Thursday, 10 May 2007

بشار الاسد ومفهوم السياده السوريه

قال الرئيسس السوري بالامس امام مجلس الشعب انه سيتعاون مع المحكمه ذات الطابع الدولي ولكن بشرط الا تمس السياده السوريه . ولا بد هنا من تساؤل عن تلك السياده التى يحترمها بشده الرئيس السوري وماهيتها ومكوناتها وهل فعلا يحترم النظام السوري السياده السوريه؟

يمكن تعريف سيادة اي دوله من خلال قدرتها على حماية امنها واراضيها وتحقيق مصالح ابنائها من حيث العيش الكريم والامن والرعايه ، وقدرتها على صد اي عدوان خارجي وعدم المساس بصلاحيات اجهزتها السياديه مثل الخارجيه والدفاع . ولو عدنا الان للحديث عن موضوع المحكمه والتعاون السوري معها ، لنعرف لماذا يجادل النظام السوري ويماطل ويضع العثرات تلو العثرات امام تشكيل تلك المحكمه من خلال طوابيره العامله في لبنان لتاخير تشكيلها ما امكن ذلك ولكسب كل دقيقة ممكنه قبل تشكيلها .

وهل ان السياده السوريه سوف تمس لا سمح الله اذا طلبت المحكمه تسليم شخص او شخصين او ثلاثه ربما كان لهم اي علاقه محتمله باغتيال المرحوم رفيق الحريري؟ هل سيادة سوريا الوطن والانسان ترتبط بعدم ازعاج اشخاص ربما تورطوا بجريمة من ابشع جرائم العصر ؟ ما هي تلك السياده التى تحمى كرامة وحرية اشخاص مشبوهين ونظام مشبوه اصلا ومتهم في وطنه ومثبت اجرامه ضد ابناء وطنه ؟

تلك الاسئلة الكثيره نطرحها امام القراء لنحاول الرد على اشتراط الرئيس السوري وربطه للتعاون مع المحكمه بالسياده المزعومه .

ان اعز شيء واغلى شيء في اي وطن من الاوطان انما هو الانسان وليس الزرع او الحجر او الاثار القديمه ، لذلك فان سيادة اي بلد انما تقاس بمدى احترامه لابنائه وتامينه لحاجياتهم ومتطلبات كرامتهم ، فاذا قصرت الدولة واهملت واعتدت على حقوق مواطنيها واذلتهم وحكمتهم بالقوة وبالسجون فمن ان يكون لها سياده او كرامه ؟

لذلك ومن هذا المفهوم العام للسياده وربطه بكرامة المواطن وحريته يتجلى لنا واضحا وبكل سهوله ان سيادة سوريا منقوصه اصلا ومطعون فيها ، ومطعون بامتلاك هذا النظام لاي نوع من انواع السياده لانه اصلا نظام مشكوك اشد الشك في اصل شرعيته ومدى تمثيله للشعب السوري .

اليس من المعيب والمخجل ان يربط رئيس سوريا سيادة تلك الدوله العظيمه والشعب الكريم بمصير اشخاص ربما كانوا متورطين بارتكاب جريمه من ابشع جرائم العصر الحديث ؟ اليس مخجلا لسوريا كلها ان تربط كرامتها وسيادتها باشخاص مشبوهين يعملون لصالح نظام مشبوه ؟

كان الاولى والاجدر بالرئيس اللسوري ان يقول بوضوح وجلاء : نعم نحن متعاونون كل التعاون لكشف القتله وتقديمهم للقصاص العادل ، اما ان يتحجج بحجج واهية للتغطيه عليهم ولبذل المحاولات اليائسه لحمايتهم وربط مصير سوريا كله بهم ، فهذا هو اكبر دليل انه هو من كلفهم بذلك العمل الجبان الذي تعود عليه النظام السوري على مدى اكثر من اربعين عاما للتخلص من اي صوت يعارضه ، للتخلص منه بشتى السبل مهما كانت قذره .

ليس مفاجئا ولا غريبا ان يدافع بشار عن ازلامه الذين عاثوا في لبنان فسادا وتخريبا ولكن ما يجب ان نقف بوجهه جميعا هو ان يربط بشار مصير سوريا كله وكرامتها وسيادتها باشخاص مشبوهين ، لا يجوز ان نقبل ذلك ابدا وعلى الجميع ان يرفع صوته ليقول لا لبشار ، ولا للمشبوهين ، ونعم للكشف عنهم وتقديمهم للعداله تمهيدا لفضح من كلفهم ومن خطط لهم ومولهم لقتل اي انسان يعارض توجهات النظام السوري الشريره .

ان سيادة سوريا اكبر بكثير واعظم بكثير من سيادة رئيسها الزائل لا محاله مثل كل الطغاة على مر التاريخ ، ولا بد ان ياتي ذلك اليوم الذي ينكشف زيف وضلال هذا النظام الباغي الذي اورد سوريا ابشع الموارد وجعلها في ذيل الامم .

No comments: