الى عبد الرزاق عيد مع التحيه
اكتب هذه السطور الى السيد المعارض السوري عبد الرزاق عيد تحية لما جاء في مقابلته الاخيره مع موقع حوار الشفاف والتى تحدث فيها بكل صراحة ووضوح والم وغيره لما عاناه من ظلم وتمييز وعنصريه في وطنه مما دفعته للالتحاق بموكت الاف المنفيين طوعيا من سوريه وليعيش حياة الغربة واللجوء السياسي في فرنسه بعد ان ضاقت سوريه الحزينه بالشرفاء والمخلصين ودفعهم الواقع المرير الى الهجره .
والحق ان اكثر ما يميز حديث السيد عيد هو الجرأه ووضع النقاط على الحروف والابتعاد عن التعميم والالفاظ التى تحتمل اكثر من تاويل ، بل اعتمد على تسمية الاشياء باسمائها وكما يقال بالعاميه ان تقول للاعور انت اعور امام عينيه .
ان هذاالنوع من الخطاب الصريح والصحيح هو المطلوب ، وكفانا تدليسا وتمويها للحقائق والتستر على الممارسات الطائفيه البغيضه التى يقوم بها النظام في سوريه ، لان من حق الاجيال الجديده التى تعيش التعميه والتزوير في سوريه ان تعرف حقيقة ما يجري وان تفهم ان حقيفة المرض في سوريه هو تغول وتوحش الاقليه العلويه على باقي مكونات الشعب السوري وخاصة الاغلبيه السنيه المسحوقه منه .
وقبل عدة سنوات عندما دخلت في نقاشات وحوارات مع بعض العلويين عبر الانترنت من خلال موقع مراة سوريه ، راح البعض يتهمني بانني طائفي او متشدد الخ ، اما اليوم وبعد ان قال ما قاله السيد عبد الرزاق عيد الخارج من جوف الالم والمعاناه بعد ان جرب مع ذلك النظام كل ما يمكن ان يجرب وبعد ان خبر وعرف حقيقة تشكيلته وتكوينه الطائفي البغيض ، اليوم ليس لاحد ان يلومنا اذا ما قلنا عن العلويين في رأس الهرم للنظام اي شيء نقوله عنهم من السوء والبشاعة والاجرام .
ان ما قاله السيد عيد سوف يحرج حتى بعض اكثر المعارضين الذين حاولوا لعدة سنين ان يتقربوا الى النظام من خلال حقبة نسيان ما فات وطي صفحة الماضي والتعالي على الجراح ، ولكن كل ذلك لم يجدهم من نظام لا يقيم لاي شيء من القيم او الاخلاق او النخوة او الشرف ، لا يقيم لها اي وزن ويتعامل بالمافوية والاجرام والسرقه وثقافة النوادي الليليه ، ما قاله السيد عيد سوف يحرجهم لانهم حاولوا طوال تلك الفتره ان يسكتوا عن حقيقة النظام الطائفيه ويعيبوا على من يتكلم عنها صراحة ، وقد كتب احد كتابهم يوما واسمه- كويفاتيه -انني اهين الطائفه العلويه التى اهان ابناؤها الحاكمين سوريه ، اهانوا البشر والشجر والانسان ، ولم يتركوا قيمة عليا الا وانتهكوها ثم يريدني ذلك الكاتب مرهف الحس ان اكون رقيقا لطيفا معهم ليرضي سيده متناسيا ان تلك الفئة من البشر كما قال السيد عيد لا تفهم الا لغة واحده هي لغة القوة والتخويف ولا ترعى للقيم ولا للاخلاق اي قيمه ، ومن اكبر الخطأ ان يتم التعامل معهم باي نوع من الاحترام لان من لا يقدر معنى الاحترام فلا يجوز ان تحترمه ابدا .
ان ما جاء في مقابلة السيد عيد يدل بوضوح على ان صبر السوريين قد نفذ ولم يعد هناك مجال للمزيد من السكوت عن الواقع الاليم الذي تعيشه سوريه ، ان السيد عيد هو نموذج واحد لالوف مؤلفه او لملايين من السوريين الذين طحنتهم المعاناه والالم ، واذا كان القدر اسعف السيد عيد لان يخرج ويهاجر كما هاجر قبله الاف ، فان وراءه الاف من الصامتين الخائفين الصابرين المنتظرين ليوم التحرر من كابوس الطائفية البغيض الذي جلبه الى سوريه اول يوم في حكم حافظ الاسد الملعون ، وليس لنا الا الصب حتى يحكم الله بيننا وبينهم بالحق .
علي الاحمد
Sunday, 14 September 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment