نظام بشار بين التخبط والبطش والاحساس بالعزله
يبدو ان بشار الاسد واركان حكمه لم يصدقوا الى الان حقيقة ان عزلتهم تزيد كل يوم وان احساس شعبهم بالظلم والهوان يلغ افاقا لم يبلغها من قبل قط ، وانه لاول مرة يتساوق ويتضافر الضغط الداخلي على نظامهم من طبقات المثقفين والمعارضين والنشطاء الذين بدأت تضيق بهم صالات السجون ، يتساوق مع الضغوط الخارجيه ليرسم اشد الصور قتامة عليهم يوما بعد يوم ، لذلك نراهم يتخبطون يمنة ويسرة مثل البعير الهائج او الحصان المسعور الذي اصابه الصرع فلم يعد يضبط حركاته فاصبح يتصرف مثل( الثور) في مصارعة الثيران المعروفه .
اعتقالات في كل مكان ومنع للسفر وحجب للمواقع الالكترونيه وتضييق على الصحافه ، اعتداءات على النساء في الشوارع من قبل رجال امن كادوا يصابون بالجنون وهم يرون ايام ( عزهم ) تتناقص كل يوم ، لم يعد احد يخافهم ، وسقط صولجانهم والريشه التى كانو يضعوها فوق رؤوسهم فيهابهم الجميع ، لدرجة انهم ( الابطال المغاوير ) تربصوا وتجمعوا ليعتقلوا امراه من امام بيتها لانها رفضت ان تزورهم بعد ان ابلغوها بالهاتف مرارا ، واصرت ان يكون تبليغها من المحكمه وليس من ( الاوباش ) في هذا الفرع الامني او ذاك ، هذا قبل شهرين اما اليوم فهم يظهرون رجولتهم وعنتريتهم ليس في الجولان ولكن ضد امراة اخرى اختارها زملاؤها لتكون رئيسة لمجموعه من الناشطين العاملين على تحرير وطنهم من نير البعثيين الاوغاد ، اعتقلوها وعدد اخر من رفاقها واودعوهم غياهب السجن ، حيث ان اللغة الوحيده التى يتقنها الاوغاد البعثيين هي لغة السوط والزنزانه والجلاد والتحقيق ، وليس لغة الحوار بين ابناء الوطن او لغة التفاهم كما تفعل شعوب الارض في كل مكان الا في دمشق عاصمة العطاء والخير التى اقحلت في زمن البعث وجفت ماء فيجتها لشدة ما رات من ظلم وقهر خلال العقود الماضيه .
ليس غريبا ان نرى ( البغل ) البعثي يرفس بقوه لانه بدأ يحس بان كل شيء اصبح في غير صالحه ، لبنان الذي كان قطة اليفه يتمتع بجمالها انقلبت عليه نمرا أدمت اظافر ذلك ( البغل ) البعثي المتوحش ، السعوديه التى كانت الداعم والمؤازر والغطاء ، انقلبت عدوا صعب المراس يزبد ويرعد في وجه ( البغل ) البعثي ، مصر ام الدنيا قلبت لهم ظهر المجن وتخلت عنهم باسلوبها الفرعوني المعروف ، الاردن البدوي البسيط ولكنه الواعي واول المحذرين من الهلال الشيعي المخيف نفض ايديه عنهم ، فرنسا ساركوزي وقبله شيراك تفلت عليهم ، امريكا القوة العظمى المتغطرسه عرفتهم على حقيقتهم ولم يغرها بهم كثرة ما قدموه لها من معلونات استخباريه ضد المسلمين من كل الاقطار العربيه على امل ان يكسبوا قلبها القاسي ، لم يزدها ذلك الا ازدراءا واحتقارا لهم ، ولم ينفع حضورهم انابوليس ولا الوقوف باستعداد امام البوليس الامريكي الذي نصب خيامه على حدودهم الشرقيه .
معذوز بشار اذا تاخر طويلا قبل ان يستطيع اغماض جفنيه كل مساء ، لان لا شيء مطمئن ، لدرجة ان امرأة بسيطه مثل المناضله فداء الحوراني تجرأت على ملكه العضوض وقبلت ان تتحدى شموخه وتترأس حركة معارضه سلميه تصدى لها الاشاوس من رجال الاامن واعتقلوها لربما يساعد ذلك السيد بشار على النوم بدون كوابيس ولا احلام مزعجه ، ولكن هيهات فقد انتشر خبرها في كل مكان في عصر العولمه ولم يعد ممكنا ابدا اخفاء ( العمليات ) البطوليه لرجال المخابرات عندما كانوا ينفذوا ( هجماتهم ) على البيوت الامنه فيسجنوا ويقتلوا دون ان يحرك احد ساكنا ، انتهى ذلك العهد واصبحوا الان مفضوحين في كل مكان ، مجردين من اوراق التوت امام كل العدسات والفضائيات ، يتلقون البصاق من كل الافواه كلما جاء على الشريط الاخباري نبأ اعتقال اي حر من احرار سوريه الابطال .
بامكان بشار ان يستعمل الته المخابراتيه القمعيه مدة قصيره اخرى ، ولكن الى متى ؟ الى متى سيتمكن من قبر شعب باكمله وسجنه واغلاق المنافذ عليه ؟ بامكانه ان يتظاهر لفترة اخرى انه مثقف ومتحرر وفهمان بينما الجميع يعرف انه ( حيوان ) لا يختلف عن بقية الحيوانات الى بكونه ذو رجلين بينما هم من ذوات الاربع ، وانه اطول قليلا من الزرافه ولكنه بالتاكيد ليس اكثر عقلا منها ، لانها تخفى راسها في التراب عندما تحس بالخطر بينما هو ( بشار ) سيدفن راسه في احدى مزابل دمشق ، هذا ان كان محظوظا وحصل على مزبلة تقبل ان يدفن فيها .
علي الاحمد
No comments:
Post a Comment