Sunday 14 September 2008

الى عبد الرزاق عيد مع التحيه

اكتب هذه السطور الى السيد المعارض السوري عبد الرزاق عيد تحية لما جاء في مقابلته الاخيره مع موقع حوار الشفاف والتى تحدث فيها بكل صراحة ووضوح والم وغيره لما عاناه من ظلم وتمييز وعنصريه في وطنه مما دفعته للالتحاق بموكت الاف المنفيين طوعيا من سوريه وليعيش حياة الغربة واللجوء السياسي في فرنسه بعد ان ضاقت سوريه الحزينه بالشرفاء والمخلصين ودفعهم الواقع المرير الى الهجره .
والحق ان اكثر ما يميز حديث السيد عيد هو الجرأه ووضع النقاط على الحروف والابتعاد عن التعميم والالفاظ التى تحتمل اكثر من تاويل ، بل اعتمد على تسمية الاشياء باسمائها وكما يقال بالعاميه ان تقول للاعور انت اعور امام عينيه .
ان هذاالنوع من الخطاب الصريح والصحيح هو المطلوب ، وكفانا تدليسا وتمويها للحقائق والتستر على الممارسات الطائفيه البغيضه التى يقوم بها النظام في سوريه ، لان من حق الاجيال الجديده التى تعيش التعميه والتزوير في سوريه ان تعرف حقيقة ما يجري وان تفهم ان حقيفة المرض في سوريه هو تغول وتوحش الاقليه العلويه على باقي مكونات الشعب السوري وخاصة الاغلبيه السنيه المسحوقه منه .
وقبل عدة سنوات عندما دخلت في نقاشات وحوارات مع بعض العلويين عبر الانترنت من خلال موقع مراة سوريه ، راح البعض يتهمني بانني طائفي او متشدد الخ ، اما اليوم وبعد ان قال ما قاله السيد عبد الرزاق عيد الخارج من جوف الالم والمعاناه بعد ان جرب مع ذلك النظام كل ما يمكن ان يجرب وبعد ان خبر وعرف حقيقة تشكيلته وتكوينه الطائفي البغيض ، اليوم ليس لاحد ان يلومنا اذا ما قلنا عن العلويين في رأس الهرم للنظام اي شيء نقوله عنهم من السوء والبشاعة والاجرام .
ان ما قاله السيد عيد سوف يحرج حتى بعض اكثر المعارضين الذين حاولوا لعدة سنين ان يتقربوا الى النظام من خلال حقبة نسيان ما فات وطي صفحة الماضي والتعالي على الجراح ، ولكن كل ذلك لم يجدهم من نظام لا يقيم لاي شيء من القيم او الاخلاق او النخوة او الشرف ، لا يقيم لها اي وزن ويتعامل بالمافوية والاجرام والسرقه وثقافة النوادي الليليه ، ما قاله السيد عيد سوف يحرجهم لانهم حاولوا طوال تلك الفتره ان يسكتوا عن حقيقة النظام الطائفيه ويعيبوا على من يتكلم عنها صراحة ، وقد كتب احد كتابهم يوما واسمه- كويفاتيه -انني اهين الطائفه العلويه التى اهان ابناؤها الحاكمين سوريه ، اهانوا البشر والشجر والانسان ، ولم يتركوا قيمة عليا الا وانتهكوها ثم يريدني ذلك الكاتب مرهف الحس ان اكون رقيقا لطيفا معهم ليرضي سيده متناسيا ان تلك الفئة من البشر كما قال السيد عيد لا تفهم الا لغة واحده هي لغة القوة والتخويف ولا ترعى للقيم ولا للاخلاق اي قيمه ، ومن اكبر الخطأ ان يتم التعامل معهم باي نوع من الاحترام لان من لا يقدر معنى الاحترام فلا يجوز ان تحترمه ابدا .
ان ما جاء في مقابلة السيد عيد يدل بوضوح على ان صبر السوريين قد نفذ ولم يعد هناك مجال للمزيد من السكوت عن الواقع الاليم الذي تعيشه سوريه ، ان السيد عيد هو نموذج واحد لالوف مؤلفه او لملايين من السوريين الذين طحنتهم المعاناه والالم ، واذا كان القدر اسعف السيد عيد لان يخرج ويهاجر كما هاجر قبله الاف ، فان وراءه الاف من الصامتين الخائفين الصابرين المنتظرين ليوم التحرر من كابوس الطائفية البغيض الذي جلبه الى سوريه اول يوم في حكم حافظ الاسد الملعون ، وليس لنا الا الصب حتى يحكم الله بيننا وبينهم بالحق .
علي الاحمد

Wednesday 10 September 2008

تفتيش الحاره

في المسلسل السوري الرمضاني اليومي قام الجنود الفرنسيون بتفتيش الحاره التى يدور فيهااحداث المسلسل بحثا عن اسلحه ربما تكون موجوده ، وظهر على جميع سكان الحاره القلق الكبير والخوف من تلك المداهمات التى اربكتهم وجعلتهم يخفون ما لديهم من اسلحة فرديه ، كانت في ذلك المشهد من المسلسل عدة مفارقات يجدر ذكرها ومقارنتها بما حدث من تفتيشات ومداهمات عديده للمدن والقرى السوريه في عهد البعثيين وحكم العلويين لنلاحظ الفرق بين الحالتين وكما يقال الشيء بالشيء يوصف . صحيح ان المسلسل لا يصور بكل دقه تصرفات الجنود الفرنسيين في ذلك الوقت وربما كان اخراجه الطف من الواقع ولكن من باب التشبيه والمقارنه للتصرفات فان الفرق كبير بين المحتل وبين جيش (الوطن ) والقوسين مهمين هنا لان جيش الوطن مهمته على الحدود وليس تفتيش البيوت ولكن الحال انقلب بعد انقلاب البعثيين فصارت مهمة الجيش والمخابرت الرئيسيه مداهمة البيوت وترويع الامنين .

1- عندما يطلب صاحب البيت في المسلسل من الجنود الانتظار حتى تخرج النساء من الغرفه فان الجندي يستجيب ويقف خارج الباب حتى تخرج النساء ، اما في حالة المخابرات السوريه فانها لا تلتزم باي طلب من ذلك القبيل وتدخل البيوت الامنه والمستوره في انصاف الليل وتنتهك حرمة الامنين من النساء والاطفال .

2- عندما هب ابناء الحاره وزعيمهم لمنع الجنود من فتح التابوت بحجة ان فيه امراة متوفيه ، فان الجنود الفرنسيين استجابوا تحت ضغط الاهالي ولم يفتحوا التابوت بالرغم من شبهة وجود اسلحه فيه لانه كما ظهر ان هناك من اخبرهم بشيء من ذلك ، والمقارنه هنا بين الضابط الفرنسي في المسلسل لو كان مكانه ضابط مخابرات بعثي او علوي لكان كسر التابوت كسرا ولم يصبر حتى يفتحه فتحا .

3- ان ممارسات العدو المحتل ربما تكون مفهومه عندما يقدم على مثل تلك التصرفات ولكن ان تقوم الحكومة (الوطنيه ) بين عدة اقواس ، ان تقوم بتلك التصرفات الرعناء ضد ابناء بلدها لانهم لا يقبلون بتسلطها وبغيها ، فان ذلك هو عين السخف المرفوض تحت اية ذريعه كانت .

4- العنتريه والاحساس الزائد بالفخر والرجوله الباديه عند ابطال المسلسل وخاصة زعيمهم توحي للمواطن السوري اليوم الذي يعيش الذل والخوف والقهر والاحباط ، توحي له ان ما يعيشه اليوم مؤقت وانه كان قبل 50 عاما من الان في عزة وكرامة وعنفوان ليس له مثيل ، لربما يريد مؤلف ومخرج المسلسل ان يقولا للناس ان واقعكم المرير ليس هو نهاية المطاف ، وان اجدادكم كانوا مختلفين تماما عنكم وكانوا يرفضون الضيم ولا ينامون عليه ابدا لذلك فليس امامكم الا كسر تلك القيود التى احاط البعثيون ايديكم وارجلكم واعناقكم بها .

علي الاحمد

Monday 8 September 2008

المصالحه بين العلويين والسنه

لاول مره في حياتي اسمع هذه العباره التى وقعت موقع الصدمة في نفسي واثارث سيلا عارما من الاسئلة والاجوبه مجرد سماعي لها من احدى محطات الاخبار وهي تعلق على توقيع وثيقة صلح في طرابلس بلبنان بعد عدة شهور من المصادمات الداميه بين السنه والعلويين هناك . وكان اول سؤال صاخب اثارته تلك العباره التى نقلتني فورا : الى ساحة الصراع بين السنه والعلويين في سوريه ، وكان السؤال فورا وهل يمكن ان يكون هناك صلح بين السنه والعلويين يوما ما ؟ هل يعقل ان يتصالح الطرفان بعد كل تلك الدماء والسجون والقهر والظلم والمراره التى لاقتها اجيال من ابناء السنه في سوريه وما تزال على ايدي الاقليه الحاكمه من العلوين ؟ وتبادر الى ذهني فورا شريط طويل جدا من الاحداث والذكريات : هجوم العلويين على بيتي لاعتقالي ، خروجي من وطني مطرودا هائما على وجهي ، عشرات المجازر في المدن السوريه ، الاف المعتقلين والمفقودين ، ابناء بلدي ورفاقي واقاربي ممن غيبوا في السجون او طواهم الموت تحت التعذيب ، حافظ اسد وابناءه وعشيرته التى ملكت سوريه كلها ملك اليمين ، الفساد والرشوى واستغلال موارد البلد وافقار اهله واذلالهم في طلب لقمة العيش في كل بقاع الارض بينما يتمتع نفر قليل من العلويين بكل شيء من تلك الموارد ........ على اي شيء يمكن ان يتصالح العلويون والسنه في سوريه ؟؟؟ على الكرامة التى انتهكت او العرض الذي انفضح ؟؟؟؟ عن وطن كامل ضاع تحت اقداهمهم الوسخه ؟؟؟؟؟ هل كان يمكن ان يتم ذلك الصلح بالامس لو ان البوط العسكري للعلويين السوريين مازال في طرابلس ، ام ان اهل طرابلس عندما ملكوا امرهم وتخلصوا من ذلك البوط الحقير استطاعوا ان يقفوا في وجه الاقليه العلويه ويوقفوها عند حدها ، وهذا ما لا يملكه السنه في سوريه لحد اليوم لانهم يخضعون بالم لذلك البوط الوسخ .

عبارة غريبة جدا جدا لم اسمعها من قبل ، سمعت الكثير عن تصالح تلك الدولة العربية مع اليهود وتجاوز حالة الحرب بينهما ، وسمعت عن الصلح بين ايران والعراق بعد حرب كونيه بينهما حصدت ارواح الملايين ، وسمعت عن الصثلح في لبنان بين فرقه ومذاهبه ، وسمعت عن الصلح في اليمن بعد الحرب بين شماله وجنوبه ، والصلح في السودان بين المسيحيين والمسلمين ، كل ذلك مر على سمعي ورايته يتحقق الا الصلح بين العلويين والسنه في سوريه لا يمكن ان يذكره احد على لسانه ابدا لانه غير ممكن ابدا ، لانه يجسد علاقة الغالب والمغلوب ، القاتل والمقتول الظالم والمظلوم ، الباغي ومن وقغ البغي عليه ، الوحش والفريسه ، حافظ الاسد وحماه وحلب وحمص ودير الزور والاكراد، كيف يمكن لكل هؤلاء ان يلتقوا اصلا لقاء ند لند كما تلاقوا بالامس في طرابلس ثم يتصالحوا ؟؟ في سوريه العلاقه مختلفه لانها علاقة حاكم باغ بشعب مقهور ، اقلية باغيه باغلبية ساحقه ولكنها مسحوقه ، جزار قاتل بضحيته، اصف شوكت بالسجناء العزل ماهر الاسد بشعب، فقير رامي مخلوف الثري الفاحش بالاف الجائعين والعاطلين عن العمل بثينه شعبان باهات الاف امهات المفقودين ، بشرى الاسد بالاف الارامل والايتام ، كيف يمكن لكل ذلك ان يتلاقى ثم بعد ذلك يتصالح ، اين نحن هل يمكن ان يحصل ذلك حتى في المنام والاحلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

علي الاحمد

Saturday 6 September 2008

بشار الاسد داعية للسلام

تفاجأت مثل الكثيرين بهذا الهجوم الزاحف نحو دمشق الاسيره من قبل الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء التركي وامير قطر ، وحضورهم تلك القمه الاستعراضيه مع الرئيس المفروض على سوريه فرضا بقوة السلاح بشار الاسد ، وزادت المفاجأه بخبر اخر يقول انه –اي بشار – يدعو الى الوساطه بين قبائل دارفور والحكومه السودانيه . ومثار المفاجأه هو تلك السرعه في كسر القيود التى كانت تحكم حول عنق القياده السوريه المستبده ، وذلك الاندفاع نحوها من تلك الاطراف ، وربما يكون اكثر تلك الاطراف وضوحا هو الطرف الفرنسي الذي يعول على جر سوريه الى الصلح مع اليهود علنا بعد ان عملت حكومتها الحاليه على حماية اليهود لعقود من الزمن وحمت حدودهم من اي متسلل او معاد لهم ، اما موقف تركيا فهو مفهوم ايضا لانها تحاول استعادة امجاد الدولة العثمانيه من خلال توسيع علاقاتها مع المحيط العربي ، ومحاولاتها الالتحاق بالركب الاوربي ، انما قطر فهي الوحيدة التى تشذ عن محيطها وتلعب دورا غيرمفهوم في علاقاتها الدوليه وخاصة مع النظام الحالي في سوريه ، ولكن اكثر ما يثير في الامر ان يكون بشار القاتل السفاح ابن ابيه ، ان يكون داعية سلام وتصالح ومحبة وتواد ويعرض للتوسط بين اهل دارفور وحكومة السودان ، وقد نسي او تناسى من قتلهم قبل اسابيع في سجون سوريه ، وقبلهم الاف من المفقودين والمشردين والبائسين والفقراء الذين خلفهم حكمه وحكم ابيه عليه من الله ما يستحق .

ان تتكلم دولة قطر عن الصلح والتصالح ، امر طبيعي لانها قامت بعدة وساطات بين الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم ، وان تحاول تركيا لعب دور ما في المنطقه امر مفهوم ايضا ، وان تسعى فرنسا الى ادماج سوريه في معسكر المتصالحين مع العدو مفهوم ايضا ، اما ان يتحول القاتل الى داعية صلح وسلام ، والدكتاتورالظالم على شعبه الى حمامة وديعه بيضاء ، وان يتحول السارق بلحظة الى واعظ وان يتحول السارق الى رجل يدعى الشرف والنزاهه ، كل هذا غريب وفظيع في توقيته ودلالاته .

تصورا ان بشار الاسد الذي يهين شعبه كل يوم وكل دقيقه يتحول الى رجل يبحث عن الامن والسلام للاخرين ، وان يتحول البعثيون الذين سرقوا سوريه ونهبوها ، ان يتحولوا الى شرفاء امناء في لحظة , ولكن كل الدهشه والغرابه تنتهي اذا علمنا ان الثمن مقابل ذلك هو عيون اليهود وامنهم واستقرارهم، لذلك فمن اليوم كل شيء متوقع لان الصامد المناضل الوحيد قد كشف عن حقيقته وصار يتعامل من فوق الطاوله بعد ان ظل لعقود يعمل بالخفاء والسر ويوهم البسطاء انه ابو المقاومة وحاميها والصامد الاخير ، اما الان وقد كشف عن حقيقته فعلينا ان نتوقع كل شيء الا شيء واحد وهو ان يتحول حكم سوريه من واقعه الحالي ليعود الى اصحابه الحقيقيين من ابناء الشعب السوري المخلصين ، اما الان وقد دفع بشار ثمن بقائه على الكرسي فعلينا ان نتوقع المزيد والمزيد من المفاجات مثل حصوله على جائزة نوبل في احترام حقوق الانسان او اختياره سفيرا عالميا للسلام ، لم لا وقد تحول من حام خفي لليهود الى شريك علني في صناعة مستقبل المنطقه وازدهار مستقبل ابنائها . السنا في زمن العجائب ؟

علي الاحمد