Wednesday 21 October 2009

استقالة المرشد العام للاخوان اسئله مشروعه

في مقابلة مع قناة الجزيره بٌثت اليوم ، تحدث السيد محمد حبيب القائم باعمال المرشد العام عن وجود خلافات في الصفوف العليا لجماعة الاخوان الفرع المصري ، ربما سيكون لها تاثير كما جاء في المقابله على مستقبل الحراك او التململ بين شريحة المسنين وشريحة الشباب او ما سماهم مقدم البرنامج بالاصلاحيين .

طبعا ما وصل الينا هو فقط راس الجمل ، او راس الهرم ولكن ما خفي هو الأعظم بدليل الخروج العصبي الذي وصفه المراقبين للموضوع ، القصد ان حقيقة الخلافات ستبقى مكتومه لفتره من الزمن حتى يتم كشفها .

وهنا لا بد من سؤال له عدة اجابات : الى متى ستبقى جماعة الاخوان العالميه او القطريه رهينه لتفكير ولتنفيذ جيل الثمانينات ؟ والى متى سيبقى ابن الستين في عرف الاخوان ما يزال مراهق ، وابن الخمسين غلام ، وابن الاربعين يافع ، اما ابن الثلاثين فهو ما زال طفل يحبو ويحمل في يده او فمه ( لهايه ) تعطي للصغار لتخفيف البكاء لديهم .

هل السبب هو ما لاقته الجماعه في محن متنوعه جعلتها خلال ال 60 سنه الماضيه جالسه على مقاعد المتفرجين بدون اي تأثير فعلي ، ان لم نقل على مقاعد السجون او منافي الارض البعيده او القريبه ؟ بمعنى ان عدم وصولهم الى اي شكل من اشكال السلطه جعل الكوادر متوفره لديهم بكثره بينما القله في العناصر ، ولكن الرد على ذلك ان القيادي الاخواني الذ يمكث مثلا اربعين عاما بين مواقع عديده الا يحق له عند السبعين ان يستريح ؟ لا اقول ان يريّح ؟

هل السبب هو في العقليه العربيه الشرقيه التي تتمسك بالكرسي مهما كان هذا الكرسي صغيرا او بسيطا او ليس له سنّاده من الخلف بحيث يجلس عليه الجالس ولا يستريح ويبقى في استنفار دائم ليل نهار خوفا من اي منافس له حتى توافيه المنيه وهو على حاله ؟

او ان السبب هو داخلي يرجع الى منافسات اقليميه او مناطقيه كما حصل في الحاله السوريه حيث استـأثرت فئه قليله من ابناء مدينة واحده بمقدرات التنظيم وسحبته سحبا الى حيث تريد وحيث تحقق نظرتها ورؤيتها للامور ؟

ام ان الدكتاتوريه المزروعه في قلوب بعض القاده- حالات نادره جدا - وعقولهم بحيث لا يتخيلوا احدا في مكانهم ويستبسلون في الدفاع عن مكتسباتهم الماديه او الاعلاميه او الشهره في عصر الفضائيات ؟ في نفس الوقت الذي يحاولون فيه ان يقولوا للناس : والله لم اكن ارغب بتمديد ولايتي للمره الخامسه واصريت على ذلك ولكن اخواني اقسموا الايمان المغلظه وظلوا يخجلوني ويحرجوني حتى قبلت مكرها في ذلك .

ام ان الامر خليطا من كل ذلك يتم تغليفه بغلاف من الزهد بالمنصب والزهد بالدنيا كلها واظهار التعفف ولكنه في الواقع ليس كذلك ؟ الواقع هو ان القيادي الاخواني بشر مثل الباقين تعتريه حالات ضعف وحالات ظلم وحالات دكتاتوريه ، وانه يمكن ان يظلم اخوانه ويفتري عليهم ، وانه لو قدر له ان يملك قوة وسلطانا مثل بقية السلاطين في عصرنا لربما ارتكب من الامور التى لا يمكن ان نتخيلها من أمثاله بسبب البعد الديني الذي تحرِص جماعة الاخوان على الظهور بمظهر المتمسك والمحافظ عليه ؟

ما يحصل عند الاخوان المصريين اليوم حصل مثيله عند السوريين ووصلت الخلافات الى مراحل بعيده جدا حيث انفصلت الجماعه الى قسمين وقف اثناءها اخوان مصر الى جانب واحد منهم ودعموه حتى سحق الطرف الاخر لعدة سنين، ولولا موضوع الهجره والغربه في المنافي لرأينا اليوم اخوان سوريين قسمين او ثلاثه ، ولكن ظروف الهجره وامساك كل طرف باحد اطراف المعادله .. المال ... الموقع ...اجبرهما للجلوس مرة اخرى وجها لوجه والتظاهر بحل الخلافات على حساب سيطرة جانب المراقب العام الحالي الشبه مخلد لحد الان ، وما تلا ذلك من عشرية سوداء يقود الجميع فيها اليوم الى نهاية محتومه للجماعه على يدي احد قواد الاجهزه الامنيه الذي يتفاوض معهم لتنفيذ شروط التفكيك ، في خيمة صفوان في قلب دمشق .

ربما كا اكثر عامل يميز دعوة الاخوان عن غيرها هم اولئك الشبان الذين يبقوا فيها مخلصين اوفياء حتى يموتوا رغبة بما عند الله من فضل لمن يعمل لاعلاء كلمة دينه ، بينما اخوانهم الطاعنين في السن تعتريهم عاريات الزمن والاحساس بالقدره او القوه على الظلم فلا يتمكنوا من الامساك بحقيقة الدين القويم وما فيه من اخلاقيات قياديه لا يمكن ان تجد لها مثيلا في اديان الارض كالصبر والتواضع والرافة بالفقير ، ومتابعة شؤون اخوانهم بشكل يومي وساعي حتى لا يكون بينهم من يشكيهم لله او من يخاف بطشهم اذا هو قال لهم ما قاله احد المسلمين لسيدنا عمر : لو راينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا . او انهم لا يطبقون حديث الرسول الكريم : سيد الشهداء حمزه ورجل قام الى سلطان ظالم ونهاه فقتله . هل يقبل احد شيوخ الاخوان اليوم ان نقول لهم اتق الله انك ظالم ؟؟؟ نعم ممكن فقط لانهم لا يملكون سجون وجلادين .

ودمتم .

علي الاحمد

No comments: