هل يعتذر البيانوني من شركائه في المعارضه؟
الان بعد ان انقشع بعض غبار الحرب المجنونه على غزه ، وبدا الهول والفظاعه التى دفنتها القذائف الاسرائيليه تحت ركام البيوت والمباني التى ضربتها اليد الهوجاء للجيش الاسرائيلي . اليوم تبين ان العرب الذين انقسموا الى عربين كانوا سواء في التقصير والتهاون والخيانه للدم الذي تفجر من ابناء غزه .
الان وقد بدا واضحا ان مبادرة الاخوان بوقف وتعليق انشطتهم ضد النظام تجاوبا مع تلك الاحداث المؤلمه لم توت اؤكلها ، وان نظاما مثل نظام بشار لا يهتم بحسن النوايا او دعوات الصفح وما الى ذلك ، الان هل يحق لشركاء الاخوان من اعضاء جبهة الخلاص وغيرها ان يطلبوا وبقوه من البيانوني التراجع عن تلك المبادره والاعتذار اليهم على ذلك الخذلان الذي سببه لهم ، اذا رغب ان يعود اليهم مرة اخرى ، لاننا تعودنا منه الانتقال السريع من موقف الى موقف ، ومن اصطفاف الى اخر ؟ اليس من حقهم ان يطلبوا منه اذا حاول ان يعود اليهم ان- يرسي على بر- ويقرر وبشطل نهائي هل هو ما زال يلهث وراء اي صلح من بشار ، ام انه ربما يصمد في مواجهته ويثبت بعد ان جرب كل السبل الاخرى ؟
من حق شركاء البيانوني اليوم ان يشكوا في صحة مواقفه معهم لانه صار رجل القفزات ، لذلك عليهم ان ينتبهوا لذلك وان يتاكدوا انه لن يعود الى تلك المواقف في المستقبل نهائيا .
ويجدر التنويه هنا على حاشية هذا الموضوع الى ظاهرة نظراء كتاب البعث وتشرين من الاخوان ، هؤلاء الكتاب الذين ينبرون بعد كل موقف غريب يتخذه البيانوني ، ينبرون الى تلميع تلك المواقف ووصفها باحسن الاوصاف من الحكمه والاعتدال والتوازن . انهم على استعداد تام وفوري لتسييل اقلامهم في الاطراء والمديح لتلك المواقف بطريقة فجة تذكرنا بكتاب البعث وتشرين السوريه اللذين لم يتركوا صفة من صفات الكمال والسمو الا والنزلوها على مواقف بشار الاسد . ان هؤلاء الكتاب من الطرفين على استعداد تام ان يغلقوا عقولهم وتفكيرهم ويحصروه في كيفية تسديد وتصويب مواقف قائدهم والحديث عن مميزاتها .
فلو خرج البيانوني يوما علينا وقال ان في سوريه مثلا يوجد لبن لونه ازرق وليس ابيض ، فان هؤلاء الكتاب فورا سيكتبون للناس يصفون زرقة اللبن في سوريه وانه صافي مثل امواج الشاطئ الازرق في طرطوس ، والادهى من ذلك والاسوا ان المواقع المحسوبه عليهم والمداره والمموله منهم لا يمكن ابدا ان تخطئ وتنشر مقالا واحدا فيه تنديد او انتقاد لذلك القائد ، فما هو الفرق اذا بينهم وبين البعث وتشرين ؟ هل الفرق في الشكل والمظهر ؟
ان جوهر التكتيم ومنع وصول المعلومه واحد سواء قامت به الصحف السوريه الرسميه او مواقع الاخوان الاعلاميه ولا يجوز التفريق بينهما ، ولا يجوز ان نسكت ونتغاضى عن اخطاء وتضليل المعارضه ونشهر ونفضح مخازي النظام ، اليس هذا هو الكيل بمكيالين الذي كنا ننتقده وما زلنا عند الامم الغربيه
Wednesday, 21 January 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment