Wednesday, 10 September 2008

تفتيش الحاره

في المسلسل السوري الرمضاني اليومي قام الجنود الفرنسيون بتفتيش الحاره التى يدور فيهااحداث المسلسل بحثا عن اسلحه ربما تكون موجوده ، وظهر على جميع سكان الحاره القلق الكبير والخوف من تلك المداهمات التى اربكتهم وجعلتهم يخفون ما لديهم من اسلحة فرديه ، كانت في ذلك المشهد من المسلسل عدة مفارقات يجدر ذكرها ومقارنتها بما حدث من تفتيشات ومداهمات عديده للمدن والقرى السوريه في عهد البعثيين وحكم العلويين لنلاحظ الفرق بين الحالتين وكما يقال الشيء بالشيء يوصف . صحيح ان المسلسل لا يصور بكل دقه تصرفات الجنود الفرنسيين في ذلك الوقت وربما كان اخراجه الطف من الواقع ولكن من باب التشبيه والمقارنه للتصرفات فان الفرق كبير بين المحتل وبين جيش (الوطن ) والقوسين مهمين هنا لان جيش الوطن مهمته على الحدود وليس تفتيش البيوت ولكن الحال انقلب بعد انقلاب البعثيين فصارت مهمة الجيش والمخابرت الرئيسيه مداهمة البيوت وترويع الامنين .

1- عندما يطلب صاحب البيت في المسلسل من الجنود الانتظار حتى تخرج النساء من الغرفه فان الجندي يستجيب ويقف خارج الباب حتى تخرج النساء ، اما في حالة المخابرات السوريه فانها لا تلتزم باي طلب من ذلك القبيل وتدخل البيوت الامنه والمستوره في انصاف الليل وتنتهك حرمة الامنين من النساء والاطفال .

2- عندما هب ابناء الحاره وزعيمهم لمنع الجنود من فتح التابوت بحجة ان فيه امراة متوفيه ، فان الجنود الفرنسيين استجابوا تحت ضغط الاهالي ولم يفتحوا التابوت بالرغم من شبهة وجود اسلحه فيه لانه كما ظهر ان هناك من اخبرهم بشيء من ذلك ، والمقارنه هنا بين الضابط الفرنسي في المسلسل لو كان مكانه ضابط مخابرات بعثي او علوي لكان كسر التابوت كسرا ولم يصبر حتى يفتحه فتحا .

3- ان ممارسات العدو المحتل ربما تكون مفهومه عندما يقدم على مثل تلك التصرفات ولكن ان تقوم الحكومة (الوطنيه ) بين عدة اقواس ، ان تقوم بتلك التصرفات الرعناء ضد ابناء بلدها لانهم لا يقبلون بتسلطها وبغيها ، فان ذلك هو عين السخف المرفوض تحت اية ذريعه كانت .

4- العنتريه والاحساس الزائد بالفخر والرجوله الباديه عند ابطال المسلسل وخاصة زعيمهم توحي للمواطن السوري اليوم الذي يعيش الذل والخوف والقهر والاحباط ، توحي له ان ما يعيشه اليوم مؤقت وانه كان قبل 50 عاما من الان في عزة وكرامة وعنفوان ليس له مثيل ، لربما يريد مؤلف ومخرج المسلسل ان يقولا للناس ان واقعكم المرير ليس هو نهاية المطاف ، وان اجدادكم كانوا مختلفين تماما عنكم وكانوا يرفضون الضيم ولا ينامون عليه ابدا لذلك فليس امامكم الا كسر تلك القيود التى احاط البعثيون ايديكم وارجلكم واعناقكم بها .

علي الاحمد

No comments: