الإسلامية ، وتم توقيع الاتفاق على نزع سلاحها بتعاون الشيعة الفرس في إيران .
• عام 1986 – 2000 بعد أن تم للنصيرية في سورية السيطرة على سوريا ولبنان ، والقضاء على بذور النهضة المسلحة أو الحركة الإسلامية عند أهل السنة ، تفرغوا لتنظيف البلدين من أية قوة سنية فيهما، واتبعوا خطة إعلامية وسياسية أمنية لضمان عدم نهوض أي بذور للتمرد والمقاومة لدى المسلمين ، وبدأ المقبور حافظ أسد يعد العدة لخلافته ترسيخاً لملك النصيرية في سورية ولبنان الشام كلها ، وبدأ ترتيب ولاية العهد لابنه باسل ، فركزت وسائل الإعلام عليه ، وأعطي رتبة عالية في الجيش السوري ، وأمسك باسل بعقود النفط ، التي جعلت اكتشافاته الأخيرة سورية في مصاف الدول الكبرى لتصدير النفط الذي انفردت سوريا بسابقة خطيرة لا مثيل لها بجعل( 60% ) من العائدات للشركات الأمريكية و والباقي يذهب كله لميزانية خاصة بالنصيرية ، ولا يدخل في الميزانية السورية كما ذكرنا ...!!!
وأبرمت اتفاقيات سرية للتطبيع والسلام مع اليهود الصهاينة بضمانة باسل ، لتعلن في مرحلة حكمه المنتظرة ورتبت حملات لمكافحة الفساد ، والتي كانت أشبه بالدعايات الانتخابية ، حيث لم يغفل فيها دور العمائم البيضاء من منافقي بعض مشايخ السنة في سوريا ولبنان ، ثم فوجيء الجميع أن أخذ الله باسل الأسد في حادث سيارة سنة 1996 وترك حصاد ثروته النفطية في بنوك سويسرة اليهودية بقيمة 19مليار دولار.
وانهار الأسد الأب ، وكادت أن تنهار معه كل أحلامه الطائفية ، ولكنه ما لبث أن تدارك الموقف ، واستقدم ابنه الثاني بشار الأسد ، الذي كان يدرس طب العيون في بريطانيا ، والذي لا خبرة له بأمور السياسة، ولكن ضرورات الوضع الطارئ للحكم النصيري اقتضى إعداده على عجل للمهمة المرتقبة ، وهذا الذي كان فعلاً ، فقد ورث الابن أباه ، في نظام طالما تبجح بالديمقراطية والاشتراكية ...!!!
* وأما خيانات ( الشيعة الصهاينة ) في سورية ، بقيادة نظامهم الطائفي النصيري الأسدي ، على الصعيد العربي والإسلامي ، فأكثر من أن تحصى ...
وإن ننسى ، فلا يمكن أن ننس لهم مواقفهم التآمرية على العراق ، ووقوفهم مع ( الشيعة الفرس ) في حربهم العدوانية الحاقدة التي استمرت ثماني سنوات ، أكلت فيها الأخضر واليابس ، وكانوا يزودون إيران _ هم واليهود الصهاينة والصليبيين الصهاينة بكل وسائل الغدر والعدوان .. حتى أنهم كانوا ينقلون لهم الدم (النصيري ) بالثلاجات ...
ومن أراد التفاصيل ، نحيله إلى ملفات ( إيران غيت ، وكونترا غيت ) وغيرها ، ليرى من مخاذي هؤلاء الباطنيين المنافقين ، ما يلقمهم فيه ألف ( نعال ) وحجر ، عندما يتبجّحون ويتكلمون عن عدائهم المزعوم للصهاينة والشيطان الأكبر ...!!!
هذا بالإضافة لتعطيلهم لمسيرة التضامن والوفاق العربي ، وتعطيل مؤتمرات القمة العربية بحجة الإعداد الجيد لإنجاحها ، والوقوف مع كل حاقد وغادر وموتور ، ضد الأمة العربية والإسلامية ومصالحها ، كما فعلوا باصطفافهم إلى جانب ( اليهود الصهاينة ) و( الصليبيين الصهاينة ) في عدوانهم الثلاثيني الغادر على العراق ، عام ( 1991 ) .
أما ما يتبجح به ( النصيري بشّار الأسد ) اليوم ، من : رفضه للاحتلال الأمريكي للعراق ، فهو ذرٌّ للرماد في العيون ، ودور صهيوني خبيث مرسوم له ، ونتحدى أن يقف موقفاً واحداً حقيقياً في دعم المقاومة المجاهدة في العراق ، غير التقية والنفاق الإعلامي ، فلقد زارته عشرات الوفود السنيّة ، التي تمثل عمق المقاومة ووعاؤها ، وطرحت عليه مشاريع كثيرة ، فلم ترجع من عنده إلا بخفيّ حنين ...!!!
أما قضية تهديد أمريكا لسورية وإيران ، وتصنيفها لهما ضمن محور الشر ، واستعداد القوات الأمريكية لغزو البلدين بعد الانتهاء من العراق ، ( فأزيّن شاربي ) إذا كان هذا الكلام صحيحاً ، لكنهم مع الأسف يعاملوننا دوماً على أننا ( قشامر )...!!!
وإلا ، فالقرآن ، والسنّة ، والعقل ، والدين ، والمنطق ، والتاريخ ... كلهم يقولون : ( بأن حكام سورية النصيريون ، وحكام إيران الفرس ، هم شيعة صهاينة ، وهم من أن أخلص أصدقاء اليهود الصهاينة و الصليبيين الصهاينة ، فكيف يكونون لهم أعداء ...!!!؟)
بل الصحيح الثابت ، الذي لا يرقى إليه الشك ، هو أن حكام سورية ( النصيريون ) ، وحكام إيران (الشيعة الفرس ) هم من أشد الحكومات تعاوناً ( وهي كثيرة )مع اليهود والأمريكان ، في إسقاط حكومتي طالبان وصدام السنيّتين ، في كل من أفغانستان والعراق ، جاء ذلك على لسان أكثر من حاخام إيراني ...
ونحن السوريون نعرف ذلك من مصادرنا الخاصة التي تقول : بأن الدعم الذي تلقته المخابرات الصهيونية والمخابرات الصليبية ( الأمريكية والأوربية ) من المخابرات السورية ( النصيرية ) والمخابرات الإيرانية ( المجوسية ) بشأن ملفات ( الإرهابيين ) من الإخوان والطالبان وعناصر القاعدة وغيرهم من الإسلاميين ، تفوق أي دعم آخر في المنطقة والعالم ...!!!
وهكذا فقد قسمت الشام الحبيبة بين ( اليهود الصهاينة ) في فلسطين و( الشيعة الصهاينة = النصيريون + جماعة أمل + حزب الله ) في سورية ولبنان و( الصليبيين الصهاينة = المارونيون ) في لبنان ، و
( الماسونيون ) أبناء الإنكليز في الأردن ...
وهذه اليوم هي إرادة النظام اليهودي الصليبي العالمي الجديد ، وهذه كما قلنا هي المرحلة الأولى من الخطة.
* أما المرحلة الثانية :
فتقضي بالتوسع والانتشار للدولة الصهيونية على حساب الدول المجاورة ، حتى تبسط أجنحتها على طول الشريط الخصب الممتد من أفغانستان إلى فلسطين ...
ولقد كان احتلال ( اليهود الصهاينة ) و ( الصليبيين الصهاينة ) لأفغانستان ، ومن بعدها العراق ، جزءاً لا يتجزأ من هذه الخطة الخبيثة ...
طيب .. قد يكون هذا مفهوماً ... يهود ...وصليبيون ... يطبقون خططهم ، ويحققون مشاريعهم ، ويستثمرون فرصتهم التاريخية التي منحها القدر لهم ... والدنيا دول ، فيوم لك ، ويوم عليك ...
والأمة العربية والإسلامية اليوم هي في أشد لحظات ضعفها ، وقد نفهم الأعداء عندما يطمعون فيها ، ويتكالبون عليها ، ويتداعون عليها كما يتداعى الأكلة إلى قصعتهم ، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لكن الذي نريد أن تفمه الأمة من هذه الدراسة هو : لماذا وقف الشيعة الصهاينة في العراق والكويت وبقية أقطار الخليج العربي ، وكذلك الشيعة الفرس في إيران ، مع هذا المشروع ( اليهودي الصهيوني ) و( الصليبي الصهيوني ) الذي يهدف إلى تدمير الأمة العربية والإسلامية ، واحتلال أرضها ، وسرقة خيراتها ، وعلى رأسها النفط ، وتعطيل حركة النهضة والتقدّم فيها ، إذا كان الشيعة يدّعون في الليل والنهار : بأنهم مسلمون ، وأنهم من أنصار الحسين وآل البيت رضوان الله عليهم ...!!!؟
من يجيبني على هذا السؤال المهم وأعطيه عباءتي .!؟ حسناً ... أنا أساعدكم في الإجابة ...
* موقف ( الشيعة الصهاينة ) في العراق ، من الغزو ( اليهودي الصهيوني ) و ( الصليبي الصهيوني ) للعراق والأمة :
لقد لعب الشيعة الصهاينة في العراق ، في عملية الإعداد ، ثم الغزو الصهيوني والصليبي لهذا البلد ، في
( 9/4/2003 / ميلادي ) ، نفس الدور الخياني والتآمري الذي لعبوه إبان عملية غزو التتار لبغداد ، في العاشر من شباط لسنة 1258 ميلادي . ونستطيع أن نجمل دورهم الخياني والتآمري في النقاط التالية :
1. تزيين عملية الغزو للأمريكان والإنكليز والصهاينة ، وتصوير العراق لهم بأنه نزهة ربيعية ، وبأن العراقيين سوف يستقبلونهم بالورود والرياحين ، وهذا هو عين ما فعله أجدادهم مع التتار والصليبيين من قبل. ويستطيع أي مراقب اليوم ، أن يرى التطابق التام ، بين ما يفعله الخونة ( الجلبي ) و ( بحر الكفر والجهل ) و ( علاوي ) و( آل الحكيم ) وغيرهم من ( الشيعة الصهاينة) مع ( اليهود الصهاينة والصليبيين الصهاينة ) من أمريكان وإنكليز ومن تحالف معهم من الأذناب والمنافقين ، في استعدائهم على العراق ، وتشجيعهم لهم على غزوه وتدمير حضارته وسرقة خيراته ، وما فعله الخونة من أتباع ( ابن العلقمي ) و ( نصير الكفر الطوسي )( الشيعة الصهاينة ) في استعداء التتار على بغداد ، وتشجيعهم هولاكو على غزوها وتدميرها أيضاً ..!
2. التركيز على قتل العلماء والوجهاء والفضلاء والمفكرين من السنة ، أو اعتقالهم ومحاكماتهم والتنكيل بهم، وهذا عين ما فعله أجدادهم من قبل ...
3. الحقد الهائل على الرموز الحضارية في العراق ، والتركيز العجيب على حرق المكتبات ، وسرقة المتاحف ، وهذا عين ما فعله أجدادهم الخونة من قبل ، الذين أغرقوا ملايين الكتب والمخطوطات العراقية في نهر دجلة حتى تغير لونه ، وذلك لما يكنّونه من حقد دفين على حضارة الأمة وتراثها ...!!!
4. إشاعة روح الفوضى والغوغائية ، وبث شعور الخوف والرعب وانعدام الأمن في البلد ، وتشجيع عمليات الثأر والقتل والخطف والسرقة والانتقام ، وهو عين ما فعله أجدادهم الخونة من قبل ...!!!
5. العمل كأدلاء ومترجمين للغزاة والمحتلين على عورات المسلمين من أهل السنة ، وإرشادهم إلى أماكن تواجدهم واختفائهم ، وتعاونهم معهم على قتلهم واعتقالهم ، تماماً كما فعل أجدادهم الخونة مع التتار والصليبيين .!!!
6. منع أهل الغيرة من العرب والمسلمين في الدول المجاورة من نصرة بغداد ، واعتبار ذلك من الكبائر ..
ففي الوقت الذي تحشر فيه الصهيونية العالمية كل ما تستطيع حشره من وسائل الشر والتدمير ، وتستعدي على الأمة دولاً وشعوب لا نكاد نعرف موقعها على الخارطة ، يمنع ( الشيعة الصهاينة ) في العراق شرفاء العرب والمسلمين من نصرة إخوانهم العراقيين ، ويعتبرون ذلك ( إرهاباً ) ، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل ضبط دول الجوار لحدودها في وجه ( المتسللين الإرهابيين ) ...!!!
7. إشاعة الفاحشة في البلد ، وترويج بيع الخمور والمخدرات ، لتخدير شباب الأمة ، وصرف عقولهم عن التفكير بما يدبّرونه من مآسي لوطنهم ...
8. مساعدة الحاقدين من الأقليات التي تعيش في العراق كالنصارى والصابئة وعباد الشيطان وغيرها ، على رفع رؤوسهم ، والتجرؤ على أقوال وأفعال ، لم يكونوا ليحلموا بالتجرؤ عليها من قبل ، مثل : المجاهرة بالتعرّي المفضوح ، وفتح أوكار الدعارة ، وبيع الخمور والمخدرات ، وتحدي مشاعر المسلمين في إظهار شعائرهم المنحرفة ، والإفطار العلني في رمضان ، بل إجبار المسلمين على الإفطار أيضاً ...إلخ
وهذا هو عين ما فعله أجدادهم الخونة في بغداد كما رأينا ...
وأجد لدي رغبة في إعادة النص الحرفي لما أورده المؤرخون ، عن أحوال بغداد إبان الغزو التتري ، لأضع الأمة أمام مسؤولياتها الجسيمة التي فرّطت بها : ( وطلب النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر ، و أكل لحم الخنزير ، و أن يفعل معهم المسلمون ذلك في شهر رمضان ، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان، و أكل الخنزير ، و شرب الخمر، و دخل هولاكو إلى دار الخليفة راكباً لعنه الله ، و استمر على فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة كالمستهزئ بها ، و انتهك الحرم من بيت و غيره ، و أعطى دار الخليفة لشخص من النصارى ، و أريقت الخمور في المساجد ، و منع المسلمون من الإعلان بالأذان ، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ).
ومع احترامنا كمسلمين ، لإخواننا المسيحيين وغيرهم من الطوائف والأقليات الأخرى ، والذين يعيشون بين ظهرانينا معزّزين مكرّمين منذ آلاف السنين ، لم يمسسهم مسلم بسوء ، إلا أن التاريخ يأبى إلا أن يسجل للصليبيين منهم ، حقدهم على الإسلام ، وتعاونهم مع كل غادر وفاجر ، لإيذاء المسلمين وتدمير بلادهم ...
* موقف ( الشيعة الفرس ) في إيران من الغزو ( اليهودي الصهيوني ) و ( الصليبي الصهيوني ) للعراق والأمة :
لقد وقف ( الشيعة الفرس في إيران ) وعبر تاريخهم كلّه ، موقف العداء والخيانة والتآمر على الأمة العربية والإسلامية ، والتعاون مع كل فاجر وغادر وكافر للنيل من العرب والمسلمين ...!!!
ولو أردنا أن تستقصي كل سجلهم المخذي عبر التاريخ لضاقت هذه الدراسة عن ذلك ، ولكنني أحب أن أسجل أهم مخاذيهم في العصر الحالي ، ومنها :
1. جريمة التاريخ المعاصر الكبرى التي سلم فيها ( يحيى خان ) ( الشيعي الفارسي )أرض المسلمين في شرق باكستان للهندوس ليفعلوا بها ما يشاءون ، حتى أقاموا عليها الدولة المسخ بنجلادش..
2. اضطهاد ( الشيعة الفرس ) في إيران ، وعلى رأسهم ( الخميني الدجال ) للمسلمين السنة هناك، وارتكاب ما يندى له جبين الإنسانية من الفظائع بحقّهم ، وهذا يعرفه كل من له اطلاع بأحوال السنة هناك ، ومن أراد المزيد ، نحيله إلى موقع ( رابطة أهل السنة في إيران ) على الإنترنيت ..
3. دخول ( الشيعة الفرس ) بقيادة الخميني الدجال في حرب عدوانية ظالمة على العراق والأمة ، وذلك لأغراض ( يهودية صهيونية و صليبية صهيونية ) وبدعم كامل من تلك القوى في العالم ...
4 . تحريض ( الشيعة الفرس ) في إيران لأتباعهم وعملائهم في الوطن العربي والإسلامي ، لإحداث الفتن ، وتفجير القلاقل ، وإثارة النعرات القومية والطائفية والحزبية ، وترويج ثقافة العنف والقتل وزرع المتفجرات ... كما فعلوا في كل من العراق ولبنان والبحرين وباكستان وغيرها ، وحتى الحرم المكي الشريف لم يسلم من جرائمهم ، فلقد نفذوا إحدى مجازرهم فيه في أحد مواسم الحج ، فأراقوا الدم الحرام في الشهر الحرام والمسجد الحرام ...!!!
ونذكّر بأن أجدادهم ( القرامطة والحشّاشين ) كانوا يقتلون الحجيج ويروّعونهم ويسرقون متاعهم،
لا ، بل ، بلغت بهم القحّة والنذالة والكفر إلى حدّ سرقة الحجر الأسود من الكعبة المشرفة ...!!!
5. الفتوى التي أصدرها كبار حاخاماتهم بجواز مساعدة أرمينيا الصليبية ضد أذربيجان المسلمة ، ذات التوجه الشيعي المعتدل ، فقط لأنها لم تقبل الانجرار إلى تحالفاتهم ومخططاتهم المشبوهة .
6. وفي لبنان وبالتعاون والتنسيق التام مع النظام الطائفي ( الشيعي الصهيوني ) وأعني به النظام النصيري في سورية ، زرع ( الشيعة الفرس ) في إيران لأنفسهم موطيء قدم في قلب العالم العربي ، وأسموه ( حركة أمل ) و ( حزب الله ) ، وما هي في الحقيقة إلا أحزاب للشيطان ، وأذرع للخيانة والغدر ، تستخدمها القوى المعادية لأهل السنة في المنطقة متى شاءت ...
فلقد تعاونوا مع ( الشيعة الصهاينة = النصيرية ) في سورية ، ومع ( الصليبيين الصهاينة = المارونيين ) في لبنان ، لذبح أهل السنة هناك ، وضيوفهم الفلسطينيين ، وكل أهل الشام يذكرون شعارهم سيء الصيت الذي كانوا يقولون فيه : ( اقتل سنياً تدخل الجنة ) ...!!!!
* وقد يسأل سائل : كيف نوفق بين هذا الكلام ، وبين ما يدعيه القوم من حرص على مقاومة اليهود وتحرير المسجد الأقصى ...!!!؟
وللإجابة على هذا التساؤل الهام ( أزيّن شاربي ) مرّة أخرى ، إذا أطلقوا طلقة واحدة باتجاه اليهود.! أليس أجدادهم هم الذين سلموا المسجد الأقصى إلى الصليبيين ، كما سلموا بغداد إلى التتار .!؟
أليسوا هم من حارب صلاح الدين الأيوبي رحمه الله مع الصليبيين ، وحاولوا قتله أكثر من مرّة.!؟ أهؤلاء الجبناء الباطنيين ، الذين يحرّمون الجهاد مع جميع الأمم حتى يخرج المهدي المزعوم ، فإذا تعلق الأمر بالمسلمين السنة كانوا أجرأ عليهم وعلى أعراضهم وعلى ممتلكاتهم من اليهود والكافرين. أهؤلاء يحررون القدس والمسجد الأقصى .!!!؟
وهاهم الأمريكان الكفرة يحتلون العراق منذ ما يزيد على السنة ، يرتكبون فيه من الجرائم والموبقات ما يهتز له عرش الرحمن ، ومع ذلك فإن حاخام الفرس الأكبر ( السيستاني ) ، القابع في العراق ( والذي نقل سرّاً من العراق بطائرة صهيونية خاصة ساعة طبع هذه الدراسة إلى لندن لطبخة الله وحده العالم بها ) ، والذي يسمونه ( المرجعية ) يحرّم الجهاد ، ويمنع الشيعة من أن يطلقوا طلقة واحدة ضد الأمريكان وحلفاءهم المعتدين ، مالم يتجاوزوا ( الخطوط الحمراء ) ...!!!
ليس هذا فحسب ، بل عندما أراد البعض منهم ( الصدر وجماعته ) أن ينتصروا لأنفسهم من تجاوزات الأمريكان وأعوانهم ، منعوهم من ذلك ، واستعدوا عليهم المحتلين الأمريكان وعملاءهم من الخونة ، وطالبوهم بالخروج من النجف وهم أبناؤه ، واستخدموا جميع وسائل الإعلام المنافقة والمأجورة لتشويه سمعتهم والنيل منهم ...
7. من مظاهر عداء ( الشيعة الفرس ) للعرب والمسلمين أيضاً ، أطماعهم في الأراضي العربية والمياه العربية ، فقد اقتطعوا من عراق العرب أهوازه ، ومن دول الخليج جزر ( طمب الكبرى و الصغرى و أبي موسى ) ، وأيم الله ، لو لا وقوف العراقيين النشامى في وجوههم ، في القادسية الثانية ، لما وقفوا حتى هدموا الكعبة المشرفة ..
8. و في أفغانستان دفعوا أتباعهم ( الشيعة الفرس ) في ما يسمى بحزب الوحدة الأفغاني ، للتآمر مع الروس الشيوعيين ضد المسلمين السنة ، حيث كانوا يدلون الروس على مواقع المجاهدين المسلمين ، وخاصة العرب منهم . ومشهورة النصيحة التي أسداها الخميني المقبور لحزب الوحدة الأفغاني الشيعي العميل لإيران ، بأن يعد نفسه بعد خروج الروس قائلاً لهم : " إن جهادكم يبدأ بعد خروج الروس".
ولقد اكتشفت المنظمات الإنسانية قبل سنوات في منطقة باميان [معقل الشيعة الفرس ] في أفغانستان، مجازر وحشية ، أشبه بمجازر الصليبيين الصرب ، ضدّ المسلمين البوسنيين ، حيث ذهب ضحيتها أكثر من ( 6000 ) أفغاني مسلم ( من أهل السنّة ) على أيدى الهزارة ( الشيعة الفرس ) في أفغانستان ، وبدعم كامل من حكومة أيران ( الشيعية الفارسية ) ...!!!
( والوثائق محفوظة في كابل حتى الآن )
9. تعاون ( الشيعة الفرس ) في إيران مع ( الشيعة الصهاينة = النصيريين ) في سورية ، لضرب الثورة الإسلامية في سورية ، والتي قام بها في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، إسلاميو سورية ، باسم الأغلبية من أهل السنة المسحوقة هناك.!!!
10. إعلان الحكومة ( الشيعية الفارسية ) في إيران ، دعمها للمجازر التي قامت بها القوات الروسية الكافرة ضد المجاهدين المسلمين في الشيشان و داغستان ... (راجع تقارير رويتر 25 سبتمبر أيلول) . حيث أكد السفير ( الشيعي الصهيوني ) الإيراني ، استعداد بلاده للتعاون و المشاركة العملية ، في التصدي لمحاولات المجاهدين لزعزعة استقرار الوضع في روسيا.!!!
أخيراً ، وليس آخراً ، تآمرهم المفضوح ، وتعاونهم الواضح مع ( اليهود الصهاينة ) و (الصليبيين الصهاينة ) الأمريكان والإنكليز وعملاءهم في احتلالهم لكل من أفغانستان المسلمة ، وعراق العروبة والإسلام ، وتقديم كل أشكال الدعم الباطني لهم ، وذلك استكمالاً للمخطط الصهيوني الحاقد ، الذي يقضي بنشر الدولة الصهيونية لنفوذها على كامل الهلال الخصيب الممتد من أفغانستان إلى فلسطين.!
هذه الحقيقة تؤكدها الوقائع التي نشهدها يومياً ، كما صرّح بها لغرض التباهي ، كبار حاخامات ( الشيعة الفرس ) في إيران مؤخراً ، والتي أكدوا فيها عبر الفضائيات العالمية ، بأن أمريكا ما كان لها أن تحتل كابول وبغداد لولا دعم الحكومة ( الشيعية الفارسية ) في طهران .!!!
ابن الشام المحب للعراق
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment