اليوم الاسود على النظام السوري
ربما سيسجل التاريخ يوم امس 30/05/07 يوما شديد السواد على النظام السوري ورئيسه الفذ بشار الاسد حيث تم لاول مره اقرار نظام لمحكمة ربما يقف امامها يوما ما عتاولة الظلم والطغيان في سوريه بل والعالم . وربما كان ذلك اليوم مقدمة لايام اخرى اشد حلكة وسوادا على جبابرة دمشق وطغاتها الذين ظلوا الى حين يظنون ان بامكانهم فعل ما يشاؤون دون ادنى خوف من رقيب او حسيب مستفيدين من موازنات ومعادلات شاءت ارادة الله تعالى ان تتغير وتتبدل لنجد انفسنا بعد ما يشبه اليأس أمام واقع جديد انكشف فيه اولئك الطغاة ايما انكشاف امام الجميع على حقيقتهم : قتلة مجرمين سفاحين لا يشك في ذلك الا صاحب عقل مريض او متامر معهم .
وربما لا يعرف الكثيرين قيمة ذلك واهمية ذلك الانكشاف المريع لانهم لم يذوقوا كأس العذاب والهوان والالم التى سقى منها ذلك النظام وازلامه الملايين من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين على مدى عقود طويله ظل فيها الاستثناء الذي يحق له ان يفعل ما يريد دون اي خوف من محاسبه ، يقتل من يشاء متى يشاء ، ويسجن من يشاء لاي اجل يريد ، ويسرق وينهب ما يشاء من خيرات سوريه ولبنان دون رقيب او حسيب وله من يحميه في ذلك ومن يربت على كتفيه ويقول له : لا عليك افعل ما تشاء .
وقد كان ذلك النظام قد وصل الى درجة من الاطمئنان الى بطشه وقوته وجبروته انه فعلا لا وجود لمن يهدد كيانه الباغي ، وحتى الامس القريب وبعد ان تبدلت المعادلات وتغيرت الثوابت التى كانت قائمة لعقود ، لم يصدق اركان ذلك النظام حقيقة التغيير الذي حصل ، وحقيقة ان القوى الميسطرة والنافذة في العالم لم تعد تعطيه تلك الميزه او ذلك الاستثناء ، لذلك وكما تشير معظم التحليلات والتحقيقات التى تمت ان اكثر الدلائل تدل على وجود يد خفية لهم وراء اغتيال الرئيس الحريري قبل عامين من الان ، لذلك فقد صعق اولئك العتاة في دمشق من ثورة الغضب التى حصلت بعد الجريمه المروعه وهالهم حجم الحقد والكراهيه التى كانت تملأ عقول وقلوب اللبنانيين من تصرفاتهم خلال عقود من الزمن حتى جاءها اليوم التى انفجرت فيه كل تلك الاحقاد والالم والخوف مستفيدة من الواقع الجديد لتطردهم شر طرده من لبنان وتكتب امرا واقعا جديدا ما زال اتباع النظام وحلفاؤه يقاومونه بكل شراسه ويحاولون ايقاف دوران تلك العجلة الرهيبه التى فضحت كل مستور كان يغطي مشاعر الالم والكبت والخوف التى كانت تغمر اللبنانيين والتى ما زالت تملأ قلوب وعقول وضمائر السوريين .
ان الكثيرين ربما لا يقدرون مدى الالم والقهر الذي يدفع مثلا رجلا مثل وليد جنبلاط ليكيل كل يوم سيل الشتائم ضد بشار الاسد ويتهمه بقتل ابيه بعد ان ظل مجبرا على السكوت والصمت عشرات السنين وهو يعرف حقيقة من هو قاتل ابيه ، بل وكان مضطرا لمدح ومباركة ذلك القاتل المتوحش الذي كان يقتل كل من يفتح فمه بكلمة واحده ضده ، او رجلا مثل سعد الحريري الذي يعبر في كل خطاب له عن اللوعه والحسره التى سببها قتل ابيه من قبل ذلك النظام او اعوانه في لبنان ، ولكنه كان محظوظا لانه استطاع ان يصرخ ويقول من قتل اباه بينما كان وليد جنبلاط مكرها على تقبيل يد قاتل ابيه ، لا يعرف قيمة ذلك الا من عاش ذلك الالم وتلك القسوه التى سببها ذلك النظام للملايين في سوريه ولبنان ، يعرفها بشكل جيد اهل مدينة حماه وحلب وحمص وكل المدن والقرى السوريه التى نكل بها اولئك المجرمين اشد تنكيل ولكن كان قدرهم الصمت والخوف والالم دون ان يكون لهم الحق حتى في اظهار الالم ، كان قدرهم ان يهتفوا لمن يقتلهم وان يرقصوا فرحا لاعادة انتخابه كل سبع سنوات ، تماما كما كان يحس بذلك اللبنانيون قبل اعوام خلت ولكنهم اليوم يصرخون باعلى صوت ويشيرون بايديهم الى القاتل والمجرم ، وهذا ما لا يملكه السوريون لحد الان ، اولئك الذين يئنون بصمت ويبكون دون ان يرى احد دموعهم ، ويرقصون فرحا بالتجديد لبشار بينما قلوبهم تفيض بالحنق والغيظ والشعور بالهزيمه امام جلاوذته الاشرار .
علينا ن ننتظر اياما اخرى قادمه حتى نرى رموز الفساد والبغي في سوريه مكبلين امام سلطان عدالة شاء القدر ان تكون بعيدة عن منطقتنا وغريبة عن امتنا المقيده التى تواطأت وسكتت وغطت لعقود عن المجرمين والقتله ولكنها اليوم تقف موحده في وجهه وتقول له : كفى كفى لن نصبر على بغيك بعد اليوم . انها حكمة الله التى لا تتغير ولا تتبدل والتى تمهل للظالم حتى يغتر بنفسه ويظن الا احد يقدر عليه ، حتى يزيد بغيه وظلمه تمهيدا لان يسلط الله عليه من ياخذه اخذ عزيز مقتدر وربما كان زواله على يد ظالم اخر ولكن ليستفيد من ذلك الزوال ملايين المقهورين والمستضعفين من ضحاياه ، انها سنة الكون والحياة التى لا يستطيع احد ان يتخلف عنها او يتمرد عليها ، ان الله يمهل ولا يهمل ، وما علينا الا نصبر قليلا لنرىتلك الاراده كيف ستتعامل مع جلادي دمشق .
علي الاحمد /لندن