Monday 7 January 2008

هل رفيق الحريري اهم من بوتو ؟ يتساءل فيصل القاسم

كتب السيد فيصل القاسم من على منبر الشرق القطريه مقالا يتساءل فيه هل ان المرحوم رفيق الحريري اهم من المرحومه بنازير بوتو ؟ وهل لبنان اكثر اهمية للعالم من باكستان القوه النوويه ؟ وكان كل همه ان يؤكد ويثبت بالحجه والبرهان موضوع الكيل بمكيالين الذي يزعم انه حصل في الموضوعين ، وكان جليا وواضحا ان السيد القاسم المعروف بانه يتبنى المواقف المؤيده لسوريه التى كثيرا ما يصفها بانها الجدار الممانع الاخير في وجه الاطماع الغربيه كما يرى سيادته ، وكان جليا ايضا مدى تاثره لهذا لواقع وردد اكثر من عبارة التحسر والتوجع أه ....وخلص للقول بان المحاكم الدوليه انما تنشء فقط لغايات سياسيه وليس لتحقيق العدل والحق في الارض .

وللرد على تساءلات السيد القاسم اود الاشاره اولا الى خطأ فاحش وقع به السيد فيصل الاعلامي المتميز الذي ساهم مع رفاقه الاخرين من خلال الجزيره في اعادة تكوين الوعي العربي وكسر هيمنة الانظمه الحاكمه على الاعلام ، ولكنه في المسائل التى تتعلق بسوريه ونظامها وسياساتها فانه منحاز كليا للنهج الذي بات يعرف بالمحور الشيعي الايراني السوري –حزب الله . الخطأ المقصود هنا هو عدم جواز مقارنه لبنان اثناء اغتيال رفيق الحريري بباكستان وقت اغتيال بوتو ، هناك فرق شاسع وهائل جدا بين الحالتين لان لبنان 2005 كان واقعا بشكل كلي وتام تحت هيمنة نظام قمعي تسلطي ليس له مثيل في المنطقه وربما في العالم لانه النظام الوحيد الذي تحكم فيه اقلية بسيطه من الشعب السوري للاكثريه الساحقه من الشعب من خلال الجيش والمخابرات والبطش وتسير بذلك البلد باتجاه معاكس لارادة ابنائه ، والاكثر من ذلك انها تحتل بلدا صغيرا مجاورا هو لبنان وتستغل خيراته وتستعبد اهله تحت التهديد والوعيد ، اما باكستان فانه محكوم من ابنائه وليس من الهند مثلا او من الصين ، وله تاريخ عريق من الديموقراطيه ولم يكن خارجا من حرب اهليه طاحنه كما هو حال لبنان وليس بلدا ذو اقليات متنازعه ومتخاصمه وفيه مذاهب ونحل متعدده كما في لبنان .

لبنان وقت اغتيال الحريري كان وطن بلا سياده ولا استقلال تلعب فيه المخابرات السوريه كما تشاء وليس لابنائه المخلصين سلطة عليه ، بعكس باكستان التى يحكمها جنرال قوي ومسيطر بغض النظر عن مدى رضى الشعب عنه وقبولهم له ، ولكنه بكل تاكيد لا يعمل لصالح الهند او ايران مثلا ، لذلك فان السيد القاسم عندما يقارن بين الحالتين اللبنانيه والباكستانيه على انهما متشابهتين او متساويتين فانه مثل من يقارت بين بواب عماره مهمته تجميع النفايات واغلاق باب العماره وفتحه ، وبين رجل امن للعماره يدقق ويفتش ويعرف كل من يدخل اليها ويخرج منها وله صلاحيات كامله للسماح او لمنع احد بالدخول الى العماره .

ثم ان السيد القاسم يعرف ان السياسه هي فن ادارة المصالح ، وعندما توافقت مصلحة القاعده مثلا في افغانستان مع مصلحة امريكا في طرد الروس من ذلك البلد المسلم في الثمانينات فان الطرفين تعاونا بشكل غير مباشر لذلك الهدف المشترك وعندما تخالفت تلك المصالح انقلبت الى حرب بينهما ، واليوم في لبنان تتوافق مصالح امريكا في دحر النظام السوري وقص اظافره وتحجيم دوره ، تتوافق مع مصالح الشعب السوري والمخلصين من اللبنانيين للتخلص من احد ابشع الانظمه التى عرفها العالم بطشا وقمعا وتنكيلا بابنائه وابناء جيرانه من اللبنانيين والفلسطينيين وحتى الاردنيين ، فهل نقول لامريكا لا نرجوك حافظي لنا على تلك الطغمه الحاكمه في دمشق ام نقول لها بورك جهدك في دحرهم واذلالهم كما اذلوا الملايين وقتلوا وشردوا عشرات الالاف ؟ هل نتوسل لامريكا لابقاء اصف شوكت وماهر الاسد ؟ هل نقبل ايدي امريكا لتحافظ على اللصوص والمجرمين الحاكمين في دمشق واعوانهم المنافقين في بيروت ؟ ام نعترف ونقر ان مصلحتنا اليوم تتفق مع كل من يعمل ضد نظام بشار الاسد المجرم القاتل الدكتاتور القمعي المتسلط على رقاب السوريين واللبنانيين ، ثم بعد ذلك تفترق مصلحتنا عن مصلة امريكا عندما نصبح احرارا قادرين على التفكير في مصلحتنا الخاصه بعيدا عن اي تدخل ؟ ام لان السيد القاسم وابناء ملته مستفيدين من الوضع الحالي وليذهب الباقون الى جهنم ؟

ثم ينتقل السيد القاسم ليقول : (وصحيح أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف طلب مساعدة من الشرطة البريطانية للتحقيق في مقتل بوتو، لكنه رفض رفضاً قاطعاً تشكيل محكمة دولية على شاكلة محكمة الحريري تبتز باكستان لسنوات وسنوات، كما رفض أي مشاركة دولية في التحقيقات الجارية ذات الصلة بملابسات اغتيال بوتو) انتهى كلامه

وهنا نقول للسيد الالمعي فيصل هل تنكر ايضا ان اركان السلطه الحاكمه في لبنان وقت الاغتيال وعلى راسه البوق ذو ال 10 انش لحود وصاحب النصر الالهي نصر الله وغيرهم من ازلام سوريه الصغار في لبنان كلهم رفضوا واصروا وما زالوا يرفضون المحكمه الدوليه وان كل ما حصل في لبنان منذ ذلك اليوم في شباط 2005 انما هو بسبب رفض ما يسمى اليوم بالمعارضه اللبنانيه لقيام المحكمه لانها ستفضح رب نعمتهم في قصر المزه بدمشق سيدهم الاكبر الذي يعملون كلهم اجراء عنده من بري الى اصغر طرطور في جزب الله ، هل ينكر السيد فيصل كل تلك الجهود التى بذلوها لوقف المحكمه ولكنه فشلوا بفضل الله وثبات المخلصين من ابناء لبنان ؟ مع الفارق الكبير بين جنرال طرطور معين من سوريه مثل لحود وبين جنرال قوي مثل مشرف ، واؤكد مرة ثانيه اني لا احب مشرف ولا اؤيد نظامه في باكستان ولكن فقط ابين الفرق الكبير بين الحالتين وبين شخصية لحود ومشرف .

اسمح لنا يا سيد فيصل الا نقبل بعد اليوم بضاعتك الفاسده ، واسمح لنا ان نطلب منك ان تبيعها لغيرنا لاننا ببساطه صرنا على علم تام ودراية كامله بالنظام السوري واتباعه وازلامه وكرصوناته وسماسرته وقواديه وحتى مومساته ، صرنا نعرفهم جميعا بالاسم والشكل ، واذا كنت حضرتك ستعمل مسوقا لتلك الوجوه القبيحه علينا فاسمح لنا ان نقول لك ارجع بضاعاتك الفاسده لاننا لسنا بحاجة لها ، واكثر من ذلك فان كل من يسوق لتلك الطغمه من اللصوص والقتله في دمشق او اعوانهم في لبنان فان لعنة الله والتاريخ سوف تلحق الى يوم الدين ، لان من يتستر عن القاتل فهو قاتل مثله ومن يدافع عن اللص فهو اشد منه لصوصية ، واخشى ان تكون انت قد اصبحت واحدا من تلك العصابه .

واخيرا فان انشاء المحكمه الدوليه من اجل لبنان كان مبررا جدا نظرا لعدم وجود دوله لبنانيه انذاك وانما عصابه من المجرمين التابعين لرستم غزاله ، اما باكستان فانها دولة ذات سياده ليست محتله من دوله مجاوره ، وليست خارجه من حرب اهليه ، وليست دوله مؤلفه من اقليات طائفيه واثنيه كما هو حال لبنان فلا تحاول ان تستغبينا اكثر من ذلك يا سيد فيصل وانت تروج لعصابة القتله في دمشق . مع التقدير .

علي الاحمد

No comments: