الدب والاسد
يحكي ان اسدا مريضا توجه يوما ما لزيارة دب قطبي في مكان اقامته ليطلب منه المدد والعون في وجه خصومه الكثر واعدائه لانه صار ممقوتا ومكروها من الجميع في مكان اقامته لانه حول المكان الى (غابة) من القهر والكراهيه بسبب استبداده وتفرده في تلك الغابه . وتفاجأ الدب البارد من برودة طقس بلاده ، تفاجأ من الكأبه وحجم الهموم التى تثقل كاهل الاسد خاصة سيما وانه ليس كهلا او متقدما في السن ، وتوقع ان يكون ضيفه يمر بظروف قاسية جعلته بهذا المستوى من الانقباض والتوجس . واثناء حديثهما مع بعض وتداولهما للامر سأل الدب الاسد المريض : هل ذهبت الى طبيب لكي يكشف لك عن سبب مرضك ؟ فتنهد الاسد الهزيل قائلا انا اعرف مرضي جيدا ولا احتاج الى طبيب لاني ببساطه لا اثق باي طبيب ، ان مرضي نفسي وليس جسمي ، ببساطه انا اظلم جميع من يعيش معي في الغابه واحتقرهم مما جعلني محل كراهيه وبغض من الجميع ولا اجد من يتعاطف معي او يقف بجانبي والجميع يخاف من بطشي ويتظاهر بالولاء والحب الكاذب ولا اجد سبيلا الى كسب عقولهم ولا قلوبهم لذلك اتيت اطلب مساعدتك في الامر .
فكر الدب مليا فيما قال ضيفه وقال : انا مثلك تقريبا ابطش بالجميع هنا و اسوقهم سوقا الى طاعتي ولكن لم اصل بعد الى ما وصلت اليه انت من تجبر وطغيان لذلك ارجو ان استفيد من خبرتك في قهر من حولي وعلينا ان نتعاون معا لاننا نسير في نفس التجاه ولا مجال لنا الا الاستمرار في قهرهم وتطويعهم لان اي تراخي او تهاون يعني القضاء علي مصيرنا نحن الاثنين لانه كما تقول فاننا اصبحنا محل احتقار من الجميع حتى خارج مكان اقامتنا ونفوذنا ، حتى (الغابات ) الاخرى صارت تعرفنا جيدا تكيل لنا المكر بسبب هذه التصرفات التى اصبحت سمة مميزة لنا نحن الاثنين ولم يعد لنا فكاك منها .
قال الاسد مسرورا وقد وجد من يواسيه : حسنا اذا نحن نسير في نفس الخط ومصيرنا اصبح معروفا ، فكل منا قد فعل نفس الفعل و تصرف نفس التصرفات ، صحيح انني ربما تجاوزت عليك في بعض الامور وفتكتت وقتلت عددا اكبر من البشر في منطقتي ولكن لا باس اذا تعاونا في ذلك فسوف تعوض ما فاتك من نقص وسوف ادلك على بعض الاساليب التى اتبعها انا مع من يسكن معي في غابتي الصغيره ، ولكني احتاج بعض الدعم منك وان تمدني ببعض المعدات والاليات التى تساعدني في عملي على السيطره والتحكم في غابتي لكي لا يتجرأ احد على مجرد التفكير بعدائي ، صحيح انك كنت صديقا لوالدي الذي ورثت الغابة منه وتسلمتها مفككة محطمة ، ولكن مساعدتكم له قد مكنته من الاستمرار والبقاء بالقوه سيد لتلك الغابه وانا اتطلع الى المزيد من دعمكم وتاييدكم .
رد الدب بسرور قائلا : لا باس سوف اعمل على امدادك بالمزيد من ادوات القتل والتدمير التى يتم انتاجها عندنا لكي تستمر في نهجك التدميري ولكي تبقي سيد غابتك ولكي تستمر صداقتنا القديمه التى بنيت مع ابيك الذي نكن له الحب بسبب نهجه الفريد في المنطقه ، والذي لم يسبقه احد لحد الان في البطش والقتل والتدمير .
قال الاسد : نحن متفقين اذا وسوف يطلب احد الخدم المرافقين لي ان يطلب منكم ما نحتاجه من تلك المعدات التى ستمكننا من البقاء على سيطرتنا في تلك الغابه التى صارت لنا نحن الاثنين الملاذ الاخير في وجه خصومنا الذين يزيد عددهم كل يوم ، وسوف يستمر تنسيقنا وتعاوننا في البطش والقتل والتدمير حتى اخر يوم نتمكن فيه من ذلك .
علي الاحمد
No comments:
Post a Comment