Monday, 31 January 2011

عصر الثورات الشعبيه العربيه
لم يكن يخطر ببال بشر ان ذلك الشاب الجامعي التونسي العاطل عن العمل والذي لجأ الى بيع الخضار على عربه مستاجره صغيره ليكسب قوت يومه ، ان ذلك الشاب البسيط بما اقدم عليه من احراق نفسه ، سيغير المنطقة العربيه بأسرها ، وأنّ رفات جسمه الجائع سيكون بمثابة شراره تحرق الارض تحت أرجل طغاة جبارين عجزت عشرات السنين من زحزحتهم عن مواقعهم.
زين الفاشلين بن علي يهرب بطائرته ويفتش عن مكان يقبل به لاجئا فيرفض العديد من زملائه إستقباله . وتنطلق من تونس الخضراء أكبر عملية تغيير حضاريه يشهدها الوطن العربي منذ عقود طويله . شرارة البوعزيزي تنطلق وتطيح بالرؤوس الكبيره من أصحاب الحسابات الخياليه في بنوك الغرب والشرق ، من اقارب وعائلة الرئيس التونسي الهارب .
ثم ينداح االقدر البوعزيزي ليخلق جوا غير مسبوق من التفاؤل والامل بالانعتاق من نير العبوديه في كل المنطقه ويبدأ الجلادون والمجرمون واللصوص بتلمس رؤوسهم بعد أن سلب عقولهم السرعة والقوه والعنفوان الذي أبداه هذا الشعب المقهور ذو الخمسة ملايين .
يتحرك الجسم العربي المشلول والمغلول بقيود العجز والضعف والخوف والفقر ومئات أجهزة الامن التى تحصي على الناس كل حركة وسكنه . تتحرك أرض الكنانه ، بحر هائل من البشر يموج في قاهرة المعز ويزلزل الارض تحت أقدام الكهل المصري الفرعوني العتيق الطاغيه اللامبارك أخزاه الله .
ويبدأ عصر الثورات العربيه ، تحس وكانك في بغداد في الاربعينات او الخمسينات ، او أنك في دمشق في الستينات قبل وصول البعثيين للسلطه حيث يتحرك الناس بحريه وعفويه وتعبر من خلال الشارع واللافته والهتاف عما يجول في أنفسها .
الكل يترقب ، والكل يتربض والكل يتابع ، الاعين مفتوحه والابصار شاخصه الى شاشات التلفاز والمكبيوتر الذي تحول الى سلاح فتاك لا يقل عن المدرعه والدبابه حيث يلجأ الحاكم قبل سقوطه الى إغلاق الانترنت والهاتف الخلوي بمجرد أن يبدأ الناس بالتحرك في وجه نظامه .
معارك جديده بأسلحتها وقيمها وأخلاق مقاتليها ، موقع الكتروني يجمع الناس ويوجه أنشطتهم، رسائل خليويه تنظم عمل الوف الجماهير ، لا سيوف ولا خيول ولا عنترة العبسي ولا السموءل يهتف في الجموع ويدق طبول الحرب ، كل شيء يتغير ، وكل شيء يتحرك بسرعة البرق ، حتى ليخيل للمرء قبل شهر من الان أن أي تغيير في الوضع العربي أقرب ما يكون للخيال .
الدور الان على أي نظام ؟؟؟ ذهب بن علي من تونس الى جده ، ومبارك يحزم حقائبه الان ويستعد للرحيل الى منفاه قبل أن يرحل الى قبره ليواجه الوعيد الرباني الحق لكل طاغية مجرم ، والسؤال الكبير الان من هو التالي ؟؟
هل هو بشار بن حافظ الاسد الطاغيه النصيري القابض على زمام الحكم في بلا د الشام ؟ هل هو ذلك المجرم القاتل اللص الذي يذيق السوريين الذل والهوان هو وابوه من قبله منذ أربعين عاما ؟؟
نأمل أن يحتل بشار ونظامه الرقم 3 وليس 4 او 5 في سلسلة الساقطين من المجرمين في قمة هرم الانظمة العربيه الطاغيه .
نأمل ذلك وننتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر .
علي الاحمد

No comments: