Monday, 6 September 2010

هذا الشبل من ذاك الاسد
هذه العباره متداوله جدا في سوريه منذ وقت بعيد ، وتستخدم بشكل خاص من أعوان النظام ومؤيديه وخدمه للتدليل على أنّ وراثة بشار لابيه كانت صحيحة وفي محلها لانه أعطى لسوريه وجهها الحضاري والعلمي كما يزعمون ، ولولا تلك الوراثه لكان البلد نهبا للصراع والاقتتال ولكن بشار كان صمام الامان .
وربما كانت تلك العباره في سوريه ملكا حصريا لآل الاسد إلى وقت قريب جدا عندما ظهر شبل جديد ولكنه هذه المره قادم من خارج الحدود وتحديدا من نسل عائلة تعتبر من قادة العائلات المعارضه وأكثرها عدواة للنظام القائم في سوريه ، إنه الشبل بشار البيانوني المنحدر من عائلة البيانوني التى قدّمت أكثر من قائد إسلامي وإخواني خلال العقود الماضيه .
دخل الرجل بقوه وإستطاع كسر القيود الكبيره جدا المحيطه بأبناء المعارضين من الاخوان السوريين ، حيث أنّ كل من عاد الى سوريه منهم وجد القانون 49 جاهزا ومسلطا على رقبته بالوراثه ،لان ابن الاخواني السوري وحفيده محسوب بشكل تلقائي أنه إخواني غصبا عنه في عرف أجهزة الامن ولا يختلف عن أبيه أبدا ، لكن –الشبل- البيانوني كان أكبر من أجهزة الامن وأقوى من سطوتها وجبروتها حيث دخل بإندفاع كبير لا يعرف أحد سرّه الحقيقي ، ولم يتعرض للسجن ولا للتحقيق ولا للبهدله كما هو حال غيره ، بل إعتبر رجل أعمال وشارك بقوّه في مشاريع كبيره في قلب حلب الشهباء . ربما كان ذلك مكأفاة من النظام لعائلة هذا الشبل وما قدمته من خدمات جليله للنظام على مدى رئاسة أحد أركان تلك العائله لجماعة الاخوان المعارضه ، حيث نجح في تحييدها تماما وإخراجها كليا من دائرة التاثير ولو بشكل طفيف على النظام الحاكم بعد أن كانت أكبر قلق وإزعاج له .
دخل الشبل البيانوني الى حلب بقوه وعمل مع أكبر رجالاتها المعروفين بحسن السمعه ، وجمع مئات الملايين من الليرات وإفتتح مشاريع كبيره ومهمه في حلب وأثبت للجميع القدرة على النجاح كمستثمر سوري ، ولكن فجأة ظهر ما لم يكن بالحسبان وما لا يعرف حقيقته الا القليل حيث إنهارت مشاريعه وتبخرت ملايينه في أحضان أحد الاجهزة الامنيه الذي إستدرجه للعمل تحت جناح الغدر والخسة والنذاله في نظام بشار الاسد .
ولأن في سوريه لا يوجد اي نظام للشفافية او المحاسبة او المراقبة او القضاء المستقل ، لان البلد كله يخضع لنظام مافياوي أمني بوليسي ، بحيث أنّ كل جهاز أمن هو سلطة مستقله ومنفصله ، فلا يمكن لاحد أن يعرف حقيقة ما حصل والسبب وراء إنهيار المؤسسه الكويتيه التى يعمل لصالحها – الشبل- البيانوني ، ولكن النتيجه صارت معروفه أنّ أموال الفقراء والبسطاء الذين وثقوا به وبشركائه قد طارت في خبر كان ، وبما أنهم جميعا من أبناء حلب المدينه السنّيه ، ولا نصيريين بينهم فليس لدى أجهزة الامن أدني مشكله في إستباحة تلك الاموال لانها تعود الى أعدائها التقليديين من أبناء الطائفه السنيّه ، كما يقول المثل العامي : فخار يكسر بعضو.
وكمثال فقط للفارق بين سوريه –النظام- وما حولها من المحيط العربي ، يتبين لنا كيف أنّ السوريين من أبناء الاخوان قد عملوا وأنتجوا وبنوا مشاريع ناجحه في كل البلاد التى حلوا فيها مثل الاردن ومصر والعراق سابقا وكل دول الخليج ، لان جميع تلك الدول فيها حد أدني من الحريه وإحترام حقوق الناس وأملاكهم وإستثمارهم ، بينما في سوريه لا وجود لشيء إسمه أخلاق أو إحترام أو أي خطوط حمراء او غير حمراء ، خاصة اذا كانت الضحيه ترجع في أصولها الى أحد أبناء المعارضه للنظام ، فكانت الصفعه القويه لهذا- الشبل- الذي وجد نفسه في وجه المدفع أمام حقوق الناس وإدخاراتهم التى تلاعب بها أحد المتنفذين من الاجهزه الامنيه الكثيره .
هل سينتفع كبار مشايخ الاخوان وقادتهم بهذا الخبر وخاصة من يدفع منهم بكل قواه ليعود الى الوطن الحبيب بأي شكل وبأي ثمن ليكبر أمواله وإستثماراته التى جمعها في بلاد الغربه خلال عقود ليضعها سهلة طرية غير محمية بين يدي النصيريين لكي يلفقوا له تهمة جاهزة ويستولوا على تعبه وعرقه هو وأبناءه ؟ هل سيظل الخروف الاخواني او الشبل الاخواني يظن الامن او الامان في رحاب بلاد الشام تحت ظل هذا النظام ؟
ألم يتعبروا من الخدعة التى وقع بها شيخهم المرحوم أبي غده عندما أوهمه النظام أنه من الممكن الصلح معه وسافر الى سوريه ثم عاد بلا شيء ؟ ألم يصدق بعد قادة الاخوان الذين ظلّوا لحد الان يقدّمون كلمات المديح والاطراء على النظام وعلّقوا كل أشكال معارضتهم الشرسه ضد النظام على أمل أنه يلين ويحن قلبه القاسي لمعاناتهم ؟ هل سيظل الخروف الاخواني يتوقع الخير من الذئب النصيري المترص به وبأهله وبمستقبله وينتظر منه أو من أبنائه أي خطأ ليصطاد من يعود منهم ويرميه في سجونه التى لا ترحم ؟ أم أنّ ضحايا جدد تحضر نفسها للسلخ على مسلخ النصيريين الحاقدين ؟؟؟
علي الاحمد

No comments: