نفاق نظام بشار الاسد للمعارضه اللبنانيه
يتبجح اركان النظام السوري بانهم يحمون ويدافعون ويتبنون مواقف المعارضه اللبنانيه ويصفوها باوصاف القداسه والتبجيل ، ويبذلون اقصى الجهود لنصرتها في الجامعه العربيه ويقيمون التحالفات لتجسيد ذلك الدعم في اجراءات وقرارات ، ومن تلك الاوصاف : المعارضه الوطنيه ، الشريفه ، المقاومه ، التى ترفض الارتماء بحضن الاجنبي ..... وغير ذلك من قاموس النفاق السياسي لتبرير حقيقة ان تلك المعارضه انما هي مخلب من مخالب النظام السوري الذي لم يستوعب الى الان حقيقة كون ان نفوذه في لبنان نقلص كثيرا وصار قسم كبير من اللبنانيين ينظرون الى نظام بشار على انه الشر المحقق ، والعدو المتلبس بثوب الصديق ، وانه النظام الدكتاتوري المتربص بلبنان ليعيده الى الحظيره السوريه البعثيه البغيضه .
المعارضه اللبنانيه يحق لها حسب المفهوم السوري الحالي تحت حكم بشار الاسد ان تتمتع بكل الحقوق التى تكفلها الدساتير العصريه للمعارضات : حق التجمع والتظاهر وامتلاك اله اعلاميه عملاقه ، وان تشكل ما يشبه الدوله داخل الدوله ، وان تتلقى الدعم الكامل من الخارج ماليا واعلاميا ومعنويا ومشورات وتحالفات ، بينما نفس النظام ونفس الاشخاص لا يسمحون للمعارضه السوريه بالتفس ، ولا بتشكيل اي شكل من اشكال التظاهر او الاعتراض او انشاء بنيه لها بين الشعب ، يمنع اعضاؤها من السفر للخارج ويزج العديد منهم في السجون ، ويقدمون لمحاكمات فيها كل شيء الا الحق والعدل والانصاف .
المعارضه اللبنانيه يحق لها ان ترفض اي اجراء لا يحترم ماده في الدستور اللبناني تنص على العيش المشترك ، ويتنبنى ذلك بشار ومعاونيه في دفاعهم عن تلك المعارضه ويجادلون في ذلك الحق ، لكن المعارضه السوريه لا يحق اي شكل من اشكال العيش في وطنها وبين ابناء شعبها ومكانها الوحيد السجن او المنفى .
المعارضه اللبنانيه وبدعم كامل من بشار يحق لها ان تخيم في وسط بيروت لسنه كامله وتخرب مصالح الناس وتعرقل اعمالهم ، بينما تقوم المخابرات ا لسوريه بمنع ابسط اشكال التجمع لاي جهه من جهات المعارضه السوريه في دمشق او غيرها من المدن السوريه .
المعارضه اللبنانيه شريفه ووطنيه ومخلصه وولدت من ام واب شرعيين مائه بالمائه ولا ياتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وتستحق الاحترام من بشار وازلامه ، زعيمها القائد الالهي الطاهر نصر الله يفوق كل القديسيين طهارة ونقاء وشرفا ، لن يجود التاريخ يوما بمثله ، ولد ثم عقمت النساء ان تلد مثيلا له ، ولكن المعارضه السوريه زنديقه لقيطه كافره بنت حرام ولدت من سفاح غير شرعي من ابوين مقطوعين من شجره لا يعرف احد اصلهما ، لذلك فان بشار يقتلها قبل تولد او يصير لها انصار واتباع ، ومن سابع المحرمات في عهده الحقير ان يكون في سوريه معارض ايا كان .
المعارضون اللبنانيون بدعم كامل من بشار يحق لهم ان يصدروا شهادات الشرف والكرامه والعزه ، وعندهم مؤهلات ليعرفوا كل شخص ويقيموه ويعرفوا بالضبط درجة نقائه او عمالته ، وبعضهم له الحق ان يخون من يشاء ويسفه من يشاء ويسب علنا وجهرا اكبر الرموز في لبنان الدينيه والوطنيه ، كل ذلك مسموح وحلال عليهم بدعم من سوريه ، اما المعارض السوري مهما كان فعليه ان يصمت صمت القبور والا يتفوه بكلمه اللهم الا اذا احب ان يشيد بانجازات بشار ونظامهم عندها يمكن له ان يتكلم ، اما ان يخوض في شان عام او قضيه تهم الوطن او المواطن عندها يا ويله ويا سواد ليله .
المسافه بين بيروت ودمشق ليست اكثر من ساعه بالسياره ، ولكن الفاصل بينهما يفوق السنوات الضوئيه في حجمه ، في بيروت كل شيء مسموح في عالم السياسه والاعلام والفن والاقتصاد ، وفي دمشق كل شيء مراقب ومحسوب ويخضع لرجال الامن الذين لا يعرفون قيمة لكرامةالانسان او حقوقه في الحياة العزيزه كما تتوفر للبناني المعارض او الموالي على حد سواء ، وكل ذلك بالرغم من ان لبنان لم يكد يتحرر من سيطرة تلك الاجهزه الامنيه نفسها ، ولكن شغف اللبنانيين للحريه جعلهم ينجزون في فترة قصيره كل ذلك الانجاز الهائل في مجال الحريات .
فرق هائل بين الحريه والدكتاتوريه ، دمشق مدينه الخوف والرعب والسجون واجهزة المخابرات ، مدينة ابناء مخلوف والاسد الذين اختطفوها من ابنائها الكرام واخذوها رهينة ، وبيروت مدينه نصر الله الذي تملا جعجعته الافاق ، وعون ( التنح) العنيد ، والحريري الزعيم السني الذي قتلوا اباه لانه تمرد على طغيانهم ، المدينه التي تتقاتل على ساحتها دول كبرى ومشاريع متضاربه احدها صفوي طائفي يقوده ابناء الحشاشين والخوارج ، والاخر يقوده اولاد الضحايا والارامل والناجين من الاغتيال ، يقوده جنبلاط الباحث عن قاتل ابيه ، والجميل وغيره من الذين تنبهوا وتفتحت اعينهم وعرفوا حقيقة قاتلهم وعدوهم المجرم المتربص بهم وبتاريخهم وبمستقبل ابنائهم .
لم تكن المعركة يوما ما اوضح ولا اجلى مما عليه اليوم ، تمايز الصفان وعرف الجميع موقعه ، لم يعد هناك تداخل ولا تشابك بين الفريقين ، فريق القتلة المحترفين ، والطائفيين الحاقدين ، والمغفلين المخدوعين ، والفريق الاخر فيه كل ابناء المقتولين غيلة وغدرا ، وفيه من تنبه وفاق من غيبوبته وعرف من هو القاتل المجرم ، وقد انحاز لهذا الفريق كل المخلصين من ابناء امتنا والعالم من اجل لجم الخونه والقتله واللصوص ، والحق هو الغالب لا شك زلا ريب وما علينا الا الثبر الجميل.
علي الاحمد
No comments:
Post a Comment