فيصل القاسم في سوريه
هل هو من قبيل المصادفه البحته ان يسمح للسيد الاعلامي السوري فيصل القاسم ان يصول ويجول في بلده سوريه ويلقي الندوات والمحاضرات ويبث حلقات برنامجه الشهير من سوريه ، بينما يمنع اخرون من السوريين حتى من التنفس بحريه في وطنهم؟ سؤال يطرح نفسه بالحاح –وهذه من عباراته الشهيره –على المواطن السوري سواء في الغربه والمنافي والمهاجر او في ارض الوطن الحزين المليئ بالحروق والقروح .
فعلا اقولها بحق ، لماذا يسمح للسيد القاسم بكل ذلك بينما يمنع رياض سيف من السفر للعلاج ؟ ويمنع غيره من الذهاب للحمام –اكرمكم الله- من غير ان يستاذن من الاوغاد في اجهزة الامن المختلفه ؟ هل فجأ ة اصبح نظام البعثيين يملك ذلك الهامش من الحريه ويعطيه فقط للمدلل السيد القاسم ؟ ام انه من ابناء الست وغيره من ابناء الجواري ؟ هل يصدق في ذلك قول الشاعر : احرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟
لماذا أمنع انا وغيري الالاف من زيارة وطني بينما يسمح له ولامثاله ذلك ؟ الا يحق لنا ان نتساءل ؟
من حقنا ان نسأ ل السيد فيصل المعروف بجراته الشديده التى اغلقت مكاتب الجزيره في عدة دول ونحن معه في تلك الجراه تماما لكشف الزيف الفساد ، ولكن لماذا هو اسد على الاخرين ونعامة على النظام السوري ؟ لماذا نراه يصول ويجول ويتبختر في كشف الفساد المصري او الاردني او السعودي او اليمني ولكنه يغض الطرف كله عن القتل السوري والفظاعة البعثيه ولكي لا ينكشف تماما فهو- يمرق –بين الفينة والاخرى كلمة او اشارة عارضة عن الفساد السوري المنتن ، لماذا هو –حنين – بتشديد الياء على السوريين الظالمين وقاسي اشد القسوه على غيرهم ؟ الا يحق لنا ان نتساءل ؟
الا يحق لنا ان نتساءل –كما يقول هو- لماذا تفتح له ابواب المراكز الثقافيه ليحاضر ويناقش بينما لا يفتح لغيره خرم ابره ليشم منه الهواء في سجون سوريه الكثيره ؟ هل لدى السيد القاسم اسثناء من قبل النظام السوري ليحاضر ويتكلم عن الديمواقراطيه والحريات ، وان علينا ان نتعلم من ايران ولا نكلف انفسنا الذهاب الى الصين ؟ وما ذا يريدنا ان نتعلم من ايران الصفويه ؟ فنون نشر التشيع ؟ تصدير الثوره ؟ شق الجيوب والضرب على الصدور بالخناجر في ذكرى استشهاد -امامنا وليس امامهم- الحسين عليه السلام ، الم ير السيد القاسم المثقف المتحضر ما يفعله الايرانيون وغيرهم من حماقات وطقوس في مناسباتهم التى لا تنتهي ؟ الا يرى ما يفعله الشيعه في العراق حتى ببعضهم البعض من قتل وتدمير ، ناهيك عما فعلوه باهل السنه مستفيدين من الغطاء الامريكي لهم ؟
هل يريد منا السيد القاسم ان نتعلم فنون الباطنيه من ايران وكيف يظهر الايرانيون وجها ويخفون وجها اخر ؟ ام نتعلم منهم سب وشتم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ام نتعلم من ايران كيف يكون الحقد على كل اهل السنه بغض النظر عن جنسيتهم او قربهم او بعدهم من ايران ؟
غريب والله ما نراه من السيد فيصل القاسم ، لو كان منسجما مع نفسه لرفض ان يقبل اي دعوة من النظام السوري طالما انه يعتقل سجينا واحدا من سجناء الراي لانه ثقب اذاننا في برنامجه عن الحريه والتعدديه وحقوق الانسان فكيف يقبل لنفسه ان يحاضر في اكبر معاقل الدكتاتوريه في العالم ، في سوريه الحزينه الباكيه ؟ الا يرى السيد القاسم ان ذلك عار عليه وعلى مصداقيته ؟
كان عليه ان يرفض كل الرفض سياسات القمع والبطش وان يتضامن مع السجناء السوريين ، واذا كان يود زيارة اهله فليكتفي بها ولا يقابل اي مسوول سوري حتى لو كان موظف بلديه لانه يمثل نظام القهر والقمع والبطش في سوريا الحزينه .
لن نصدق اي شيء يقوله فيصل القاسم عن الحريات والاخلاق بعد اليوم ، لانه قد كشف نفسه وفضح حاله كما يقال بقبوله ان يحاضر في ظل القتله واللصوص في سوريه .
اسمح لنا يا سيد فيصل وكفى صراخا وعويلا فارغا لانك رسبت في الامتحان ومصداقيتك تحت الصفر بعد الان .اغسل يديك سبع مرات احداهن بالتراب لتنظفها مما علق بها من اثام بمصافحتك للقتله واللصوص في سوريه ، وتوجه الى الله بالتوبه لان الله يغفر الذنوب جميعا .
كنا نود ان نراك اكثر اصرارا على الحق ، كنا نريدك مثل احمد منصور الذي فضحهم على الملا ورفض الكيل بمكيالين ، هو مواطن مصري ايضا ، كما انت سوري ، ولكنه من اشد الناس على الفساد والتسلط في مصر لذلك يملك المصداقية التى فقدتها انت بما فعلته في سوريه .
ناسف لذلك يا سيد فيصل ونود ان نراك غير ذلك لانك لا تستحق ان توصم بما تلعن به الامريكان كل يوم من على شاشة الجزيره – الكيل بعدة مكاييل – وشكرا لتحملك النقد الجارج لانك اول من اسس له في بلادنا .
علي الاحمد – لندن