البيانوني ينطح الجدار براسه
اخيرا وصل البيانوني – المراقب العام للاخوان السوريين – وصل الى الحائط المسدود وصار ينطحه براسه. الحائط الذي طالما ظل يلف ويدور ويراوغ ويرفض الاقرار بوصوله اليه ، ويجادل في وجوده اصلا ، وصل اخيرا واعلن انه فشل في كل جهوده لنيل اي صفح او عفو او مسامحة من نظام بشار الاسد ، حيث طلب اليوم من زملائه الوفود العربيه التي تنوي المشاركه في مؤتمر قريب في دمشق ، طلب منهم عدم المشاركه تضامنا واحتجاجا على ما اسماه رفض النظام لاي وساطة لحل عقدة الاخوان المستعصيه ، واعترف صراحة بفشل كل سياساته التى ظل يمارسها ويتفاخر بتبنيها لاكثر من عقد من الزمن .
بعد اكثر من خمسة عشر عاما على بدء جهوده وجهود سلفه الشيخ المرحوم عبد الفاتح ابي غده ، لم يياس البيانوني ابدا خلالها من حلم العوده الى سوريه الوطن تحت اي رايه او لافته او مصالحه او عفو او صفح ، باي ثمن ومهما كان ، مارس كل انواع التذلل للنظام وتقبيل الايادي وطلب الرحمة من مجرم لا يعرف شيئا عن الرحمه ، ومن لئيم لا يعرف شيئا عن الشيم او الاخلاق ، خاصم اخوانه بناء على مشروع الصلح هذا- الوهم - ، انقسمت جماعة الاخوان الى شطرين بسبب ذلك المشروع الوهمي ، صالح وقاطع وخاصم بناء على ذلك الوهم ، بنى تحالفات على ذلك الوهم ، وها هو اليوم يصل الى الجدار الذي ما زال وما انفك وما فتئ يجادل ويصر على عدم الوصول اليه يوما ما ، او حتى وجوده اصلا .
اليوم بعد سنين طويله من اصراره ذاك على خفض جناح الذل للنظام ، ورفع جناحه وضربه لاخوانه به والتكبر عليهم ، وبعد مكابرة ومكابرة واصرار وعناد وصبر على ذلك النهج المذموم ، بعد كل ذلك اقر اخيرا بانه حصد لا شيء كبيره ، حصد صفرا ، حصد هباءا ، حصد المزيد من الهوان .
اليوم يقول بصراحه انه لم يحصل على اي اشاره سريه او علنيه من النظام تجاه جهوده المتكرره ، هذا مع العلم ان الجميع راى عددا من الاشارات العلنيه الواضحه من اكثر من مسؤول بعثي سوري وعلى راسهم بشار الاسد عندما صرح لجريدة الشرق الاوسط ان الاخوان يحملون افكار القاعده ، بينما وصفهم وزير الاوقاف بالارهابيين ، ووزير الخارجيه تحدث في نفس الموضوع نافيا وجود اي حل لقضية الاخوان ، وكذلك عمران الزعبي احد القياديين البعثيين . كل تلك الاشارات الواضحه الجليه لا يعتبرها البيانوني ردا من النظام ويقول في بيانه اليوم انه لا يوجد اي رد علني او سري لمبادراته ، فبالله كيف يكون الرد اذا لم تكن كل تلك الاشارات ردود ؟
اما اشارته الى الضيم والحيف الذي يلاقيه ابناء الاكثريه من الشعب السوري من طائفة اهل السنه والجماعه ، فهي الاولى من نوعها في هذا المجال حيث ظل خطاب الاخوان السوريين طوال سنين طويله يراوغ ويماطل ويتلون ولا يقول الحق والواقع في شان ذلك الظلم الواقع على ابناء السنه ،يغيرون الفتاوى الشرعيه ليدخلوا غير المسلمين قسرا في صفوف المسلمين ، حتى جاء اليوم الذي وجد نفسه مضطرا مجبرا على النطق بالحق بعد ان تخلى قسم كبير جدا من المعارضين عن اساليب مداهنة النظام وغض النظر عن بعده الطائفي خوفا او طمعا ، واصبح ذلك البعد ملء العين والبصر في خطاب العديد من الجهات المعارضه للنظام .
اخيرا وصل البيانوني الى الحائط ، وقديما قيل : لئن وصلت متاخرا خير من ان لا تصل ابدا . ربما يعتذر عن تلك الاخطاء القاتله ويستريح ويريح ، ربما يملك تلك الشجاعة الخارقه ويقول : لقد كنت مخطئا في تقديراتي ، ربما يستقيل مثلا ، ويقلد غيره من السياسيين الفاشلين الذين يحترمون انفسهم ، ربما يقر بالهزيمه ولا يحولها الى نصر كما هي عادة الزعماء العرب ، ربما يخلد الى الراحه بعد ان اطمأن على جنسيته البريطانيه وينام قرير العين لفتره قبل ان يختاره البارئ عز وجل اليه للحساب والعقاب ، ربما يضع في حساباته ان من حق الاخرين ان يخالفوه والا يقبلوا طروحاته من غير ان يكونوا خونه او جواسيس كما نشر عني سابقا هو واحد مساعديه .
ربما ربما ..... ولكن هيهات ....
علي الاحمد
Wednesday, 4 November 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment