حسنا ما فعلت حماس
اثار اجتياح حركة حماس وسيطرتها السريعه على مواقع فتح القياديه في غزه ، اثار موجة من ردود الفعل المتناقضه والمتباينه بين من سماها انقلاب على الشرعيه ومن اعتبرها خطوة صحيحه لانهاء حالة الازدواج في السلطه التى يعاني منها القطاع منذ وقت طويل وما انتجه ذلك من صراعات ودماء زكيه اريقت على مذبح ذلك الخلاف على السلطه بين الفصيلين الرئيسيين .
ولكن الامر لم يتوقف عند ذلك الحد ، حيث اعلن احد قياديي حماس بالامس على الملأ ما يمكن ان يسمى سلسلة من الفضائح الاخلاقيه التى زخر بها سجل اجهزة الامن الفلسطينيه الباسله التى كانت تقاتل اسرائيل من خلال الفحش والفساد والاساليب القذره التى يتعامل بها ليس فقط جهاز امن ابو مازن ولكن كل اجهزة الامن العربيه ، وما تم فضحه يصح تماما على جميع اجهزة الامن العربيه حيث تسود تلك الاساليب البشعه في دهاليز اجهزة الامن على اختلاف انواعها .
التعامل مع العدو بشكل واضح ومكشوف ، وتسريب المعلومات له ، والتعذيب وانتهاك الاعراض وقهر الناس واذلالهم من خلال ممارسات تخل بالشرف والاخلاق ، هذه هي اجهزة الامن عند العرب وكل من يظن غير ذلك فعليه ان يراجع حساباته .
هل كنا نتوقع ان تكتشف حماس في دهاليز الامن عند ابو شباك خططا لتحرير الاوطان ؟ ام مصانع لتصنيع ادوات الصمود والمقاومه ؟ ام اجهزة متوره للتنصت على العدو الغاصب ؟ هل كان من المتوقع ان اجهزة ابو شباك تنظم للمعتقلين دورات اصلاحيه تعلمهم فيها الادب ومكارم الاخلاق ليصبحوا افرادا صالحين في المجتمع ؟ هل كان اليهود اصلا سيسمحون بدخول هؤلاء القوم لو لم يكونوا يعرفون ماهيتهم ، ولو لم يكونوا يعولون عليهم لكبح ولجم حركة حمالس وبقية المقاومين ، ولكن ظنهم خاب ونالوا الخزي والعار مطرودين اذلاء امام ابطال غزه الذين دوخوا اسرائيل.
حسنا ما فعلته حماس عندما فقأت تلك الدمله المنته في خاصرة غزه الجريحه ، دملة دحلان وشلة العملاء الذين رفضوا منذ اليوم الاول فوز حماس المدوي من خلال صناديق الاقتراع وظلوا يقاومون ذلك الفوز بكل قوه حتى جاءهم يوم الطرد المشهود من غزه . والا كيف كانت تفرخ تلك الشله ارتالا من العملاء الذين يزودون اليهود باماكن وجود المقاومين وارقام سياراتهم وكل تحركاتهم ليتم تصفيتهم وقتلهم بالطائرات .
لماذا رفضت فتح القبول بالهزيمه في الانتخابات وفتحت الطريق للفائزين من حماس ليمارسوا تجربتهم بعد ان جرب الفتحاويين كل الاساليب الباليه وفشلوا فيها جميعا من اوسلوا الى شرم الشيخ بينما تحقق حماس النصر تلو النصر والانجاز تلو الانجاز في كل الميادين الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه ؟
لماذا اصر عباس على الامساك بكل الخيوط ورفض السماح لحماس بممارسة دورها كاملا لانها تمثل الاكثريه من الشعب الذي اختارها لتطبق نهجها بعد ان سئم من ممارسات الفتحاويين على مدى عقود من الفساد والفشل والتقهقر؟
لماذا تكون لغة التفاهم الوحيده بين العرب والمسلمين هي لغة القتل والقصف والتصفيات ؟ وكم من الوقت نحتاج لتتغير لغة التفاهم بينهم من القتال الى الحوار والتفاهم واحترام البعض للبعض الاخر ؟ ولماذا يصر من يجلس على الكرسي حتى لو كان كرسيا مهزوزا مكسورا مثل كرسي عباس ، لماذا يصر ان يبقى جالسا عليه حتى لو كان ثمن ذلك خراب الامه وضياعها وقتل الاف من ابنائها ؟ الا يحتاج مثل اولئك القوم لما قامت به حماس لانهم ببساطه لا يفهمون اي لغة ثانيه ؟
هل كان مطلوبا من حماس ان تصبر على عملاء ومأجورين يتخابرون مع العدو حتى يقتلوا كل يوم المزيد والمزيد من ابناء غزه الاطهار؟ ام ان ذلك التصرف كان هو الصحيح بناء على ما قام به اولئك الماجورين من انتهاكات؟
حسنا ما فعلت حماس وكان الله معهم ليوفقهم ويسدد خطاهم ليكونوا اول لبنه من لبنان اعادة امجاد الامه مع المفارقه الاليمه ان تكون اول بقعه تتحرر من الطغيان هي اصلا واقعه تحت احتلال مقيت .
علي الاحمد –لندن