رحل حسن هويدي رحمه الله
انتقل الى جوار ربه احد كبار رجال الاخوان السوريين في منفاه القسري في عمان بعيدا عن اهله ووطنه ومكان صباه في دير الزور في سوريه . انتقل خفيفا نظيفا بسمعة طيبة ابلى ما استطاعه من البلاء في مواجهة نظام قمعي بشع لم تعرف سوريه والمنطقه مثيلا له ، بعد ان تقلد عدة مواقع مهمه في مسيرة الجماعه السوريه وكذلك على نطاق عربي حيث كان يشغل موقع نائب المرشد العام للاخوان في التنظيم العام لهم .
وهو لا شك واحد من اهم الشخصيات السوريه التى قادت ووجهت مسيرة الاخوان السوريين خلال العقود السابقه ، ولكن لم نسمع يوما ما انه اساء الى احد او اتهم احدا بشيء ليس فيه او مارس اي نوع من انواع الاقليمية الضيقه البشعه التى نراها ونحسها اليوم من بعض قادة الاخوان السوريين ، ويصرون عليها ويتمسكون بنهج متغطرس لا يسمع ولا يتفهم اي موقف معارض لهم .
وهو واحد من الاف السوريين الذين ذاقوا مرارة السجن والقهر والحرمان واجبر على امضاء قسم كبير من حياته في الغربه وعلىالموت فيها يعيدا عن وطنه واقاربه ، ولكنه ايضا من الاف والملايين من السوريين الذين رفضوا الرضوخ للطغيان والقهر واثبتوا انهم شعب حي لا يقبل الدنيه ويفضل الموت عزيزا غريبا بعيدا عن وطنه على القبول بحياة المهانة والذل والرضوخ الى حكم الاقلية الطائفية واجهزة الامن التى يقوم بها النظام البعثي .
لقد اثبت جيل الاخ حسن والاجيال التى تبعته من ابناء سوريه قدرتهم على تحدي المصاعب والوقوف في وجه نظام البعث الذي اهلك سوريه واحالها الى وطن متخلف في كل شيء الا في القهر والتعذيب والسجون وانتهاك الحريات ، فهو في هذا المجال متقدم على الجميع وها هو ياخذ المكافأت والعلاوات من المجتمع الدولي والعربي لانه استطاع ان يحمي جبهة الجولان ولم يسمح خلال اربعة عقود حتى لفاره ان تتسلل الى بحيرة طبريه وتنغص على المصطافين اليهود اجازاتهم على شواطئها .
ان مثل هذا النظام الذي يقهر شبعا من اقوى واكثر الشعوب في المنطقه عطاء ويحيل سوريه الى سجن كبير لا متنفس فيه ، مثل هذا النظام يستحق كل الدعم والتاييد من القوى العالميه المهيمنه على المنطقه لانه اكثر من يحقق اهدافهم .
رحمك الله رحمة واسعة يا فضيلة الشخ حسن وجعل مثواك الجنان مع الصديقين والشهداء والصالحين الابرار ، والهم من بعدك من قادة الاخوان ان يتبعوا سبيلك في حسن التعامل مع بعضهم ومع اخوانهم ليكفلوا تلك السمعه والمكانه في القلوب بدلا من ان تلحقهم اللعنات الى قبورهم ويلاقوا ربهم بوجه اسود كالح من الخطايا . وعهدا لك ان نبقى الرجال الذين يصونون الامانه ويكملون المسيره حتى تتحق لامتنا ولشبعنا في سوريه الحريه من ظلم وبغي البعثيين مهما طال الزمن الى ذلك .
علي الاحمد
Saturday, 14 March 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment