متى يغادر بشار كما غادر لحود
غادر العماد لحود ليل امس القصر الجمهوري غير ماسوف عليه من الكثير من اللبنانيين ، بعد تسع سنوات كامله من الانصياع واللهاث وراء طموحات ورغبات المخابرات السوريه ، غادر ليؤرخ لحقبة ربما من اسوأ فترات الوصايه السوريه التى حولت لبنان الى مجردتابع لقصر المزه لا حول له ولا طول لدرجة ان احد المتندرين كان يقول انه عندما كان يزور لحود دمشق كان ياخذ معه اوراق المدرسه لاولاده لكي بوقعها من بشار او ابيه حافظ .
عهد جديد يبدأ الان بكل ما فيه من توقعات ومخاوف واماني ، ولكنه بكل تاكيد لن يكون باي حال تابعا للنظام السوري بعد ان انتفض الشعب اللبناني واخرج القوات السوريه وما كانت تمثله من تحكم وسيطرة على كل مرافق الحياة السياسيه والاقتصاديه في لبنان ، وانفتح امام اللبنانيين وحكومتهم المضيق عليها من اتباع النظام السوري ، انفتح امامهم طريق فسيح للحريه ولتقرير شكل واسلوب حياتهم كما يريدون هم لا كما كان يريد لهم حاكم قصر المزه .
السؤال الان متى ياتي الدور على بشار الاسد ؟ متى يفك اسر السوريين كما جاء القدر بعكس ما اراده من قتل الزعيم الحريري ليجلب التحرير للبنان ؟ متى ينعتق الشعب السوري من ظلم وطغيان وجبروت نظام بشار الاسد الباغي؟
اننا نحسد اللبنانيين بالرغم من كل ما يكتنف واقعهم من ماسي ، نحسدهم لانهم يستطيعون ان يقولوا لا ، ويستطيعوا ان ينتخبوا او لا ينتخبوا ، ان يقاطعوا او يشاركوا في اي نشاط او فعاليه ، نحسدهم لان لديهم نواب حقيقيون يخافون على وطنهم ويسهرون على مصالحه ، يستطيعون ان يشموا نسيم الحريه في وطنهم بعد ان ذاقوا ويلات الحرب والاحتلال والوصايه البغيضه .
دور بشار يقترب كل يوم لان شعب سوريه يستحق الحريه ، وسيظل يناضل للحصول عليها ، وهو ليس اقل فهما ولا نشاطا ولا حبا للحريه من اللبنانيين او غيرهم من الشعوب ، ولان الطغيان والظلم لا يدوم ابدا مهما بدا للناس من قوته وجبروته ، والا فاين هو فرعون وهامان وفرانكو وموسوليني وعبد الناصر وحافظ اسد ، وكل طغاة الارض الذين مروا عليها وفتكوا بالابرياء ولكنهم مضوا الى مزابل التاريخ .
كلنا على موعد مع الحريه يوم يغادر بشار قصر المزه ذليلا مخزيا كما غادره لحود بالامس بالازدراء والكراهيه من قبل ملايين اللبنانيين ، ولا بد لشمس سوريه ان تشرق قريبا وهي تحمل الخير والكرامه والعزه لهذا الشعب الابي .
لا مكان للياس ولا للقنوط لان ايام الظالمين معدوده مهما طالت ، ومصير بشار سيقرره الشعب السوري الذي يتوق الى الحريه والكرامه والديموقراطيه . وكلنا بالانتظار .
علي الاحمد