من يوهن عقيدة الامه ومن يضعف الشعور القومي
حكمت محكمة سوريه في دمشق اليوم على السيد ميشيل كيلو والسيد محمود عيسى بالسجن ثلاثة اعوام بتهمة اضعاف الشعور القومي ، وهناك تهمة اخرى اكثر اثارة للضحك وهي توهين عقيدة الامه . وهنا نتساءل وبشكل مشروع من هو الذي يوهن الامه ومن الذي يضعف شعورها القومي ؟ هل هو السيد المحترم ميشيل كيلو ورفاقه ام هو من انهك الامه وشل قدراتها وحولها الى امة خائرة واهنه من خلال حكمه وتحكمه لعقود وعقود بخيرات الامه وطاقاتها وبزمام امورها .
لا شك ولاريب ان امتنا ليست في احسن حال وانها مفككة ضعيفة واهنه ولكن من الذي اوصلها الى ذلك هل هو السيد كيلو ورياض سيف والبني والحمصي وغيرهم من المعارضين السوريين الذين اصبح خبر دخولهم الى السجون السوريه وخروجهم منها خبرا شبه يومي ، حيث ان ذلك النظام لا يعرف اي اسلوب حضاري للحوار مع الناس الا من خلال الزنزانه والسجن .
اليس من يوهن عقيدة الامه ويضعف شعورها القومي هو من جعلها تعيش الخوف والذل والفقر وجعل الانسان العربي فاقد الشخصيه وفاقد الاحساس بالمسؤوليه بسبب ما لاقاه ويلاقيه من عسف وقمع وانتهاك لحقوقه كل يوم وكل ساعه على ايدي اجهزة الامن المختلفه حتى صار ذلك الانسان شكلا لا مضمون له وخيالا بدون اي فعل مؤثر قوي .
اليس من يوهن الشعور القومي هو من اختزل سوريه وشعبها وخيراتها ومقومات وجودها من خلال حزب قائم على القمع والظلم ، يحتكر السلطه لنفسه ويضطهد من يخالفه ويعتبر الوطن كله ليس اكثر من محمية خاصة به وبمن يلوذ به ، مما ادى الى فقدان الحس الوطني عند الناس وحل محله الشعور بالامبلاه لان تلك المحميه ليست لهم وانما لاصحابها البعثيين الذي اهلكوا الحرث والنسل وعاثوا في الارض فسادا .
هل اضعف السيد كيلو ورفاقه الشعور القومي لانهم رفضوا الرضوخ للفساد والاستبداد وقالوا نريد ان نعيش في وطننا بحرية وكرامه ونريد ان يرفع النظام يده عن التدخل في شؤون لبنان الشقيق ، هل هذا يوهن الشعور القومي او ان احترام الاخوه اللبنانيين وخياراتهم وتركهم يقررون بانفسهم شكل ونوعية حياتهم وطريقة حكمهم ، اليس ذلك اقوى للامه وانفع من ان يعتبر النظام نفسه يحكم لبنان كمحافظة تابعة له .
هل اوهن السيد كيلو ورفاقه الشعور القومي لانه مثل الكثيرين في سوريه يريدون علاقات سليمه وصحيحه مع لبنان تقوم على الاحترام المتبادل ، بدلا من علاقة التابع والمتبوع ؟ اليس من تقوية ذلك الشعور ان يحترم العرب بعضهم ويحترموا خياراتهم لتقوية اواصر الاخوه بينهم بعيدا عن اي شكل من اشكال الضغظ والاكراه وتقييد الحريات وتكميم الافواه كما يفعل النظام السوري في سوريا وكان يريد ان يكرس ذلك في لبنان .
اليس من توهين عقيدة الامه واضعاف الشعور القومي فيها وبث الخلافات والشقاق في صفوفها ان يعمد النظام السوري او بعض اعوانه الى قتل شخصية كبيرة ومرموقه مثل السيد الحريري من اجل اخماد اي صوت يخالف توجهاتهم البشعه في لبنان .
اذا نحن امام وضع مقلوب اصبح فيه الحق باطلا والباطل يتصور للناس على انه الحق ، ان من اوهن الامة ودب الضعف في اوصالها هو النظام السوري باساليبه القمعيه التعسفيه التى اوصلت سوريه الى ذيل الامم في كل النواحي العلمية والحضاريه وجعلتها تنوء باعباء الفساد والمحسوبية والفقر والجهل والعزلة ، ان القاضي الذي نطق بالحكم على كيلو ورفاقه يعرف تماما انه يحكم على اساس باطل ولكن فساد النظام السوري جعل القضاء خداما ذليلا اخر شيء يعرفه هو الحق والعدل واحترام ادمية الانسان .
ان قائمة ضحايا النظام السوري ما تزال طويله ، وان السيد ميشيل كيلو ورفاقه الاخرين ومن قبلهم الاف الضحايا من مختلق بلدات ومحافظات سوريه ، وغيرهم الاف المهجرين والمحرومين من العوده الى وطنهم ، وغيرهم من الضحايا اللبنانيين والفلسطينيين ، انها قائمة طويله ومرشحة لتطول اكثر قبل ان ياتي يوم خلاص سوريا الابيه من دلك الكابوس الجاثم على صدرها ، كابوس الظلم والاستبداد البعثي . وما علينا الا الصبر .
No comments:
Post a Comment