Monday 21 July 2008

النخوه العربيه للسودان

هب وزراء الخارجيه العرب هبة رجل واحد وانتفضوا لنصرة الرئيس السوداني عقب مذكرة الجلب والاحضار الصادره عن المحكمه الدوليه التى بدأت تظهر للافق كاحد اوجه النظام العالمي الجديد الذي يحكمه القطب الواحد وتسيطر عليه اللوبيات الاقتصاديه العالميه الكبرى ، وربما الدافع الاكبر لتلك الهبه النخويه العربيه لنصرة البشير كان الخوف من المصير المشابه الذي ربما يحل بهم واحدا تلو الاخر اذا لم يتداركو امورهم على راي المثل الذي يقول ( اذا حلق جارك بل ذقنك ) بمعنى ان كل واحد منهم عنده من المخازي ما يكفي لان توجه اليه عشرة مذكرات توقيف جملة واحده ، فاذا كان البشير قد تلقى مذكرة واحده فهو محظوط لانه كان في وجه المدفع لانه ربما تصدر على سوريه مثلا عشر مذكرات لضباط ومسؤولين حول اغتيال الحريري ، وربما كانت (بروفة ) البشير تمهيدا لبروفه اخرى يتم رسمها لبشار بالرغم من انهم تظاهروا في فرنسه انهم اعادوه الى بيت طاعتهم ، ولكن من يدري ما هي حقيقة الموقف وما يتم رسمه في كواليس العم سام ؟

ولكن السؤال الكبير هنا لماذا هذا الغضب من استدعاء البشير ؟ اذا فرضنا انه فرط في ازهاق حياة مواطن واحد فقط في دارفور ، افلا يستحق ان يعاقب على ذلك ؟ انا افترض مواطن واحد فقط وليس عشره او مائه او الف ، الا يستحق اي رئيس او مسؤول ان يعاقب على اهماله او قسوته او جبروته في قمع من يخالفه وسحقه بكل الوسائل كما هو العرف السائد حاليا في معظم مجتمعاتنا العربيه ، الم نفرح كلنا بالامس عندما اعتقل المسؤول الصربي السفاح بطل مجازر البوسنه في التسعينات ضد المسلمين العزل ؟ لماذا نزعل على استدعاء البشير على فرض انه قتل مواطن سوداني واحد ونفرح لاستدعاء ميلوسوفيتش ؟ اليس هذا نفاق وكذب وكيل بعشرة موازين ؟

على الرغم من الحقيقه المعروفه ان تلك المحكمه مخصصه لمحاكمة الضعفاء من الظالمين وليس لمعاقبة الاقوياء منهم ، ولكنها مع ذلك ستوفر رادعا للقتلة المجرمين ( الضعفاء ) في اسيه وافريقيه ، وستجعلهم يفكرون اكثر من مره قبل ارتكاب جريمة جديده ، وستجعل رئيسا مثل بشار الاسد مثلا يتحفظ كثيرا قبل الاقدام على اغتيال شخصية اخرى بوزن رفيق الحريري مثلا .

لو كانت مثل تلك المحكمه موجوده في ثمانينات االقرن الماضي هل كان سفاح خطير مثل خافظ الاسد سيقدم على نسف مدينة حماة وقتل الالاف من ابنائها ؟ او مجرما اخر مثل رفعت الاسد على قتل الف سجين في سجن تدمر ؟ صحيح انها لم تردع ما حصل في سجن صيدنايا ولكن من المفترض الان وفورا لو كان في المعارضه السوريه رجال اشداء يرتفعوا عن مستوى الخلاف حول من سيعلن عن اعتصام امام السفاره يحضره عشرون معارض نصفهم غير سوريين، يحميهم عشرة رجال شرطه ، لو كان فيهم خير ونفع لوطنهم فعليهم ان يتقدموا فورا الى تلك المحكمه بدعوى ضد بشار الاسد خاصة وان الدم ما زال حارا ولم يتم تنظيفه من على جدران ذلك السجن ، وان يوظفوا كل شيء من اجل ذلك وان يستغلوا استدعاء البشير ويوظفوه لاستدعاء بشار حالا الى تلك المحكمه والا يتعللوا بالضعف او العجر او قلة الحيله مثل الارامل .

انا متاكد ان هذا الكلام لا يعجبهم لانه يجرح مشاعرهم الحساسه ، لانهم لا يتحملوا اي كلمة لوم توجه اليهم ويتواطئوا مع بعضهم ضد اي شخص ينتقد عجزهم وضعفهم وتخاذلهم مما سهل على بشارالاسد ان يوغل في بطشه وطغيانه لانه يعرف ان لا احد يستطيع ان يحاسبه او يوقفه عند حده .

لا يجوز بعد الان حسب رايي ان يتم التغطية او السكوت عن اي قاتل طاغ مهما كل لونه او جنسه او دينه ، وكل حاكم او مسؤول يتصرف بعنجهيه ضد ابناء شعبه يجب ان يعاقب بالرغم من ان الجهه المعاقبه منحازه وغير عادله ولكن اذا استطاعت ان تردع عشرة مجرمين من اصل مائه فهو شيء جيد ، اذا استطاعت تلك المحكمه التى يشرف عليها حسب زعمنا اناس لهم دوافع سياسيه ، اذا استطاعت ان توقف عشرة دكتاتوريين من اصل خمسين فلا باس في ذلك ، اما ان نترك الحبل على الغارب بحجة ان تلك المحكمه تعاقب البشير ولا تعاقب شارون فهذا خطا ، والسؤال هو لماذا يقدم البشير اصلا على الاجرام بحق شعبه ، ولماذا لا يحترم حق اهل درا فور في ان يعترضوا مثلا على توزيع الثروه ؟ لماذا يقتلهم اذا اعترضوا هذا هو السؤال ؟ لماذا لا يتخلى عن العقليه العربيه المسيطره حاليا التى تقول : كل من يخالفك اقتله ولو تعلق باستار الكعبه ، بغض النظر هل هو على حق او على باطل، المهم انه تواقح وتجرا على الاعتراض لذلك فان جزاؤه القتل وكل العرب سيقفون مع القاتل ينصروه في محنته امام المحكمة الدوليه ، اليس هذا هو العار ؟

علي الاحمد

No comments: