Thursday 6 September 2007

الطيران الاسرائيلي مجددا في الاجواء السوريه

بينما كان ضباط الجيش السوري يغطون في نوم عميق فجر يوم امس الخميس بعد سهرة حمراء في احدى النوادي الليليه المحيطه بدمشق ، وبينما كان الرئيس الباسل بشار يتقلب تحت كوابيس المحكمة الدوليه ، قام الطيران الاسرائيلي بجوله تفقديه للاجواء السوريه اخترق جدار الصوت (والصمت) المطبق على سوريا الحزينه ، والقى بعض قذائفه على اهداف لم يتم تحديدها بعد ، ثم انصرف عائدا بعد ان لقنه الاشاوس من جنود بشار الاسد درسا في الشخير والصفير اثناء نومهم .

طبعا خرج علينا الناطق الرسمي السوري ليقول عبارته الشهيره (نحتفظ بحقنا في الرد ) ، وبانتظار ذلك الرد الذي ربما ياتي قبل قيام الساعه بقليل ، علينا ان نقرأ ما اراد اليهود ان يقولوه للسيد بشار الاسد ونظام حكمه من خلال تلك الغاره الاستكشافيه . اولا فقط ليتاكدوا من شيء يعرفوه حقا وهو مدى الاسترخاء والترهل الذي لحق بالجيش السوري الباسل الذي لم يخض حربا حقيقيه منذ عقود طويله اللهم الا حروبه هنا وهناك ضد الشعب السوري في حماه وحلب ، حيث اثبت كفاءة نادره في قمع الشعب السوري المسكين ، او ضد اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم حيث لم يسلم من بطشه احد الا القليل من( المدللين ) مثل السيد حسن نصر الله واتباعه .

ثانيا ليقولوا للسيد بشار ما يلي : انتبه يا سيد بشار فان دورك في الطابور قد اقترب وانت اليوم مكشوف من كل الجهات وليس لك اي عمق استراتيجي يدافع عنك ساعة الطلب ، وبعد ان افلست داخليا عندما قمعت شعبك واذللته وسقيته كاس الهوان مرارا . الامريكان من ورائك في الصحراء الغربية من العراق ، وطيران اليهود فوق راسك ، والبحر، وما عليك الا ان تختار اي واحد منهما . لقد تخلى عنك العرب يا سيد بشار واصبحت وحيدا فريدا لا احد مستعد لنجدتك معنويا او ماديا بعد ان انسحبت من محيطك العربي وربطت نفسك بالمقربين من قلبك الايرانيين الابطال . ثالثا ليقولوا للسيد بشار اعرف حجمك الحقيقي ، لان من يغتر بطوله وعرضه وقوته ومخابراته ، ويتخلى عن سنده الحقيقي من ابناء شعبه ، فانه في ساعة الحقية لن يجد من يقف معه وسيكتشف انه وحيد في الساحه وما اكثر من سيتشفون منه .

انه درس بسيط للسيد بشار الاسد ولكن له مدلولات كبيره عليه ان يعيها ، عليه ان يتاكد من حقيقة انه امام الطاغوت الامريكي واليهودي مكشوف واعزل ولا يملك اي حيله ، ولن يجد الا القليل من يتعاطف معه ومن يربت على كتفيه ساعة الحاجه . ولكن هل سيعي ذلك الدرس ؟ الاغلب انه لن يفعل بحسب ما رايناه منه خلال السنين السبعه الماضيه خاصة بعد ان اقسم للمرة الثانيه انه سيفعل وسيفعل وسيحقق وسينجز وسيكون ممتاز جدا ولكن للاسف اي احمق سيصدقه . ربما بعد تلك الغاره البسيطه سيعيد النظر في القسم لان البلد ( يمر بظروف حرب ) . ربما جاءته تلك الغاره رحمة من السماء ليتخلص من اعباء ذلك القسم الذي يؤرقه.

علي الاحمد –لندن

No comments: