Monday, 30 July 2007

السوريين مختلفون......لماذا

جاء في الاخبار امس ان الوفد السوري الى اجتماع الجامعه العربيه يوم امس كان (غاضبا) وقاطع جانبا من الاجتماعات وكان الوحيد المختلف عن باقي الوفود ، بحجة انه حريص على الفلسطينيين لان المجتمعين تجاهلوا حقيقة وجود انقسام بين الفلسطينيين . واحب ان اتكلم هنا عن تلك الحاله من ناحية ان النظام السوري يبتعد شيئا فشيئا عن محيطه العربي وتزداد الشقه بين ذلك النظام (وليس الشعب) وبين مواقف اشقائه العرب وذلك لصالح الحلف الايراني الشيعي الذي يضم لحد الان بشكل رئيسي حزب الله وسوريا وايران .

ان هذا الوضع الذي نلمسه الان هو حصيله لعقود من التعسف والقمع قاد بها النظام سوريه (الوطن) الى كراهية وبغض كل ما هو غير شيعي او كل ما يميل الى جهة المسلمين العرب السنه ، بحيث اصبح كل عربي ليس من الشيعه ،او كل نظام عربي لا يوالي ايران الشيعيه اصبح هؤلاء في خانة الخصوم والاعداء بالنسبة للنظام في سوريه ، مثل ما حصل من دعم الاسد الاب لايران ضد صدام في الثمانينات لسبب وحيد لانه من المسلمين السنه ، حتى لو لم يكن وقتها يحترم اهل السنه ولا يعبر عنهم ولكنه كان مصنفا عند النظام السوري (عدو). وظل يعزز تلك الطريقه في التعامل مع الامور خلال كل تلك الحقب التى رافقت الحرب في لبنان واختلاقه لحزب الله ورعايته له والعناية به حتى صار له ما صار من النفوذ على حساب المسلمين السنه الذين ظلوا تحت المراقبه والمحاسبه من اجهزة مخابراته في لبنان لكي لا تقوم لهم قائمه وكلنا يعرف ما حصل لزعيمهم الرئيس الحريري وما جاء في احد اقوال بشار عنه (ان اهل السنه يلتفون حوله) ، بمعنى انه ممنوع ان يلتف اهل السنه حول اي زعيم لهم بينما مسموح لحسن نصر الله ان يصل الى مرتبة لاتبعد كثيرا عن مرتبة الربوبيه او الاوهيه عند الكثيرين من اتباعه .

الان اصبح كل شيء واضح وضوح الشمس الساطعه : نظام بشار الاسد يحمل لواء التشيع في سوريه ويدعمه ويسانده ويربط مصيره كليا بمصير ايران وحزب الله ويتجاهل امال وتطلعات الشعب السوري- او لنقل اغلبيته – الذي يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من الامة الاسلاميه التى تدين بديانة اهل السنه والجماعه بينما يسوق نظام بشار الاسد نفسه سوقا الى خانة اخرى لا يحبها الشعب السوري –او اغلبيته – ولا يرضاها .

الان انكشفت كل الاغطيه والقناعات الكاذبه وبان ال اسد على حقيقتهم التى كانوا يحاولون اخفاءها لعشرات السنين : طائفيون موالون لايران ولا يقيمون اي حساب لرغبات الشعب السوري ومواقفه ، ويجرون السياسة السوريه جرا الى مكان لا يراضاه اهل سوريه ولا يوافقون عليه ، مكان يقف فيه النظام السوري والايراني وحزب الله في جانب وكل العرب والمسلمين الاخرين في جانب اخر ، ويحاولون اللعب باسهم الاخوه الفلسطينيين المضطهدين ليخفوا وراءهم كل الخبث والغش والمكر والخداع ، ليزينوا للبسطاء من الامه انهم حريصون على اهل فلسطين وعلى قضيتهم ، والحق ان ذلك ليس اكثر من غطاء يعرفه الفلسطينيون الشرفاء قيل غيرهم ويعرفون كيف تعالمل النظام السوري مع ابنائه في حماه وحلب وغيرها وكيف ساقهم للموت سوقا فقط لانهم لم يقبلوا ان يحكمهم مارق افاك يحمل عقيدة لاتمت لهم بصله .

الان بدأ كل العرب والمسلمين بمعرفة حقيقة ذلك النظام ، تلك الحقيقه التى عرفها ابناء سوريه منذ الايام الاولى لاستلام حافظ الاسد زمام الحكم ، لانه يعرفون من هو حافظ اسد ومن هو ابوه ومن هم قومه وما يحملون من حقد وغل ضد المسلمين من اهل سوريا الاحرار ، لذلك وبعد سنين قليله وعندما بدأ يكشف عن انيابه العفنه تصدى له ابناء سوريه في كل المدن والقرى ورفضوا ان يستسلموا لطغيانه وجبروته ، مما اوقع الالاف المؤلفه من الضحايا والمشردين ، ولكنه استطاع بتامر دولي وصمت عربي ان يغرس انيابه في صدورهم ، ويلون نفسه بالف لون ولون ليحافظ على كرسيه فوق جماجم ضحاياه ، ولكنه اليوم مكشوف اكثر من اي وقت ، وعار اكثر من اي وقت ، ومتشيع اكثر من اي وقت ، وملعون على كل الصعد اكثر من اي وقت .

لم تذهب دماء السوريين الاحرار سدى عندما قالوا لذلك النظام : لا ، بل استقرت عميقا في تراب سوريا وعلمت الامه كلها كيف يكون الفداء والتضحيه والاستشهاد في سبيل الحق ، فما كان من الامة كلها الا ان افاقت على وقع تلك المواجهه ، وتعلمت الدرس من ابناء سوريه الذين تصدوا لدبابات النظام السوري، تعلموا كيف تهون الروح امام نصرة الدين والحق والواجب ، وكيف يرخص الغالي امام نداء رفض الظلم والوقوف بوجه الطغاة.

ليغضب النظام وازلامه كما يشاؤون ، ولكنهم في النهاية لا بد ان يصلوا الى الحقيقه التى ظلوا ينكرونها طويلا : انهم عزلوا انفسهم عن شعبهم يوم رموه في السجون وحكموه بالحديد والنار، واذاقوه الذل والفقر ، واليوم يعزلون انفسهم عن امتهم لانهم تنكروا لها ورجعوا الى اصولهم : خوارج ومارقين ، ليسوا من امتنا العظيمة في شيء ، انهم هم من اراد ذلك لنفسه ، لانهم ببساطه لا يعتبرون انفسهم من تلك الامه .