خيبة الامل الدوليه من نظام بشار
ما اعلنه بالامس الرئيس الفرنسي من مصر عن خيبة امله من الاتصالات التى اجراها هو ومساعديه مع النظام السوري حول لبنان ، وانه لم يعد يصدق اي شيء يصدر عن النظام السوري وانه يريد افعالا لا اقوال ، كل ذلك لم يكن اكتشاف من قبل الرئيس الفرنسي ، وانما هو امر اصبح بديهيا ومعروفا لكل من يتعاطى او يتعامل مع ذلك النظام الذي يعتبر الكذب ذكاء ، والدجل مهارة ، والتلون واللف والدوران شطاره ، لذلك من الطبيعي ان كل من يدخل مع بشار واركان نظامه في محاوره او اتصال دبلوماسي يكتشف بسرعه ان لا ثقه في وعوده ، ولا مصداقيه لتعهداته وانه لا يعدو ان يكون منظومه كامله من الكذابين والدجالين الذين يعتبرون ذلك حذاقه ومهاره .
وهكذا نفض ساركوزي يديه من محاولته التى استمرت لفترة من الوقت وقال انه شخصيا يتحمل نتيجة مبادرته للتواصل مع النظام السوري ، وانه قام بذلك بحسن نيه ، وانه كان يظن انه يتعامل مع بشر أسوياء مثل الاخرين يمكن ان تاخذ منهم وتعطي لهم ، ولكنه وبسرعه اكتشف انه يتعامل مع مجموعه من الكذابين اللذين يقولون شيئا ويضمرون شيئا اخر ، والذين لا يوفون بتعهد ، وكل همهم هو المزيد من كسب الوقت والمناوره والمراوغه ليس الا .
نفضت مصر يديها من بشار في وقت مبكر ، وكذلك السعوديه والاردن ولم يبق له حليف الا الايرانيين بسسب ارتباطات مذهبيه بين بشار وحزب الله اللبناني والايرانيين ، في حلف شيعي يقف في مواجهته العالم كله عربه وعجمه يصبرون ويحاولون التعامل مع تلك المجموعه من الدجالين .
ان الاكتشاف الفرنسي الاخير وصل اليه السوريون قبل عشرات السنين عندما عرفوا من والد بشار الخبث والغش والخداع والتلوي مقل الحرباء ، ولان من شابه اباه فما ظلم ، فقد جاء بشار وفيا لذلك النهج البشع الذي يعتبر نفسه اذكى من عليها وانه المخلص الوحيد والشريف الوحيد الامين على قضايا الامه ، في الوقت الذي يرتكب فيه هو ونظامه اكثر الافعال تفريقا وتوهينا للامه ، ويخنق بيديه قدرات دولة هي من اكثر الدول العربيه تاثيرا وايجابية لخدمة قضاياها لو استطاعت ان تتحرر من نير الطائفيين الذين يحكموها منذ عقود .
اما حلفاء دمشق الشيعه في لبنان فانهم يقاتلون بكل ما اوتوا من قوه لتعطيل الاستحقاقات ولايقاف العجله التى بدات تدور ليس في صالح نظام بشار ، حيث يقول السيد نبيه بري انه لو تصالحت السعوديه وسوريه فسوف ينتهي الخلاف في لبنان بمعنى انه لو وافقت السعوديه على اطلاق يد نظام بشار في لبنان كما كان الامر قبل 2005 ، لانتهى الامر ، اي ان بشار منزعج مما حصل له ولجيشه في لبنان وانه يستعمل اعوانه هناك تحت زعامة السيد بري ليخرب ويعطل مسيرة الحياة حتى يثبت للبنانيين انه لا يمكنهم مواصلة حياتهم بدون رضى او مباركة النظام الاسدي ، وليقول لهم بلسان لبناني –لسان بري ونصر الله – اما انا او الخراب ، تماما كما يقول للسوريين اما انا او ان يحل بكم الخراب والدمار كما حصل للعراقيين .
وهكذا تتوضح الامور شيئا فشيئا امام الجميع القاصي والداني كما هي واضحة تماما امام السوريين ، حتى يصل الجميع اخيرا الى الحقيقة التاليه : لا يمكن توقع خير او انفراج من نظام بشار الاسد القائم على الظلم والاجحاف واهدار قدرات سوريه وتغييبها عن كل ما هو مفيد وايجابي لشعبها ولمحيطها العربي بحيث اصبحت عقدة المشاكل وبؤرة للتوتر ولخلق الاشكالات لسبب وحيد هو المشاكسه والمعانده والسير في اتجاه معاكس لمصالح العرب والمسلمين لصالح فريق الشيعه وايران .
علي الاحمد