ماذا يعني إزدراء بشار للمشايخ هذا العام ؟؟؟؟
أشار بعض المهتمين بالشأن السوري والعارفين به الى أن الدكتاتور السوري بشار الاسد أعرض هذا العام عن دعوة المشايخ السنّه السوريين ، أعرض عن عادته السنويه في إقامة مأدبة إفطار على شرفهم في رمضان ، مما يؤشر بشكل ما الى الاتجاهات الجديده لحكومته القمعيه المتجبره على رقاب الناس .
وتلك العاده التى دأب الهالك حافظ أسد على إقامتها ، ولم يتخلف عنها ابدا ، إنما هي في الحقيقه نوع من خداع البشر والتعميه على حقيقته التى لا تعترف بالدين ولا تقيم أي حرمة له ، ولكن فقط إجراء بروتوكولي سنوي القصد منه ان يقال ان النظام السوري لا يختلف عن امثاله ، حيث يقوم القاده العرب والمسلمين بحضور صلاة العيد ولقاء كبار المهنئين ، وكذلك الافطار الجماعي للمشايخ إنما هو طقس يغلب عليه المنظر والرياء ويطلب المشايخ المنافقون طلباتهم من صاحب العطاء ويتبارون في التمسح بثيابه النتنه الممتلئه من دماء الابرياء .
ولكن يبدو أن الوريث بشار بدأ يتخلى حتى عن طقوس والده التصويريه الفولكلوريه المقيته ، فلم يقم هذا العام بدعوة المشايخ المنافقين- في أغلبهم- أو المغلوبين على أمرهم الخائفين الوجلين من بطشه وظلمه ، حيث تلهج ألسنتهم بالتسبيح والتحميد للقائد الرمز بدلا من حمد الخالق عز وجل وحمده .
وفي هذا ما فيه من معاني ، أولها ان الرئيس الشاب لم يعد يحتاج حتى للغطاء السنّي الرمزي الخلّبي الذي كان يؤمنه له ولابيه هؤلاء المشايخ المنافقون- في أغلبهم – وصار قادرا وبجداره للمضي في طريقه دون أدنى حاجة لغطاء سنّي كاذب لانه حاليا يعمل في وضح النهار لصالح الحلف الايراني الشيعي مع حزب الله ، ولم يعد يقيم وزنا حتى للصور الفلكلوريه التى كان يحرص عليها والده الهالك إمعانا في الغش .
والمعنى الثاني أنّ الغطاء السنّي الوهمي الاخر الذي كان يومنه له ولوالده الهالك ما يسمى بحزب البعث والقياده القطريه التى يهيمن على رموزها السنّه من أمثال عبد الله الاحمر والشرع وطلاس ، حتى هذا الغطاء الرقيق الوهمي ربما يكون مرشحا أيضا للزوال ، وكلنا يعرف ما حصل لمحمود الزعبي من تصفيه جسديه ، لان بشار اليوم لم يعد أصلا بحاجه لمن يغطي عليه وعلى نظامه الطائفي من أبناء السنّه لانه الان يلعب على المكشوف بدون أقنعه خلّبيه مثل طلاس والشرع والاحمر ممن إرتضوا أن يكونوا ممثلين كاذبين لاهل السنّه في سوريه .
وهذا يعني أنّ الدولة العلويه المرتبطه بالشيعه في إيران ولبنان صارت أكثر من أمر واقع ، وأنّ وجود السنّه في أعلى هرم السلطه كقناع وغطاء لم يعد ذا أهميه تذكر ، وفي هذا ما فيه من تحفيز للهمم وتسليط للضوء على أنّ سوريه لم تعد دولة سنّيه أبدا وأنها كلّ سنه تنحدر وتغوص في محيطها الشيعي الآخذ بالتمدد والتوسع على حساب المحيط السني التقليدي ، خاصة بعد إنهيار نظام صدام الذي كان يمثل آخر ترس وحصن في وجه المد الايراني الطاغي .
يبقى أن نقول أنّ للصورة القاتمة المظلمة في سوريه ، وهج وبريق واحد ووحيد يأتي من جهة الشمال ، من تركيه المسلمه التى إنحازت بشكل كلي ونهائي وقطعي لا رجوع عنه ، إنحازت للدين الحق وللنظام الاسلامي الاردوغاني الذي فاز اليوم بإستفتاء الثقه ، والذي نؤمل عليه الخير والبركه أن يكون الرافعه الحقيقه القويه التى تمد يدها أول ما تمد الى هذا الشعب المسلم المجاور الذي تحكمه أبشع عصابة عرفها التاريخ القديم والحديث .
لا قيمة حتى رمزيه لمشايخ الشام السنّه بعد اليوم ، وعليهم ان يتأكدوا الان ان ما كان يقوم به الهالك حافظ وإبنه لهم لم يكن يعدو الضحك على ذقونهم الطويله ، وعليهم بعد اليوم أن يتفننوا بسب وشتم الصحابه كما بدأ كبيرهم أحمد حسون ، وعليهم بالحج والطواف الى النجف بدلا من كربلاء ، وعليهم كذلك لكي يكملوا دينهم الجديد ويحظوا ببعض الرضى من أسيادهم في حزب الله المقاوم ، عليهم أن يسرعوا الى مقام السيده زينب في دمشق لكي يتموا مراسم زواج المتعه ليكملوا دينهم ويحظوا بطاولة الافطاء في العام القادم من الرئيس بشار المتشيع سرا والمتصهين علنا ، وكل عام ومشايخنا بخير .
علي الاحمد
Monday, 13 September 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment